المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زعيم الشيعة في تونس: الغنوشي رفيقي لكن الكراسي تبدّل النفوس



زوربا
03-04-2012, 11:57 AM
First Published: 2012-03-03

مبارك بعداش يتحدى النهضة بساعة أسبوعيا للحديث في وسائل الإعلام لـ'تحويل كل السنة في تونس إلى شيعة'.

ميدل ايست أونلاين



http://www.middle-east-online.com/meopictures/biga/_126844_baadash1.jpg


بعداش: لو رآني الغنوشي لبكا


تونس - خرج زعيم الشيعة في تونس الشيخ مبارك بعداش عن صمته وتحدى حكومة النهضة بأنها لو فسحت له المجال للتحدث إلى وسائل الإعلام "لغير المجتمع التونسي بأكمله".
وقال بعداش في مقابلة مع قناة "التونسية" الفضائية وصحيفة "حقائق" متوجها لحركة النهضة الإسلامية السنية "أعطوني ساعة واحدة أسبوعيا للتحدث في التلفزيون وسأحول كل السنة إلى شيعة".

وتعد هذه المرة الأولى التي يكتشف فيها التونسيون وجود أقلية شيعية لهم أئمة وزعماء ويمارسون شعائرهم المخالفة لشعائر 99 بالمائة من التونسيين الذين يتبعون المذهب المالكي السني.
ويتخذ بعداش (73 عاما) من مدينة قابس الواقعة جنوب تونس مركزا لنشاطه الديني والثقافي، وهي مسقط رأس رئيس حركة النهضة الإسلامية السنية راشد الغنوشي.

ويقول أنه اعتنق المذهب الشيعي في بداية الثمانينات من القرن الماضي بعد أن استقال من حركة الاتجاه الإسلامي، النهضة حاليا، حيث كان مسؤولا تنظيميا للحركة على كامل جهات الجنوب التونسي.

ويرى الشيخ بعداش أن حركة النهضة أصبحت "حليفة لأميركا" مشيرا إلى أنه كانت تربطه علاقة قوية برئيس الحركة راشد الغنوشي "لكن الكراسي تبدل النفوس، أنا أعرف الغنوشي، قد لا يمسك نفسه عن البكاء عندما يراني لكن السياسة تحتم حماية المصالح".

وأضاف "قد تفسد علاقة النهضة بأميركا إذا قابلني الغنوشي لأنني شيعي" مشددا على أن النهضة "أصبحت تتبع حلفاء غير الله وإلا كيف قبلوا بامرأة سافرة ضمن قائمتهم في المجلس التأسيسي ليرضوا غيرهم".

وكشف بعداش أن العلاقة القوية التي كانت تربطه برئيس حركة النهضة راشد الغنوشي "تقطعت" منذ أن اعتنق المذهب الشيعي مشيرا إلى أن الغنوشي "من العيار الثقيل ومن ألطاف الله أنه لم يتشيع وإلا لدخل شيعة تونس في مواجهة دموية مع الدولة ومع قطر ومع السعودية والولايات المتحدة الأميركية" في إشارة واضحة إلى علاقة الغنوشي القوية بهذه الدول.

غير ان بعداش لم يخف أنه "دعا"، وبطلب من النهضة، كل الشيعة في تونس لانتخاب الحركة في اقتراع 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وحين سئل عن هجوم السلفيين على مكتبين شيعيين بتونس العاصمة قال بعداش إن "المجموعات السلفية بلطجية، لم ولن نرد عليهم، إنهم من أزلام النظام السابق ونحن لن نحاور إلا أهل العلم، ولا نريد أن ندخل في صراع يريد أن يفرضه علينا السلفيون".

ونفى أي علاقة بين شيعة تونس وطهران غير أنه كشف أنه زار إيران في ملتقى حول حوار الأديان والمذاهب.


http://www.middle-east-online.com/meoicons/inimg/rightcorner.gifhttp://www.middle-east-online.com/meoicons/inimg/leftcorner.gif
http://www.middle-east-online.com/meopictures/inphotos/_13307914509.jpg


اعتنق المذهب الشيعي في بداية الثمانينات


ورغم عدم توفر إحصاءات دقيقة فإن المؤرخين يقدرون عدد الذين يعتنقون المذهب الشيعي بحوالي 500 شخص يتوزعون على العاصمة تونس ومدن الجنوب التونسي مثل قابس والمهدية.
وأسس الشيعة في تونس ثلاث "جمعيات ثقافية" خلال الفترة الأخيرة مستفيدين من مناخ الحرية الذي تعيشه تونس منذ ثورة 14 يناير/كانون الثاني التي أطاحت بنظام الرئيس زين العابدين بن علي.

ويجمع المؤرخون على أن المذهب الشيعي عرفته تونس مع تأسيس الدولة الفاطمية سنة 899م "ثم جاء تأسيس المهدية (تقع مدينة المهدية على بعد 250 كلم جنوب شرق العاصمة تونس) سنة 910م على يد عبيد الله المهدي حين انطلقت أساطيله وجيوشه لبسط نفوذها على كل بلاد المغرب وجزر المتوسط وغدت المهدية العاصمة السياسية والاقتصادية والثقافية لبلاد المغرب قاطبة، على حد قول أستاذ الحضارة في الجامعة التونسية ناجي جلول.

غير أن المؤرخين يؤكدون على أن ظاهرة "التشيع" في المجتمع التونسي تنامت مع بداية الثورة الإيرانية وتأثير حزب الله اللبناني عبر قناة "المنار" الفضائية.

وبرأي أستاذ التاريخ بالجامعة التونسية محمد ضيف الله فإن "نظام بن علي ربط علاقات اقتصادية وثقافية متينة مع النظام الإيراني، حتى بلغ التبادل التجاري 120 مليون دولار وتكثفت زيارات رجال الثقافة والدين الإيرانيين إلى تونس، وللمحافظة على متانة تلك العلاقات تغاضى النظام القائم عن التبشير الشيعي". وكان من نتائج العلاقة المتينة بين نظام بن علي وطهران أن تأسست أول جمعية شيعية تونسية في أكتوبر 2003 وهي "جمعية أهل البيت الثقافية" التي تتبع المذهب الإثني عشري السائد في إيران، وقد طرحت على نفسها "المساهمة في إحياء مدرسة آل البيت ونشر ثقافتهم".

ويؤكد ضيف الله أن "التشيع وجد في تونس في عهد بن علي مجالا للنشاط دون أي مضايقة أو اعتراض، خاصة أن الإسلاميين السنيين وهم الطرف المؤهل أكثر من غيرهم لمناقشة الشيعة والسجال معهم، كانوا ملاحقين وممنوعين من الكلام".