علي علي
03-28-2012, 02:06 AM
27/03/2012 - حديث المدينه
http://www.citytalks.co.uk/download/87522.jpg
بعد أقل من أسبوعين من إطلاق مفتي عام المملكة العربية السعودية دعوته إلى تدمير كل الكنائس الموجودة في الجزيرة العربية، كادت قناة فضائية بالريّاض أن تفجّر فتنة طائفية بمنطقة نجران في جنوب غرب المملكة حيث يعيش أتباع الأقلّية الإسماعيلية التي تشتكي من "التفرقة العنصرية".
وكانت القناة، التي تبث من الرياض، استضافت في برنامج "حوار هادئ مع المخالفين" الشّيخين محمد حجازي وسعد بن عبدالله بن عبدالعزيز السبر، عبر عدة حلقات يقدمها المذيع المصري صبري عسكر، حفلت بالإساءات المتعددة للأقلّية الإسماعيلية بهدف إثارة فتنة طائفية، مما أثار غضب الرأي العام في المملكة والإسماعيليين على وجه الخصوص.
ومن ضمن ما ذكره السبر ان "اتباع المذهب الإسماعيلي يعطون زوجاتهم وبناتهم للمكرمي ليتمتّع بهن ويتفل في وجوههم"، وكذلك ان "اهل نجران جاهلون بالإسلام"، وأنهم "يتآمرون مع دولة أخرى (اليمن) وحركة مسلحة قريبة منهم (الحوثيون) لإسقاط الحكم السعودي"، كما جاء في صحيفتي "إبدأ" و"صوت الأخدود" الإلكترونيتين.
ومن المفارقة أن "أوطان"، التي يرأس مجلس إدارتها الشيخ عبدالرحمـــن عبدالله الطيـار، تعرّف بنفسها في موقعها الرّسمي بأنها "قنــاة تعمل على تدعيم القيم الإسلامية والإنسانية وجمع الأسرة العربية (...) بأسلوب هادئ وطرح متزن لا يعمل على التحريض ويلتزم المبادئ المهنية في إطار عمل إعلامي مؤسسي متناغم متكامل".
ومن أشهر برامج القناة برنامج "إفتوني في رؤياي" الذي يبثّ يوميا لتفسير الأحلام "مع نخبة متميزة من اقوى المفسرين".
وسارع سعد السبر بإصدار بيان وتوضيحي على "شبكة السبر الإلكترونية" حول "ما أثير" بأنه يكفّر الإسماعيلية، قال فيه "أنا أبرأ إلى الله من تكفير مسلم وهم إخواني وأهل بلدي (...) وابرأ إلى الله من الفتن" وأن "الحوار في قناة أوطان في برنامج حوار هادئ مع المخالفين ليس موجه للإسماعيلية بل هو حوار عقدي مع المعتقد الإسماعيلي وليس مع أشخاص بأعينهم أو مع قبيلة معينة".
وأشار أحد أبنا الطّائفة الى أن "قرار الملك إيقاف القناة بعد تدخّل من ابنه الأمير مشعل، أمير منطقة نجران، كان له أثره الطّيب في تهدئة الأمور"، مضيفا أن "تجمعات حماسية حدثت في نجران اتفق أثناءها على كتابة خطاب يطالب السلطات بمحاكمة الجناة سواء بالتطاول أو القذف، ووقعه على مدار عدة أيام ما يزيد عن خمسة آلاف مواطن، من بينهم أكثر من مائة من كبار المكارمة"، وهم شيوخ الإسماعيلية بنجران.
وأضاف نفس المصدر أن "هناك عدد من المتمشيخين كانوا قد فتاوى وصيحات تكفر الطائفة الإسماعلية وهناك عدة خطابات قدمت للملك ولولي العهد ووزير الدفاع وأمير المنطقة يشكون فيها من تجنيس يمنيين من السنة بشكل حثيث ويشترط بقاؤهم في نجران لتغيير التركيبة المذهبية، رغم ان التوضيح الرسمي يعلل هذا الإجراء بـ'دوافع إنسانية'، كما أن إسماعيلي نجران يعاملون بإقصائية واضحة في وظائف الدولة المدنية والعسكرية".
