المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المجلس الوطني السوري في حال سيئة والانقسامات بين صفوفه واضحه



تشكرات
02-28-2012, 04:17 PM
الانقسامات وسط صفوفه باتت من الأسرار المكشوفة

المجلس الوطني السوري ليس مريضاً يحتضر لكنه في حال سيئة

عبدالاله مجيد من لندن





GMT 10:30:00 2012 الثلائاء 28 فبراير
[/URL] (http://www.elaph.com/Web/news/2012/2/719525.html?entry=newsmainstory#)
(http://www.elaph.com/Web/news/2012/2/719525.html?entry=newsmainstory#)[URL="http://www.elaph.com/Web/news/2012/2/719525.html?entry=newsmainstory#"]




http://www.myelaph.com/elaphweb/Resources/images/Politics/2012/2/week4/majles.jpgالمجلس الوطني السوري يعاني من انقسامات كثيرةبات من الواضح أن المجلس الوطني السوري الذي يضم 270 عضواً، يواجه صعوبة في إخفاء الانقسامات التي يعيشها، والتي تظهر يومياً للعلن بأشكال مختلفة، في حين أعلنت وزارة الداخلية السورية موافقة أغلبية ساحقة من السوريين، بلغت نسبتها 89.4 في المئة، على الدستور الجديد.
لندن: يلاقي المجلس الوطني السوري صعوبة متزايدة في التستر على انقساماته العديدة، حتى في وقت يلح فيه المجتمع الدولي على ضرورة بناء جبهة موحدة ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وبات من الأسرار المكشوفة أن المجلس الذي يضم 270 عضواً يمثل خليطاً من الاخوان المسلمين والمثقفين العلمانيين والناشطين الشباب واتجاهات أخرى، لم يكن متماسكاً ذات يوم رغم محاولات تصويره جبهة متلاحمة. وبدأت الخلافات مجدداً يوم الاثنين بالاعلان عن تشكيل مجموعة العمل الوطني السوري برئاسة المعارض السوري المخضرم هيثم المالح، وهو قاضٍ سابق ظل ينتقل بين السجون السورية طيلة عقود.
وسيركز التنظيم الجديد جهوده على دعم المجموعات المشتتة التي يتألف منها الجيش السوري الحر والسعي الى تسليحها مباشرة. ويحظى هذا التوجه بدعم قوى اقليمية من العيار الثقيل مثل العربية السعودية وقطر، ولكن المجلس الوطني السوري نأى بنفسه عن هذه الخطوة. وأصدرت مجموعة العمل الوطني السوري بياناً قالت فيه: "إن طريقة العمل السابقة غير مجدية، لذلك قررنا تشكيل مجموعة عمل وطني تهدف الى تعزيز الجهد الوطني المتكامل لإسقاط النظام بكل الوسائل النضالية المتاحة، بما فيها دعم الجيش السوري الحر".
ولكن بعد ساعات على ذلك قال وليد البني، عضو المجلس الوطني السوري، وأحد مؤسسي المجموعة الجديدة في تصريح لمجلة "تايم"، إن التنظيم الجديد ليس جديداً، وأكد "أنه ليس انشقاقا وليس فصيلاً جديداً".
وأضاف في اتصال هاتفي من القاهرة، أن المجلس الوطني السوري يضم اعضاء من الاخوان المسلمين ومن اعلان دمشق، وهو يضم الآن مجموعة العمل الوطني، "فما هي المشكلة؟"
تضم مجموعة العمل الوطني السوري نحو 20 عضواً، بينهم المعارض كمال لبواني الذي أمضى الشطر الأعظم من العقد الماضي في السجن.
وأكد لبواني مجدداً أن تشكيل مجموعة العمل الوطني ليس انشقاقاً في صفوف المعارضة، ولكنه أشار الى أن المجلس الوطني السوري لم يحقق الكثير. ونقلت مجلة تايم عن لبواني قوله: "إننا لن ننتظر وشعبنا يموت بل علينا أن نسلح الجيش الحر". وكرر القول بأن اعلان تأسيس مجموعة العمل الوطني ليس انشقاقاً، بل أن المجلس الوطني السوري "مجلسنا ولكننا لن نقف متفرجين".
وقال رئيس المجلس برهان غليون من جهته لقناة الجزيرة، إن هذا ليس وقت الانقسامات "، وأنه من غير المقبول أن تدخل الانقسامات صفوفنا" في وقت يقوم شباب سوريا بثورة والشعب السوري يواجه مجازر حقيقية.

