سياسى
12-15-2004, 08:41 PM
فيصل عبدالله عبدالنبي
machaki@taleea.com
يقول الفيلسوف ديكارت: "أنا أفكر إذا أنا موجود" وذلك بسبب أزمة التفكير التي كانوا يعيشونها ومنع الكنيسة لسيل الأفكار الحرة التي كانت تتعارض مع الجمود واحتكار الحقيقة التي كان يعيشها رجال الدين، وقال الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر: "أنا حر إذا أنا موجود" وذلك بسبب الدكتاتورية النازية التي غزت بلده فرنسا وفرضت الاستبداد وتكميم الأفواه، نحن في العالم العربي والإسلامي لسان حالنا يقول:
أنا أعارض إذا أنا غير موجود، ولذلك شاعت عند كثير من الناس فكرة خطأ من خلال ثقافة التجهيل والتطبيل والتصفيق للحكام، وثقافة تأييد الظالم ضد المظلوم وحجب الحقيقة وتزييف التاريخ، كل هذا جعل البعض يغرد خارج السرب ويكون بذلك خرج عن الجماعة وأصبح يريد الفتنة ويجب قتله، لذلك أصبحت لدى شعوبنا فكرة "أنا أخرج في مظاهرات تأييدا للحاكم إذا أنا موجود، أنا أفجر المساجد لقتل الأبرياء بسب اختلافهم معي بالرأي إذا أنا موجود، أنا أؤيد الظلم وأحجب الحقيقة إذا أنا موجود، أنا أقمع الآخرين إذا أنا موجود، أنا أؤيد صنمية الأفراد إذا أنا موجود، أنا ضد أمريكا بالحق وبالباطل إذا أنا موجود، أنا أمارس اللف والدوران والضحك على الذقون إذا أنا موجود·· إلخ·
السؤال: هل فعلا هؤلاء لهم وجود أم مجرد زيادة عدد لسكان الأرض، ما الذي يجعل المواطن في الدول الديمقراطية له قيمة وإذا حدثت له مشكلة في مكان ما بالعالم تقوم الدنيا ولا تقعد، ولكن مواطني العالم الثالث يقتلون مثل الجراد سواء من حكامهم أو غيرهم ولا أحد يهتم إلا النزر القليل من منظمات هنا وهناك، لماذا هناك أمة عزيزة وأمة لا تستطيع الخروج من الذل الذي تقمع فيه، يقول الإمام علي بن أبي طالب (ع):
"لن تقدس أمة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوى غير متعتع (أي حازم غير متردد)· فكرت كثيرا بهذا الحديث، فتساءلت ماذا يكون وضع الأمة التي ليس فقط لا يؤخذ بها حق المظلوم غير متعتع بل يسلب حقه وهو يصرخ مطالبا به، وسالبوه وظالموه يبررون ذلك ويصبحون هم على حق والمظلوم على باطل، وتجد من يطبل ويزمر لهم بفتاوى وتأويلات وتفسيرات لتبرير ظلمهم، ترى مفتىا يتكلم عن التسامح ثم يذهب إلى حركة طالبان ويرجع ويقول معهم؟
بتفجير بوذا ويضرب بالتسامح الديني عرض الحائط، وبعد سقوط طالبان يشمر عن ساعديه بصياغة البيانات ضدهم بأنهم أساؤوا للدين، ومرة يؤيد العمليات ضد الأمريكان بالعراق ومرة يقول فهمت خطأ وكل يوم برأي حسب المصلحة، نحن لسنا فقط أمة لا تقدس بل أمة عندما تداس من قبل باقي الأمم، فلا نلوم إلا أنفسنا، أمة تصفق لحكام يكذبون عليها علنا وبسجونهم خيرة أهل البلد، فكيف نقدس أمة تذوق الظلم من اليهود في فلسطين وترى الفلسطينيين يحملون صور الجلاد صدام ويطبلون له وكأن دماء الأبرياء من العراقيين والكويتيين والإيرانيين ذهبت هباء منثورا؟
ثم نتساءل: لماذا فلسطين لا تحرر؟ ولماذا الفلسطينيون هكذا حالهم؟ متى نتعلم حكمة الزمن بأنه كما تدين تدان؟ متى نتعلم بأن من أيد ظالما حشره الله معه سواء ظالما معاصرا أو ظالما بالتاريخ؟ متى نتعلم أن نواجه الحقيقة حتى لو كانت مرة؟ متى نتعلم أن الخداع في مواجهة الحقيقة نتيجته أمة لا تقدس وأمة تداس من الآخرين ولا قيمة لها ولا لأفرادها؟
! أمة تمجد الظلم وتبرر القتل وتتكلم عن حقوق الإنسان في الوقت نفسه انظروا للقرآن ولأحاديث الأنبياء وأوصيائهم كلها تتكلم عن كرامة الإنسان وكيف يكون خليفة الله في الأرض، ولكن نحن لم نجعل كرامة للإنسان وحوّلنا الخلافة من أن يكون الإنسان الصالح هو من يعتبر نفسه خليفة الله ليعمر البلاد ويصلح العباد، ولكننا جعلنا الخلافة قيصرية تؤخذ بالغلبة وقوة السيف·
