المهدى
12-13-2004, 03:40 PM
الرئيس العراقي طلبت من الأميركيين عدم تكرار هجوم الفلوجة
الياور: نار الإرهاب ستحرق جيران العراق إذا لم يساعدوا في إخمادها قبل انتقالها إليهم
الدولة العراقية الجديدة ستكون قوية وستتبادل مع الجيران والعالم الحب وليس الحرب
بدا الرئيس العراقي غازي مشعل الياور جاداً للغاية في تحذيره جيران العراق من ان نار العنف والإرهاب المشتعلة في بلاده يمكن ان تنتقل إليهم اذا لم يعاونوا العراق في إطفائها بوقف الدعم المباشر او غير المباشر المتأتي من بعضهم لمشعلي هذه النار، وبانتقال الآخرين من الجيران من موقف «الصمت السلبي» الى موقف «التدخل الايجابي»، على حد تعبيره.
لكن الرئيس العراقي عكس في حديثه على مدى لقاء «الشرق الأوسط» معه خلال زيارته الخاصة القصيرة الى العاصمة البريطانية لندن، ثقة تامة في انه ـ بصفته مواطناً عراقياً عادياً وليس فقط رئيساً - سيكسب رهاناته الرئيسية الثلاثة: نجاح انتخابات الثلاثين من الشهر المقبل التي لا يخفي حماسته لها وتمسكه بإجرائها في موعدها، واندحار القوى التي تمارس أعمال العنف والإرهاب في العراق بدعم «ثابت» من بعض الجيران، كما يؤكد هو، وانبثاق دولة عراقية جديدة قوية «تتبادل مع العالم الحب وليس الحرب» كما يقول.
هذه الثقة ظل يعكسها هدوء الرئيس الياور خلال لقاء الساعتين وكذلك وقاره ورصانته.
وحتى عندما ينفعل الرئيس الياور داخلياً، وهو يتحدث مثلاً عن عبث أعمال العنف والإرهاب وتجاوز القائمين بها على الشرائع السماوية والوضعية او عن تدخل بعض جيران العراق في شؤونه، فانه يحافظ على هدوئه ويتمسك بالاعتقاد بأنه لن يصح الا الصحيح في النهاية وان الاحداث في العراق ستتخذ المسار الذي يريده هو والاغلبية الساحقة من العراقيين كما يقول.. مسار السلام والاستقرار والتنمية.
الرئيس الياور يحترم آراء الذين دعوا الى تأجيل الانتخابات ويتفهم «دوافعهم الوطنية»، ويفرق بينهم وبين المناهضين لها والعاملين على تخريبها، لكنه يعتقد ان التأجيل سيعطي «اشارة خاطئة للمخربين والارهابيين» بأنهم يمكن ان ينتصروا، ويضعف الثقة بالحكومة القائمة، ويخيب آمال غالبية الشعب العراقي «التي تتحمس لهذه التجربة غير المسبوقة، وتريد ان تبني مستقبلها الزاهر».
ويظهر الرئيس الياور ثقة كبيرة في ان اول انتخابات عامة حرة في تاريخ العراق منذ اكثر من نصف قرن ستنجح في التمهيد لاقامة نظام ديمقراطي راسخ «يجد كل عراقي نفسه ممثلاً فيه مهما كانت قوميته او دينه او طائفته او اتجاهه السياسي»، ولا يسمح بظهور «الرئيس القائد» مرة اخرى، مشدداً على ان العراق «لن يعرف رئيساً قائداً» بعد صدام حسين «الذي خلٌف للعراق كل هذا الدمار»، وان «عصر السوبرمان انتهى في العالم كله» ولم «يعد للسوبرمان وجود الا في السينما مثلما لم يكن للمدينة الفاضلة وجود الا في ذهن افلاطون».
ويعتبر الرئيس الياور ان الانتخابات الوشيكة في العراق «ربما ستكون اغلى انتخابات في العالم»، مشيراً الى ان «قوى داخلية واقليمية» تنفق «اموالا طائلة» لكسب الناخبين والمرشحين والتأثير فيهم». ولا يعد الرئيس العراقي بانتخابات نزيهة ونظيفة تماماً، وهو يقول «ربما لا يوجد مثل هذا في العالم كله فلماذا نتوقع وجوده في العراق؟».