وشدد غليون على ضرورة أن تكون المعارضة صوتاً واحداً، ولكنها ليست كذلك. فبعد أحد عشر شهراً من النزاع اللامتناظر، لم يفلح المجلس بوصفه اكبر الجماعات المعارضة في ترتيب بيته، فيما اصبح مقتل العشرات كل يوم هو القاعدة، وتردى الوضع الى حد غير مسبوق بقصف احياء من حمص مثل حي بابا عمرو، طيلة اسابيع بلا توقف وعزله عن العالم الخارجي في اطار حملة من العقاب الجماعي، لأن المدينة تحدَّت عقوداً من حكم عائلة الأسد.
وفي غمرة هذه المعاناة، يقترب المجلس الوطني على نحو خطير من فقدان أي مصداقية له بين الناشطين والمحتجين والمقاتلين في الداخل، ليس لأن موقفه متعنت من النظام، بل لأنه ليس حازماً بما فيه الكفاية. ونقلت مجلة "تايم" عن الخبير بشؤون الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية اميل هوكايم، أن الناشطين في الشوارع جميعهم أشد نضالية من المجلس، "وهذه هي المفارقة، فهم يريدون عملاً أقوى".
وكان هوكايم يشير الى ناشطين مثل الحمصي خالد ابو صلاح، الذي بث مؤخراً رسالة مؤثرة على الانترنت الى المعارضة في الخارج، يقول فيها إنها لم تفعل شيئاً مجدياً منذ بداية قصف المدينة. وحذر أبو صلاح الذي سجل الرسالة وهو واقف وسط الأنقاض قائلاً: "نحن منحناكم الشرعية ونستطيع أن نأخذها منكم".
ورغم أن المجلس الوطني السوري أخذ في وقت متأخر يعرب عن تأييده اللفظي للجيش السوري الحر، متعهداً بدعمه مالياً، فإنه لم يذهب الى حد دعمه بالسلاح. ويقول عناصر في الجيش الحر ينشطون في منطقة الحدود بين سوريا وتركيا إنهم لم يروا شيئاً ملموساً حتى الآن. ونقلت مجلة تايم عن عمر، وهو عضو مدني في الجيش السوري الحر يقيم في مخيم للاجئين داخل الأراضي التركية، أن اعضاء مجموعة العمل الوطني الجديدة "شرفاء، سيقدمون العون بتسليح الجيش الحر". وأضاف في حديث لمجلة تايم عن طريق سكايب "أن الآخرين يكذبون، فهم يريدون ترويج اسمائهم ولا يهتمون بالشعب، أو الدم في الشوارع أو بنا نحن في الخيام".

كما أنه من المستبعد أن يُطمئِن المجلس الوطني السوري بانقساماته الكثير من السوريين، الذين يخافون مما قد يأتي بعد الأسد إن هم انفضوا عن الشيطان الذي يعرفونه. وأعلنت وزارة الداخلية السورية يوم الاثنين موافقة أغلبية ساحقة من السوريين، بلغت نسبتها 89.4 في المئة، على الدستور الجديد.

ويبدو أن الدستور الجديد على الورق وثيقة نموذجية ومشروع تنويري لبناء دولة ديموقراطية تكفل الحرية بوصفها "حقاً مقدساً" وتضمن "حرمة" الحياة الانسانية. ولكن هذا على الورق، أما على الأرض، فالدبابات ما زالت تقتحم المدن المنتفضة وأشرطة الفيديو تعرض جثث القتلى من الرجال والنساء والأطفال على الانترنت يوماً إثر آخر.
ورفض الغرب عملية الاستفتاء بوصفها مسرحية سياسية فيما فرض الاتحاد الاوروبي عقوبات جديدة على نظام الأسد يوم الاثنين. ويواصل المجتمع الدولي بحثه عن مخرج من الأزمة يتجاوز موقف روسيا والصين. ويمكن لتشكيل حكومة مؤقتة على غرار المجلس الانتقالي الليبي الذي أُنشئ في غضون اسبوع من اندلاع الانتفاضة الليبية أن يحشد التأييد للمعارضة السورية ولكن الاعتراف بها ما زال شحيحاً.

وأضفى مؤتمر اصدقاء سوريا الذي عُقد في تونس مؤخراً، بعض الشرعية على المجلس الوطني السوري معترفاً به ممثلاً شرعياً للشعب السوري ولكنه ليس الممثل الوحيد.

وقال الخبير هوكايم عن الانقسامات في صفوف المجلس إنها تنم عن "عدم نضج مطلق"، مشيراً الى أن هناك "قضية تتعلق بسوء الادارة وسوء التنظيم تكاد تكون مستقلة عن قضايا القيادة. فهم لا يمتلكون المهارات اللازمة لإدارة تنظيم كهذا في مثل هذا الوقت".


ويقول مراقبون آخرون إنه من غير الواقعي توقع الكثير من المعارضة السياسية السورية بعد خمسة عقود من حكم الحزب الواحد الذي كان يسحق أي شكل من اشكال المعارضة. ويذهب آخرون، الى أن انقسام المعارضة ظاهرة صحية ومثال على الممارسة الديموقراطية، ومؤشر الى النظام الذي يتأملون بإقامته. ولكنّ فريقاً ثالثاً يرى أنه إزاء الدم الذي يُراق في الشوارع فإن أقل ما يمكن أن تفعله المعارضة السياسية في الخارج هو تقديم جبهة موحدة للعالم.

وما قاله رئيس هيئة الاركان المشتركة للجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي عن المجموعات المسلحة التي تقاوم النظام على الأرض، مؤكداً أن من السابق لأوانه التفكير في تسليح الثوار بسبب تشظي هذه المجموعات، قد يصح على المعارضة السياسية. وفي هذا الشأن قال المحلل هوكايم "إن ديبلوماسيين غربيين يسألونني "مع مَنْ نتعامل في نهاية المطاف؟"، وأضاف "أن هذا أمر يدعو الى القلق، وأنا لا أقول إن المجلس الوطني السوري مريض يحتضر لكنه في وضع سيئ جدا".