machaki@taleea.com
يقول الفيلسوف ديكارت: "أنا أفكر إذا أنا موجود" وذلك بسبب أزمة التفكير التي كانوا يعيشونها ومنع الكنيسة لسيل الأفكار الحرة التي كانت تتعارض مع الجمود واحتكار الحقيقة التي كان يعيشها رجال الدين، وقال الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر: "أنا حر إذا أنا موجود" وذلك بسبب الدكتاتورية النازية التي غزت بلده فرنسا وفرضت الاستبداد وتكميم الأفواه، نحن في العالم العربي والإسلامي لسان حالنا يقول:
أنا أعارض إذا أنا غير موجود، ولذلك شاعت عند كثير من الناس فكرة خطأ من خلال ثقافة التجهيل والتطبيل والتصفيق للحكام، وثقافة تأييد الظالم ضد المظلوم وحجب الحقيقة وتزييف التاريخ، كل هذا جعل البعض يغرد خارج السرب ويكون بذلك خرج عن الجماعة وأصبح يريد الفتنة ويجب قتله، لذلك أصبحت لدى شعوبنا فكرة "أنا أخرج في مظاهرات تأييدا للحاكم إذا أنا موجود، أنا أفجر المساجد لقتل الأبرياء بسب اختلافهم معي بالرأي إذا أنا موجود، أنا أؤيد الظلم وأحجب الحقيقة إذا أنا موجود، أنا أقمع الآخرين إذا أنا موجود، أنا أؤيد صنمية الأفراد إذا أنا موجود، أنا ضد أمريكا بالحق وبالباطل إذا أنا موجود، أنا أمارس اللف والدوران والضحك على الذقون إذا أنا موجود·· إلخ·
السؤال: هل فعلا هؤلاء لهم وجود أم مجرد زيادة عدد لسكان الأرض، ما الذي يجعل المواطن في الدول الديمقراطية له قيمة وإذا حدثت له مشكلة في مكان ما بالعالم تقوم الدنيا ولا تقعد، ولكن مواطني العالم الثالث يقتلون مثل الجراد سواء من حكامهم أو غيرهم ولا أحد يهتم إلا النزر القليل من منظمات هنا وهناك، لماذا هناك أمة عزيزة وأمة لا تستطيع الخروج من الذل الذي تقمع فيه، يقول الإمام علي بن أبي طالب (ع):
"لن تقدس أمة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوى غير متعتع (أي حازم غير متردد)· فكرت كثيرا بهذا الحديث، فتساءلت ماذا يكون وضع الأمة التي ليس فقط لا يؤخذ بها حق المظلوم غير متعتع بل يسلب حقه وهو يصرخ مطالبا به، وسالبوه وظالموه يبررون ذلك ويصبحون هم على حق والمظلوم على باطل، وتجد من يطبل ويزمر لهم بفتاوى وتأويلات وتفسيرات لتبرير ظلمهم، ترى مفتىا يتكلم عن التسامح ثم يذهب إلى حركة طالبان ويرجع ويقول معهم؟
بتفجير بوذا ويضرب بالتسامح الديني عرض الحائط، وبعد سقوط طالبان يشمر عن ساعديه بصياغة البيانات ضدهم بأنهم أساؤوا للدين، ومرة يؤيد العمليات ضد الأمريكان بالعراق ومرة يقول فهمت خطأ وكل يوم برأي حسب المصلحة، نحن لسنا فقط أمة لا تقدس بل أمة عندما تداس من قبل باقي الأمم، فلا نلوم إلا أنفسنا، أمة تصفق لحكام يكذبون عليها علنا وبسجونهم خيرة أهل البلد، فكيف نقدس أمة تذوق الظلم من اليهود في فلسطين وترى الفلسطينيين يحملون صور الجلاد صدام ويطبلون له وكأن دماء الأبرياء من العراقيين والكويتيين والإيرانيين ذهبت هباء منثورا؟
ثم نتساءل: لماذا فلسطين لا تحرر؟ ولماذا الفلسطينيون هكذا حالهم؟ متى نتعلم حكمة الزمن بأنه كما تدين تدان؟ متى نتعلم بأن من أيد ظالما حشره الله معه سواء ظالما معاصرا أو ظالما بالتاريخ؟ متى نتعلم أن نواجه الحقيقة حتى لو كانت مرة؟ متى نتعلم أن الخداع في مواجهة الحقيقة نتيجته أمة لا تقدس وأمة تداس من الآخرين ولا قيمة لها ولا لأفرادها؟
! أمة تمجد الظلم وتبرر القتل وتتكلم عن حقوق الإنسان في الوقت نفسه انظروا للقرآن ولأحاديث الأنبياء وأوصيائهم كلها تتكلم عن كرامة الإنسان وكيف يكون خليفة الله في الأرض، ولكن نحن لم نجعل كرامة للإنسان وحوّلنا الخلافة من أن يكون الإنسان الصالح هو من يعتبر نفسه خليفة الله ليعمر البلاد ويصلح العباد، ولكننا جعلنا الخلافة قيصرية تؤخذ بالغلبة وقوة السيف·