جمال
12-21-2004, 03:59 PM
http://www.alraialaam.com/21-12-2004/ie5/spec8.JPG
عبد الحميد محمد سليمان,, قد لا يكون الأكبر، ولكن غالبا سيكون في مرتبة متقدمة بين المعمرين المصريين,, لمَِ لا,, وعمره هذه الأيام 115 عاما، له من الأبناء 25، من بينهم 14 بنتا ,, تزوج 3 مرات، كان آخرها قبل 45 عاما، وكان عمره 70 عاما، في حين كان عمرها (الزوجة) 18 عاما فقط، حيث يعيش في الوادي الجديد (صحراء مصر الغربية),, التي ولد على أرضها,, وبقي عليها حتى الساعة.
«الرأي العام» التقت المعمر المصري واستمعت لذكرياته وحكاياته:
عرف منه البداية أن عائلته من محافظة سوهاج وجاء جده العام 1800 الى الوادي الجديد لمنطقة «المنيرة» وكان اسمها في ذات الوقت «المحاريق» والتي فيما بعد أقيم بها معتقل سياسي اعتقل فيه كبار الكتاب والسياسيين المصريين.
ويحكي حكايته فيقول: عاش جدي وخدم مع الانكليز وورث عنهم الأرض بعد رحيلهم,, وتزوج وأنجب 9 أولاد، منهم 3 بنات من زوجة واحدة، وشارك في حفر آبار العيون الجوفية، وعمل راعيا للأغنام في واحة الخارجة.
ويضيف الحاج عبد الحميد: كنت وحيد أمي وزوجتني بنت عمي وعمري 15 سنة وكانت تدعو لي بالعيال الكثيرة ليعوضوني الاخوة,, وتقول: «يارب عيالك يملو السند والهند»، وفي ذلك الوقت ذهبت الى واحة باريس واستقرت الحياة في عين رماح، أزرع القمح وأقوم بدرسه بالنورج البقري وكنت أنقل القمح بالجمال الى واحة الخارجة التي تبعد 120 كيلو متر اضافة الى زراعة الذرة الرفيعة «العويجة» وكنا نشويها ونأكلها,, مشيرا الى أنه كانت لا توجد أمراض، حيث لا تستخدم كيماويات أو مبيدات، اضافة الى الخبز «البتاو»
والعدس «الاسناوي»، وكان هذا هو كل طعامنا في هذه السنوات, ومازال يحكي مسيرته العمرية الطويلة .
ويتذكر أنه في أحد الأيام كان موجودا من الصباح في منزله «بعين رماح» وفوجئ أن الناس يطلقون الزغاريد وقالوا: الملك فاروق (ملك مصر والسودان) قادم من السودان، ووصل الملك وسلم علينا باليد وكان رجلا ضخما وقام رجل يدعى «خروب» وهو من أثرياء الواحات بذبح خروف لغداء الملك ومن معه وبالفعل أكل الملك ووجه الشكر للرجل.
وغادر الملك واحة باريس متوجها لواحة الخارجة للسفر الى القاهرة.
ولما سألناه عن الحياة زمان؟ قال: الحياة زمان حلوة، فالناس كانت قريبة في كل المناسبات,, وكانت حياة بسيطة، حيث كنا نغزل الصوف من الغنم للغطاء والمنازل كانت بالبوص وكانت تتحطم من شدة الرياح، وكنا نغزل شعر الماعز للجلوس عليه، وكنت أدخن الشيشة «الجوزة»,, وتوقفت عن شرب السجائر عند سن الـ 95.
ولما تذكر زيجاته الثلاث قال عنها: أول زوجة كلفتني حوالى 2 جنيه صندوق خشب وحجل «خلخال» وأساور وكسوة,, وأفتكر ركبوا لي العروسة الجمل من منزل والدها حتى منزلي وان زمان ما كنش فيه سكر خالص وكان المشروب الوحيد هو القهوة السادة.
وكنت أسافر الى الصعيد بلدنا «سوهاج» بالجمال ومعي جدي وكان عمره 85 عاما وكنا نستغرق 6 أيام في الرحلة وكنا نأخذ القمح والذرة ونبيعهما في سوهاج ونحضر الكسوة الخاصة بنا وبأولادنا واحتياجاتنا.
