مرتاح
03-07-2012, 01:18 PM
الروائي الفرنسي موريس عطية لـ''الخبر''
07-03-2012 الجزائر
حاوره حميد عبد القادر
فرحات عباس كان يصلح أحذيته عند والدي بباب الواد
http://www.elkhabar.com/ar/img/article_small/moris_900999453.jpg
قال الروائي الفرنسي موريس عطية، إن روايته ''الجزائر السوداء''، الصادرة بالجزائر عن منشورات ''البرزخ''، تؤرخ لمرحلة ما يسميه ''حرب الجزائر''، بحي باب الواد الذي قضى فيه جزءا من طفولته. واعتبر عطية، في حوار مع ''الخبر''، أنه تمكن من الكتابة عن هذا الموضوع بعد مرور خمسين سنة.
أصبح الكتاب الفرنسيون يتناولون مسألة ''حرب الجزائر'' في السنوات الأخيرة بشكل مكثف، هل معنى هذا أن مرحلة النسيان المضروبة انتهت؟
كتبت هذه الرواية لأسباب عائلية. استعدت ما عايشته وأنا طفل صغير خلال ''حرب الجزائر'' بحي باب الواد، وهي مهداة إلى روح الفقيد موريس شكرون صديق والدي الذي اغتالته منظمة الجيش السري ( أو. آ .آس)، وهذا يعد من بين العوامل التي دفعتني لتأليف هذه الرواية. تعلمون أن هذه المنظمة لم تقدم على اغتيال الجزائريين فقط، بل حتى''الأقدام السوداء'' الذين فضلوا الرحيل، وعدم البقاء في الجزائر لمسايرة توجهاتها.
هل الرواية عبارة عن سيرة ذاتية؟
رفضت النظر إلى هذه المسألة من زاوية التحليل النفسي، ومع مرور السنين، أدركت أنني بالغت كثيرا في الحديث عن ما عايشته، فأصبحت أميل لرؤية أكثر موضوعية.
وهذا النسيان الذي تتحدث عنه تتحمل مسؤوليته الدولة الفرنسية، فهي التي مارست التعتيم على ما حدث في الجزائر بين 1954 و.1962 وليس خفيا على أي كان اليوم، أن الكتاب المدرسي الفرنسي يتطرق إلى مرحلة ''حرب الجزائر'' باحتشام.
إن الإحساس الذي أصبح يراودني بعد دراسة التحليل النفسي، هو أن رجال السلطة يلجأون دائما إلى استعمال الديماغوجية، وهذا ينطبق على الجزائريين والفرنسيين على حد سواء.
وأين حصل التحول بالنسبة لنظرتك لما تمسونه أنتم ''حرب الجزائر''؟
ظلت فكرة كتابة هذه الرواية تراودني منذ عدة سنوات، لكني لم أكتب إلا عندما بلغت سن الخمسين. وفعلت ذلك بعد أن غادرت باريس وأجواءها، فاستذكرت ما عشته.
كل ذكريات الطفولة في حي باب الواد طفت على السطح، فتوقفت عن العمل وشرعت في الكتابة. استعدت كل الفظائع التي عشتها، كما استعدت تلك السعادة التي كنت أحيا وسطها في ذات الحي الشعبي وأنا طفل صغير.
هناك تفاصيل كثيرة عادت بفضل الرواية، بما في ذلك شخصية والدي الذي كان يعمل كمرقع أحذية، وكان يقصده فرحات عباس لتصليح أحذيته.
استعدت ذكرياتي وأنا طفل صغير، فأقحمتها في الرواية، وفي نفس الوقت أبدعت شخصية روائية تملك وعيا سياسيا. ما أريد أن أقوله، هو أن العرب لم يكونوا أعداء لي، لقد عشت معهم حياة خالية من العنف.
