المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل نلوم أنفسنا أم الإيرانيين؟ .... حسن عبدالله عباس



أبو ربيع
04-09-2012, 06:21 AM
حسن عبدالله عباس - الراي


http://www.alraimedia.com/Resources/ArticlesPictures/2012/04/09/p5_main.jpg (http://www.alraimedia.com/Resources/ArticlesPictures/2012/04/09/p5.jpg)


د. حسن عبد الله عباس


الهاجس الكبير الذي تخشاه الشعوب العربية خصوصا الخليجية من التدخلات الايرانية وتزايد نفوذها بالتأكيد له ما يبرره. قد يكون الكره العقائدي له يد في الموضوع، لكن يبدو لي أن الاهم منه هو الضعف الداخلي وعدم الثقة بالنفس.

ما يحدث في منطقة الشرق الاوسط خصوصا في محيطنا الخليجي عكس ما تطمح له العقوبات الدولية ضد الجمهورية الاسلامية. ففي الوقت الذي يمارس النظام الدولي عقوبات متنوعة ضد الجمهورية الاسلامية، وفي الوقت الذي يترقب العالم كله لحظات انهياره أو على الاقل تراجعه عن سياساته، يشتكي العرب والخليجيون من تزايد وتنامي النفوذ «الصفوي المجوسي والهلال الشيعي» في المنطقة!
السبب أظنه محليا ولا شأن له بالخارج. سبب قدرة الإيرانيين على التوسع في المنطقة هو وجود عيب وخلل تكويني في بنية الدول العربية نفسها. اقصد ان العرب هم بالاساس من سمح لغيرهم ليحدد مصيرهم، فهم أصلا يعانون من مشكلة فراغ طويلة زمنيا، فراغ توارثه المحتلون الاجانب واحداً تلو الآخر. منطقة الفراغ هذه هي نفسها التي بدت مفروشة للإيرانيين اليوم!
فالأميركيون والأوروبيون شغلوا هذا الفراغ منذ بداية القرن لحد الآن. لكن الملاحظ ان منعطفاً تاريخياً أخذ في البروز بتضاؤل التأثير الغربي منذ فترة، تحديداً منذ سقوط الشاه وسقوط السوفيات ومرورا بسقوط صدام والازمة الاقتصادية والربيع العربي. فهذه المنطقة أصبحت فراغاً وفرصة سانحة سائغة لكي تملى من جديد!
تصوري ان العرب لم يستفيدوا من الماضي ولا يزالون عاجزين بالنظر لما يحصل من حولنا. لنأخذ منطقتنا على سبيل المثال. قمة بغداد قبل ايام مثلاً لم يحضرها الا سمو الأمير حفظه الله، أما بقية دول الخليج خصوصا المملكة العربية السعودية وقطر اللتين تمارست دوراً بارزاً عربياً ودولياً وتمول حركات الشعوب التحررية من سطوات حكوماتهم المركزية وتمويل المعارضة المسلحة في سورية، امتنعوا جميعاً عن الحضور برغم ان الشعب العراقي هو من يحكم ديموقراطيا ولم يتأثر بالربيع العربي.
بل النظام الخليجي هو بنفسه يعاني من مناطق فراغية كبيرة. فإلى جانب اختلافهم بالنسبة للعراق، يختلفون في فهمهم الداخلي لأنظمتهم المحلية. فمثلا المملكة يحكمها نظام ايديولوجي باختلاف واضح للبقية. وفي حين ان الكويت يحكمها نظام شبه ديموقراطي ويشارك الشعب في القرار السياسي، يظل النظام العشائري والقبلي هو المسيطر على بقية دول الخليج التي تفتقر لدستور ينظم العلاقة بين الشعب والسلطة. وان كان الشعبان القطري والاماراتي مرتاحين بسبب الوفرة المالية، لربيع العربي ضرب عمان والبحرين كمؤشر على سوء العلاقة بين الحاكم والمحكوم. لذا هل نلوم انفسنا ام الايرانيين؟

hasabba@gmail.com (hasabba@gmail.com)