وأشارت عدة صحف ومواقع سعودية الى ان "عريضة موقعة من الآلاف من اتباع المذهب الاسماعيلي تطالب امير نجران بسرعة محاسبة المشائخ المسيئين لأتباع الطائفة ومعتقداتها وتجريمهم وتقديمهم للعدالة درءا للفتنة الطائفية التي قد تتسبب في زعزعة الاستقرار وتهدد اللحمة الوطنية".
وأشارت كذلك الى ان وفدا من أعيان الطائفة الإسماعيلية، يقوده الشيخ سالم بن أحسن بن منيف والشيخ جابر بن شرفي أبو ساق والشيخ جابر بن عبود نصيب، سيلتقي بالملك عبدالله خلال الايام المقبلة.
غير أن العديد من الكتاب والمواطنين الإسماعيليين يرون أن إيقاف القناة أو حتى طرق باب ولي الأمر ليس بالحل ويطالبون بسنّ قوانين تجرّم العنصرية والتحريض على الطائفية. وهدد بعضهم بالنضال لانتزاع حقوقهم بالطرق المشروعة.
وقال د.محمد العسكر، وهو نشط بارز في طائفة الشيعة الاسماعيلية، "هذا نتاج الفكر التكفيري الذي يمس الأعراض دون خجل وينال من الوحدة الوطنية ويسعى لتأزيم الأمور بين الدولة وشعبها".
وأضاف العسكر في موقع فيسبوك "لقد تصرف أهل نجران ومريدي المذهب الإسماعيلي بتعقل، لكنهم أصروا على أن يجرم الفاعل وتجاوزه وأن تردع القناة ومسؤوليها رسميا، وأن يكون هناك مسار مكمل قضائي وقانوني وإعلامي، حتى لا يأتي متخرص أهوج أخر ويدعي المعرفة وهو غارق في جهله".
ومن بين المقالات شديدة اللّهجة، كتب سالم اليامي تحت عنوان "هل نحن مواطنون .... أم ديوثون ؟!" قائلا "أما الذين ذهبوا من أهل نجران لتقديم معاريض شكاويهم للملك والأمراء، فإننا مع احترامنا لهم نلوم تصرفهم ذلك ونتهمه بالغباء، لأن لدى الدولة سلطات تشريعية وتنفيذية ووضعت أنظمة وقوانين، ولا داعي للذهاب لغير تلك الجهات التي يجب أن تأخذ دورها وتقوم بإحقاق الحق وتطبيق العدالة بدون محاباة لأحد كي نثبت للعالم أننا دولة قانون وعدالة وليس دولة فئة أو طائفة".
ويذكر أنه في أبريل/نيسان 2000، بلغت العلاقات المتوترة بين الإسماعيلية في نجران والأمير السابق مشعل بن سعود بن عبد العزيز آل سعود نقطة الذروة بعد إغلاق السلطات مساجد الإسماعيلية يوم عيد الفطر الخاص بالطائفة وبعد اعتقال رجل دين من أصل يمني، محمد الخياط، من طرف عناصر من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بتهمة ما أسماه الأمير فيما بعد "عمل السحر". وحدثت مواجهات مسلحة بين عناصر من الطائفة وقوات الأمن خلّفت قتلى وجرحى ومعتقلين.
وشكّلت زيارة الملك عبدالله الى نجران عام 2006 منعطفا هاما في العلاقة بين اهل نجران والحكومة السعودية.
