المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأخرس يتحدث عن دور القاعدة في التطورات السورية والمخابرات السعوديه في نشر الفكر الوهابي في سوريا



لطيفة
03-03-2012, 12:53 PM
السبت 13 اسفند 1390 / 09 ربيع الآخر 1433 / 03 آذار 2012



http://media.farsnews.com/Media/9012/Images/jpg/A0112/A1123352.jpg

حاوره الإعلامي عبد الرسول الهايي //

دمشق - فارس: تحدث الكاتب والمحلل السياسي السوري الدكتور "رياض الأخرس" عن دور فلول القاعدة في زعزعة الإستقرار بسوريا ، كاشفاً عن دور السعودية في نقل الفكر الوهابي والقاعدة الي الشام.

و أشار "الأخرس" في حوار خصّ به مراسل الشؤون الدولية بوكالة أنباء‌فارس إلي حضور فلول القاعدة بسوريا و قال "إذا أردنا أن نعرف هل هناك حضور للقاعدة أم لا في سوريا فإننا يجب أن ننظر إلى المجتمع السوري الذي هو بطبيعة الحال مجتمع متدين ومحافظ ولكن في نفس الوقت فإنه مجتمع متعدد ومتنوع ومتسامح والمشكلة هي أن هذه النقطة بالذات استغلت من قبل الاستخبارات السعودية التي عملت منذ فترة طويلة على إيجاد موطئ قدم لها في البلاد مستغلة حالة التدين الفطري عند الناس كغطاء لتحقيق مآربها الخبيثة المتمثلة في خدمة الغرب من بريطانيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول المعادية لروح الإسلام وحقيقته وجوهره"مؤكداً أن السعودية نقلت الفكر الوهابي والقاعدة‌الي سوريا.

و تابع الخبير والإعلامي البارز السوري يقول"‌إنه من خلال عامل القوة المادية الهائلة التي تسيطر عليها قبائل آل سعود وتنهبها من الشعب ومن موارد الديار المقدسة فإنها استطاعت بناء شبكات منظمة ترتبط بأجهزتها الاستخبارية وذلك من أجل توظيفها أمنيا وسياسيا عند الحاجة لتحقيق مآربها ومآرب أسيادها الغربيين والامريكيين".

و استطرد المحلل السياسي السوري قائلاً " إن بعد احداث 11 أيلول 2001 في أمريكا والتي كان تسعة عشر شخصا متورطا فيها من الجنسية السعودية قامت الاستخبارات السعودية بنقل جميع الطلاب والمدارس الدينية التي تزرع الفكر الوهابي المتطرف وتمد القاعدة بالمتطوعين إلى سورية حيث أعادت ترميم المدارس الدينية القديمة وإعادة تأهليلها لتفتح أبوابها لهؤلاء الطلاب وتهيئ لهم الدعم المادي والتكاليف المادية المختلفة وفي نفس الوقت أن تزرع في عقولهم الفكر المتطرف والإقصائي وتحرضهم على الكراهية إلى الحد الاقصى ضد المسلمين جميعا حتى ضد أهل السنة الذين يرفضون المذهب الوهابي الضال فضلا عن أهل الأديان المذاهب والأديان الأخرى ".
و أكد الأخرس بأن الرياض قامت بنقل الفكر الوهابي السوريا من خلال الكتب والشروح التي تضاف عليها وعلى متونها لتأويلها لتبرر أعمالهم القبيحة أو من خلال الشروح الشفهية التي يصعب عادة السيطرة عليها وضبطها وهي في ذلت تعمل على تحقيق هدفين في آن معا الأول هو التخلص من التبعات القانونية لاحتضان وتربية هؤلاء والثاني هو استعمال هؤلاء كغطاء لبناء شبكات القاعدة في سوريا ونشر التطرف والتكفير والتحريض على الطائفية والتمرد وفي كلتا الحالتين تربطهم بها ماديا من خلال المرتبات والأموال التي تدفعها لهم.
و رداً علي سؤول حول دور القاعدة و الإرهابيين في التطورات الراهنة بسوريا، أكد الأخرس أنه مما لا شك فيه أن الشيء الوحيد الذي يثيرالاضطراب ويدفع بالسوريين إلى مواجهات انتحارية عبثية هو الشبكات التي أنشأتها السعودية وقطر من خلال استغلال التحرض المذهبي الغرائزي من جهة والسيولة المالية الهائلة من جهة أخرى وبعض المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها بعض السوريين السذج".

و أضاف المحلل السياسي السوري إنه لولا التحريض السياسي والاعلامي الصارخ الذي تقوم به الأساطيل الإعلامية السعودية والقطرية لما تم هذا الزج بالسوريين في أتون معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

و أكد الأخرس بأن التزوير الإعلامي والتضخيم والتحريف والسطوة هي التي تضلل بعض السوريين وتدفع بهم إلى مواجهات انتحارية مع النظام دون أن يكون هناك ما يبرر عملهم إلا التزوير الإعلامي والتضليل الذي تقوم به الجهات السعودية المشبوهة التي تريد تدمير سوريا على أيدي بعض السوريين المغرر بهم بالاستعانة طبعا بمقاتلي القاعدة من العراق وليبيا وغيرهما من أجل إبقاء الأوضاع متوترة ونازفة.

