سيد مرحوم
12-21-2004, 01:17 AM
ماذا يعني للشيعة ان يخسرالنظام اكبر حليف له في المنطقة (السعودية)
كتابات - محمد البحراني
التطور الذي طرأ على العلاقات البحرينية السعودية باتجاه أزمة قد تتحول الى مشكلة سياسية بعد انفراد حكومة البحرين بتوقيع اتقافية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة سوف يترك اثاره في حال استفحال الازمة على مجمل التطورات في منطقة الخليج يشكل مدخلا لتغيير استراتيجي في انظمة الحكم السياسية ضمن مشروع الشرق الاوسطي الذي يتخوف منه حكام العرب وقد يكون انفراد البحرين بمثل ذلك التوجه يشكل نكسة لمبدأ التكتلات الاقليمية الصغيرة التي انبثقت اعقاب الثورة الايرانية كمجلس التعاون الخليجي الذي تشكل لسد الثغرة الامنية بعد سقوط النظام الايراني السابق وبداية لتفسخ تلك التكتلات واللجوء الى مبدأ التحالفات الاقليمية والدولية والانضواء تحت راية المشروع الجديد الذي يمثل تغيير الحكام والانظمة الاستبدادية وايجاد الاصلاح السياسي احد اهدافه الرئيسية ولعل غضب السعودية من حكومة البحرين ازاء توقيعها اتفاقية التجارة الحرة بشكل احادي يعكس قلق السعوديين من ان يكونوا هم المستهدفين كون ان السعودية لا تهمها مثل تلك الاتفاقيات او تضرها بشئ مادام ان الامر له خصوصية اقتصادية او تجارية كغيرها من هذا القبيل الا ان الامر يختلف هذه المرة لانه يتضمن بعدا سياسيا له علاقة وطيدة باالمشروع الامريكي للشرق الاوسط والذي يتخوف منه السعوديون وكذلك المصريون بما له من ابعاد تتجاوز الاصلاح التقليدي او حتى الشكلي بل يريده الامريكيون ان يكون جذريا يدخل في صميم النظام العربي الرسمي لذلك جاء الرد السعودي قويا من خلال وقف حصة البحرين من نفط حقل ابوسعفة التي كانت تذهب الى جيب الحاكمين وليس المحكومين والى جيب خليفة بن سلمان باالذات .. الا ان الاهم في مثل ذلك التطور في علاقات النظامين السعودي والخليفي هو استقلالية القرار "البحريني" وتمرده على الجار القوي الذي يعتبر احد ابرز واقوى الحلفاء التقليديين للسعودية وهي ملامح لبروز تحالفات جديدة قد تشكل معلما لمعالم المشروع الشرق الاوسطي الكبير تتم على انقاض التكتلات القديمة المهترئة والتي كانت بمثابة نادى للحكام دون الشعوب واليوم ومع بروز الظاهرة العراقية بعد سقوط صدام التكريتي الديكتاتور المجرم اخذت الشعوب تستجيب لنداءات الاصلاح الحقيقي التي يطلقها الوطنيون والاصلاحيون تجد لها صدى ايضا في المحافل الدولية والبحرين برغم من انها اقدمت على خطوة على الطريق المذكور الا انها كانت ناقصة وتفتقد الى الكثير من المصداقية واليات الاصلاح وادواته التي لم تزل دون مراحلها الاولية لذلك لن نستغرب ان يصاحب ذلك التطور قيام المعارضة البحرينية الشيعية بنشاط محموم من اجل دفع النظام الخليفي الى تبني الاصلاح الذي يحقق طلبات الشعب البحراني وطموحه في المشاركة السياسية عبر ادخال الاصلاح في تركيبة النظام السياسية وتجريد الاسرة الحاكمة من الصلاحيات المطلقة التي تتمتع بها وذلك من خلال عقد المؤتمرات والتجمعات داخل وخارج البحرين بهدف الضغط على النظام لاجباره على تقديم التنازلات لصالح الاصلاح الحقيقي .. ولعل من يتساؤل عن الرابط بين التوتر الحاصل في العلاقة البحرينية السعودية وبين مطالب الاصلاح لاطراف المعارضة الشيعية البحرانية حيث ان الامر قد يكون غريبا من حيث ان ذلك قد يخدم النظام اكثر من ان يكون لصالح الشعب .. والحقيقة ليس كذلك لان النظام في البحرين مجبر على التكيف مع المشروع الشرق الاوسطي والانسجام مع بعض الظواهر السياسية دون ان يعني ذلك باالضرورة قبوله بالاستحقاقات او خضوعه للمعطيات السياسية لذلك المشروع فاالنظام الخليفي بطبعه نظام استبدادي لا يحمل في تركيبته اي سمة من سمات الانظمة الاصلاحية او الدستورية وهو مايجعله هدفا لاي تغيير مستقبلي لصالح المشروع الديمقراطي الاوسع باالرغم من تلك الانعطافة الجديدة في االعلاقة مع الجارة الكبرى السعودية وتداعياته على بعض التحالفات الاقليمية والدولية وباالرغم من محاولات الطرف البحريني الرسمي للتقليل من اهمية ما قام به في مايخص اتفاقية تحرير التجارة الا ان السعوديون لا يخفون قلقهم من ذلك وخشيتهم من ان ينال الامر من تماسك الجبهة السياسية لانظمة الخليج تلك الجبهة التي اصبحت في وضع لا يحسد عليه ومع تصاعد الاتهامات الامريكية للطرف السعودي برعايته للارهاب والاصولية السلفية المتطرفة ورفضه القيام باي عمل اصلاحي وتغيير في مناهج التعليم والاسس البنيوية الفكرية التي يتغذى منها الارهاب السلفي ..