وعن شكل المجتمع والحكم فيه,, يقول الحاج عبد الحميد سليمان: كان العمدة يتبع الانكليز ويساعدهم وكانوا عاملين مشنقة يحاكمون الناس فيها والعمد كنا نخاف منهم وما كنش حد يقدر يركب الحمار أمام منزل ودوار العمدة واذا شاهدته في الطريق تفضل واقف مكانك حتى يمر العمدة.
ويتذكر ثورة 23 يوليو في العام 1952 ويقول: مرحبا بثورة عبد الناصر، لأنها أنهت القمع والذل، عبد الناصر كان يحب الدول العربية حتى انه عند انشاء الوادي الجديد أطلق أسماء الدول العربية على القرى الجديدة التي أنشئت بعد العام 1958م، وهي عدن وبغداد وفلسطين والجزائر ودمشق وصنعاء.
ويتذكر أن يوم وفاته رفع الناس في الوادي الجديد الرايات السوداء على البيوت,, واستمرت قراءة القرآن الكريم لمدة 7 أيام في المنازل والمساجد ترحما على موت عبد الناصر, ولما سألناه عن مدى معرفته بما يحدث في فلسطين والعراق، قال: انه حزين ودعا «ربنا يقوي الاسلام، ربنا يقوي الاسلام», وأضاف: ان الله قادر بمشيئته على كسر خطر اليهود ونصر المسلمين.
وعن حالته الصحية في هذه السن المتقدم؟، قال: أصلي وأنا جالس لأن رجليّ تعباني، لكن صحتي حديد ولو عاد بي الزمن مرة أخرى سأتزوج زيجة رابعة وخامسة.
وعن التسلية زمان قال: كنا نلعب زمان بالخشبة ومقلة الدوم «البشكور» وهو عبارة عن فريقين «الهوكي حاليا» وكنا نلعب «الاستغماية» واليوم ألعب مع جيراني وأولادي محمد ابراهيم (85) سنة وغريب سرحان (60) سنة «السيجا»,, وأفوز عليهم.
عبد الحميد محمد سليمان,, قد لا يكون الأكبر، ولكن غالبا سيكون في مرتبة متقدمة بين المعمرين المصريين,, لمَِ لا,, وعمره هذه الأيام 115 عاما، له من الأبناء 25، من بينهم 14 بنتا ,, تزوج 3 مرات، كان آخرها قبل 45 عاما، وكان عمره 70 عاما، في حين كان عمرها (الزوجة) 18 عاما فقط، حيث يعيش في الوادي الجديد (صحراء مصر الغربية),, التي ولد على أرضها,, وبقي عليها حتى الساعة.
«الرأي العام» التقت المعمر المصري واستمعت لذكرياته وحكاياته:
عرف منه البداية أن عائلته من محافظة سوهاج وجاء جده العام 1800 الى الوادي الجديد لمنطقة «المنيرة» وكان اسمها في ذات الوقت «المحاريق» والتي فيما بعد أقيم بها معتقل سياسي اعتقل فيه كبار الكتاب والسياسيين المصريين.
ويحكي حكايته فيقول: عاش جدي وخدم مع الانكليز وورث عنهم الأرض بعد رحيلهم,, وتزوج وأنجب 9 أولاد، منهم 3 بنات من زوجة واحدة، وشارك في حفر آبار العيون الجوفية، وعمل راعيا للأغنام في واحة الخارجة.
ويضيف الحاج عبد الحميد: كنت وحيد أمي وزوجتني بنت عمي وعمري 15 سنة وكانت تدعو لي بالعيال الكثيرة ليعوضوني الاخوة,, وتقول: «يارب عيالك يملو السند والهند»، وفي ذلك الوقت ذهبت الى واحة باريس واستقرت الحياة في عين رماح، أزرع القمح وأقوم بدرسه بالنورج البقري وكنت أنقل القمح بالجمال الى واحة الخارجة التي تبعد 120 كيلو متر اضافة الى زراعة الذرة الرفيعة «العويجة» وكنا نشويها ونأكلها,, مشيرا الى أنه كانت لا توجد أمراض، حيث لا تستخدم كيماويات أو مبيدات، اضافة الى الخبز «البتاو»
والعدس «الاسناوي»، وكان هذا هو كل طعامنا في هذه السنوات, ومازال يحكي مسيرته العمرية الطويلة .