و أكد الكاتب والمحلل السياسي السوري أن الأمريكيين كلما خفقت سياساتهم بالشرق الأوسط، كلما لجأوا للقاعدة بغية إخراجهم من المأزق الذي وقعوا فيه وتابع يقول " إن مشكلة السياسة الأمريكية في المنطقة أنها سياسة عنجهية خرقاء لا تتعظ من أخطائها فهي بدلا عن أن تتعامل بواقعية مع حقائق المنطقة سواء في ايران او في سوريا او في لبنان فإنها تكابر وتحاول التعويض عن خسائرها الفادحة في العراق وانسحابها المذل والمهين كما هو فشلها في لبنان وفلسطين ولذلك هي تحاول أن تعوض خسائرها بالانتقام من النظام السوري الممانع الذي كان له دوراً مهماً في الضربات المؤلمة التي تلقتها السياسة الامريكية في المنطقة وبعد خسارة الحليف المصري الاقوى في المنطقة وخروج الاوضاع في مصر عن سيطرتها نسبيا كما هو الحال في تونس وفي اليمن فإنها تريد الانتقام بإسقاط النظام في سورية".

وعزي الأخرس سبب الإمتعاض الأمريكي من سوريا ومحاولات واشنطن لمعاقبة دمشق امتدادا للصحوة الإسلامية التي أخذت تعصف بالمنطقة، مؤكداً أن أمريكا تريد عدم السماح لسوريا ولايران بالاستفادة من الفرصة التاريخية الحاسمة لقطف ثمار صمودهما وسياستهما الصحيحة التي ساهمت بشكل أو آخر بإيجاد الصحوة الإسلامية العارمة في العالم العربي وبالتالي تزعمها وتوظيفها ضد العدو الإسرائيلي والغطرسة والنهب الأمريكي لمقدرات المنطقة وخدمة للكيان الاسرائيلي الذي بدأ يشعر بالخطر الجسيم من الصحوة الاسلامية في مصر وتونس وبلدان المنطقة الأخرى".

و أكد الأخرس أن ما تفعله أمريكا في سوريا مع النظام تفعله مع الشعب في البحرين حينما تساهم بكل الأشكال في قمعه والتواطؤ والتآمر ضده والسماح لقوات احتلال سعودية بالدخول إليه للمساهمة في قمع احتجاجاته في ازدواجية مشينة ومخزية يندى لها جبين الولايات المتحدة أكثر مما هي عليه.

و فيما أكد المحلل السوري بأن الغرب لا يعرف المبادئ ولا يعرف القيم ولا حقوق الانسان،‌تابع قائلا إن الغرب يعرف شيئا واحدا هو تحقيق مصالحه ورفاهية شعوبه على حساب أي شيء آخر وذلك خوفا من أن تبدأ دورة جديدة من الحروب الداخلية في الغرب نفسه بهمجية ودموية كما كان في الماضي".

و تابع يقول " إن الغرب ولأجل تحقيق هذا الهدف هو يستفيد من جميع الأساليب والطرق والحروب بأنواعها اللينة Soft war والصلبة Hard war والقاعدة هي إحدى صنائعه الاستخباراتية لجعل المسلمين المتدينين والخيرين مطية له لتحقيق اهدافه ومصالحه على ظهورهم من خلال نشر أفكار وقيم متطرفة بعيدة كل البعد عن روح وجوهر الإسلام وفي نفس الوقت إبقاء هؤلاء فزاعة ووسيلة لتدمير بنى ونسيج المجتمعات الإسلامية بما يخدم أهدافه القريبة والبعيدة في تدمير إمكانيات وطاقات الأمة ولا سيما أنه وجد أنه أعجز من أن يستطيع هو بنفسه أن يواجه الشعوب الاسلامية بنفسه مباشرة بسبب الهزائم التي ألحقتها الشعوب الاسلامية به في العراق وافغانستان".

و نوّه الأخرس الي أن اختراع الحركات الدينية لتحقيق أهداف ومآرب استعمارية هي حيلة قديمة كانت تلجأ إليها بريطانيا في الماضي من خلال اختراع المذاهب كالمذهب الوهابي والبهائي وأمثالها من أجل تحقيق أهدافها وغاياتها بشكل غير مباشر من خلال التعصب والتطرف الديني الذي هو بعيد كل البعيد عن الجوهر الحقيقي للدين الإسلامي القائم على العقل والمنطق ومنافع ومصالح العباد الواضحة والعقلائية.

و أشار الي حدوث عمليات إرهابية بسوريا من قبل فلول القاعدة والمفاوضات الأمريكية مع حركة طالبان بأفغانستان موضحاً أن التفاوض مع طالبان في قطر وخارجها بالتأكيد هو من أجل تفعيل الاستفادة منها مرة أخرى وتوظيفها لصالح تلك الدول فضلا عن تأمين انسحاب مريح لهم من أفغانستان في مقابل إعادتهم إلى السلطة لتوظيفهم شوكة في ظهر ايران وباكستان وربما دول أخرى كروسيا ".

و إستطرد قائلاً " إن التفاوض مع طالبان وإطلاق سراح متطرفين في الاردن وليبيا والمغرب والسعودية وفي دول اوربية كبريطانيا وفي نفس امريكا الا تمهيداً للاستفادة منهم في إثارة النزعات الطائفية والمذهبية وهو السلاح الذي طالما لجأ إليه أعداء الأمة من أجل الوصول إلى أهدافهم المشؤومة في السيطرة على طاقات الامة ومقدراتها وإبقائها في حالة من التخلف والقتال والصراع ليتسنى لهم أن ينهبوا وأن يرفهوا أنفسهم على حساب شعوب أمتنا الإسلامية جمعاء والأمل كبير بعقلاء الأمة وأصحاب الضمائر الحية وبالواعين وأصحاب الأقلام الصادقة أن يفضحوا جهود هؤلاء ويوعوا الامة إلى الأعداء الحقيقيين للأمة الإسلامية".

/نهاية الحوار/




.