والاهم في مثل ذلك التطور وما سينتج من توتر العلاقات بين النظامين في البحرين والسعودية وما يرافقه من تداعيات على الاوضاع الاقتصادية والسياسية هو اين يكون موقع الاعراب للشيعة في البحرين خاصة وان سحب السعوديين من دعمهم للنظام الخليفي سوف يجعله في موقع المضغوط عليه اي الضعيف وهو ما يستدعي الى طرح التساؤل التالي : ماذا يعني للشيعة في ان يخسر النظام في البحرين حليف استراتيجي قوي مثل السعودية وقد خسرت الاخيرة منذ فترة غيرقصيرة قطر التي لا تربطها مع ال سعود علاقة قوية وهو امر بلا شك سوف ينعكس على علاقات بقية الاطراف الخليجية مع السعودية وباالتالي يجعل الاسرة الحاكمة السعودية في وضع لا يحسد عليه وسط تكهنات بقيام حلف جديد يكون عراق الحر والديمقراطي احد اقوى اطرافه وباالطبع من دون النظام الحالي الحاكم في السعودية وبحضور قوي لشيعة العراق على مسرح الاحداث ودورهم الايجابي والطليعي في العملية الاصلاحية والسياسية في المنطقة ؟! بلاشك ان انهيار النظام السعودي ـ اذا ذهبنا بعيدا في تفائلنا ـ سوف يعني الكثير لشيعة البحرين بل ويعني لهم انهم تخلصوا من "غول" الارهاب السلفي والوهابي وامتداداته في البحرين ويعني ايضا ان الاصلاح الذي يرمون اليه سيكون بين قاب قوسين او ادنى مع قبول بمبدأ الشراكة السياسية مع الاطراف الاخرى المؤثرة على المشهد البحريني والدخول في المشروع السياسي الذي يضمن حقوق الشيعة ودون ان يلحق الضرر بمصالح اطراف عديدة وبضمانة دولية قد يوفرها من حيث القراءة العامة المشروع الاوسطي الكبير الذي سبق وان قال عنه عدد من المعارضين البحرانيين والشيعة وكذلك اطراف عربية بانه يحتوي على ايحابيات عديدة ..
ومع دخول العلاقة البحرينية السعودية في نفقها المظلم وختام سنوات الشهر العسل الذي يبدوا ان افقه اصبح قريبا ما الذي يمكن ان يفعله شيعة البحرين من اجل تحقيق مكاسب سياسية ولصالح كيانهم هل يقفون مع النظام الخليفي ويعطوه الدعم ام يتركوا الامر لعامل الزمن كي يكون كفيلا بحله دون الوقوف مع جهة وان كان في الظاهر الموقف السعودي يشير الى انه الاكثر (قومية ووطنية) كون انه مناقض ومناوئ للمشروع الامريكي فيما الموقف الخليفي يشير الى العكس ؟! حقيقة الامر ان التباعد بين النظامين امر حسن وقبول البحرين الدخول في نادي الكبار للتجارة الحرة سوف يكون تلك القشة التي تقصم ظهر كيان "مجلس التعاون" الخليجي وبالتالي يبشر بقرب نهاية اسطورة "الدولة الوهابية" في السعودية والجزيرة العربية وهو امر بلاشك يكون في مصلحة شيعة البحرين وشيعة المنطقة كما انه سوف يضع البحرين كنظام امام واقع سياسي جديد يفرضه عليه التحولات في المنطقة وباالتالي يجب ان يكون دافعا لشيعة البحرين ومن الان لممارسة الضغط على الاسرة الخليفية من اجل التنازل عن السلطة المطلقة والقبول باالشريك الجديد قبل انن يكسحه هذا الشريك القادم والقادم عن قريب!.
