سيد مرحوم
12-19-2004, 03:41 PM
هل يسمح لنا وزير الدفاع بأن نسمي قائمته ورئيسه ورئيس وزرائه بالقائمة الأمريكية؟!
أرض السواد - طاهر الخزاعي
هذه ليست مقالاً ولا موضوعا .. ولا هي من باب الدعائية لأحد أو ضد أحد .. فالانتخابات القادمة في العراق تكاد تكون نتائجها محسومة من خلال قانون الانتخابات المعتمد والمتثمل بآلية التمثيل النسبي مع فرض الحصص مسبقاً .. نعم قد تطرأ هنا وهناك بعض تغييرات لا تُسهم كثيرا فيما هو مُعد مسبقاً ضمن قانون ادارة الدولة المؤقت ومعاهدة تشرين التي سبقته .. وبعد أن تقدم الجميع بقوائمهم وانفرد الأكراد بقائمة والشيوعي بقائمة والباججي بقائمة والحزب الاسلامي بقائمة صار التنافس واضحا بين القائمة المسماة ( الائتلاف الوطني ) والتي تضم أغلبية الحركات الشيعية الاسلامية وحزب الدكتور الجلبي وأقليات أخرى وبين قائمة الحكومة المتمثلة بحزب الوفاق برئاسة أياد علاوي اضافة الى الرئيس المؤقت غازي الياور ووزير الدفاع ووزير الامن القومي قاسم داود .. الأمر الذي جعل من حازم الشعلان وزير الدفاع أن يُطلق التُهم التي لا يمكن وضعها في غير خانة التسقيط لقائمة تُمثل أكثرية الشعب العراقي , يُطلق هذه الاتهامات بنفس اليوم الذي أعلن فيه رئيس الوزراء قائمتهم ! .. وجاءت هذه التصريحات أيضا بعد أيام قلائل من تصريح ملك الاردن عبدالله التي تعطي نفس المضمون وإن اختلفت التعبيرات .. بل الأكثر من ذلك أن تصريحات الشعلان جاءت بعد تصريح بوش بساعات وتحذيره ايران وسوريا من التدخل بالشأن والانتخابات العراقية ! ..
ولعل الأمر الأكثر غرابة هو الاقرار على نحو الجزم بعدم السماح لقائمة الائتلاف الموحد من الوصول الى الحكم ! واصفا اياها بـ ( القائمة الايرانية ) !! .. واذا كان الشعلان انطلق من تخرصاته بأن الدكتور حسين الشهرستاني ينحدر من اصول ايرانية وانه عمل في ايران لمدة سنتين في المفاعل النووي الايراني وانه عمل لصالح المخابرات الايرانية , فإن الشعلان ينطلق من معلومات مضللة وهو يعرف عدم صحة ادعاءاته قبل غيره , وليعلم السيد الشعلان بأن الدكتور حسين الشهرستاني عاش الهم العراقي فترة تواجده في المهجر الايراني وكان الرجل يعمل لمساعدة العراقيين في مجالات شتى وعلى رأسها المنظمات الخيرية والانسانية .. وكان الدكتور الشهرستاني واقفا بقوة الى جانب العراقيين ومعاناتهم في السنوات الاخيرة وعلى أثر ذلك هجر الرجل ايران الى لندن ..
ثم الجميع يعرف ان الرجل مولود في العراق من ابوين عراقيين بالولادة أيضا وحائز على الجنسية العراقية .. وفوق هذا وذاك فقد عانى في سجون صدام لعشر سنوات حتى تمكن من الهرب من سجنه ابان الغزو الصدامي للكويت .. كل هذا لا يهم السيد وزير الدفاع , وما يهمه هو العمل في المفاعل النووي الايراني مع أن هذه المعلومة غير أكيدة أولاً , وعلى فرض صحتها فما أكثر الكفاءات العراقية التي عملت ولا زالت تعمل في كل الدول التي لجأت اليها وكل حسب اختصاصه , فهل يعني العمل ضمن الاختصاص عمالة لتلك الدول ؟ ..