وفي سنة 2008 عين الملك عبد الله ابنه الأمير مشعل حاكما لنجران بعد أن شكا أفراد الطائفة من مساعي توطين سنة من أصل يمني ومنحهم مساكن ووظائف معتبرينها محاولة لتهميش الطائفة الإسماعيلية بصورة أكبر.
http://www.citytalks.co.uk/download/87522.jpg
بعد أقل من أسبوعين من إطلاق مفتي عام المملكة العربية السعودية دعوته إلى تدمير كل الكنائس الموجودة في الجزيرة العربية، كادت قناة فضائية بالريّاض أن تفجّر فتنة طائفية بمنطقة نجران في جنوب غرب المملكة حيث يعيش أتباع الأقلّية الإسماعيلية التي تشتكي من "التفرقة العنصرية".
وكانت القناة، التي تبث من الرياض، استضافت في برنامج "حوار هادئ مع المخالفين" الشّيخين محمد حجازي وسعد بن عبدالله بن عبدالعزيز السبر، عبر عدة حلقات يقدمها المذيع المصري صبري عسكر، حفلت بالإساءات المتعددة للأقلّية الإسماعيلية بهدف إثارة فتنة طائفية، مما أثار غضب الرأي العام في المملكة والإسماعيليين على وجه الخصوص.
ومن ضمن ما ذكره السبر ان "اتباع المذهب الإسماعيلي يعطون زوجاتهم وبناتهم للمكرمي ليتمتّع بهن ويتفل في وجوههم"، وكذلك ان "اهل نجران جاهلون بالإسلام"، وأنهم "يتآمرون مع دولة أخرى (اليمن) وحركة مسلحة قريبة منهم (الحوثيون) لإسقاط الحكم السعودي"، كما جاء في صحيفتي "إبدأ" و"صوت الأخدود" الإلكترونيتين.
ومن المفارقة أن "أوطان"، التي يرأس مجلس إدارتها الشيخ عبدالرحمـــن عبدالله الطيـار، تعرّف بنفسها في موقعها الرّسمي بأنها "قنــاة تعمل على تدعيم القيم الإسلامية والإنسانية وجمع الأسرة العربية (...) بأسلوب هادئ وطرح متزن لا يعمل على التحريض ويلتزم المبادئ المهنية في إطار عمل إعلامي مؤسسي متناغم متكامل".
ومن أشهر برامج القناة برنامج "إفتوني في رؤياي" الذي يبثّ يوميا لتفسير الأحلام "مع نخبة متميزة من اقوى المفسرين".
وسارع سعد السبر بإصدار بيان وتوضيحي على "شبكة السبر الإلكترونية" حول "ما أثير" بأنه يكفّر الإسماعيلية، قال فيه "أنا أبرأ إلى الله من تكفير مسلم وهم إخواني وأهل بلدي (...) وابرأ إلى الله من الفتن" وأن "الحوار في قناة أوطان في برنامج حوار هادئ مع المخالفين ليس موجه للإسماعيلية بل هو حوار عقدي مع المعتقد الإسماعيلي وليس مع أشخاص بأعينهم أو مع قبيلة معينة".
وأشار أحد أبنا الطّائفة الى أن "قرار الملك إيقاف القناة بعد تدخّل من ابنه الأمير مشعل، أمير منطقة نجران، كان له أثره الطّيب في تهدئة الأمور"، مضيفا أن "تجمعات حماسية حدثت في نجران اتفق أثناءها على كتابة خطاب يطالب السلطات بمحاكمة الجناة سواء بالتطاول أو القذف، ووقعه على مدار عدة أيام ما يزيد عن خمسة آلاف مواطن، من بينهم أكثر من مائة من كبار المكارمة"، وهم شيوخ الإسماعيلية بنجران.
وأضاف نفس المصدر أن "هناك عدد من المتمشيخين كانوا قد فتاوى وصيحات تكفر الطائفة الإسماعلية وهناك عدة خطابات قدمت للملك ولولي العهد ووزير الدفاع وأمير المنطقة يشكون فيها من تجنيس يمنيين من السنة بشكل حثيث ويشترط بقاؤهم في نجران لتغيير التركيبة المذهبية، رغم ان التوضيح الرسمي يعلل هذا الإجراء بـ'دوافع إنسانية'، كما أن إسماعيلي نجران يعاملون بإقصائية واضحة في وظائف الدولة المدنية والعسكرية".
