سمير
02-10-2012, 11:07 AM
تاريخ الخبر 9 /02/2012
نظمها رجل دين شاب ثم توارى عن الأنظار
ذكرت عوائل ضحايا سفرة مدرسية «دينية» دعت لها جهات مجهولة بمدينة الناصرية (جنوب العراق)، أن منظمها اختفى بعد وقوع حادث لأحد باصات النقل، تسبب في مقتل 20 طالبا وجرح 25 آخرين، فيما نفت مكاتب المرجعيات الدينية دعمها لهذه السفرة.
وقال الطالب الجريح أحمد عبدالرضا الراقد بمستشفى الحسين لوكالة «أصوات العراق» إن «رجل دين يدعى سجاد اختفى بعد وقوع حادث اصطدام إحدى الحافلات التي كانت تقل طلبة من إعدادية محمد باقر الصدر بحي الشهداء شمالي الناصرية، أثناء عودتهم من بغداد، بعد رفضهم المشاركة بنشاط سياسي كان يقام في منطقة البلديات، يخالف ما اتفقوا عليه مع منظمها بزيارة الأئمة في سامراء، والتي لم يتمكنوا من دخولها، بعد أن حذرتهم الأجهزة الأمنية من خطورة الاستمرار بطريقها بساعات متأخرة من الليل»، مضيفا «فضلنا الرجوع لبغداد، بعد أن كان رجل الدين تعهد أمامنا بوجود دعم من مرجعيات مختلفة وبمبلغ 800 مليون دينار عراقي، ووفر من خلالها مبيتا بالفنادق والبيوت لقرابة 1500 شخص، أغلبهم من الطلبة، أقلتهم 28 حافلة من الناصرية».
وأوضح «عند وصولنا للكاظمية ببغداد لم نجد أي شيء، واضطررنا للجلوس بالشوارع والتجمع حول نيران كانت السيطرات العسكرية قد أوقدتها، بعد أن رفض سواق الحافلات مبيتنا داخلها، خوفا على إطارات سياراتهم في ليلة شهدت سقوط الأمطار وانخفاضا بدرجات الحرارة، وبعدها قررنا العودة للناصرية في الساعة الثالثة فجرا، حيث نمنا من جراء التعب، ولم انتبه إلا بجماعة ترفعني وتوصلني لمستشفى الرميثة، وتبين بعدها أن حافلتنا اصطدمت بشاحنة عاطلة على الطريق بمنطقة الوركاء بمحافظة المثنى، قبل أن يتم نقلي للناصرية، حيث توزع المصابون على أربع محافظات هي ذي قار والقادسية والمثنى والنجف ولا أعرف مصير أصدقائي».
أخو الجريح نبيل قال «بحثنا عن سجاد منذ الحادث ولم نجده، والبعض يقول إنه من أهالي حي أريدو شمال الناصرية وآخرين قالوا إنه من أهالي سوق الشيوخ (30 كم شرق الناصرية)، ولم نتمكن من العثور عليه، ولم أوافق على سفر أخي إلا عندما عرفت أن كل الطلاب من أصدقائه ذاهبون معه».
وقال معاون مدير صحة ذي قار رزاق جاسم «تسلمنا صباح السبت، وبعد حادث اصطدام باص مع شاحنة بمحافظة المثنى المجاورة 21 حالة، منهم حالتا وفاة والبقية جرحى، تم نقل أكثر من ثلاث حالات خطرة منهم إلى مستشفيات محافظة البصرة المجاورة، لعدم وجود تخصصات معينة لدينا»، مضيفا «بعدها وردتنا للطب العدلي 8 جثث من مستشفيات السماوة».
وقال الجريح حيدر الأسدي إن «السفرة الدينية تم الإعلان لها عبر مكبرات الصوت والإعلانات التي ملأت حي الشهداء والمناطق المجاورة لها ولم تعترض الجهات الحكومية عليها، كما أن الشخص المتعهد بتنظيمها كان له مساعدون ينظمون السيارات، وحاولنا بعد الحادث الوصول لسجاد، إلا انه اختفى من دون ان نعرف طريقة للوصول اليه، بعد ان اغلقوا هواتفهم».
