مجاهدون
03-01-2012, 01:10 AM
http://www.alanba.com.kw/CustomCMS/images/rss_icon.png (http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/rss.aspx?z=83)
http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/templates/GlobalTemplate/83_3.jpg
من الناس الذين أحبهم في الله وأحبه الناس:
«حجي حسين بولند»، اسم له نغمة روحانية تعيد في الأذهان صوته الشجي وهو يرفع الأذان من منارة مسجد النقي حتى تحن اليه بيوتات الدسمة ومن يرتادها سويعات الصلوات، هكذا استمر منذ افتتاح المسجد في منتصف الستينيات من القرن الماضي حتى قبل مرضه الذي أقعده «حجي حسين بولند» اسم يعيد في الأذهان ـ كذلك ـ صوته الحاني وهو يردد عبارات دعاء كميل الشهير المطول والذي يرفع دائما ليالي الجمع في الحسينيات خاصة حسينية «سيد محمد»: «اللهم اني اسألك برحمتك التي وسعت كل شيء».. حتى نهايته «يا سابغ النعم يا دافع النقم، يا نور المستوحشين في الظلم، يا عالما لا يعلم صلّ على محمد وآل محمد وافعل بي ما أنت أهله، وصلّ على رسوله والأئمة الميامين من آله وسلم تسليما كثيرا»، ثم يعقبه بزيارة الإمام الحسين عليه السلام، هكذا دأبه في قراءة القرآن الكريم وتلاوته على أسماع المنصتين في الفواتح والمناسبات الإسلامية مبادرة من نفسه تارة، وتارة أخرى استجابة لدعوة محبيه ـ وما أكثرهم ـ مثلما كان يقود برنامج أدعية شهر رمضان واحياء ليالي القدر فيها مثل: دعاء الافتتاح، والجوشن، والمجير بالإضافة الى أدعية الأسحار قبيل الفجر، ودعاء السمات قبيل غروب يوم الجمعة عندما يأخذ زاوية في المسجد ليجتمع خلفه مجموعة من المؤمنين. هكذا كان حجي حسين بولند روحانيا في أخلاقه وخلقه منذ نعومة أظفاره عندما ولد في منطقة شرق ـ فريج الميدان ـ 1923م حيث كانت بيئته مواتية لذلك مكان تحيطه المساجد والحسينيات وما ان بلغ العاشرة من عمره حتى دخل في الدرس الديني عند جده (ملا علي) وختم القرآن عنده ثم واصل دروسه في اللغة العربية عند مجموعة من ملالي الديرة مثل الملا محمد آتش، والملا عابدين، والسيد حسين الطبطبائي والملا عثمان. وكان مداوما على أداء الحج والعمرة وزيارة عتبات مراقد آل البيت عليهم السلام لكن روحانية حجي حسين لم تكن روحانية تقطعه عن واقع الحياة ومجابهة طلب العيش الكريم فقد عمل في مقهى عائلته «مقهى بولند» في سوق الجت يشارك اخوانه (علي وقاسم وأحمد ورجب) قبل ان يتفرغوا للتجارة الواسعة او الالتحاق بالعمل لدى وزارات الدولة، كما ان شهامته الوطنية أبت إلا ان يسير مشيا مرفوع الرأس وهو يتوجه الى مسجد النقي على بعد 2 كلم ليرفع الأذان قبل ان يعود كذلك مشيا رغم ان الثكنات العسكرية الصدامية المدججة بالسلاح تحيط بالمسجد من خلال مدرسة بيبي السالم ومدرسة اليرموك ومدرسة آمنة، كذلك كان من المؤمنين بالدور الوطني لمؤسسات المجتمع المدني عندما ساهم في تأسيس وإنشاء جمعية الثقافة الاجتماعية، روحانيته وعشقه الجم لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وآله وسلم جعلاه يوصي بأن يكون مرقده الأخير بجوارهم عليهم السلام بالنجف الأشرف عندما توفاه الله تعالى فجر الأحد 19 الجاري، رحمك الله يا بوعبدالكريم فقد كنت كريما في حياتك ومماتك، ولن ينساك محبوك طالما كان هناك مجلس دعاء أو تلاوة قرآن أو عند رفع أذان حتى يكون اللقاء عند الكريم جلّ وعلا.
