سيد مرحوم
12-18-2004, 02:15 AM
هل يُمكن أن يخسر الشيعة الإنتخابات رغم كثرتهم العددية؟
كتابات - رامي رضوان
مَن ينظر إلى واقع الشيعة في العراق يجد أن هناك مجموعة من السكان يؤلفون الغالبية العظمى من نفوس البلاد. واكن هذه الأكثرية و رغم تعرضها إلى الظلم و الإبادة و إقامة المقابر الجماعية لمنتسبيها على مدى سنين عديدة فإن المراقب يجد أن هذه الأغلبية لا تزال متفرقة و مشتتة و لا يجمعها موقف موحد في أدنى صُوَره للحصول على حقوقها و أمنها وصيانة مستقبل أجيالها! فما هو السبب في ذلك؟
الباحث بتعمق في هذه الحال يجد جلياً أن مرد ذلك يعود إلى سببين رئيسيين هما: أولاً الإحباط المعنوي أو ما يسمى بالإنجليزية Demoralization نظراً لحرمان الشيعة في العراق من تصريف شؤون الكيان السياسي الخاص بهم مما جعلهم "يُدمنون" على وضع المجموعة المحكومة لا الحاكمة. ورغم ذلك فهناك تباشير خير تنبيء بأن هناك الآن وعياً متنامياً حول ضرورة تغيير الوضع السياسي بما يكفل عدم تعرض الشيعة وأجيالهم المقبلة إلى تجربة الإبادة و الحرمان من ثرواتهم الهائلة مرة أخرى. ولكن هذا الوعي يصطدم بالسبب الثاني لمصائب الشيعة العراقيين وهو التشويش (أو الجهل) السياسي الذي يُسلّط عليهم من جهات لا تكاد تُحصى. فمن داخل الجسم الشيعي هناك خلافات كثيرة ليس أقلها موضوع العلاقة مع إيران و أطراف شيعية اخرى خارج العراق. فهناك من داخل الشيعة من يريد علاقة وثيقة مع إيران الإسلامية و التغاضي عن أخطائها رغم أن الكثير من الشيعة العراقيين يريدون علاقة جيدة مع إيران ولكن ليس على حساب الشيعة العراقيين و طموحاتعهم و
مصالحهم. وعلى الطرف النقيض نجد مسؤولاً حكومياً من الشيعة كوزير الدفاع (حازم الشعلان) يعيد ما صرح به سابقاً من" أن إيران هي العدو الأول للعراق" ويساويها بل يرجحها على الدول المصدرة للإرهاب الوهابي !
هذا من جهة ومن جهات أخرى فإن كل الأحزاب العراقية بما فيها حتى الأحزاب الكردية في المنطقة الشمالية تطمح أن تحظى ببعض أصوات الشيعة العراقيين. فهذا هو الحزب الشيوعي العراقي يتوجه أساساً للحصول على أصوات الشيعة. و هذا هو حزب الحكومة المؤقتة برئاسة علاوي ( ويضم في من يضم وزير الدفاع حازم الشعلان) يتوجه أيضاً للحصول على أصوات الشيعة. بل حتى الأحزاب التي يقودها سنة طائفيون تأمل الحصول على نصيب من أصوات الشيعة ، فهذا حزب عدنان الباججي و هذا حزب نصير الجادرجي و هذه محموعة عبد الآله النصراوي و هذه مجموعة الشريف حسين بن علي الملكية و حتى حزب الإخوان المسلمين كلها تطمح أن تتقاسم كل أو بعض أصوات الشيعة. وكثير من هذه الأحزاب لا تتوجه إلى الشيعة حبا ًبهم و لا رغبة في إزالة الحيف عنهم ولكنها تريد الحصول على مكاسب سياسية على حسابهم. وكلها تريد مباشرة أوبصورة غير مباشرة من تقليل إقبال الشيعة على التصويت للقائمة التي باركتها المرجعية وهي قائمة إئتلاف العراق الموحد. فصرف أصوات الشيعة عن التصويت لهذه القائمة تحت أي نوع من أنواع الإدعاءات و الوعود المغلفة بغطاء الوحدة الوطنية ووحدة الشغيلة ونبذ الطائفية الخ الخ ما هي في الواقع إلا بعض الطرق التي تريد إدامة وضع الشيعة المتردي و الإبقاء على حالتهم المزرية كما كان الوضع من قبلن وسلبهم مرة أخرى من حقوقهم و إنسانيتهم.
فإذا أضفنا إلى ذلك معاداة دول الجوار و خاصة العربية منها لحصول شيعة العراق على حقوقهم وليس اقلها تصريحات عبد الله الأردني و سعود الفيصل السعودي ومبارك المصري وعمرو موسى "جامعة" الدول العربية نرى طبيعة و حجم القوى التي تحاول جاهدة حرف الشيعة عن نيل حقوقهم و إجهاض مساعيهم للحصول على حقوقهم بكل الطرق المتاحة و منها سبيل الإرهاب الأعمى و الإغتيالات الجبانة . ولا يقل عن ذلك تاثيراً موقف أمريكا غير المعلن ولكن المفضوح من خلال تصريحات عملائها في المنطقة. و هذا ما يجعل بروز الشيعة ككتلة متحدة متضامنة تعترضه الصعاب. و إذا تمكن الشيعة رغم هذه القوى المعاكسة و المعادية في الإبقاء على وحدتهم و تضامنهم فإنهم سوف يبرهنون للعالم على مدى وعيهم لحقيقة مصالحهم و مصالح اجيالهم و معرفتهم بما يُدبّر لهم ليعيد عليهم النكبات و المصائب مرة أخرى.وأخيراً إذا وقف الشيعة العراقيون موقفاً موحداً واعياً فأنهم يستطيعون دحر كل الأعداء و المُثبطين والله على كل شيء قدير.