ويتذكر أنه في أحد الأيام كان موجودا من الصباح في منزله «بعين رماح» وفوجئ أن الناس يطلقون الزغاريد وقالوا: الملك فاروق (ملك مصر والسودان) قادم من السودان، ووصل الملك وسلم علينا باليد وكان رجلا ضخما وقام رجل يدعى «خروب» وهو من أثرياء الواحات بذبح خروف لغداء الملك ومن معه وبالفعل أكل الملك ووجه الشكر للرجل.
وغادر الملك واحة باريس متوجها لواحة الخارجة للسفر الى القاهرة.
ولما سألناه عن الحياة زمان؟ قال: الحياة زمان حلوة، فالناس كانت قريبة في كل المناسبات,, وكانت حياة بسيطة، حيث كنا نغزل الصوف من الغنم للغطاء والمنازل كانت بالبوص وكانت تتحطم من شدة الرياح، وكنا نغزل شعر الماعز للجلوس عليه، وكنت أدخن الشيشة «الجوزة»,, وتوقفت عن شرب السجائر عند سن الـ 95.
ولما تذكر زيجاته الثلاث قال عنها: أول زوجة كلفتني حوالى 2 جنيه صندوق خشب وحجل «خلخال» وأساور وكسوة,, وأفتكر ركبوا لي العروسة الجمل من منزل والدها حتى منزلي وان زمان ما كنش فيه سكر خالص وكان المشروب الوحيد هو القهوة السادة.
وكنت أسافر الى الصعيد بلدنا «سوهاج» بالجمال ومعي جدي وكان عمره 85 عاما وكنا نستغرق 6 أيام في الرحلة وكنا نأخذ القمح والذرة ونبيعهما في سوهاج ونحضر الكسوة الخاصة بنا وبأولادنا واحتياجاتنا.
وعن شكل المجتمع والحكم فيه,, يقول الحاج عبد الحميد سليمان: كان العمدة يتبع الانكليز ويساعدهم وكانوا عاملين مشنقة يحاكمون الناس فيها والعمد كنا نخاف منهم وما كنش حد يقدر يركب الحمار أمام منزل ودوار العمدة واذا شاهدته في الطريق تفضل واقف مكانك حتى يمر العمدة.
ويتذكر ثورة 23 يوليو في العام 1952 ويقول: مرحبا بثورة عبد الناصر، لأنها أنهت القمع والذل، عبد الناصر كان يحب الدول العربية حتى انه عند انشاء الوادي الجديد أطلق أسماء الدول العربية على القرى الجديدة التي أنشئت بعد العام 1958م، وهي عدن وبغداد وفلسطين والجزائر ودمشق وصنعاء.
ويتذكر أن يوم وفاته رفع الناس في الوادي الجديد الرايات السوداء على البيوت,, واستمرت قراءة القرآن الكريم لمدة 7 أيام في المنازل والمساجد ترحما على موت عبد الناصر, ولما سألناه عن مدى معرفته بما يحدث في فلسطين والعراق، قال: انه حزين ودعا «ربنا يقوي الاسلام، ربنا يقوي الاسلام», وأضاف: ان الله قادر بمشيئته على كسر خطر اليهود ونصر المسلمين.
وعن حالته الصحية في هذه السن المتقدم؟، قال: أصلي وأنا جالس لأن رجليّ تعباني، لكن صحتي حديد ولو عاد بي الزمن مرة أخرى سأتزوج زيجة رابعة وخامسة.
وعن التسلية زمان قال: كنا نلعب زمان بالخشبة ومقلة الدوم «البشكور» وهو عبارة عن فريقين «الهوكي حاليا» وكنا نلعب «الاستغماية» واليوم ألعب مع جيراني وأولادي محمد ابراهيم (85) سنة وغريب سرحان (60) سنة «السيجا»,, وأفوز عليهم.