المهدى
12-20-2004, 04:04 PM
عبد الرحمن الراشد
لا تصلح هذه القناة لمواطنينا العرب، طالما اننا في حالة حرب على التطرف الفكري. هذا تعليق لأحد الكتاب الفرنسيين على منع الفضائية اللبنانية/المنار من الظهور على القمر الصناعي الأوروبي «هوت بيرد 4».
وصار هذا الرأي توجيها من مجلس شورى فرنسا والزاميا بمنع المحطة، ليثير اكثر من اشكال في التعامل مع وسائل الاعلام التلفزيونية العربية.
فهل اصبح للحكومات سلطة على الفضائيات التي تفاخر بأنها والكواكب حرة في مداراتها، تظهر متى وكيف تشاء؟ وهل الهدف هو قناة المنار وحدها؟ ايضا كيف سيكون تأثير ادراج الحكومة الاميركية القناة نفسها على قائمة المنظمات الارهابية في نفس الصف مع بن لادن والظواهري وعتاة المطلوبين؟ الأكيد ان المنار مظلومة باستهدافها، في حين ان الفضاء العربي يعج بمحطات اكثر تطرفا في السياسة، وغلوا في الدين. وهذا ما يدفعنا للتساؤل ان كانت تلك اشارة لمطاردة زبائن الاقمار الصناعية، وتحديدا العربية منها.
قرار واشنطن بوضع أي فضائية على قائمة الملاحقين هو اصعب واخطر من منعها من قمر صناعي واحد كما فعلت فرنسا. فالولايات المتحدة هي المصنع الاكبر للتجهيزات الفضائية، وهي المنتج الاكبر للبرامج التلفزيونية، وتحتكر ايضا اكثر من نصف الوكالات الاخبارية التلفزيونية، عدا عن كونها محط المصارف التي لا يدفع دولار دون المرور عبرها.
هذا كله لا يعني ان قناة كالمنار ستطفئ انوارها بسبب المنع الفرنسي او الملاحقة الاميركية، بل هي من اقل المحطات العربية اعتمادا على القمر الأوروبي، وتستطيع العيش بدون الخدمات الاميركية في سوق التلفزيون.
واذا كانت المنار ستعاني فسيكون من مبدأ وصفها بالمتطرفة في الحال الفرنسية، او الارهابية عند الاميركيين. والمحطة في واقع الأمر ليست على قائمة اكثر المحطات العشر تطرفا، لكنها صارت ضحية للاشكال السياسي الذي يستهدف حزب الله، المالك الفعلي للقناة. فالمنار، ووفق المراجعة الأخيرة، لم يؤخذ على بثها الأخير سوى انتقاد لثلاث دقائق من ستمائة ساعة بث تلفزيوني، وفق مسؤول المحطة نقلا عن المجلس الاعلامي الأعلى الفرنسي.
مجتمع الاعلام التلفزيوني العربي بدوره يراقب باهتمام خاص الاستفراد بالمنار. فهو يعتقد انها محاولة تأديب عامة، ورسالة خاصة للفضائيات العربية المتهمة بأنها وراء الدماء التي سالت في انحاء العالم، بترويجها للتطرف والكراهية، وتقديم بن لادن وأمثاله نموذجا للشباب المسلم.
فاذا كانت هذه رسالة الفرنسيين والاميركيين، فانهم قطعا امسكوا بـ«المحطة الخطأ» مهما بدا لهم ان المنار محطة تعبوية وتحريضية. والأكيد في كل الظروف ان الاعلام العربي لم يعد يملك المساحة الواسعة التي كان «يتمتع» بها سابقا. فاليوم تترجم كل الصحف، وتسجل وتترجم كل الاخبار والبرامج والمواقع الالكترونية، ولم يعد هناك مجال للاختباء وراء اللغة التي لا يفهمها أحد. ففي السابق كان الغربيون يصدقون دعاوى الحرية التي تتذرع بها وسائل الاعلام العربية، اليوم يعرفون انها ليست سوى صندوق الفرجة التحريضي.
a.alrashed@asharqalawsat.com
لا تصلح هذه القناة لمواطنينا العرب، طالما اننا في حالة حرب على التطرف الفكري. هذا تعليق لأحد الكتاب الفرنسيين على منع الفضائية اللبنانية/المنار من الظهور على القمر الصناعي الأوروبي «هوت بيرد 4».
