زوربا
02-27-2012, 11:23 PM
27/02/2012
زوجها السفير السابق محمد القديري
ثريا البقصمي: حبي لزوجي يدفعني للحاق به.. حتى لجهنم
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2012/02/27/a3a71381-9969-452a-a054-ec672295e90d_main.jpg
البقصمي: أحلم برؤية مركز للفنانين التشكيليين في الكويت
تصوير مصطفى نجم
حاورتها حنان عبيد
ولدت عام 1951 في بيت العلم والتجارة والفن التشكيلي، فأصدرتْ اول كتاب ادبي بعنوان «العرق الاسود» وهي دون السادسة عشرة، عاشت معاناة في طفولتها، حيث اقامتها في مدرسة داخلية في شويفات في لبنان، مما جعل خيالها خصباً وذاكرتها قوية.
تخرجت في ثانوية قرطبة ثم درست الفنون التشكيلية في كلية الفنون الجميلة بالزمالك في القاهرة وحملت البكالوريوس في فن الحفر والماجستير في فن الغرافيك من سوريكوف - موسكو. حازت ميداليات ذهبية وبرونزية وجوائز عديدة تقديراً للفن الراقي الذي قدمته بريشتها الذكية، حيث عبرت عن معاناة المرأة والآلام التي عاشتها الكويت اثناء الغزو وعن معاناتها اثناء اسر زوجها في السجون العراقية.
انها الفنانة التشكيلية ثريا البقصمي التي التقيناها في حوار اتسعت جوانبه لنتعرف من خلاله على حياتها الشخصية والفنية فإليكم حديث الاستراحة:
• ثريا البقصمي فنانة تشكيلية على مدى 41 عاماً، تميزت لوحاتك باستلهامات عبّرت. من خلالها عن معاناة المرأة الكويتية، وآلام الكويت إبان الغزو كذلك ذكرياتك في بيئتك، لكن ما سبب براعتك في التركيز على المرأة وحقوقها السياسية؟
ــــ عندما كانت المرأة الكويتية من دون حقوق سياسية رسمت لوحة باسم «أين حقي؟» وعرضتها في معرض حقوق الإنسان في جنيف، وأرسل لي كوفي عنان رسالة شكر لإعجابه باللوحة، لقد كان دوري لا بأس به في الحركة النسائية، فشاركت في تظاهرات عديدة للمطالبة بالحقوق السياسية، وكتبت عن الحق السياسي للمرأة، وعملت معرضاً كان لشكر الأمير على مبادرته بإعطاء المرأة حقها السياسي.
• لطالما كنت ناشطة بريشتك في التعبير عن حقوق المرأة السياسية، فما هو شعورك لما حصل في الانتخابات النيابية؟
ــــ أشعر بخيبة الأمل جراء ما حدث، فلقد تم طرد المرأة خارج الملعب السياسي، والقضية قضية حسابات سياسية، والحقيقة هناك معلومات وصلت إليّ بأن إحدى المرشحات وجدت خمسة صناديق انتخابية فوق سطح بناية في خيطان، كذلك وللأسف الفتوى التي أفتاها المتأسلمون بعدم جواز التصويت للمرأة كان لها الأثر في النتائج، فهل المرأة بالفعل لم تصوت للمرأة؟ أو أن موضوع المرأة لم يعد مهماً في الانتخابات؟! والمزعج في الأمر هو زيادة الصراعات الطائفية والقبلية وبعض الأقنية الإعلامية التي سعت إلى تأجيج الصراع الطائفي بالحديث عن البيت الشيعي والبيت السني، وأصول العائلات الكويتية، في وقت كنا بحاجة فيه إلى الوحدة الوطنية، حتى تصل إلى البرلمان عناصر وطنية مخلصة لإنقاذ البلد، وشعرت أن الانتخابات كانت كالسيرك الكبير الذي انتهى عرضه، وضيق وقت الانتخابات أدى إلى وصول بعض العناصر غير الوطنية والتي سببت لنا الخيبة، وبدأت بالتلويح بجرنا إلى العصور الوسطى.
نقد وسخرية
• حملت عمودك «من وحي الشارع» على ظهرك من جريدة إلى أخرى، بداية لماذا اخترت هذا الاسم لعمودك؟
ــــ لأنني أعيش بين الناس، وأحب رصد ما يحصل في الشارع الكويتي، إن كان فعلاً ثقافياً أو سياسياً أو اجتماعياً، فالشارع وحياة الناس كانتا الوحي لكتاباتي، لذا اتسم عمودي بالكتابات الاجتماعية الساخرة فيه النقد اللاذع والسخرية.
