فاطمي
04-18-2012, 02:06 PM
http://www.dw.de/image/0,,15773428_401,00.jpg
لم تشهد الجامعات السعودية منذ ستينات القرن الماضي أي احتجاجات كالتي يشهدها عدد من الجامعات السعودية منذ نحو شهر، فهل تحرك "أياد خارجية" هذه الاعتصامات كما يرى البعض أم أن المحرك هو "جيل جديد رائع" كما يرى البعض الآخر؟
بدأت شرارة الاحتجاجات في الجامعات السعودية في جامعة أبها، جنوب السعودية، حينما تجمع عدد من الطالبات في وسط فناء الجامعة مطالبات بترميم المباني المتهالكة والعناية بالنظافة داخل أروقة المبنى ومزيد من الاهتمام بالمستوى الأكاديمي، لكن تجمع الطالبات الأول من نوعه بهذا الحجم في السعودية قوبل بالعنف من قبل إدارة الأمن بالجامعة فضلا ً عن دخول عدد من رجال الأمن من خارج الكلية لتفريق الطالبات ومنعهن من مواصلة الاعتصام، الأمر الذي أثار موجة من الاحتجاجات، حيث كتب الداعية الإسلامي السعودي د.سلمان العودة يقول: "التعامل الأمني مع ما جرى في جامعة الملك خالد سيكون خطأ فادحا. يجب احتواء الموقف ومحاسبة المقصر، وتقدير موقف الطالبات وأسرهن". ومن المعلوم أن الجامعات السعودية تفصل بين الطلاب والطالبات ولا يسمح للرجال بالدخول لقسم الطالبات تماشيا ً مع التقاليد المحافظة للبلاد.
وفي اليوم التالي لمنع الطالبات من الاعتصام وتفريقهن بالقوة، انتشرت رسائل عديدة عبر شبكات التواصل الاجتماعي تنادي بتجمع قسم الطلاب بالجامعة على أن يكون مطلبهم إقالة مدير الجامعة د.عبد الله الراشد، ورغم التواجد الأمني حول الجامعة، إلا أن الطلاب خرجوا في مظاهرة واسعة جدا ً وسط فناء الجامعة مطالبين بإقالة مدير الجامعة وفريقه الإداري ومرددين هتافات (ارحل ارحل يا راشد)،كما شهدت كلية تابعة لجامعة الملك خالد في قرية بلقرن جنوب السعودية احتجاجات طالبت بتحسين الخدمات داخل الكلية.
http://www.dw.de/image/0,,15889110_402,00.jpg
حملات على الفيسبوك للدعوة للمظاهرات في الجامعات
وانتشرت عبر شبكات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو عديدة لتجمع الطلاب ومظاهراتهم، مما اعتبر أشبه بالسابقة في السعودية التي تحظر بشدة أي مظاهر للاحتجاج وتعاقب بالسجن المشدد على أي مظاهرة أو عمل احتجاجي. وفي محاولة لتدارك ما حصل، طلب الحاكم الإداري لمنطقة عسير جنوب السعودية مقابلة الطلاب لسماع مطالبهم، والتقى بأكثر من 300 طالب كتبوا بعد خروجهم من لقاء الحاكم أنهم أوصلوا له رغبتهم بإقالة مدير الجامعة ومزيد من الاهتمام بالبرنامج الأكاديمي للجامعة والعناية بمبانيها ومحاسبة من أسموهم بالـ"مفسدين". كما أطلق في نفس اليوم سراح ثلاثة من الطلبة كانوا قد اعتقلوا إثر الاحتجاجات .
ووعد مدير الجامعة بعد ذلك بإقامة مشروعات ضخمة في الجامعة وتحسين صيانة المباني المتهالكة، كما قام بإقالة مدير الأمن الجامعي، إلا أن هذا لم يرض الطلبة كما يقول الطالب عبد الله سعيد في حديث لـDW : "مطالبنا هي إقالة المدير وهذا ما وعدنا الأمير فيصل بن خالد، حاكم منطقة عسير. وحفل التخرج السنوي للطلاب لم يحضره مدير الجامعة والمعلومات الواردة إلينا أن قرارا ً قد صدر بتنحيته من جهات عليا لكن القرار لم يعلن بعد" .
الإخوان المسلمون في مرمى الاتهامات
وألقيت الاتهامات على جماعة الإخوان المسلمين بالوقوف خلف الأحداث من خارج الحدود، حيث كتب الفريق ضاحي خلفان على تويتر أن الإخوان المسلمين بدأوا بإثارة البلبلة في السعودية وبدأوا بجامعة الملك خالد، وتبعه رئيس تحرير صحيفة الشرق السعودية الذي كتب مقالا ً يؤكد الاتهام ويقول: "أشكر الفريق خلفان على وضوحه وصراحته وجرأته التي ألهمتني وذكَّرتني بفكرة هذا المقال، خاصة تعليقه على تجمعات الطلاب والطالبات في جامعة الملك خالد بأبها، التي أسندها إلى الحركيين من الإخوان وامتداداتهم وهو محق في استغلال الحركيين لعجز إدارة الجامعة الواضح وأخطائها الفادحة".