وفي موضوع اعمال العنف والارهاب يتمسك الرئيس الياور بما صرح به اخيراً من ان القائمين بهذه الاعمال يتلقون دعما ماليا وتسهيلات لوجستية عبر بلدان مجاورة ومن اجهزة حكومية فيها، وبخاصة ايران وسورية، ويؤكد انه لا يطلق اتهامات وانما يتحدث عن «وقائع تدعمها الادلة»، ويعترف بأن الحكومة العراقية «قصرت» في عرض الأدلة المتوفرة لديها.
وتعليقاً على النفي السوري والايراني لتصريحاته، يشير الرئيس الياور الى ان الاجهزة الخاصة «في العديد من دول العالم الثالث نجحت في اقامة دول داخل الدول»، ويقول انه «واثق» بأن الرئيس السوري «الاخ الشاب» بشار الاسد «لا يرغب في ان يحدث في العراق ما يحدث الآن»، وانه «جاد في اتجاهه الاصلاحي». ويتطلع الرئيس العراقي الى انتصار اتجاه الرئيس الاسد.
ويحذر الرئيس العراقي بقوة جيران العراق من انهم سيعانون ما يعانيه العراق الآن ما لم يتعاونوا مع العراق في وقف اعمال العنف والارهاب، ويقول «عندما تشب النار في بيت جارك فان عليك ان تسارع الى اخمادها ليس فقط من اجل الجار، وهو صاحب حق عليك، وانما ايضا من اجل الا تضطر الى اطفائها في دارك عندما تنتقل اليها». ويطلب الرئيس العراقي من الدول الخليجية، خصوصا، ان تتحذ موقفا جديدا حيال الاوضاع في العراق هو موقف «التدخل الايجابي» بدل موقف «الصمت السلبي» الراهن الذي يقول انه لا يجد له تفسيرا مقنعا.
ويعتبر الرئيس العراقي ان القائمين باعمال الارهاب والمشجعين لهم في الداخل والخارج انما يعملون على تحقيق ما لا يريدونه، كما يعلنون، فإضعاف الدولة العراقية واغراق المجتمع العراقي بالفوضى «يقوي النفوذ الاجنبي» الاقليمي والدولي في العراق» وليس العكسِ.
ويؤكد الرئيس الياور لجيران العراق وبقية دول العالم ان الدولة العراقية الجديدة التي ستوضع اسسها خلال العام المقبل ستكون قوية، لكنها بخلاف دولة صدام حسين، سترسي دعائم قوتها على «تبادل الحب وليس الحرب» وعلى اساس المصالح والمنافع المشتركة مع الجيران خصوصا. ويمضي الى ابعد من هذا برؤيته قيام «سوق مشتركة» بين العراق وجيرانه ودول مجلس التعاون الخليجي، ويعتبر ان المسرح مهيأ تماما لقيام مثل هذه السوق التي ستحقق «ازدهارا لا نظير له» لدولها.
ويحذر الرئيس العراقي من ان استمرار الاوضاع في العراق على ما هي عليه الآن سيخلق داخل الشعب العراقي شعورا بالمرارة والنقمة والاهانة والاذلال مما يمكن ان يوفر، على المدى البعيد، البيئة المناسبة لظهور «هتلر عراقي» شبيه بهتلر المانيا الذي «افرزته هزيمة المانيا واذلال الشعب الالماني في الحرب العالمية الاولى».
وفي ما خص زيارته الرسمية الى الولايات المتحدة اوضح الرئيس الياور انها كانت مقررة منذ اغسطس (آب) الماضي لكنها تأجلت لاسباب تتعلق بالاوضاع العراقية.
ولم يشأ لاحقا ان تتم في خضم السباق الانتخابي في الولايات المتحدة. ويقول انه اراد منها ان يبلغ الادارة الاميركية وصناع القرار في واشنطن رسالة من أربعة بنود:
الأول: أمن العراق لا يقيمه الا العراقيون. ويتطلب هذا، حسب الرئيس الياور، التعجيل في بناء الجيش العراقي الجديد والاجهزة الأمنية الجديدة وتجهيزها بمستلزمات عملها وبما يمكنها من ان تتولى بنفسها حماية حدود العراق وحفظ الأمن الداخلي وخروج القوات المتعددة الجنسيات من المدن، والتمهيد لانهاء مهمتها في العراق في اسرع وقت.