وأضاف «نحن ذهبنا لزيارة أئمة سامراء، وفي بغداد ارادوا منا ان نشارك باحتفالية سياسية لجهة معينة بمنطقة البلديات، وهو امر نرفضه، لهذا حصلت مشادة بيننا وبينهم، وقررنا ترك بقية الباصات والعودة للناصرية من دونها، وفي الطريق وقع الحادث الذي توفي فيه لحد الآن 20 شخصا، بينهم السائق ومساعده، حيث سمعت انه كان السبب بالحادث لنومه اثناء السياقة». وطالب والد حيدر الحكومة باتخاذ اجراءاتها، وقال «نريد ان نقدم شكوى على من أوصل ابننا لهذه الحالة، ولكن لا نعرف على من نشتكي، وسجلنا بمحضر الحادث شكوى ضد مجهول، والمفروض ان هنالك اجراءات للحكومة للتعرف على هذا الشخص الذي خدع الناس ونظم سفرة شارك بها طلاب مدرستين، واوقف الباصات امامها، وانا أحمل ادارة التربية بالمحافظة وادارة المدرسة المسؤولية ايضا، فهل يعقل انها لا تعلم بذهاب 600 طالب بسفرة؟!».
وكان مجلس ذي قار قد اصدر اوامره للجهات الامنية بتأمين السفرة حتى محافظة صلاح الدين، ذهابا وايابا.
وقال مصدر «تم تقديم طلب لنا من قبل شخصين بتوفير الحماية لسفرة مدرسية إلى مزارات سامراء، واصدرنا توجيها بتوفير الحماية لهم ضمن الاصول المتبعة»، فيما نفت مديرية تربية ذي قار علمها بالسفرة.
وقال معاون المدير العام جبار وشم لوكالة «أصوات العراق»: «هنالك إجراءات ادارية معروفة للحصول على موافقة لتنظيم سفرة لأي مدرسة، ولا يوجد لدينا علم، ولم يقدم لنا طلبا بهذه السفرة ابدا، ولم تتقدم أي ادارة بطلب تنظيم سفرة لسامراء، وضمن اطار عملنا لم نسمح بأي سفرة لخارج حدود المحافظة، لأسباب يعرفها الجميع».
ونفت مكاتب المرجعيات الدينية بالمحافظة سعيها او دعمها لتنظيم سفرة دينية لسامراء، معتبرة ان «لا شأن لها بها» .
ونفى مدير مكتب الشهيد الصدر وجود أي دعم من مكتبه او معرفة بمنظم السفرة.
وقال السيد نصير الموسوي «لم نقدم أي دعم عبر مكاتبنا المختلفة لأي شخص لتنظيم الزيارة، لان مكتبنا نظم زيارة قبلها وبأسلوب ناجح، حيث وفر السكن للزائرين في بغداد وتوجهوا في اليوم الثاني لسامراء برفقة حماية كافية، ورجعوا للناصرية ولم يتعرضوا لأي حادث او مضايقة». بينما تناقل الأهالي بأن رجل الدين المنظم للسفرة ينتمي إلى كتائب حزب الله. المحلل السياسي فاضل الخاقاني، قال ان «المسؤولية تقع على الحكومة المحلية ومجلس ذي قار الذي بدأ يخرج عن وظيفته التشريعية والرقابية، ليمارس مهام اخرى، وكان يفترض به قبل ان يصدر اوامره للجهات الامنية بالتعرف على الجهة المنظمة على الاقل»، مضيفا «كما ان الحادث يؤشر لخطورة تدخل الاحزاب بالعملية التعليمية، بعد ان صارت معظم المدارس تأتي إدارتها بحسب تأثيرات الاحزاب، وهي بالتأكيد ستسعى لإرضائهم بعيدا عن مصلحة الطلاب».
وكان مصدر طبي أعلن ان حادث وقع صباح السبت بين باص يقل 45 راكبا مع سيارة حمل كبيرة عاطلة، واسفر عن مقتل 18 شابا على الفور، وجرح العشرات، معظمهم من الطلاب، بعد عودتهم من زيارة كانت معدة لهم من جهات دينية مجهولة إلى مرقد الامامين العسكريين في سامراء.
وتقع مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار على بعد 365 كم جنوب العاصمة بغداد.