واذا غضضنا الطرف عن كل هذا وذاك وتماشيا مع منطق السيد الوزير نجد اننا أمام القائمة التي تضم السيد الوزير بين مرشحيها ورئيس الدولة الياور ووزير الأمن قاسم داود ورئيس الوزراء وغيرهم , نجد أننا لن نسمع قبل سقوط النظام بمناضل ومعارض مضحي اسمه حازم الشعلان .. ولم يسمع أحد باسم قاسم داود ولا حتى الرئيس غازي الياور الذي كان يعمل في السعودية لعقد ونصف !! .. نعم سمعنا بالدكتور أياد علاوي في النصف الثاني من التسعينيات وبعد أن أصبح النظام الصدامي يترنح وقد عاش العزلة السياسية الدولية اضافة النبذ الشعبي الداخلي الكامل .. سمعنا به من خلال حركة الوفاق التي انشق هو بشقها الحاكم عن صلاح عمر العلي وأفتتح مكتبا في الاردن وكان المكتب الوحيد لكل المعارضة العراقية وقتها بالرغم من وجود ألف علامة وعلامة للاستفهام على ذلك .. ومع هذا فالرجل صرح مرارا بأن السي أي اي تدعمه وحركته , الأمر الذي لا يختلف فيه اثنان من العراقيين وغيرهم اليوم .. بعد هذا وانطلاقا من منطق وزير الدفاع الذي أسمى قائمة الأكثرية بأنها قائمة ايرانية , هل يسمح لنا سيادته بأن نسمي قائمته وبكل صراحة بـ (القائمة الامريكية) ؟! ..
وأعتقد جازما بأن الوزير والقائمين على قائمة الحكومة يعرفون ذلك جيدا .. ومن منطلق الانعكاس النفسي نجدهم أسموا قائمتهم بـ ( القائمة العراقية ) للايحاء والتأكيد على أن هناك قائمة غير عراقية وقد صرح بها وزير الدفاع , ومن جانب آخر ليقولوا بأن قائمتنا ليست أمريكية بل عراقية وقد قيل يوما ( يكاد المريب أن يقول خذوني ) ... ومن بين الأمثال المتداولة بين الشعوب عامة : ( اذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي الناس بحجر ) .. فهل يتعظ السيد الوزير أم أنه مسيَّر لا مُخيَّر , كما أضحى واضحا للجميع .
kza_tahir@yahoo.com
أرض السواد - طاهر الخزاعي
هذه ليست مقالاً ولا موضوعا .. ولا هي من باب الدعائية لأحد أو ضد أحد .. فالانتخابات القادمة في العراق تكاد تكون نتائجها محسومة من خلال قانون الانتخابات المعتمد والمتثمل بآلية التمثيل النسبي مع فرض الحصص مسبقاً .. نعم قد تطرأ هنا وهناك بعض تغييرات لا تُسهم كثيرا فيما هو مُعد مسبقاً ضمن قانون ادارة الدولة المؤقت ومعاهدة تشرين التي سبقته .. وبعد أن تقدم الجميع بقوائمهم وانفرد الأكراد بقائمة والشيوعي بقائمة والباججي بقائمة والحزب الاسلامي بقائمة صار التنافس واضحا بين القائمة المسماة ( الائتلاف الوطني ) والتي تضم أغلبية الحركات الشيعية الاسلامية وحزب الدكتور الجلبي وأقليات أخرى وبين قائمة الحكومة المتمثلة بحزب الوفاق برئاسة أياد علاوي اضافة الى الرئيس المؤقت غازي الياور ووزير الدفاع ووزير الامن القومي قاسم داود .. الأمر الذي جعل من حازم الشعلان وزير الدفاع أن يُطلق التُهم التي لا يمكن وضعها في غير خانة التسقيط لقائمة تُمثل أكثرية الشعب العراقي , يُطلق هذه الاتهامات بنفس اليوم الذي أعلن فيه رئيس الوزراء قائمتهم ! .. وجاءت هذه التصريحات أيضا بعد أيام قلائل من تصريح ملك الاردن عبدالله التي تعطي نفس المضمون وإن اختلفت التعبيرات .. بل الأكثر من ذلك أن تصريحات الشعلان جاءت بعد تصريح بوش بساعات وتحذيره ايران وسوريا من التدخل بالشأن والانتخابات العراقية ! ..