• الكتابات بالأسلوب النقدي الساخر تحتاج إلى ذكاء، فكيف تأتيك الأفكار؟
ــــ الأسلوب الساخر ليس بالأسلوب السهل في الكتابة، وأحاول كثيراً ألا أكون ثقيلة الدم في أسلوبي، وربما ورثت من والدي ذكاءه في طرح الأفكار، لقد بدأت عمودي في جريدة الوطن في الثمانينات، ثم حملت العمود إلى جريدة القبس، وكنت أكتب مقالات يومية في الصفحة الثقافية، وبعد التحرير عدت إلى جريدة الوطن ثم القبس، ومن ثم توقفت عن الكتابة لسنوات عدة، لتفرغي للفن وبعد ذلك عدت إلى الكتابة في جريدة الراي، كما كان لدي عمود «من خرم الإبرة» في مجلة «كل الأسرة» الإماراتية كتبت فيه لسنتين.
• لماذا لا تتواصلين مع الناس عبر التويتر والفيسبوك؟
ــــ للأسف الشديد وضعي مع التكنولوجيا يذكرني بوضع جدتي، عندما سمعت لأول مرة صوت رجل في الراديو، فوضعت الحجاب ولبست عباءتها، وجلست في وسط الغرفة، لذا أعاني أمية الكمبيوتر وكل توابعه، بالرغم من أن لدي إيميل وسايت، والذي يساعدني في هذا الموضوع هو زوجي وهو مدير أعمالي من دون راتب.
إثبات الوجود
• بشفافية وبصراحة صفي شخصيتك بمحاسنها وبمساوئها؟
ــــــ من الصعب التكلم عن نفسي، لكن بشكل عام عانيت صراعات كثيرة في الماضي، في مكان العمل لاثبات وجودي وكانت كل جولاتي خارج الكويت ومعارضي وما يميزني هو طموحي فأنا طموحة جداً واحياناً اشعر بالاسف لعدم تحقيقي لامور مؤجلة لم احققها بسبب الوقت، وفي درجي كتب جاهزة للطبع وعلي اتخاذ الخطوة فقط للذهاب للمطبعة لاصدارها، مع انني تفرغت بعد تقاعدي الا ان لدي نشاطات اجتماعية كثيرة كما انني عضوة في الجمعية الكويتية لرعاية المعاقين وقدمت الدعم من خلال عدة مشاريع «لمبرة رقية القطامي للسرطان»، اضافة لارتباطاتي العائلية والمصيبة الكبرى متابعتي للمسلسلات التركية، الحقيقة انا انسانة لا اتحمل الجلوس في مكان فيه اشخاص لا يضحكون «ثقلاء الدم»، فأنا بسيطة ومتواضعة وما حققته في حياتي على المستويين الفني والادبي لم يشعرني بأنني الافضل، اضافة لطبيعتي ففيها عفوية مطلقة، ولقد دربت نفسي على سرعة البديهة منذ طفولتي وندمت على عدم دراستي لفن الكاريكتور لان لدي الحس فلو درسته لكان لدي بصمة خاصة في عالم فن الكاريكتور، ولا شك انني اتميز بخيالي الخصب وذاكرتي قوية جداً، كما ان جانبي الادبي يساعدني في انجاز عمل فني والعكس صحيح، لقد كتبت نصوصاً شعرية مع انني غير مصنفة كشاعرة رغم انه صدر لي ديوان والثاني في طريقه للاصدار.
• ولماذا لم يتم تصنيفك كشاعرة؟
ــــــ لم يصنفوني كشاعرة ربما لانني لم ادخل في التموين (تضحك كثيرا)، قائلة: او ربما البيوت التي عملتها لم تتأجر، بالرغم من ذلك فحسي الشعري موجود، وسأصدر ديواني الثاني قريباً ولا شيء يوقف طموحاتي.
• ماذا عن مزاجك وطبعك؟
ــــــ انا هادئة واذا غضبت اصبح مزعجة، وأنا عاطفية جداً يثيرني اي عزاء اذهب اليه دون ان اعرف الميت وبمجرد دخولي الباب ابدأ بالبكاء وتصيبني الكآبة لاخر اليوم، وحتى الافلام الرومانسية المؤثرة تبكيني.