a.alsalleh@yahoo.com
http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/templates/GlobalTemplate/83_3.jpg
من الناس الذين أحبهم في الله وأحبه الناس:
«حجي حسين بولند»، اسم له نغمة روحانية تعيد في الأذهان صوته الشجي وهو يرفع الأذان من منارة مسجد النقي حتى تحن اليه بيوتات الدسمة ومن يرتادها سويعات الصلوات، هكذا استمر منذ افتتاح المسجد في منتصف الستينيات من القرن الماضي حتى قبل مرضه الذي أقعده «حجي حسين بولند» اسم يعيد في الأذهان ـ كذلك ـ صوته الحاني وهو يردد عبارات دعاء كميل الشهير المطول والذي يرفع دائما ليالي الجمع في الحسينيات خاصة حسينية «سيد محمد»: «اللهم اني اسألك برحمتك التي وسعت كل شيء».. حتى نهايته «يا سابغ النعم يا دافع النقم، يا نور المستوحشين في الظلم، يا عالما لا يعلم صلّ على محمد وآل محمد وافعل بي ما أنت أهله، وصلّ على رسوله والأئمة الميامين من آله وسلم تسليما كثيرا»، ثم يعقبه بزيارة الإمام الحسين عليه السلام، هكذا دأبه في قراءة القرآن الكريم وتلاوته على أسماع المنصتين في الفواتح والمناسبات الإسلامية مبادرة من نفسه تارة، وتارة أخرى استجابة لدعوة محبيه ـ وما أكثرهم ـ مثلما كان يقود برنامج أدعية شهر رمضان واحياء ليالي القدر فيها مثل: دعاء الافتتاح، والجوشن، والمجير بالإضافة الى أدعية الأسحار قبيل الفجر، ودعاء السمات قبيل غروب يوم الجمعة عندما يأخذ زاوية في المسجد ليجتمع خلفه مجموعة من المؤمنين. هكذا كان حجي حسين بولند روحانيا في أخلاقه وخلقه منذ نعومة أظفاره عندما ولد في منطقة شرق ـ فريج الميدان ـ 1923م حيث كانت بيئته مواتية لذلك مكان تحيطه المساجد والحسينيات وما ان بلغ العاشرة من عمره حتى دخل في الدرس الديني عند جده (ملا علي) وختم القرآن عنده ثم واصل دروسه في اللغة العربية عند مجموعة من ملالي الديرة مثل الملا محمد آتش، والملا عابدين، والسيد حسين الطبطبائي والملا عثمان. وكان مداوما على أداء الحج والعمرة وزيارة عتبات مراقد آل البيت عليهم السلام لكن روحانية حجي حسين لم تكن روحانية تقطعه عن واقع الحياة ومجابهة طلب العيش الكريم فقد عمل في مقهى عائلته «مقهى بولند» في سوق الجت يشارك اخوانه (علي وقاسم وأحمد ورجب) قبل ان يتفرغوا للتجارة الواسعة او الالتحاق بالعمل لدى وزارات الدولة، كما ان شهامته الوطنية أبت إلا ان يسير مشيا مرفوع الرأس وهو يتوجه الى مسجد النقي على بعد 2 كلم ليرفع الأذان قبل ان يعود كذلك مشيا رغم ان الثكنات العسكرية الصدامية المدججة بالسلاح تحيط بالمسجد من خلال مدرسة بيبي السالم ومدرسة اليرموك ومدرسة آمنة، كذلك كان من المؤمنين بالدور الوطني لمؤسسات المجتمع المدني عندما ساهم في تأسيس وإنشاء جمعية الثقافة الاجتماعية، روحانيته وعشقه الجم لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وآله وسلم جعلاه يوصي بأن يكون مرقده الأخير بجوارهم عليهم السلام بالنجف الأشرف عندما توفاه الله تعالى فجر الأحد 19 الجاري، رحمك الله يا بوعبدالكريم فقد كنت كريما في حياتك ومماتك، ولن ينساك محبوك طالما كان هناك مجلس دعاء أو تلاوة قرآن أو عند رفع أذان حتى يكون اللقاء عند الكريم جلّ وعلا.
a.alsalleh@yahoo.com