ورفض محمد آل شبيلي وهو طالب طب بجامعة الملك خالد الحديث عن وقوف جماعة الإخوان خلف الاحتجاجات قائلاً: "نحن طالبات وطلاب جامعة الملك خالد وقع علينا ظلم كبير واليوم يأتي أحدهم ليقول يحركهم فلان ويحرضهم علان. إننا نمتلك عقولا".
وانتشرت في الصفحات الالكترونية عناوين لحسابات الكترونية داعية لتأسيس اتحادات طلابية مستقلة في الجامعات السعودية. يذكر أن السعودية تحظر مثل هذه الاتحادات المستقلة في ظل عدم وجود قانون ينظم عمل جمعيات المجتمع المدني المستقلة، لكن التنسيق عبر صفحات التواصل الاجتماعي كان واضحاً.
الاحتجاجات الطلابية تتمدد في الوسط والشمال
وبعد أحداث التظاهر في جامعة الملك خالد وتضامناً مع الطلبة هناك، تجمع عدد من الطالبات في جامعة القصيم، وسط السعودية، في فناء الجامعة ونشروا أوراقا ً تحتوي مطالبهن التي كان على رأسها إقالة د.عبد الرحمن الراشد مدير جامعة الملك خالد "نصرة ل نصرة لأهلهن في الجنوب"، على حد قولهن، بجانب العديد من المطالب منها إنشاء مكتبة في الكلية وزيادة مكافآت الطلبة والطالبات، وأشاد الكاتب سليمان الهتلان بموقف طالبات جامعة القصيم قائلاً: "تفاعل طالبات جامعة القصيم مع مطالب أخواتهن في الجنوب لفتة وطنية تستحق التقدير. إننا فعلاً أمام أجيال جامعية مختلفة ومبهرة".
ولم تتدخل الجهات الأمنية لفض اعتصام الطالبات في الجامعة واجتمع مدير الجامعة في نفس اليوم بالطالبات واعدا ً إياهم بتحقيق مطالبهن.
وفي شمال السعودية، تجمعت طالبات في جامعة تبوك مطالبات بوقف التمييز والمحاباة بين الطالبات والتوقف عن الإهانات التي تتعرض لها الطالبات من جانب أجهزة الأمن، بالإضافة إلى توفير عيادة طبية وقامت الجامعة فورا ً بإصدار بيان بأنها ستقوم بحل هذه المشكلات . وصرح أحد المسؤولين في الجامعة للإعلام أن المسؤولين في الجامعة أبدوا تفهمهم لهذه المطالب وسهولة تحقيقها .
http://www.dw.de/dw/0,,13074,00.html
لم تشهد الجامعات السعودية منذ ستينات القرن الماضي أي احتجاجات كالتي يشهدها عدد من الجامعات السعودية منذ نحو شهر، فهل تحرك "أياد خارجية" هذه الاعتصامات كما يرى البعض أم أن المحرك هو "جيل جديد رائع" كما يرى البعض الآخر؟
بدأت شرارة الاحتجاجات في الجامعات السعودية في جامعة أبها، جنوب السعودية، حينما تجمع عدد من الطالبات في وسط فناء الجامعة مطالبات بترميم المباني المتهالكة والعناية بالنظافة داخل أروقة المبنى ومزيد من الاهتمام بالمستوى الأكاديمي، لكن تجمع الطالبات الأول من نوعه بهذا الحجم في السعودية قوبل بالعنف من قبل إدارة الأمن بالجامعة فضلا ً عن دخول عدد من رجال الأمن من خارج الكلية لتفريق الطالبات ومنعهن من مواصلة الاعتصام، الأمر الذي أثار موجة من الاحتجاجات، حيث كتب الداعية الإسلامي السعودي د.سلمان العودة يقول: "التعامل الأمني مع ما جرى في جامعة الملك خالد سيكون خطأ فادحا. يجب احتواء الموقف ومحاسبة المقصر، وتقدير موقف الطالبات وأسرهن". ومن المعلوم أن الجامعات السعودية تفصل بين الطلاب والطالبات ولا يسمح للرجال بالدخول لقسم الطالبات تماشيا ً مع التقاليد المحافظة للبلاد.
وفي اليوم التالي لمنع الطالبات من الاعتصام وتفريقهن بالقوة، انتشرت رسائل عديدة عبر شبكات التواصل الاجتماعي تنادي بتجمع قسم الطلاب بالجامعة على أن يكون مطلبهم إقالة مدير الجامعة د.عبد الله الراشد، ورغم التواجد الأمني حول الجامعة، إلا أن الطلاب خرجوا في مظاهرة واسعة جدا ً وسط فناء الجامعة مطالبين بإقالة مدير الجامعة وفريقه الإداري ومرددين هتافات (ارحل ارحل يا راشد)،كما شهدت كلية تابعة لجامعة الملك خالد في قرية بلقرن جنوب السعودية احتجاجات طالبت بتحسين الخدمات داخل الكلية.