ولعل الأمر الأكثر غرابة هو الاقرار على نحو الجزم بعدم السماح لقائمة الائتلاف الموحد من الوصول الى الحكم ! واصفا اياها بـ ( القائمة الايرانية ) !! .. واذا كان الشعلان انطلق من تخرصاته بأن الدكتور حسين الشهرستاني ينحدر من اصول ايرانية وانه عمل في ايران لمدة سنتين في المفاعل النووي الايراني وانه عمل لصالح المخابرات الايرانية , فإن الشعلان ينطلق من معلومات مضللة وهو يعرف عدم صحة ادعاءاته قبل غيره , وليعلم السيد الشعلان بأن الدكتور حسين الشهرستاني عاش الهم العراقي فترة تواجده في المهجر الايراني وكان الرجل يعمل لمساعدة العراقيين في مجالات شتى وعلى رأسها المنظمات الخيرية والانسانية .. وكان الدكتور الشهرستاني واقفا بقوة الى جانب العراقيين ومعاناتهم في السنوات الاخيرة وعلى أثر ذلك هجر الرجل ايران الى لندن ..
ثم الجميع يعرف ان الرجل مولود في العراق من ابوين عراقيين بالولادة أيضا وحائز على الجنسية العراقية .. وفوق هذا وذاك فقد عانى في سجون صدام لعشر سنوات حتى تمكن من الهرب من سجنه ابان الغزو الصدامي للكويت .. كل هذا لا يهم السيد وزير الدفاع , وما يهمه هو العمل في المفاعل النووي الايراني مع أن هذه المعلومة غير أكيدة أولاً , وعلى فرض صحتها فما أكثر الكفاءات العراقية التي عملت ولا زالت تعمل في كل الدول التي لجأت اليها وكل حسب اختصاصه , فهل يعني العمل ضمن الاختصاص عمالة لتلك الدول ؟ ..
واذا غضضنا الطرف عن كل هذا وذاك وتماشيا مع منطق السيد الوزير نجد اننا أمام القائمة التي تضم السيد الوزير بين مرشحيها ورئيس الدولة الياور ووزير الأمن قاسم داود ورئيس الوزراء وغيرهم , نجد أننا لن نسمع قبل سقوط النظام بمناضل ومعارض مضحي اسمه حازم الشعلان .. ولم يسمع أحد باسم قاسم داود ولا حتى الرئيس غازي الياور الذي كان يعمل في السعودية لعقد ونصف !! .. نعم سمعنا بالدكتور أياد علاوي في النصف الثاني من التسعينيات وبعد أن أصبح النظام الصدامي يترنح وقد عاش العزلة السياسية الدولية اضافة النبذ الشعبي الداخلي الكامل .. سمعنا به من خلال حركة الوفاق التي انشق هو بشقها الحاكم عن صلاح عمر العلي وأفتتح مكتبا في الاردن وكان المكتب الوحيد لكل المعارضة العراقية وقتها بالرغم من وجود ألف علامة وعلامة للاستفهام على ذلك .. ومع هذا فالرجل صرح مرارا بأن السي أي اي تدعمه وحركته , الأمر الذي لا يختلف فيه اثنان من العراقيين وغيرهم اليوم .. بعد هذا وانطلاقا من منطق وزير الدفاع الذي أسمى قائمة الأكثرية بأنها قائمة ايرانية , هل يسمح لنا سيادته بأن نسمي قائمته وبكل صراحة بـ (القائمة الامريكية) ؟! ..
وأعتقد جازما بأن الوزير والقائمين على قائمة الحكومة يعرفون ذلك جيدا .. ومن منطلق الانعكاس النفسي نجدهم أسموا قائمتهم بـ ( القائمة العراقية ) للايحاء والتأكيد على أن هناك قائمة غير عراقية وقد صرح بها وزير الدفاع , ومن جانب آخر ليقولوا بأن قائمتنا ليست أمريكية بل عراقية وقد قيل يوما ( يكاد المريب أن يقول خذوني ) ... ومن بين الأمثال المتداولة بين الشعوب عامة : ( اذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي الناس بحجر ) .. فهل يتعظ السيد الوزير أم أنه مسيَّر لا مُخيَّر , كما أضحى واضحا للجميع .
kza_tahir@yahoo.com