وصار هذا الرأي توجيها من مجلس شورى فرنسا والزاميا بمنع المحطة، ليثير اكثر من اشكال في التعامل مع وسائل الاعلام التلفزيونية العربية.
فهل اصبح للحكومات سلطة على الفضائيات التي تفاخر بأنها والكواكب حرة في مداراتها، تظهر متى وكيف تشاء؟ وهل الهدف هو قناة المنار وحدها؟ ايضا كيف سيكون تأثير ادراج الحكومة الاميركية القناة نفسها على قائمة المنظمات الارهابية في نفس الصف مع بن لادن والظواهري وعتاة المطلوبين؟ الأكيد ان المنار مظلومة باستهدافها، في حين ان الفضاء العربي يعج بمحطات اكثر تطرفا في السياسة، وغلوا في الدين. وهذا ما يدفعنا للتساؤل ان كانت تلك اشارة لمطاردة زبائن الاقمار الصناعية، وتحديدا العربية منها.
قرار واشنطن بوضع أي فضائية على قائمة الملاحقين هو اصعب واخطر من منعها من قمر صناعي واحد كما فعلت فرنسا. فالولايات المتحدة هي المصنع الاكبر للتجهيزات الفضائية، وهي المنتج الاكبر للبرامج التلفزيونية، وتحتكر ايضا اكثر من نصف الوكالات الاخبارية التلفزيونية، عدا عن كونها محط المصارف التي لا يدفع دولار دون المرور عبرها.
هذا كله لا يعني ان قناة كالمنار ستطفئ انوارها بسبب المنع الفرنسي او الملاحقة الاميركية، بل هي من اقل المحطات العربية اعتمادا على القمر الأوروبي، وتستطيع العيش بدون الخدمات الاميركية في سوق التلفزيون.
واذا كانت المنار ستعاني فسيكون من مبدأ وصفها بالمتطرفة في الحال الفرنسية، او الارهابية عند الاميركيين. والمحطة في واقع الأمر ليست على قائمة اكثر المحطات العشر تطرفا، لكنها صارت ضحية للاشكال السياسي الذي يستهدف حزب الله، المالك الفعلي للقناة. فالمنار، ووفق المراجعة الأخيرة، لم يؤخذ على بثها الأخير سوى انتقاد لثلاث دقائق من ستمائة ساعة بث تلفزيوني، وفق مسؤول المحطة نقلا عن المجلس الاعلامي الأعلى الفرنسي.
مجتمع الاعلام التلفزيوني العربي بدوره يراقب باهتمام خاص الاستفراد بالمنار. فهو يعتقد انها محاولة تأديب عامة، ورسالة خاصة للفضائيات العربية المتهمة بأنها وراء الدماء التي سالت في انحاء العالم، بترويجها للتطرف والكراهية، وتقديم بن لادن وأمثاله نموذجا للشباب المسلم.
فاذا كانت هذه رسالة الفرنسيين والاميركيين، فانهم قطعا امسكوا بـ«المحطة الخطأ» مهما بدا لهم ان المنار محطة تعبوية وتحريضية. والأكيد في كل الظروف ان الاعلام العربي لم يعد يملك المساحة الواسعة التي كان «يتمتع» بها سابقا. فاليوم تترجم كل الصحف، وتسجل وتترجم كل الاخبار والبرامج والمواقع الالكترونية، ولم يعد هناك مجال للاختباء وراء اللغة التي لا يفهمها أحد. ففي السابق كان الغربيون يصدقون دعاوى الحرية التي تتذرع بها وسائل الاعلام العربية، اليوم يعرفون انها ليست سوى صندوق الفرجة التحريضي.
a.alrashed@asharqalawsat.com