وأشارت عدة صحف ومواقع سعودية الى ان "عريضة موقعة من الآلاف من اتباع المذهب الاسماعيلي تطالب امير نجران بسرعة محاسبة المشائخ المسيئين لأتباع الطائفة ومعتقداتها وتجريمهم وتقديمهم للعدالة درءا للفتنة الطائفية التي قد تتسبب في زعزعة الاستقرار وتهدد اللحمة الوطنية".
وأشارت كذلك الى ان وفدا من أعيان الطائفة الإسماعيلية، يقوده الشيخ سالم بن أحسن بن منيف والشيخ جابر بن شرفي أبو ساق والشيخ جابر بن عبود نصيب، سيلتقي بالملك عبدالله خلال الايام المقبلة.
غير أن العديد من الكتاب والمواطنين الإسماعيليين يرون أن إيقاف القناة أو حتى طرق باب ولي الأمر ليس بالحل ويطالبون بسنّ قوانين تجرّم العنصرية والتحريض على الطائفية. وهدد بعضهم بالنضال لانتزاع حقوقهم بالطرق المشروعة.
وقال د.محمد العسكر، وهو نشط بارز في طائفة الشيعة الاسماعيلية، "هذا نتاج الفكر التكفيري الذي يمس الأعراض دون خجل وينال من الوحدة الوطنية ويسعى لتأزيم الأمور بين الدولة وشعبها".
وأضاف العسكر في موقع فيسبوك "لقد تصرف أهل نجران ومريدي المذهب الإسماعيلي بتعقل، لكنهم أصروا على أن يجرم الفاعل وتجاوزه وأن تردع القناة ومسؤوليها رسميا، وأن يكون هناك مسار مكمل قضائي وقانوني وإعلامي، حتى لا يأتي متخرص أهوج أخر ويدعي المعرفة وهو غارق في جهله".
ومن بين المقالات شديدة اللّهجة، كتب سالم اليامي تحت عنوان "هل نحن مواطنون .... أم ديوثون ؟!" قائلا "أما الذين ذهبوا من أهل نجران لتقديم معاريض شكاويهم للملك والأمراء، فإننا مع احترامنا لهم نلوم تصرفهم ذلك ونتهمه بالغباء، لأن لدى الدولة سلطات تشريعية وتنفيذية ووضعت أنظمة وقوانين، ولا داعي للذهاب لغير تلك الجهات التي يجب أن تأخذ دورها وتقوم بإحقاق الحق وتطبيق العدالة بدون محاباة لأحد كي نثبت للعالم أننا دولة قانون وعدالة وليس دولة فئة أو طائفة".
ويذكر أنه في أبريل/نيسان 2000، بلغت العلاقات المتوترة بين الإسماعيلية في نجران والأمير السابق مشعل بن سعود بن عبد العزيز آل سعود نقطة الذروة بعد إغلاق السلطات مساجد الإسماعيلية يوم عيد الفطر الخاص بالطائفة وبعد اعتقال رجل دين من أصل يمني، محمد الخياط، من طرف عناصر من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بتهمة ما أسماه الأمير فيما بعد "عمل السحر". وحدثت مواجهات مسلحة بين عناصر من الطائفة وقوات الأمن خلّفت قتلى وجرحى ومعتقلين.
وشكّلت زيارة الملك عبدالله الى نجران عام 2006 منعطفا هاما في العلاقة بين اهل نجران والحكومة السعودية.
وفي سنة 2008 عين الملك عبد الله ابنه الأمير مشعل حاكما لنجران بعد أن شكا أفراد الطائفة من مساعي توطين سنة من أصل يمني ومنحهم مساكن ووظائف معتبرينها محاولة لتهميش الطائفة الإسماعيلية بصورة أكبر.