ولماذا قمت بإقحام العقدة البوليسية؟
قبل هذه الرواية، كتبت روايتين بوليسيتين، وقلت إن تناول طفولتي في عمل روائي قد لا يعتبر مسألة تثير الاهتمام، لذا قمت بإقحام شخصية الشرطي باكو فيرنانديز، وهو ابن فوضوي إسباني، يقوم بالتحري في مقتل فتاة في ريعان الشباب، تدعى ايستال، وعشقيها مولود، بعد أن تم العثور على جثتيهما ملقاتين على شاطئ البحر بباب الواد. وتعتمد الرواية على أربعة أصوات، وعبرها عدت إلى تاريخ عائلتي، وتركت الأحداث تتسارع على وقع الحرب لإبراز رؤى مغايرة. إنها رواية تؤرخ للناس البسطاء من الأقدام السوداء، وليس لأصحاب الملكيات الكبرى.
بصفتكم محللا نفسانيا، كيف تنظرون إلى التاريخ؟
طبعا المحلل النفسي من طبيعته أن يكون متشائما جدا، وهو من يعرف كيف يمكن التعمق في أغوار النفس البشرية.
التحليل النفسي هو الذي أعطاني مفاتيح لفهم بعض اللحظات التاريخية الصعبة، منها فك طلاسم العلاقة المتوترة بين الجنرال ديغول وجنرالات الجيش الفرنسي، كانوا يكرهونه ويعتقدون أنه فر إلى إنجلترا خلال الحرب، لذلك أرادوا الانقلاب عليه بسهولة سنة .1961
أبطال روايتك، هل هم أشخاص ينتقدون الوضع القائم أم يفضلون العيش على وتيرة الأحداث؟
لا، هم أشخاص يعيشون حياتهم بشكل عادي رغم الحرب، ويرغبون في التمتع بلحظاتهم الآنية، هذا ما يريدونه. فالحرب تجعل الإنسان يستمر في حياته، وأعتقد أن الأشخاص الوحيدين الذي فهموا هذا الوضع هم بعض أصدقائي اللبنانيين، لقد مروا بنفس الظروف واستمروا في الحياة رغم المصاعب، وكذلك كانت حياتنا في حي الواد خلال سنوات حرب الجزائر
07-03-2012 الجزائر
حاوره حميد عبد القادر
فرحات عباس كان يصلح أحذيته عند والدي بباب الواد
http://www.elkhabar.com/ar/img/article_small/moris_900999453.jpg
قال الروائي الفرنسي موريس عطية، إن روايته ''الجزائر السوداء''، الصادرة بالجزائر عن منشورات ''البرزخ''، تؤرخ لمرحلة ما يسميه ''حرب الجزائر''، بحي باب الواد الذي قضى فيه جزءا من طفولته. واعتبر عطية، في حوار مع ''الخبر''، أنه تمكن من الكتابة عن هذا الموضوع بعد مرور خمسين سنة.
أصبح الكتاب الفرنسيون يتناولون مسألة ''حرب الجزائر'' في السنوات الأخيرة بشكل مكثف، هل معنى هذا أن مرحلة النسيان المضروبة انتهت؟
كتبت هذه الرواية لأسباب عائلية. استعدت ما عايشته وأنا طفل صغير خلال ''حرب الجزائر'' بحي باب الواد، وهي مهداة إلى روح الفقيد موريس شكرون صديق والدي الذي اغتالته منظمة الجيش السري ( أو. آ .آس)، وهذا يعد من بين العوامل التي دفعتني لتأليف هذه الرواية. تعلمون أن هذه المنظمة لم تقدم على اغتيال الجزائريين فقط، بل حتى''الأقدام السوداء'' الذين فضلوا الرحيل، وعدم البقاء في الجزائر لمسايرة توجهاتها.
هل الرواية عبارة عن سيرة ذاتية؟
رفضت النظر إلى هذه المسألة من زاوية التحليل النفسي، ومع مرور السنين، أدركت أنني بالغت كثيرا في الحديث عن ما عايشته، فأصبحت أميل لرؤية أكثر موضوعية.