والثاني: ضرورة اجراء الانتخابات في موعدها وتوفير اقصى قدر من الاجراءات اللازمة لضمان حريتها وسلاستها.
الثالث: عدم تكرار ما حدث في مدينة الفلوجة في أية مدينة عراقية اخرى.
الرابع: وقف التجاوزات الجارية من المؤسسات الاميركية المعنية باعمار العراق على حقوق الشركات العراقية والمقاولين العراقيين، مطالبا بـ«عرقنة» اعمال الاعمار.
ويؤكد الرئيس الياور انه سيتبنى شعار «العرقنة» في كل ما يتعلق بالنشاطات والوظائف لافساح المجال للكفاءات والشركات العراقية، والقطاع الخاص عموما، في ادارة عمليات اعادة الاعمار وتنفيذها. ويعتبر الرئيس الياور ان مما يساعد على تحقيق البند الأول، وهو الاهم، اعادة بناء الجيش ليس فقط في المجال التسلحي والتدريبي وانما في مجال البناء المعنوي ايضا. وهذا يتأتى بمعالجة «الخطأ» الذي ارتكبته سلطة التحالف بحل مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية السابقة برمتها، وذلك باعادة «ذوي التاريخ غير الملوث» الى الخدمة في الجيش والاجهزة الأمنية الجديدة.
ومما يساعد على تحقيق هذا البند، حسب الرئيس الياور ايضا، عقد معاهدات سلام وعدم اعتداء واقامة علاقات اقتصادية وثيقة مع جيران العراق، وعقد اتفاقات للتعاون العسكري مع القوى العظمى، وبينها الولايات المتحدة، على غرار الاتفاقات التي عقدتها الكويت والبحرين، مثلا.
ويدافع الرئيس الياور عن فكرة اقامة تعاون وثيق متعدد الاشكال، بما فيها العسكري، مع القوى العظمى وخاصة الولايات المتحدة، ويعتبر ان في هذا مصلحة وطنية عراقية.
ويتساءل في هذا الخصوص ردا على من يمكن ان يكون لهم موقف معارض لهذا: لماذا يراد لنا ان نمتنع عما يقوم به غيرنا؟ ولماذا يراد التحريم علينا ما هو حلال على غيرنا؟ ويتابع الرئيس الياور قائلا "في كل العالم الأسود اسود والأبيض ابيض، اما نحن فلدينا الأبيض اسود والاسود ابيض، بدليل ان البعض منا يسمي العمليات الارهابية التي تسقط فيها ضحايا بريئة "مقاومة.
والرئيس الياور الذي اقام مع عدد مع الشخصيات السياسية والاجتماعية في العراق كيانا سياسيا باسم «عراقيون» لخوض الانتخابات الوشيكة وللمشاركة في الحياة السياسية لاحقا، افصح عن ان هذا الكيان قطع شوطا في طريق التحالف مع قوى وشخصيات اخرى لتشكيل ائتلاف «وطني» انتخابي سيعلن عنه في غضون اليومين المقبلين.
الياور: نار الإرهاب ستحرق جيران العراق إذا لم يساعدوا في إخمادها قبل انتقالها إليهم
الدولة العراقية الجديدة ستكون قوية وستتبادل مع الجيران والعالم الحب وليس الحرب
بدا الرئيس العراقي غازي مشعل الياور جاداً للغاية في تحذيره جيران العراق من ان نار العنف والإرهاب المشتعلة في بلاده يمكن ان تنتقل إليهم اذا لم يعاونوا العراق في إطفائها بوقف الدعم المباشر او غير المباشر المتأتي من بعضهم لمشعلي هذه النار، وبانتقال الآخرين من الجيران من موقف «الصمت السلبي» الى موقف «التدخل الايجابي»، على حد تعبيره.
