المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذكريات عبدالله خالد الدليجان… طرائف وعبر



جون
04-07-2012, 12:37 AM
عبدالله خلف - الوطن


2012/04/05



http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/33_w.png




كتاب طريف يحمل تجربة الكاتب الشخصية وسيرته الذاتية على نهج الكتْاب الأوائل في بدايات القرن العشرين على غرار موفد البعثة الطلابية الى فرنسا والمشرف على الطلبة أدبياً ودينياً رفاعة

الطهطاوي (1801 – 1873) باعث النهضة واحد رواد الصحافة ومحرر جريدة الوقائع المصرية والذي ترجم كتباً عن الفرنسية وأهم مؤلفاته (الابريز في وصف باريس).

انها مذكرات المرحوم عبدالله الدليجان.. أحد الكتب الطريفة الممتعة التي تحمل ذكرى الفصلين في تاريخ الكويت الاجتماعي حيث لا ينال نصيبه من الدنيا الاْ المكافح صاحب الطموح والرجل العصامي الذي يصارع التجارب فينال منها ويخفق ولاتثبط من عزائمه الخسائر والعثرات، صاحب في الاسواق الاسوياء والمتلاعبين..

الكتاب يعبر عن بساطة صاحبه وطيبته وهو من جيل ندر فيه العلم والمتعلمون معزم بمواكبة التغيير: ونراه يقول في صدر الكتاب:

«في النهار كنت في العمل الحكومي، فطلبت من زملائي تأجيل دوامي ليلاً ليبدأ من الساعة العاشرة مساء حتى الصباح.. درست اللغة الانجليزية والمحاسبة (مسك الدفتر) والطباعة العربية والانجليزية في المدرسة المباركية».

ويقول ايضاً «لم اكن في يوم من الايام مغروراً او متعاملاً بالكذب مع الناس وشعاري الكذب ممنوع والرزق على الله»

كتاب من ذكريات المرحوم عبدالله خالد الدليجان قدمته لي ابنتي سحر (أم محمد) وهو هدية من زميلتها حفيدة المؤلف الفاضلة بشائر سامي الدليجان.. واسم دليجان من الفصحى وهو الذي يسير بقافلته ليلاًِ، ولا يطلق الا على الرجل الشجاع الذي لايخشى من مخاطر الليالي في الصحراء المظلمة..

وعن تجاربه وطموحاته يقول:

< كنت أُحّمل الوانيت بيدي الاثنتين لتوفير الحمالة.

< فتحتُ مطعما وربحت فيه (لكُوكاَ، جمع لك ) مائة الف روبيه وتساوي سبعة آلاف دينار.

< أفلستُ في المطعم، وأفلست في وكالة سفريات.
< عند اكتشاف البلاستك استوردت من اليابان أحزمة رجالية فربحت بها، ثم استوردت المصاغات الذهبية المقلدة.

< من هونج كونج استوردت سيور الساعات الجلدية ومداليات عليها صورة جمال عبدالناصر فربحت بها كثيرا، عند تصديرها الى العراق، وبعد الانقلاب العراقي وضعتُ في المداليات صورة عبدالكريم قاسم فربحت بها كثيراً..

ويقول «استبدلت صورة عبدالناصر بملصق يحمل صورة عبدالكريم قاسم ولكن المادة اللاصقة كانت رديئة فسقطت صورة عبدالكريم قاسم وظهرت صورة جمال عبدالناصر، فمسك الشعب العراقي البائع وضربوه ضرباً مبرحاً».

ويقول السيد عبدالله خالد الدليجان «اشتغلت بتجارة العقار ثم بالاسهم الامريكية والانجليزية والالمانية واستوردت اطواق الهيلاهوب ونحل (زنوبه) فربحت بها.. وبعت بطاريات لتشغيل اجهزة الراديو قبل انتشار الكهرباء في المنازل، وبعت تفافيخ بلونات، قامت فتاة بشفط قطعة منها لتجعلها كرة صغيرة فسدت مجرى التنفس وماتت بكل اسف، فجاءت البلدية ومنعت بيع التفافيخ واغلقت المحل بالشمع الاحمر وهل البلدية كانت ستعمل نفس الاجراء لو غصت فتاة او اي شخص بحبة من العنب، وتغلق محلات الفاكهة؟».

< ويقول «ثم جاءني الخير في تجارة العقار وتعاملت مع مبارك الحساوي وعباس آغا علي وخالد المرزوق وابراهيم الهاجري رحمهم الله وربحت كثيراً.

كما بعت محلين في سوق المناخ بمليوني دينار ونصف المليون.. واشتريت بنايتين في لندن بشارع هارلي ستريت وعمارة اخرى فيها فندق يسمى يورو تاور وطلبت اخلاء الفندق فدفعوا لي اجوراً زائدة واكتشفت بعد ذلك ان في الفندق عصابة تتاجر بالمخدرات، وتشاجر اصحاب العصابة فرمى احدهم بالآخر من الدور الاول الى الارضي، ودخلت مع العصابة في مشاكل فاوكلت محاميين واتخذت اربعة حراس ليحموني وأتتني الملايين من تجارة العقار في لندن» مذكرات المرحوم عبدالله خالد الدليجان فيها قصته مع الحياة – التجارة البسيطة الى التجارة في الاسهم الدولية.


عبدالله خلف

http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=184873&WriterId=33