كتابات - محمد البحراني
التطور الذي طرأ على العلاقات البحرينية السعودية باتجاه أزمة قد تتحول الى مشكلة سياسية بعد انفراد حكومة البحرين بتوقيع اتقافية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة سوف يترك اثاره في حال استفحال الازمة على مجمل التطورات في منطقة الخليج يشكل مدخلا لتغيير استراتيجي في انظمة الحكم السياسية ضمن مشروع الشرق الاوسطي الذي يتخوف منه حكام العرب وقد يكون انفراد البحرين بمثل ذلك التوجه يشكل نكسة لمبدأ التكتلات الاقليمية الصغيرة التي انبثقت اعقاب الثورة الايرانية كمجلس التعاون الخليجي الذي تشكل لسد الثغرة الامنية بعد سقوط النظام الايراني السابق وبداية لتفسخ تلك التكتلات واللجوء الى مبدأ التحالفات الاقليمية والدولية والانضواء تحت راية المشروع الجديد الذي يمثل تغيير الحكام والانظمة الاستبدادية وايجاد الاصلاح السياسي احد اهدافه الرئيسية ولعل غضب السعودية من حكومة البحرين ازاء توقيعها اتفاقية التجارة الحرة بشكل احادي يعكس قلق السعوديين من ان يكونوا هم المستهدفين كون ان السعودية لا تهمها مثل تلك الاتفاقيات او تضرها بشئ مادام ان الامر له خصوصية اقتصادية او تجارية كغيرها من هذا القبيل الا ان الامر يختلف هذه المرة لانه يتضمن بعدا سياسيا له علاقة وطيدة باالمشروع الامريكي للشرق الاوسط والذي يتخوف منه السعوديون وكذلك المصريون بما له من ابعاد تتجاوز الاصلاح التقليدي او حتى الشكلي بل يريده الامريكيون ان يكون جذريا يدخل في صميم النظام العربي الرسمي لذلك جاء الرد السعودي قويا من خلال وقف حصة البحرين من نفط حقل ابوسعفة التي كانت تذهب الى جيب الحاكمين وليس المحكومين والى جيب خليفة بن سلمان باالذات .. الا ان الاهم في مثل ذلك التطور في علاقات النظامين السعودي والخليفي هو استقلالية القرار "البحريني" وتمرده على الجار القوي الذي يعتبر احد ابرز واقوى الحلفاء التقليديين للسعودية وهي ملامح لبروز تحالفات جديدة قد تشكل معلما لمعالم المشروع الشرق الاوسطي الكبير تتم على انقاض التكتلات القديمة المهترئة والتي كانت بمثابة نادى للحكام دون الشعوب واليوم ومع بروز الظاهرة العراقية بعد سقوط صدام التكريتي الديكتاتور المجرم اخذت الشعوب تستجيب لنداءات الاصلاح الحقيقي التي يطلقها الوطنيون والاصلاحيون تجد لها صدى ايضا في المحافل الدولية والبحرين برغم من انها اقدمت على خطوة على الطريق المذكور الا انها كانت ناقصة وتفتقد الى الكثير من المصداقية واليات الاصلاح وادواته التي لم تزل دون مراحلها الاولية لذلك لن نستغرب ان يصاحب ذلك التطور قيام المعارضة البحرينية الشيعية بنشاط محموم من اجل دفع النظام الخليفي الى تبني الاصلاح الذي يحقق طلبات الشعب البحراني وطموحه في المشاركة السياسية عبر ادخال الاصلاح في تركيبة النظام السياسية وتجريد الاسرة الحاكمة من الصلاحيات المطلقة التي تتمتع بها وذلك من خلال عقد المؤتمرات والتجمعات داخل وخارج البحرين بهدف الضغط على النظام لاجباره على تقديم التنازلات لصالح الاصلاح الحقيقي .. ولعل من يتساؤل عن الرابط بين التوتر الحاصل في العلاقة البحرينية السعودية وبين مطالب الاصلاح لاطراف المعارضة الشيعية البحرانية حيث ان الامر قد يكون غريبا من حيث ان ذلك قد يخدم النظام اكثر من ان يكون لصالح الشعب .. والحقيقة ليس كذلك لان النظام في البحرين مجبر على التكيف مع المشروع الشرق الاوسطي والانسجام مع بعض الظواهر السياسية دون ان يعني ذلك باالضرورة قبوله بالاستحقاقات او خضوعه للمعطيات السياسية لذلك المشروع فاالنظام الخليفي بطبعه نظام استبدادي لا يحمل في تركيبته اي سمة من سمات الانظمة الاصلاحية او الدستورية وهو مايجعله هدفا لاي تغيير مستقبلي لصالح المشروع الديمقراطي الاوسع باالرغم من تلك الانعطافة الجديدة في االعلاقة مع الجارة الكبرى السعودية وتداعياته على بعض التحالفات الاقليمية والدولية وباالرغم من محاولات الطرف البحريني الرسمي للتقليل من اهمية ما قام به في مايخص اتفاقية تحرير التجارة الا ان السعوديون لا يخفون قلقهم من ذلك وخشيتهم من ان ينال الامر من تماسك الجبهة السياسية لانظمة الخليج تلك الجبهة التي اصبحت في وضع لا يحسد عليه ومع تصاعد الاتهامات الامريكية للطرف السعودي برعايته للارهاب والاصولية السلفية المتطرفة ورفضه القيام باي عمل اصلاحي وتغيير في مناهج التعليم والاسس البنيوية الفكرية التي يتغذى منها الارهاب السلفي ..