لكن الرئيس العراقي عكس في حديثه على مدى لقاء «الشرق الأوسط» معه خلال زيارته الخاصة القصيرة الى العاصمة البريطانية لندن، ثقة تامة في انه ـ بصفته مواطناً عراقياً عادياً وليس فقط رئيساً - سيكسب رهاناته الرئيسية الثلاثة: نجاح انتخابات الثلاثين من الشهر المقبل التي لا يخفي حماسته لها وتمسكه بإجرائها في موعدها، واندحار القوى التي تمارس أعمال العنف والإرهاب في العراق بدعم «ثابت» من بعض الجيران، كما يؤكد هو، وانبثاق دولة عراقية جديدة قوية «تتبادل مع العالم الحب وليس الحرب» كما يقول.
هذه الثقة ظل يعكسها هدوء الرئيس الياور خلال لقاء الساعتين وكذلك وقاره ورصانته.
وحتى عندما ينفعل الرئيس الياور داخلياً، وهو يتحدث مثلاً عن عبث أعمال العنف والإرهاب وتجاوز القائمين بها على الشرائع السماوية والوضعية او عن تدخل بعض جيران العراق في شؤونه، فانه يحافظ على هدوئه ويتمسك بالاعتقاد بأنه لن يصح الا الصحيح في النهاية وان الاحداث في العراق ستتخذ المسار الذي يريده هو والاغلبية الساحقة من العراقيين كما يقول.. مسار السلام والاستقرار والتنمية.
الرئيس الياور يحترم آراء الذين دعوا الى تأجيل الانتخابات ويتفهم «دوافعهم الوطنية»، ويفرق بينهم وبين المناهضين لها والعاملين على تخريبها، لكنه يعتقد ان التأجيل سيعطي «اشارة خاطئة للمخربين والارهابيين» بأنهم يمكن ان ينتصروا، ويضعف الثقة بالحكومة القائمة، ويخيب آمال غالبية الشعب العراقي «التي تتحمس لهذه التجربة غير المسبوقة، وتريد ان تبني مستقبلها الزاهر».
ويظهر الرئيس الياور ثقة كبيرة في ان اول انتخابات عامة حرة في تاريخ العراق منذ اكثر من نصف قرن ستنجح في التمهيد لاقامة نظام ديمقراطي راسخ «يجد كل عراقي نفسه ممثلاً فيه مهما كانت قوميته او دينه او طائفته او اتجاهه السياسي»، ولا يسمح بظهور «الرئيس القائد» مرة اخرى، مشدداً على ان العراق «لن يعرف رئيساً قائداً» بعد صدام حسين «الذي خلٌف للعراق كل هذا الدمار»، وان «عصر السوبرمان انتهى في العالم كله» ولم «يعد للسوبرمان وجود الا في السينما مثلما لم يكن للمدينة الفاضلة وجود الا في ذهن افلاطون».
ويعتبر الرئيس الياور ان الانتخابات الوشيكة في العراق «ربما ستكون اغلى انتخابات في العالم»، مشيراً الى ان «قوى داخلية واقليمية» تنفق «اموالا طائلة» لكسب الناخبين والمرشحين والتأثير فيهم». ولا يعد الرئيس العراقي بانتخابات نزيهة ونظيفة تماماً، وهو يقول «ربما لا يوجد مثل هذا في العالم كله فلماذا نتوقع وجوده في العراق؟».
وفي موضوع اعمال العنف والارهاب يتمسك الرئيس الياور بما صرح به اخيراً من ان القائمين بهذه الاعمال يتلقون دعما ماليا وتسهيلات لوجستية عبر بلدان مجاورة ومن اجهزة حكومية فيها، وبخاصة ايران وسورية، ويؤكد انه لا يطلق اتهامات وانما يتحدث عن «وقائع تدعمها الادلة»، ويعترف بأن الحكومة العراقية «قصرت» في عرض الأدلة المتوفرة لديها.
وتعليقاً على النفي السوري والايراني لتصريحاته، يشير الرئيس الياور الى ان الاجهزة الخاصة «في العديد من دول العالم الثالث نجحت في اقامة دول داخل الدول»، ويقول انه «واثق» بأن الرئيس السوري «الاخ الشاب» بشار الاسد «لا يرغب في ان يحدث في العراق ما يحدث الآن»، وانه «جاد في اتجاهه الاصلاحي». ويتطلع الرئيس العراقي الى انتصار اتجاه الرئيس الاسد.