http://www.dw.de/image/0,,15889110_402,00.jpg
حملات على الفيسبوك للدعوة للمظاهرات في الجامعات
وانتشرت عبر شبكات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو عديدة لتجمع الطلاب ومظاهراتهم، مما اعتبر أشبه بالسابقة في السعودية التي تحظر بشدة أي مظاهر للاحتجاج وتعاقب بالسجن المشدد على أي مظاهرة أو عمل احتجاجي. وفي محاولة لتدارك ما حصل، طلب الحاكم الإداري لمنطقة عسير جنوب السعودية مقابلة الطلاب لسماع مطالبهم، والتقى بأكثر من 300 طالب كتبوا بعد خروجهم من لقاء الحاكم أنهم أوصلوا له رغبتهم بإقالة مدير الجامعة ومزيد من الاهتمام بالبرنامج الأكاديمي للجامعة والعناية بمبانيها ومحاسبة من أسموهم بالـ"مفسدين". كما أطلق في نفس اليوم سراح ثلاثة من الطلبة كانوا قد اعتقلوا إثر الاحتجاجات .
ووعد مدير الجامعة بعد ذلك بإقامة مشروعات ضخمة في الجامعة وتحسين صيانة المباني المتهالكة، كما قام بإقالة مدير الأمن الجامعي، إلا أن هذا لم يرض الطلبة كما يقول الطالب عبد الله سعيد في حديث لـDW : "مطالبنا هي إقالة المدير وهذا ما وعدنا الأمير فيصل بن خالد، حاكم منطقة عسير. وحفل التخرج السنوي للطلاب لم يحضره مدير الجامعة والمعلومات الواردة إلينا أن قرارا ً قد صدر بتنحيته من جهات عليا لكن القرار لم يعلن بعد" .
الإخوان المسلمون في مرمى الاتهامات
وألقيت الاتهامات على جماعة الإخوان المسلمين بالوقوف خلف الأحداث من خارج الحدود، حيث كتب الفريق ضاحي خلفان على تويتر أن الإخوان المسلمين بدأوا بإثارة البلبلة في السعودية وبدأوا بجامعة الملك خالد، وتبعه رئيس تحرير صحيفة الشرق السعودية الذي كتب مقالا ً يؤكد الاتهام ويقول: "أشكر الفريق خلفان على وضوحه وصراحته وجرأته التي ألهمتني وذكَّرتني بفكرة هذا المقال، خاصة تعليقه على تجمعات الطلاب والطالبات في جامعة الملك خالد بأبها، التي أسندها إلى الحركيين من الإخوان وامتداداتهم وهو محق في استغلال الحركيين لعجز إدارة الجامعة الواضح وأخطائها الفادحة".
ورفض محمد آل شبيلي وهو طالب طب بجامعة الملك خالد الحديث عن وقوف جماعة الإخوان خلف الاحتجاجات قائلاً: "نحن طالبات وطلاب جامعة الملك خالد وقع علينا ظلم كبير واليوم يأتي أحدهم ليقول يحركهم فلان ويحرضهم علان. إننا نمتلك عقولا".
وانتشرت في الصفحات الالكترونية عناوين لحسابات الكترونية داعية لتأسيس اتحادات طلابية مستقلة في الجامعات السعودية. يذكر أن السعودية تحظر مثل هذه الاتحادات المستقلة في ظل عدم وجود قانون ينظم عمل جمعيات المجتمع المدني المستقلة، لكن التنسيق عبر صفحات التواصل الاجتماعي كان واضحاً.
الاحتجاجات الطلابية تتمدد في الوسط والشمال
وبعد أحداث التظاهر في جامعة الملك خالد وتضامناً مع الطلبة هناك، تجمع عدد من الطالبات في جامعة القصيم، وسط السعودية، في فناء الجامعة ونشروا أوراقا ً تحتوي مطالبهن التي كان على رأسها إقالة د.عبد الرحمن الراشد مدير جامعة الملك خالد "نصرة ل نصرة لأهلهن في الجنوب"، على حد قولهن، بجانب العديد من المطالب منها إنشاء مكتبة في الكلية وزيادة مكافآت الطلبة والطالبات، وأشاد الكاتب سليمان الهتلان بموقف طالبات جامعة القصيم قائلاً: "تفاعل طالبات جامعة القصيم مع مطالب أخواتهن في الجنوب لفتة وطنية تستحق التقدير. إننا فعلاً أمام أجيال جامعية مختلفة ومبهرة".
ولم تتدخل الجهات الأمنية لفض اعتصام الطالبات في الجامعة واجتمع مدير الجامعة في نفس اليوم بالطالبات واعدا ً إياهم بتحقيق مطالبهن.
وفي شمال السعودية، تجمعت طالبات في جامعة تبوك مطالبات بوقف التمييز والمحاباة بين الطالبات والتوقف عن الإهانات التي تتعرض لها الطالبات من جانب أجهزة الأمن، بالإضافة إلى توفير عيادة طبية وقامت الجامعة فورا ً بإصدار بيان بأنها ستقوم بحل هذه المشكلات . وصرح أحد المسؤولين في الجامعة للإعلام أن المسؤولين في الجامعة أبدوا تفهمهم لهذه المطالب وسهولة تحقيقها .
http://www.dw.de/dw/0,,13074,00.html