(أصوات العراق)
نظمها رجل دين شاب ثم توارى عن الأنظار
ذكرت عوائل ضحايا سفرة مدرسية «دينية» دعت لها جهات مجهولة بمدينة الناصرية (جنوب العراق)، أن منظمها اختفى بعد وقوع حادث لأحد باصات النقل، تسبب في مقتل 20 طالبا وجرح 25 آخرين، فيما نفت مكاتب المرجعيات الدينية دعمها لهذه السفرة.
وقال الطالب الجريح أحمد عبدالرضا الراقد بمستشفى الحسين لوكالة «أصوات العراق» إن «رجل دين يدعى سجاد اختفى بعد وقوع حادث اصطدام إحدى الحافلات التي كانت تقل طلبة من إعدادية محمد باقر الصدر بحي الشهداء شمالي الناصرية، أثناء عودتهم من بغداد، بعد رفضهم المشاركة بنشاط سياسي كان يقام في منطقة البلديات، يخالف ما اتفقوا عليه مع منظمها بزيارة الأئمة في سامراء، والتي لم يتمكنوا من دخولها، بعد أن حذرتهم الأجهزة الأمنية من خطورة الاستمرار بطريقها بساعات متأخرة من الليل»، مضيفا «فضلنا الرجوع لبغداد، بعد أن كان رجل الدين تعهد أمامنا بوجود دعم من مرجعيات مختلفة وبمبلغ 800 مليون دينار عراقي، ووفر من خلالها مبيتا بالفنادق والبيوت لقرابة 1500 شخص، أغلبهم من الطلبة، أقلتهم 28 حافلة من الناصرية».
وأوضح «عند وصولنا للكاظمية ببغداد لم نجد أي شيء، واضطررنا للجلوس بالشوارع والتجمع حول نيران كانت السيطرات العسكرية قد أوقدتها، بعد أن رفض سواق الحافلات مبيتنا داخلها، خوفا على إطارات سياراتهم في ليلة شهدت سقوط الأمطار وانخفاضا بدرجات الحرارة، وبعدها قررنا العودة للناصرية في الساعة الثالثة فجرا، حيث نمنا من جراء التعب، ولم انتبه إلا بجماعة ترفعني وتوصلني لمستشفى الرميثة، وتبين بعدها أن حافلتنا اصطدمت بشاحنة عاطلة على الطريق بمنطقة الوركاء بمحافظة المثنى، قبل أن يتم نقلي للناصرية، حيث توزع المصابون على أربع محافظات هي ذي قار والقادسية والمثنى والنجف ولا أعرف مصير أصدقائي».
أخو الجريح نبيل قال «بحثنا عن سجاد منذ الحادث ولم نجده، والبعض يقول إنه من أهالي حي أريدو شمال الناصرية وآخرين قالوا إنه من أهالي سوق الشيوخ (30 كم شرق الناصرية)، ولم نتمكن من العثور عليه، ولم أوافق على سفر أخي إلا عندما عرفت أن كل الطلاب من أصدقائه ذاهبون معه».
وقال معاون مدير صحة ذي قار رزاق جاسم «تسلمنا صباح السبت، وبعد حادث اصطدام باص مع شاحنة بمحافظة المثنى المجاورة 21 حالة، منهم حالتا وفاة والبقية جرحى، تم نقل أكثر من ثلاث حالات خطرة منهم إلى مستشفيات محافظة البصرة المجاورة، لعدم وجود تخصصات معينة لدينا»، مضيفا «بعدها وردتنا للطب العدلي 8 جثث من مستشفيات السماوة».
وقال الجريح حيدر الأسدي إن «السفرة الدينية تم الإعلان لها عبر مكبرات الصوت والإعلانات التي ملأت حي الشهداء والمناطق المجاورة لها ولم تعترض الجهات الحكومية عليها، كما أن الشخص المتعهد بتنظيمها كان له مساعدون ينظمون السيارات، وحاولنا بعد الحادث الوصول لسجاد، إلا انه اختفى من دون ان نعرف طريقة للوصول اليه، بعد ان اغلقوا هواتفهم».