بيت العز بيتنا
• حدثينا عن بيئتك التي ولدت ونشأت فيها ودراستك؟
ــــــ ولدت عام 1951 في مستشفى الاميركان ولدي اخت توأم اسمها فريدة وهي مثلي فنانة تشكيلية تربيت في بيت العلم والتجارة، فكان والدي تاجرا، وكان يروي لنا قصصا كثيرة، والدتي كانت متعلمة تحثنا كثيراً على تحقيق ذواتنا، وفي طفولتي صدر لي اول كتاب باسم «العرق الاسود» وهو عبارة عن قصص والدي ووالدتي في طفولتهما وحصلت على جوائز عديدة على مستوى وزارة التربية لقد صدر الكتاب وانا في سن صغيرة اقل من 16 سنة ثم صدر في السبعينات وكانا اول عمل ادبي لي.
اخذت من والدي ظرافته، وروايته للقصص وحبه للحكايات ومن جدتي التي كنت التصق بها طوال النهار تعلمت منها القصص الخيالية والمثيرة، ولليوم اي مجلس اذهب اليه اروي القصص الظريفة لاسعد الناس وأرى ضحكتهم فهذا يسعدني كثيراً. ولا بد من ذكر شخصية والدتي التي كانت طموحة وتحب السفر كثيراً، وهذا ما ورثته عنها، لقد اكتشفنا العالم منذ طفولتنا بفضل والدتي، فكنا نسافر الى اوروبا ونزور الآثار والمتاحف، لقد كانت رسامة ومرحة جداً، وعموماً عائلتنا كلها فنانون تشكيليون ومنذ طفولتنا وفر لنا والدي ووالدتي مرسماً كبيراً في البيت لتنمية موهبتنا الفنية، كما ان والداي لم يعترضا على دراستي خارج الكويت، فبعد الانتهاء من الثانوية في ثانوية قرطبة ذهبت إلى القاهرة، ودرست لثلاث سنوات الفنون التشكيلية. التقيت بزوجي في القاهرة، كان مشرفاً على انتخابات اتحاد الطلبة، وحصل بيننا الاعجاب وتقدم لخطبتي، كان زوجي متعمقاً في السياسة ولديه تاريخ سياسي جميل جداً، كان زوجي محمد القديري طموحاً، كان رجلاً دبلوماسياً، احببته كثيراً وكان لدي الاستعداد للحاق به الى جنهم، وعندما خطبني اراد اكمال تعليمه في الاتحاد السوفيتي فتركت كل شيء وذهبت الى موسكو لسبع سنوات، واكملت دراستي في موسكو رغم انه في منتصف الرحلة عاد الى الكويت وعُيّن في «الخارجية» واصبح القائم بأعمال السفارة الكويتية في كينشاسا في زائير، ثم فتحت سفارة في السنغال واقمت في السنغال لاربع سنوات بعد ان حصلت على الماجستير في الــ Art، انجبت ابنتي الكبرى غدير في موسكو وابنتي فاطمة ومنيرة في السنغال، ولم اشعر بالغربة في السنغال لوجود الجالية اللبنانية، فاستمتعت بوقتي كثيراً هناك، والحمد لله ابنتي غدير طبيبة اسنان وفاطمة ملحنة موسيقية وفنانة مصورة تعيش في نيويورك، ومنيرة تحمل دكتوراه في الفنون من طوكيو وتعيش حاليا في بيروت.
حلم حياتي
• وماذا عنك وعن زوجك حيث تعيش بناتك بعيداً عنكما؟
ــــــــ زوجي يمضي وقته في المزرعة فهو فلاح مزارع، تضحك قائلة: ربما هرب مني ليزرع الخيار والطماطم. لقد ربينا بناتنا على الديموقراطية، وكنا الناصحين لهن، والحمد الله نجحن في حياتهن الدراسية والعملية والاجتماعية.
تزوجت بمحمد عام 1973 وعشنا الحب وبعد مرور السنين تعتق حبنا وتحول للصداقة. وهدوء زوجي وتفهمه وتشجيعه لي باستمرار جعلني انجح واحقق ما اريده، لقد اتبعت منذ البداية سياسة عدم معاندته فإذا تمسك برأيه اتركه لمراجعة نفسه ولا اضغط عليه، كما سعيت لجعل جو البيت مرحاً بعيداً عن النكد. ولقد ساهم في ترجمة كتبي الى سبع لغات، ونجاحي بفضله، لقد كنت مشروع عمره، واحببت ظرافته وخفة دمه وحبه للتجديد، وهو قارئي الاول لمقالاتي ولقصصي، اضافة الى ترتيبه لمعارضي في بلدان مختلفة. ان زوجي محمد مؤسسة احتضنت موهبتي من دون ان تسبب لي آلام العظام.