كتابات - رامي رضوان
مَن ينظر إلى واقع الشيعة في العراق يجد أن هناك مجموعة من السكان يؤلفون الغالبية العظمى من نفوس البلاد. واكن هذه الأكثرية و رغم تعرضها إلى الظلم و الإبادة و إقامة المقابر الجماعية لمنتسبيها على مدى سنين عديدة فإن المراقب يجد أن هذه الأغلبية لا تزال متفرقة و مشتتة و لا يجمعها موقف موحد في أدنى صُوَره للحصول على حقوقها و أمنها وصيانة مستقبل أجيالها! فما هو السبب في ذلك؟
الباحث بتعمق في هذه الحال يجد جلياً أن مرد ذلك يعود إلى سببين رئيسيين هما: أولاً الإحباط المعنوي أو ما يسمى بالإنجليزية Demoralization نظراً لحرمان الشيعة في العراق من تصريف شؤون الكيان السياسي الخاص بهم مما جعلهم "يُدمنون" على وضع المجموعة المحكومة لا الحاكمة. ورغم ذلك فهناك تباشير خير تنبيء بأن هناك الآن وعياً متنامياً حول ضرورة تغيير الوضع السياسي بما يكفل عدم تعرض الشيعة وأجيالهم المقبلة إلى تجربة الإبادة و الحرمان من ثرواتهم الهائلة مرة أخرى. ولكن هذا الوعي يصطدم بالسبب الثاني لمصائب الشيعة العراقيين وهو التشويش (أو الجهل) السياسي الذي يُسلّط عليهم من جهات لا تكاد تُحصى. فمن داخل الجسم الشيعي هناك خلافات كثيرة ليس أقلها موضوع العلاقة مع إيران و أطراف شيعية اخرى خارج العراق. فهناك من داخل الشيعة من يريد علاقة وثيقة مع إيران الإسلامية و التغاضي عن أخطائها رغم أن الكثير من الشيعة العراقيين يريدون علاقة جيدة مع إيران ولكن ليس على حساب الشيعة العراقيين و طموحاتعهم و
مصالحهم. وعلى الطرف النقيض نجد مسؤولاً حكومياً من الشيعة كوزير الدفاع (حازم الشعلان) يعيد ما صرح به سابقاً من" أن إيران هي العدو الأول للعراق" ويساويها بل يرجحها على الدول المصدرة للإرهاب الوهابي !
هذا من جهة ومن جهات أخرى فإن كل الأحزاب العراقية بما فيها حتى الأحزاب الكردية في المنطقة الشمالية تطمح أن تحظى ببعض أصوات الشيعة العراقيين. فهذا هو الحزب الشيوعي العراقي يتوجه أساساً للحصول على أصوات الشيعة. و هذا هو حزب الحكومة المؤقتة برئاسة علاوي ( ويضم في من يضم وزير الدفاع حازم الشعلان) يتوجه أيضاً للحصول على أصوات الشيعة. بل حتى الأحزاب التي يقودها سنة طائفيون تأمل الحصول على نصيب من أصوات الشيعة ، فهذا حزب عدنان الباججي و هذا حزب نصير الجادرجي و هذه محموعة عبد الآله النصراوي و هذه مجموعة الشريف حسين بن علي الملكية و حتى حزب الإخوان المسلمين كلها تطمح أن تتقاسم كل أو بعض أصوات الشيعة. وكثير من هذه الأحزاب لا تتوجه إلى الشيعة حبا ًبهم و لا رغبة في إزالة الحيف عنهم ولكنها تريد الحصول على مكاسب سياسية على حسابهم. وكلها تريد مباشرة أوبصورة غير مباشرة من تقليل إقبال الشيعة على التصويت للقائمة التي باركتها المرجعية وهي قائمة إئتلاف العراق الموحد. فصرف أصوات الشيعة عن التصويت لهذه القائمة تحت أي نوع من أنواع الإدعاءات و الوعود المغلفة بغطاء الوحدة الوطنية ووحدة الشغيلة ونبذ الطائفية الخ الخ ما هي في الواقع إلا بعض الطرق التي تريد إدامة وضع الشيعة المتردي و الإبقاء على حالتهم المزرية كما كان الوضع من قبلن وسلبهم مرة أخرى من حقوقهم و إنسانيتهم.
فإذا أضفنا إلى ذلك معاداة دول الجوار و خاصة العربية منها لحصول شيعة العراق على حقوقهم وليس اقلها تصريحات عبد الله الأردني و سعود الفيصل السعودي ومبارك المصري وعمرو موسى "جامعة" الدول العربية نرى طبيعة و حجم القوى التي تحاول جاهدة حرف الشيعة عن نيل حقوقهم و إجهاض مساعيهم للحصول على حقوقهم بكل الطرق المتاحة و منها سبيل الإرهاب الأعمى و الإغتيالات الجبانة . ولا يقل عن ذلك تاثيراً موقف أمريكا غير المعلن ولكن المفضوح من خلال تصريحات عملائها في المنطقة. و هذا ما يجعل بروز الشيعة ككتلة متحدة متضامنة تعترضه الصعاب. و إذا تمكن الشيعة رغم هذه القوى المعاكسة و المعادية في الإبقاء على وحدتهم و تضامنهم فإنهم سوف يبرهنون للعالم على مدى وعيهم لحقيقة مصالحهم و مصالح اجيالهم و معرفتهم بما يُدبّر لهم ليعيد عليهم النكبات و المصائب مرة أخرى.وأخيراً إذا وقف الشيعة العراقيون موقفاً موحداً واعياً فأنهم يستطيعون دحر كل الأعداء و المُثبطين والله على كل شيء قدير.