وهذا النسيان الذي تتحدث عنه تتحمل مسؤوليته الدولة الفرنسية، فهي التي مارست التعتيم على ما حدث في الجزائر بين 1954 و.1962 وليس خفيا على أي كان اليوم، أن الكتاب المدرسي الفرنسي يتطرق إلى مرحلة ''حرب الجزائر'' باحتشام.
إن الإحساس الذي أصبح يراودني بعد دراسة التحليل النفسي، هو أن رجال السلطة يلجأون دائما إلى استعمال الديماغوجية، وهذا ينطبق على الجزائريين والفرنسيين على حد سواء.
وأين حصل التحول بالنسبة لنظرتك لما تمسونه أنتم ''حرب الجزائر''؟
ظلت فكرة كتابة هذه الرواية تراودني منذ عدة سنوات، لكني لم أكتب إلا عندما بلغت سن الخمسين. وفعلت ذلك بعد أن غادرت باريس وأجواءها، فاستذكرت ما عشته.
كل ذكريات الطفولة في حي باب الواد طفت على السطح، فتوقفت عن العمل وشرعت في الكتابة. استعدت كل الفظائع التي عشتها، كما استعدت تلك السعادة التي كنت أحيا وسطها في ذات الحي الشعبي وأنا طفل صغير.
هناك تفاصيل كثيرة عادت بفضل الرواية، بما في ذلك شخصية والدي الذي كان يعمل كمرقع أحذية، وكان يقصده فرحات عباس لتصليح أحذيته.
استعدت ذكرياتي وأنا طفل صغير، فأقحمتها في الرواية، وفي نفس الوقت أبدعت شخصية روائية تملك وعيا سياسيا. ما أريد أن أقوله، هو أن العرب لم يكونوا أعداء لي، لقد عشت معهم حياة خالية من العنف.
ولماذا قمت بإقحام العقدة البوليسية؟
قبل هذه الرواية، كتبت روايتين بوليسيتين، وقلت إن تناول طفولتي في عمل روائي قد لا يعتبر مسألة تثير الاهتمام، لذا قمت بإقحام شخصية الشرطي باكو فيرنانديز، وهو ابن فوضوي إسباني، يقوم بالتحري في مقتل فتاة في ريعان الشباب، تدعى ايستال، وعشقيها مولود، بعد أن تم العثور على جثتيهما ملقاتين على شاطئ البحر بباب الواد. وتعتمد الرواية على أربعة أصوات، وعبرها عدت إلى تاريخ عائلتي، وتركت الأحداث تتسارع على وقع الحرب لإبراز رؤى مغايرة. إنها رواية تؤرخ للناس البسطاء من الأقدام السوداء، وليس لأصحاب الملكيات الكبرى.
بصفتكم محللا نفسانيا، كيف تنظرون إلى التاريخ؟
طبعا المحلل النفسي من طبيعته أن يكون متشائما جدا، وهو من يعرف كيف يمكن التعمق في أغوار النفس البشرية.
التحليل النفسي هو الذي أعطاني مفاتيح لفهم بعض اللحظات التاريخية الصعبة، منها فك طلاسم العلاقة المتوترة بين الجنرال ديغول وجنرالات الجيش الفرنسي، كانوا يكرهونه ويعتقدون أنه فر إلى إنجلترا خلال الحرب، لذلك أرادوا الانقلاب عليه بسهولة سنة .1961
أبطال روايتك، هل هم أشخاص ينتقدون الوضع القائم أم يفضلون العيش على وتيرة الأحداث؟
لا، هم أشخاص يعيشون حياتهم بشكل عادي رغم الحرب، ويرغبون في التمتع بلحظاتهم الآنية، هذا ما يريدونه. فالحرب تجعل الإنسان يستمر في حياته، وأعتقد أن الأشخاص الوحيدين الذي فهموا هذا الوضع هم بعض أصدقائي اللبنانيين، لقد مروا بنفس الظروف واستمروا في الحياة رغم المصاعب، وكذلك كانت حياتنا في حي الواد خلال سنوات حرب الجزائر