• أما زلتما تتغازلان بكلمات الحب؟
ــــــــ لقد نسينا اسمينا فيقول أحدنا للآخر: حبيبي وحبيتي (تضحك كثيراً).
• هل تعرضت لاذى الآخرين؟ وكيف كانت ردات فعلك؟
ــــــــ تعرضت لضربات كثيرة، اضافة الى اذى الاحتلال العراقي عندما اسروا زوجي لشهرين، وهناك تجارب مررت بها لا انساها ابدا، خصوصا عندما دعتنا وزارة الثقافة اللبنانية الى زيارة الجنوب بمناسبة الاستقلال واقمنا لعشرة ايام في سجون الخيام، وهناك اخذنا نرسم ونقرأ الكتابات على جدران السجون، وخلال تلك الأيام العشرة رسمت ست لوحات، فكنت ارسم بحماس، وتم اصدار اعمالي في كتاب لدى وزارة الثقافة اللبنانية، وكانت معظم لوحاتي عن معاناة المرأة في السجن، لقد عشت معاناة في طفولتي عندما عشت لثلاث سنوات في مدرسة داخلية، في شويفات في لبنان، مما جعل خيالي خصبا، حيث الاغتراب ووقوع الحرب الاهلية في بيروت عام 1958.
• ما حلم حياتك؟
ــــــــ ان ارى مركزاً ثقافياً في الكويت مخصصاً للفنانين التشكيليين يضم مراسم وقاعات ومسرحا ومكتبة وورش عمل، كما كنت احلم ان اكون صحافية يوما ما، حيث عملت لثلاثين عاما في الصحافة في مجلات وصحف رسمية كنت ارسم واكتب عموداً يومياً واجري تحقيقات ولقاءات صحافية.
http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=773948&date=27022012
زوجها السفير السابق محمد القديري
ثريا البقصمي: حبي لزوجي يدفعني للحاق به.. حتى لجهنم
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2012/02/27/a3a71381-9969-452a-a054-ec672295e90d_main.jpg
البقصمي: أحلم برؤية مركز للفنانين التشكيليين في الكويت
تصوير مصطفى نجم
حاورتها حنان عبيد
ولدت عام 1951 في بيت العلم والتجارة والفن التشكيلي، فأصدرتْ اول كتاب ادبي بعنوان «العرق الاسود» وهي دون السادسة عشرة، عاشت معاناة في طفولتها، حيث اقامتها في مدرسة داخلية في شويفات في لبنان، مما جعل خيالها خصباً وذاكرتها قوية.
تخرجت في ثانوية قرطبة ثم درست الفنون التشكيلية في كلية الفنون الجميلة بالزمالك في القاهرة وحملت البكالوريوس في فن الحفر والماجستير في فن الغرافيك من سوريكوف - موسكو. حازت ميداليات ذهبية وبرونزية وجوائز عديدة تقديراً للفن الراقي الذي قدمته بريشتها الذكية، حيث عبرت عن معاناة المرأة والآلام التي عاشتها الكويت اثناء الغزو وعن معاناتها اثناء اسر زوجها في السجون العراقية.
انها الفنانة التشكيلية ثريا البقصمي التي التقيناها في حوار اتسعت جوانبه لنتعرف من خلاله على حياتها الشخصية والفنية فإليكم حديث الاستراحة:
• ثريا البقصمي فنانة تشكيلية على مدى 41 عاماً، تميزت لوحاتك باستلهامات عبّرت. من خلالها عن معاناة المرأة الكويتية، وآلام الكويت إبان الغزو كذلك ذكرياتك في بيئتك، لكن ما سبب براعتك في التركيز على المرأة وحقوقها السياسية؟
ــــ عندما كانت المرأة الكويتية من دون حقوق سياسية رسمت لوحة باسم «أين حقي؟» وعرضتها في معرض حقوق الإنسان في جنيف، وأرسل لي كوفي عنان رسالة شكر لإعجابه باللوحة، لقد كان دوري لا بأس به في الحركة النسائية، فشاركت في تظاهرات عديدة للمطالبة بالحقوق السياسية، وكتبت عن الحق السياسي للمرأة، وعملت معرضاً كان لشكر الأمير على مبادرته بإعطاء المرأة حقها السياسي.