والاهم في مثل ذلك التطور وما سينتج من توتر العلاقات بين النظامين في البحرين والسعودية وما يرافقه من تداعيات على الاوضاع الاقتصادية والسياسية هو اين يكون موقع الاعراب للشيعة في البحرين خاصة وان سحب السعوديين من دعمهم للنظام الخليفي سوف يجعله في موقع المضغوط عليه اي الضعيف وهو ما يستدعي الى طرح التساؤل التالي : ماذا يعني للشيعة في ان يخسر النظام في البحرين حليف استراتيجي قوي مثل السعودية وقد خسرت الاخيرة منذ فترة غيرقصيرة قطر التي لا تربطها مع ال سعود علاقة قوية وهو امر بلا شك سوف ينعكس على علاقات بقية الاطراف الخليجية مع السعودية وباالتالي يجعل الاسرة الحاكمة السعودية في وضع لا يحسد عليه وسط تكهنات بقيام حلف جديد يكون عراق الحر والديمقراطي احد اقوى اطرافه وباالطبع من دون النظام الحالي الحاكم في السعودية وبحضور قوي لشيعة العراق على مسرح الاحداث ودورهم الايجابي والطليعي في العملية الاصلاحية والسياسية في المنطقة ؟! بلاشك ان انهيار النظام السعودي ـ اذا ذهبنا بعيدا في تفائلنا ـ سوف يعني الكثير لشيعة البحرين بل ويعني لهم انهم تخلصوا من "غول" الارهاب السلفي والوهابي وامتداداته في البحرين ويعني ايضا ان الاصلاح الذي يرمون اليه سيكون بين قاب قوسين او ادنى مع قبول بمبدأ الشراكة السياسية مع الاطراف الاخرى المؤثرة على المشهد البحريني والدخول في المشروع السياسي الذي يضمن حقوق الشيعة ودون ان يلحق الضرر بمصالح اطراف عديدة وبضمانة دولية قد يوفرها من حيث القراءة العامة المشروع الاوسطي الكبير الذي سبق وان قال عنه عدد من المعارضين البحرانيين والشيعة وكذلك اطراف عربية بانه يحتوي على ايحابيات عديدة ..
ومع دخول العلاقة البحرينية السعودية في نفقها المظلم وختام سنوات الشهر العسل الذي يبدوا ان افقه اصبح قريبا ما الذي يمكن ان يفعله شيعة البحرين من اجل تحقيق مكاسب سياسية ولصالح كيانهم هل يقفون مع النظام الخليفي ويعطوه الدعم ام يتركوا الامر لعامل الزمن كي يكون كفيلا بحله دون الوقوف مع جهة وان كان في الظاهر الموقف السعودي يشير الى انه الاكثر (قومية ووطنية) كون انه مناقض ومناوئ للمشروع الامريكي فيما الموقف الخليفي يشير الى العكس ؟! حقيقة الامر ان التباعد بين النظامين امر حسن وقبول البحرين الدخول في نادي الكبار للتجارة الحرة سوف يكون تلك القشة التي تقصم ظهر كيان "مجلس التعاون" الخليجي وبالتالي يبشر بقرب نهاية اسطورة "الدولة الوهابية" في السعودية والجزيرة العربية وهو امر بلاشك يكون في مصلحة شيعة البحرين وشيعة المنطقة كما انه سوف يضع البحرين كنظام امام واقع سياسي جديد يفرضه عليه التحولات في المنطقة وباالتالي يجب ان يكون دافعا لشيعة البحرين ومن الان لممارسة الضغط على الاسرة الخليفية من اجل التنازل عن السلطة المطلقة والقبول باالشريك الجديد قبل انن يكسحه هذا الشريك القادم والقادم عن قريب!.