لمياء
02-24-2012, 07:18 AM
24/02/2012
كتب كويتي : القبس
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Authors/7500edde-1efa-442d-bb44-4b04fff78f05_author.jpg
اعترضني عند مدخل مجمع، ذلك العتوي (قط أسود) المنفوش الجميل، وبدأ يبوس ريولي، وينتقل من إصبع إلى آخر، كأنه وجد أبوه في نهاية فيلم هندي.
وبلا تردد فكرت أن الأقدار وضعتنا في هذا الموقف، وأنه مُرسَل لي خصيصا كي أساعده وأرعاه. لذلك قررت إلغاء جدولي لذلك اليوم، وأخذته معي إلى البيت، وفي الطريق أدركت أن العتوي ابن ناس، فقد اتخذ له مكانا عند الزجاجة الخلفية يراقب الشارع بهدوء، وينظف نفسه من وعثاء التشرد «المؤقت» الذي تعرّض له.
ولا بد أن أشير هنا إلى فداحة خطأ تربية حيوان منزلي، ومن ثم طرده، لأنه لا يستطيع التكيف مع حياة الشوارع، وعلى العائلات اتخاذ هذا القرار المصيري، إما أن يتقاسموا معه اللقمة والمعاناة، أو يسلموه للشارع بعد ولادته بقليل، كي يشتد عوده وتنمو طباعه وتتكامل جسارته.
مباشرة ما إن وصلنا، تصرّف العتوي في بيته الجديد كأنه وُلد فيه، أخذ لفة التعرف المعروفة بفضول هذه المخلوقات، ومن ثم اختار المكان الذي ينام فيه.
في اليوم التالي أخذته إلى العيادة البيطرية بالقرب من سوق الجمعة، لعمل كشف طبي له، خشية من العدوى وأمراض الحيوانات، وهناك أفرحتني الصدمات الجميلة، حيث التقيت بأرق الناس وألطفهم:
رجل وزوجته يناغيان قطوتهم باسم الدلع كي تصبر على القفص الذي وضعاها فيه مع ألعابها، وحتى لا تملّ من الطابور، عائلات كويتية وأجنبية فائقة الروعة بانتظار الطبيب البيطري، كلّ وحيواناته الأليفة، وكنت الوحيد من بينهم الذي وضع العتوي في كرتون ماي عملت له ثقوب حتى لا «يفنقش»!
غير أن الصدمات الجميلة توقفت ما إن رأيت الطبيب البيطري ومساعديه، فقد رفع العتوي من رقبته، وصرخ بوجهي كأنه رأى عدوا قديما: ما هذا؟ كيف تسمح لنفسك أن تضعه في بيتك، سيسبب لكم الحساسية (10 دقائق يزفني ومعلق العتوي من رقبته)!
فبادرته كأن حياتي بيديه: لذلك سيادة الدكتور أنا هنا لكي تساعده!
واستمر بالصراخ وتعليق العتوي: تعال اخذه المساء.
في المساء، ما عرفت أن العتوي قلبوه فار نرويجي مثل اللي بالموانئ، حلقوا كل شعره حتى أذونه، وحنكه ولازقين فوق الكرتون وصل بـ69 دينار، وحينما سألت إن كانوا حجزوا له سويت خمس نجوم، أجابوني: الحلاقة 25 دينارا (تصوروا تحسونة بهالسعر ولا صالون نسائي فاخر)! 3 أنواع فيتامين 30 دينارا، والباقي أدوية حساسية وفقدان ذاكرة!
ولابد أن أذكر في هذا المقام، أني وطوال عمري أحلق بدينار واحد فقط لا غير، وشعرت لأول مرة أني أحسد هذا العتوي، رغم أنه صار جيري!
كويتي
kuwaite2@
http://www.arab-jokes.net/media/keep_smiling.jpg
كتب كويتي : القبس
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Authors/7500edde-1efa-442d-bb44-4b04fff78f05_author.jpg
اعترضني عند مدخل مجمع، ذلك العتوي (قط أسود) المنفوش الجميل، وبدأ يبوس ريولي، وينتقل من إصبع إلى آخر، كأنه وجد أبوه في نهاية فيلم هندي.
وبلا تردد فكرت أن الأقدار وضعتنا في هذا الموقف، وأنه مُرسَل لي خصيصا كي أساعده وأرعاه. لذلك قررت إلغاء جدولي لذلك اليوم، وأخذته معي إلى البيت، وفي الطريق أدركت أن العتوي ابن ناس، فقد اتخذ له مكانا عند الزجاجة الخلفية يراقب الشارع بهدوء، وينظف نفسه من وعثاء التشرد «المؤقت» الذي تعرّض له.
ولا بد أن أشير هنا إلى فداحة خطأ تربية حيوان منزلي، ومن ثم طرده، لأنه لا يستطيع التكيف مع حياة الشوارع، وعلى العائلات اتخاذ هذا القرار المصيري، إما أن يتقاسموا معه اللقمة والمعاناة، أو يسلموه للشارع بعد ولادته بقليل، كي يشتد عوده وتنمو طباعه وتتكامل جسارته.
مباشرة ما إن وصلنا، تصرّف العتوي في بيته الجديد كأنه وُلد فيه، أخذ لفة التعرف المعروفة بفضول هذه المخلوقات، ومن ثم اختار المكان الذي ينام فيه.
في اليوم التالي أخذته إلى العيادة البيطرية بالقرب من سوق الجمعة، لعمل كشف طبي له، خشية من العدوى وأمراض الحيوانات، وهناك أفرحتني الصدمات الجميلة، حيث التقيت بأرق الناس وألطفهم:
رجل وزوجته يناغيان قطوتهم باسم الدلع كي تصبر على القفص الذي وضعاها فيه مع ألعابها، وحتى لا تملّ من الطابور، عائلات كويتية وأجنبية فائقة الروعة بانتظار الطبيب البيطري، كلّ وحيواناته الأليفة، وكنت الوحيد من بينهم الذي وضع العتوي في كرتون ماي عملت له ثقوب حتى لا «يفنقش»!
غير أن الصدمات الجميلة توقفت ما إن رأيت الطبيب البيطري ومساعديه، فقد رفع العتوي من رقبته، وصرخ بوجهي كأنه رأى عدوا قديما: ما هذا؟ كيف تسمح لنفسك أن تضعه في بيتك، سيسبب لكم الحساسية (10 دقائق يزفني ومعلق العتوي من رقبته)!
فبادرته كأن حياتي بيديه: لذلك سيادة الدكتور أنا هنا لكي تساعده!
واستمر بالصراخ وتعليق العتوي: تعال اخذه المساء.
في المساء، ما عرفت أن العتوي قلبوه فار نرويجي مثل اللي بالموانئ، حلقوا كل شعره حتى أذونه، وحنكه ولازقين فوق الكرتون وصل بـ69 دينار، وحينما سألت إن كانوا حجزوا له سويت خمس نجوم، أجابوني: الحلاقة 25 دينارا (تصوروا تحسونة بهالسعر ولا صالون نسائي فاخر)! 3 أنواع فيتامين 30 دينارا، والباقي أدوية حساسية وفقدان ذاكرة!
ولابد أن أذكر في هذا المقام، أني وطوال عمري أحلق بدينار واحد فقط لا غير، وشعرت لأول مرة أني أحسد هذا العتوي، رغم أنه صار جيري!
كويتي
kuwaite2@
http://www.arab-jokes.net/media/keep_smiling.jpg