• لطالما كنت ناشطة بريشتك في التعبير عن حقوق المرأة السياسية، فما هو شعورك لما حصل في الانتخابات النيابية؟
ــــ أشعر بخيبة الأمل جراء ما حدث، فلقد تم طرد المرأة خارج الملعب السياسي، والقضية قضية حسابات سياسية، والحقيقة هناك معلومات وصلت إليّ بأن إحدى المرشحات وجدت خمسة صناديق انتخابية فوق سطح بناية في خيطان، كذلك وللأسف الفتوى التي أفتاها المتأسلمون بعدم جواز التصويت للمرأة كان لها الأثر في النتائج، فهل المرأة بالفعل لم تصوت للمرأة؟ أو أن موضوع المرأة لم يعد مهماً في الانتخابات؟! والمزعج في الأمر هو زيادة الصراعات الطائفية والقبلية وبعض الأقنية الإعلامية التي سعت إلى تأجيج الصراع الطائفي بالحديث عن البيت الشيعي والبيت السني، وأصول العائلات الكويتية، في وقت كنا بحاجة فيه إلى الوحدة الوطنية، حتى تصل إلى البرلمان عناصر وطنية مخلصة لإنقاذ البلد، وشعرت أن الانتخابات كانت كالسيرك الكبير الذي انتهى عرضه، وضيق وقت الانتخابات أدى إلى وصول بعض العناصر غير الوطنية والتي سببت لنا الخيبة، وبدأت بالتلويح بجرنا إلى العصور الوسطى.
نقد وسخرية
• حملت عمودك «من وحي الشارع» على ظهرك من جريدة إلى أخرى، بداية لماذا اخترت هذا الاسم لعمودك؟
ــــ لأنني أعيش بين الناس، وأحب رصد ما يحصل في الشارع الكويتي، إن كان فعلاً ثقافياً أو سياسياً أو اجتماعياً، فالشارع وحياة الناس كانتا الوحي لكتاباتي، لذا اتسم عمودي بالكتابات الاجتماعية الساخرة فيه النقد اللاذع والسخرية.
• الكتابات بالأسلوب النقدي الساخر تحتاج إلى ذكاء، فكيف تأتيك الأفكار؟
ــــ الأسلوب الساخر ليس بالأسلوب السهل في الكتابة، وأحاول كثيراً ألا أكون ثقيلة الدم في أسلوبي، وربما ورثت من والدي ذكاءه في طرح الأفكار، لقد بدأت عمودي في جريدة الوطن في الثمانينات، ثم حملت العمود إلى جريدة القبس، وكنت أكتب مقالات يومية في الصفحة الثقافية، وبعد التحرير عدت إلى جريدة الوطن ثم القبس، ومن ثم توقفت عن الكتابة لسنوات عدة، لتفرغي للفن وبعد ذلك عدت إلى الكتابة في جريدة الراي، كما كان لدي عمود «من خرم الإبرة» في مجلة «كل الأسرة» الإماراتية كتبت فيه لسنتين.
• لماذا لا تتواصلين مع الناس عبر التويتر والفيسبوك؟
ــــ للأسف الشديد وضعي مع التكنولوجيا يذكرني بوضع جدتي، عندما سمعت لأول مرة صوت رجل في الراديو، فوضعت الحجاب ولبست عباءتها، وجلست في وسط الغرفة، لذا أعاني أمية الكمبيوتر وكل توابعه، بالرغم من أن لدي إيميل وسايت، والذي يساعدني في هذا الموضوع هو زوجي وهو مدير أعمالي من دون راتب.