وأضاف «نحن ذهبنا لزيارة أئمة سامراء، وفي بغداد ارادوا منا ان نشارك باحتفالية سياسية لجهة معينة بمنطقة البلديات، وهو امر نرفضه، لهذا حصلت مشادة بيننا وبينهم، وقررنا ترك بقية الباصات والعودة للناصرية من دونها، وفي الطريق وقع الحادث الذي توفي فيه لحد الآن 20 شخصا، بينهم السائق ومساعده، حيث سمعت انه كان السبب بالحادث لنومه اثناء السياقة». وطالب والد حيدر الحكومة باتخاذ اجراءاتها، وقال «نريد ان نقدم شكوى على من أوصل ابننا لهذه الحالة، ولكن لا نعرف على من نشتكي، وسجلنا بمحضر الحادث شكوى ضد مجهول، والمفروض ان هنالك اجراءات للحكومة للتعرف على هذا الشخص الذي خدع الناس ونظم سفرة شارك بها طلاب مدرستين، واوقف الباصات امامها، وانا أحمل ادارة التربية بالمحافظة وادارة المدرسة المسؤولية ايضا، فهل يعقل انها لا تعلم بذهاب 600 طالب بسفرة؟!».
وكان مجلس ذي قار قد اصدر اوامره للجهات الامنية بتأمين السفرة حتى محافظة صلاح الدين، ذهابا وايابا.
وقال مصدر «تم تقديم طلب لنا من قبل شخصين بتوفير الحماية لسفرة مدرسية إلى مزارات سامراء، واصدرنا توجيها بتوفير الحماية لهم ضمن الاصول المتبعة»، فيما نفت مديرية تربية ذي قار علمها بالسفرة.
وقال معاون المدير العام جبار وشم لوكالة «أصوات العراق»: «هنالك إجراءات ادارية معروفة للحصول على موافقة لتنظيم سفرة لأي مدرسة، ولا يوجد لدينا علم، ولم يقدم لنا طلبا بهذه السفرة ابدا، ولم تتقدم أي ادارة بطلب تنظيم سفرة لسامراء، وضمن اطار عملنا لم نسمح بأي سفرة لخارج حدود المحافظة، لأسباب يعرفها الجميع».
ونفت مكاتب المرجعيات الدينية بالمحافظة سعيها او دعمها لتنظيم سفرة دينية لسامراء، معتبرة ان «لا شأن لها بها» .
ونفى مدير مكتب الشهيد الصدر وجود أي دعم من مكتبه او معرفة بمنظم السفرة.
وقال السيد نصير الموسوي «لم نقدم أي دعم عبر مكاتبنا المختلفة لأي شخص لتنظيم الزيارة، لان مكتبنا نظم زيارة قبلها وبأسلوب ناجح، حيث وفر السكن للزائرين في بغداد وتوجهوا في اليوم الثاني لسامراء برفقة حماية كافية، ورجعوا للناصرية ولم يتعرضوا لأي حادث او مضايقة». بينما تناقل الأهالي بأن رجل الدين المنظم للسفرة ينتمي إلى كتائب حزب الله. المحلل السياسي فاضل الخاقاني، قال ان «المسؤولية تقع على الحكومة المحلية ومجلس ذي قار الذي بدأ يخرج عن وظيفته التشريعية والرقابية، ليمارس مهام اخرى، وكان يفترض به قبل ان يصدر اوامره للجهات الامنية بالتعرف على الجهة المنظمة على الاقل»، مضيفا «كما ان الحادث يؤشر لخطورة تدخل الاحزاب بالعملية التعليمية، بعد ان صارت معظم المدارس تأتي إدارتها بحسب تأثيرات الاحزاب، وهي بالتأكيد ستسعى لإرضائهم بعيدا عن مصلحة الطلاب».
وكان مصدر طبي أعلن ان حادث وقع صباح السبت بين باص يقل 45 راكبا مع سيارة حمل كبيرة عاطلة، واسفر عن مقتل 18 شابا على الفور، وجرح العشرات، معظمهم من الطلاب، بعد عودتهم من زيارة كانت معدة لهم من جهات دينية مجهولة إلى مرقد الامامين العسكريين في سامراء.
وتقع مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار على بعد 365 كم جنوب العاصمة بغداد.
(أصوات العراق)