موالى
12-21-2004, 03:44 PM
أسس امبراطورية كرتونية خالدة
في الخامس عشر من ديسمبر الجاري تمر الذكرى 38 لرحيل مبدع فن الكرتون والت ديزني، عن 65 عاماً، ومن المفارقات ان فنه يتعرض لمنافسة شديدة هذه الايام بالذات حيث طرحت شركة وارنر شريطاً ضخماً بعنوان (THE POLAR EXPRESS) في مقابل الفيلم الذي احتل صدارة الإيرادات الاميركية في الاسابيع الماضية على التوالي: (THE INCREDIBLES).
مؤخراً ارتفع مستوى هذا الفن، وكذلك بات الجمهور مرحباً باللون الجديد على شاشته في العديد من النماذج المرئية في الصالات حيث بات الشريط الكرتوني منافساً فعالاً للفيلم الذي يقف امام كاميراته بشر من لحم ودم.
ديزني
«كان هذا الرجل يعرف سحر كل الوسائل التقنية ويعرف كيف يلعب على الحبال الاكثر غموضاً للأفكار والصور الذهنية والمشاعر الانسانية، انه ببساطة قديس وشاعر الطفولة الرقيق وبائع الاحلام الذي لا يتعب».
هذا ما قاله عبقري فن المونتاج السينمائي آيزنشتاين عن ديزني وعندما تذكر ابتكاره لشخصية ميكي ماوس بادر: «لقد ولد فأراً أنجب له امبراطورية، انما يمتلك ازدواجية فهو تاجر وجيد وقوي، وهو ايضاً رب عمل صارم يُخضع موظفيه لقانون الاتقان القاسي الذي يتطلبه».
ديزني ولد في شيكاغو وكان له شقيقان فقط من اب نجار وأم مدرسة، وابتكر فناً غزا به السينما وترك بصمات لا تمحى من معالمها: الملك الاسد، مولان، بوكاهونتاس، ميكي ماوس ,, وكثير كثير لن يكون آخرها شريط (THE INCREDIBLES) مع عدم نسيان: بينوكيو، بامبي، فانتازيا، دامبو وغيرها.
هذا الفنان المبدع لم تكن له طفولة مستقرة رغم انها كانت ضرورية له لذا فهو عاش السنوات العشر الاولى في شيكاغو، غادر بعدها الى كنساس سيتي فعمل موزعاً للصحف واستغل ما كان يجنبه في تعلم الموسيقى، وايضاً لم يثبت على هذا العمل فتنقل ما بين بائع مشروبات في قطار، وعامل تنظيف لعربات الموتى، ثم موظف صغير في مركز البريد.
عندما بلغ سن الشباب في السادسة عشرة من عمره برزت ميوله الفنية بوضوح، فاختار العودة الى شيكاغو وانتسب الى مدرسة الفنون الجميلة حيث تعلم الرسم بأصوله الاكاديمية ولم يتأخر حتى اصبح مساعد رسام في وكالة محلية، ولم يلبث ان تعرف الى موهوب مثله من اصل هولندي يدعى ايرويك، فانتقلا معاً الى لوس انجلوس للانطلاق في مشروع جديد حيث كان والت يوفر بعض المصاريف عن طريق الاقامة لدى احد اقاربه، وحصل ان هذه الشركة لم تعمل جيداً، فغيّرا اختصاصها الى الاعلانات وبعض المشاريع المتواضعة في مجال الرسم مما جعل الامور افضل قليلاً لكنها ليست المبتغى الذي يعمل من اجله.
الفرصة الحقيقية جاءت مع روي ديزني شقيقه الذي عرف على الدوام نجاحاً في الاعمال التجارية الحرة، وتعاونا معاً، وبنى الشقيقان منزلين انطلقا منهما مؤسسين على مشروع الرسوم المتحركة تحت عنوان (FELIX THE CAT).
مصاعب
ويتحدث الباحث السينمائي الاميركي عن التحديات التي واجهها ديزني في مسيرته مثل خسارته عام 1928 حقوق شخصية الأرنب اوزوالد وعانى في الوقت نفسه من رحيل بعض العاملين المهمين لديه في صناعة الصور المتحركة، فكانت النتيجة هي إبدالها بـ ميكي ماوس وسرعان ما عزز ديزني مساعديه بفريق من الفنانين واستطاع خلال عقد واحد ان يصل بهذه الصناعة الى مستوى جديد.
وعام 1941 اضرب عن العمل جزء كبير من العاملين في ستوديو ديزني، فكان ان ركز ديزني عندها على الافلام الوثائقية والتلفزيون وتمكن والت ديزني من ايراد هذه النشاطات ان يؤمن متابعة احلامه في عالم الكرتون.
ديزني لم يحب يوماً الشهرة ففيما شخصياته تخطى بقبول ورضى وجماهيرية كان هو يصر على البقاء في منزله والتفكير فقط في الذي سيقدمه الى العالم، وهو بعد الحرب الثانية عرف انطلاقة باهرة مع عدة افلام: ساندريلا، أليس في بلاد العجائب، وبيتر بن، وامتداداً الى افلامه في العقدين الاخيرين مع الجميلة والوحش، وسواه.
لن يبرح اسم هذا المبدع ذاكرة السينما، وذاكرة الناس الذين واكبهم من الطفولة وأسرهم كباراً، وما زال.