إثبات الوجود
• بشفافية وبصراحة صفي شخصيتك بمحاسنها وبمساوئها؟
ــــــ من الصعب التكلم عن نفسي، لكن بشكل عام عانيت صراعات كثيرة في الماضي، في مكان العمل لاثبات وجودي وكانت كل جولاتي خارج الكويت ومعارضي وما يميزني هو طموحي فأنا طموحة جداً واحياناً اشعر بالاسف لعدم تحقيقي لامور مؤجلة لم احققها بسبب الوقت، وفي درجي كتب جاهزة للطبع وعلي اتخاذ الخطوة فقط للذهاب للمطبعة لاصدارها، مع انني تفرغت بعد تقاعدي الا ان لدي نشاطات اجتماعية كثيرة كما انني عضوة في الجمعية الكويتية لرعاية المعاقين وقدمت الدعم من خلال عدة مشاريع «لمبرة رقية القطامي للسرطان»، اضافة لارتباطاتي العائلية والمصيبة الكبرى متابعتي للمسلسلات التركية، الحقيقة انا انسانة لا اتحمل الجلوس في مكان فيه اشخاص لا يضحكون «ثقلاء الدم»، فأنا بسيطة ومتواضعة وما حققته في حياتي على المستويين الفني والادبي لم يشعرني بأنني الافضل، اضافة لطبيعتي ففيها عفوية مطلقة، ولقد دربت نفسي على سرعة البديهة منذ طفولتي وندمت على عدم دراستي لفن الكاريكتور لان لدي الحس فلو درسته لكان لدي بصمة خاصة في عالم فن الكاريكتور، ولا شك انني اتميز بخيالي الخصب وذاكرتي قوية جداً، كما ان جانبي الادبي يساعدني في انجاز عمل فني والعكس صحيح، لقد كتبت نصوصاً شعرية مع انني غير مصنفة كشاعرة رغم انه صدر لي ديوان والثاني في طريقه للاصدار.
• ولماذا لم يتم تصنيفك كشاعرة؟
ــــــ لم يصنفوني كشاعرة ربما لانني لم ادخل في التموين (تضحك كثيرا)، قائلة: او ربما البيوت التي عملتها لم تتأجر، بالرغم من ذلك فحسي الشعري موجود، وسأصدر ديواني الثاني قريباً ولا شيء يوقف طموحاتي.
• ماذا عن مزاجك وطبعك؟
ــــــ انا هادئة واذا غضبت اصبح مزعجة، وأنا عاطفية جداً يثيرني اي عزاء اذهب اليه دون ان اعرف الميت وبمجرد دخولي الباب ابدأ بالبكاء وتصيبني الكآبة لاخر اليوم، وحتى الافلام الرومانسية المؤثرة تبكيني.
بيت العز بيتنا
• حدثينا عن بيئتك التي ولدت ونشأت فيها ودراستك؟
ــــــ ولدت عام 1951 في مستشفى الاميركان ولدي اخت توأم اسمها فريدة وهي مثلي فنانة تشكيلية تربيت في بيت العلم والتجارة، فكان والدي تاجرا، وكان يروي لنا قصصا كثيرة، والدتي كانت متعلمة تحثنا كثيراً على تحقيق ذواتنا، وفي طفولتي صدر لي اول كتاب باسم «العرق الاسود» وهو عبارة عن قصص والدي ووالدتي في طفولتهما وحصلت على جوائز عديدة على مستوى وزارة التربية لقد صدر الكتاب وانا في سن صغيرة اقل من 16 سنة ثم صدر في السبعينات وكانا اول عمل ادبي لي.
اخذت من والدي ظرافته، وروايته للقصص وحبه للحكايات ومن جدتي التي كنت التصق بها طوال النهار تعلمت منها القصص الخيالية والمثيرة، ولليوم اي مجلس اذهب اليه اروي القصص الظريفة لاسعد الناس وأرى ضحكتهم فهذا يسعدني كثيراً. ولا بد من ذكر شخصية والدتي التي كانت طموحة وتحب السفر كثيراً، وهذا ما ورثته عنها، لقد اكتشفنا العالم منذ طفولتنا بفضل والدتي، فكنا نسافر الى اوروبا ونزور الآثار والمتاحف، لقد كانت رسامة ومرحة جداً، وعموماً عائلتنا كلها فنانون تشكيليون ومنذ طفولتنا وفر لنا والدي ووالدتي مرسماً كبيراً في البيت لتنمية موهبتنا الفنية، كما ان والداي لم يعترضا على دراستي خارج الكويت، فبعد الانتهاء من الثانوية في ثانوية قرطبة ذهبت إلى القاهرة، ودرست لثلاث سنوات الفنون التشكيلية. التقيت بزوجي في القاهرة، كان مشرفاً على انتخابات اتحاد الطلبة، وحصل بيننا الاعجاب وتقدم لخطبتي، كان زوجي متعمقاً في السياسة ولديه تاريخ سياسي جميل جداً، كان زوجي محمد القديري طموحاً، كان رجلاً دبلوماسياً، احببته كثيراً وكان لدي الاستعداد للحاق به الى جنهم، وعندما خطبني اراد اكمال تعليمه في الاتحاد السوفيتي فتركت كل شيء وذهبت الى موسكو لسبع سنوات، واكملت دراستي في موسكو رغم انه في منتصف الرحلة عاد الى الكويت وعُيّن في «الخارجية» واصبح القائم بأعمال السفارة الكويتية في كينشاسا في زائير، ثم فتحت سفارة في السنغال واقمت في السنغال لاربع سنوات بعد ان حصلت على الماجستير في الــ Art، انجبت ابنتي الكبرى غدير في موسكو وابنتي فاطمة ومنيرة في السنغال، ولم اشعر بالغربة في السنغال لوجود الجالية اللبنانية، فاستمتعت بوقتي كثيراً هناك، والحمد لله ابنتي غدير طبيبة اسنان وفاطمة ملحنة موسيقية وفنانة مصورة تعيش في نيويورك، ومنيرة تحمل دكتوراه في الفنون من طوكيو وتعيش حاليا في بيروت.