في الخامس عشر من ديسمبر الجاري تمر الذكرى 38 لرحيل مبدع فن الكرتون والت ديزني، عن 65 عاماً، ومن المفارقات ان فنه يتعرض لمنافسة شديدة هذه الايام بالذات حيث طرحت شركة وارنر شريطاً ضخماً بعنوان (THE POLAR EXPRESS) في مقابل الفيلم الذي احتل صدارة الإيرادات الاميركية في الاسابيع الماضية على التوالي: (THE INCREDIBLES).
مؤخراً ارتفع مستوى هذا الفن، وكذلك بات الجمهور مرحباً باللون الجديد على شاشته في العديد من النماذج المرئية في الصالات حيث بات الشريط الكرتوني منافساً فعالاً للفيلم الذي يقف امام كاميراته بشر من لحم ودم.
ديزني
«كان هذا الرجل يعرف سحر كل الوسائل التقنية ويعرف كيف يلعب على الحبال الاكثر غموضاً للأفكار والصور الذهنية والمشاعر الانسانية، انه ببساطة قديس وشاعر الطفولة الرقيق وبائع الاحلام الذي لا يتعب».
هذا ما قاله عبقري فن المونتاج السينمائي آيزنشتاين عن ديزني وعندما تذكر ابتكاره لشخصية ميكي ماوس بادر: «لقد ولد فأراً أنجب له امبراطورية، انما يمتلك ازدواجية فهو تاجر وجيد وقوي، وهو ايضاً رب عمل صارم يُخضع موظفيه لقانون الاتقان القاسي الذي يتطلبه».
ديزني ولد في شيكاغو وكان له شقيقان فقط من اب نجار وأم مدرسة، وابتكر فناً غزا به السينما وترك بصمات لا تمحى من معالمها: الملك الاسد، مولان، بوكاهونتاس، ميكي ماوس ,, وكثير كثير لن يكون آخرها شريط (THE INCREDIBLES) مع عدم نسيان: بينوكيو، بامبي، فانتازيا، دامبو وغيرها.
هذا الفنان المبدع لم تكن له طفولة مستقرة رغم انها كانت ضرورية له لذا فهو عاش السنوات العشر الاولى في شيكاغو، غادر بعدها الى كنساس سيتي فعمل موزعاً للصحف واستغل ما كان يجنبه في تعلم الموسيقى، وايضاً لم يثبت على هذا العمل فتنقل ما بين بائع مشروبات في قطار، وعامل تنظيف لعربات الموتى، ثم موظف صغير في مركز البريد.
عندما بلغ سن الشباب في السادسة عشرة من عمره برزت ميوله الفنية بوضوح، فاختار العودة الى شيكاغو وانتسب الى مدرسة الفنون الجميلة حيث تعلم الرسم بأصوله الاكاديمية ولم يتأخر حتى اصبح مساعد رسام في وكالة محلية، ولم يلبث ان تعرف الى موهوب مثله من اصل هولندي يدعى ايرويك، فانتقلا معاً الى لوس انجلوس للانطلاق في مشروع جديد حيث كان والت يوفر بعض المصاريف عن طريق الاقامة لدى احد اقاربه، وحصل ان هذه الشركة لم تعمل جيداً، فغيّرا اختصاصها الى الاعلانات وبعض المشاريع المتواضعة في مجال الرسم مما جعل الامور افضل قليلاً لكنها ليست المبتغى الذي يعمل من اجله.
الفرصة الحقيقية جاءت مع روي ديزني شقيقه الذي عرف على الدوام نجاحاً في الاعمال التجارية الحرة، وتعاونا معاً، وبنى الشقيقان منزلين انطلقا منهما مؤسسين على مشروع الرسوم المتحركة تحت عنوان (FELIX THE CAT).
مصاعب
ويتحدث الباحث السينمائي الاميركي عن التحديات التي واجهها ديزني في مسيرته مثل خسارته عام 1928 حقوق شخصية الأرنب اوزوالد وعانى في الوقت نفسه من رحيل بعض العاملين المهمين لديه في صناعة الصور المتحركة، فكانت النتيجة هي إبدالها بـ ميكي ماوس وسرعان ما عزز ديزني مساعديه بفريق من الفنانين واستطاع خلال عقد واحد ان يصل بهذه الصناعة الى مستوى جديد.
وعام 1941 اضرب عن العمل جزء كبير من العاملين في ستوديو ديزني، فكان ان ركز ديزني عندها على الافلام الوثائقية والتلفزيون وتمكن والت ديزني من ايراد هذه النشاطات ان يؤمن متابعة احلامه في عالم الكرتون.
ديزني لم يحب يوماً الشهرة ففيما شخصياته تخطى بقبول ورضى وجماهيرية كان هو يصر على البقاء في منزله والتفكير فقط في الذي سيقدمه الى العالم، وهو بعد الحرب الثانية عرف انطلاقة باهرة مع عدة افلام: ساندريلا، أليس في بلاد العجائب، وبيتر بن، وامتداداً الى افلامه في العقدين الاخيرين مع الجميلة والوحش، وسواه.
لن يبرح اسم هذا المبدع ذاكرة السينما، وذاكرة الناس الذين واكبهم من الطفولة وأسرهم كباراً، وما زال.