حلم حياتي
• وماذا عنك وعن زوجك حيث تعيش بناتك بعيداً عنكما؟
ــــــــ زوجي يمضي وقته في المزرعة فهو فلاح مزارع، تضحك قائلة: ربما هرب مني ليزرع الخيار والطماطم. لقد ربينا بناتنا على الديموقراطية، وكنا الناصحين لهن، والحمد الله نجحن في حياتهن الدراسية والعملية والاجتماعية.
تزوجت بمحمد عام 1973 وعشنا الحب وبعد مرور السنين تعتق حبنا وتحول للصداقة. وهدوء زوجي وتفهمه وتشجيعه لي باستمرار جعلني انجح واحقق ما اريده، لقد اتبعت منذ البداية سياسة عدم معاندته فإذا تمسك برأيه اتركه لمراجعة نفسه ولا اضغط عليه، كما سعيت لجعل جو البيت مرحاً بعيداً عن النكد. ولقد ساهم في ترجمة كتبي الى سبع لغات، ونجاحي بفضله، لقد كنت مشروع عمره، واحببت ظرافته وخفة دمه وحبه للتجديد، وهو قارئي الاول لمقالاتي ولقصصي، اضافة الى ترتيبه لمعارضي في بلدان مختلفة. ان زوجي محمد مؤسسة احتضنت موهبتي من دون ان تسبب لي آلام العظام.
• أما زلتما تتغازلان بكلمات الحب؟
ــــــــ لقد نسينا اسمينا فيقول أحدنا للآخر: حبيبي وحبيتي (تضحك كثيراً).
• هل تعرضت لاذى الآخرين؟ وكيف كانت ردات فعلك؟
ــــــــ تعرضت لضربات كثيرة، اضافة الى اذى الاحتلال العراقي عندما اسروا زوجي لشهرين، وهناك تجارب مررت بها لا انساها ابدا، خصوصا عندما دعتنا وزارة الثقافة اللبنانية الى زيارة الجنوب بمناسبة الاستقلال واقمنا لعشرة ايام في سجون الخيام، وهناك اخذنا نرسم ونقرأ الكتابات على جدران السجون، وخلال تلك الأيام العشرة رسمت ست لوحات، فكنت ارسم بحماس، وتم اصدار اعمالي في كتاب لدى وزارة الثقافة اللبنانية، وكانت معظم لوحاتي عن معاناة المرأة في السجن، لقد عشت معاناة في طفولتي عندما عشت لثلاث سنوات في مدرسة داخلية، في شويفات في لبنان، مما جعل خيالي خصبا، حيث الاغتراب ووقوع الحرب الاهلية في بيروت عام 1958.
• ما حلم حياتك؟
ــــــــ ان ارى مركزاً ثقافياً في الكويت مخصصاً للفنانين التشكيليين يضم مراسم وقاعات ومسرحا ومكتبة وورش عمل، كما كنت احلم ان اكون صحافية يوما ما، حيث عملت لثلاثين عاما في الصحافة في مجلات وصحف رسمية كنت ارسم واكتب عموداً يومياً واجري تحقيقات ولقاءات صحافية.
http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=773948&date=27022012