ويحذر الرئيس العراقي بقوة جيران العراق من انهم سيعانون ما يعانيه العراق الآن ما لم يتعاونوا مع العراق في وقف اعمال العنف والارهاب، ويقول «عندما تشب النار في بيت جارك فان عليك ان تسارع الى اخمادها ليس فقط من اجل الجار، وهو صاحب حق عليك، وانما ايضا من اجل الا تضطر الى اطفائها في دارك عندما تنتقل اليها». ويطلب الرئيس العراقي من الدول الخليجية، خصوصا، ان تتحذ موقفا جديدا حيال الاوضاع في العراق هو موقف «التدخل الايجابي» بدل موقف «الصمت السلبي» الراهن الذي يقول انه لا يجد له تفسيرا مقنعا.
ويعتبر الرئيس العراقي ان القائمين باعمال الارهاب والمشجعين لهم في الداخل والخارج انما يعملون على تحقيق ما لا يريدونه، كما يعلنون، فإضعاف الدولة العراقية واغراق المجتمع العراقي بالفوضى «يقوي النفوذ الاجنبي» الاقليمي والدولي في العراق» وليس العكسِ.
ويؤكد الرئيس الياور لجيران العراق وبقية دول العالم ان الدولة العراقية الجديدة التي ستوضع اسسها خلال العام المقبل ستكون قوية، لكنها بخلاف دولة صدام حسين، سترسي دعائم قوتها على «تبادل الحب وليس الحرب» وعلى اساس المصالح والمنافع المشتركة مع الجيران خصوصا. ويمضي الى ابعد من هذا برؤيته قيام «سوق مشتركة» بين العراق وجيرانه ودول مجلس التعاون الخليجي، ويعتبر ان المسرح مهيأ تماما لقيام مثل هذه السوق التي ستحقق «ازدهارا لا نظير له» لدولها.
ويحذر الرئيس العراقي من ان استمرار الاوضاع في العراق على ما هي عليه الآن سيخلق داخل الشعب العراقي شعورا بالمرارة والنقمة والاهانة والاذلال مما يمكن ان يوفر، على المدى البعيد، البيئة المناسبة لظهور «هتلر عراقي» شبيه بهتلر المانيا الذي «افرزته هزيمة المانيا واذلال الشعب الالماني في الحرب العالمية الاولى».
وفي ما خص زيارته الرسمية الى الولايات المتحدة اوضح الرئيس الياور انها كانت مقررة منذ اغسطس (آب) الماضي لكنها تأجلت لاسباب تتعلق بالاوضاع العراقية.
ولم يشأ لاحقا ان تتم في خضم السباق الانتخابي في الولايات المتحدة. ويقول انه اراد منها ان يبلغ الادارة الاميركية وصناع القرار في واشنطن رسالة من أربعة بنود:
الأول: أمن العراق لا يقيمه الا العراقيون. ويتطلب هذا، حسب الرئيس الياور، التعجيل في بناء الجيش العراقي الجديد والاجهزة الأمنية الجديدة وتجهيزها بمستلزمات عملها وبما يمكنها من ان تتولى بنفسها حماية حدود العراق وحفظ الأمن الداخلي وخروج القوات المتعددة الجنسيات من المدن، والتمهيد لانهاء مهمتها في العراق في اسرع وقت.
والثاني: ضرورة اجراء الانتخابات في موعدها وتوفير اقصى قدر من الاجراءات اللازمة لضمان حريتها وسلاستها.
الثالث: عدم تكرار ما حدث في مدينة الفلوجة في أية مدينة عراقية اخرى.
الرابع: وقف التجاوزات الجارية من المؤسسات الاميركية المعنية باعمار العراق على حقوق الشركات العراقية والمقاولين العراقيين، مطالبا بـ«عرقنة» اعمال الاعمار.
ويؤكد الرئيس الياور انه سيتبنى شعار «العرقنة» في كل ما يتعلق بالنشاطات والوظائف لافساح المجال للكفاءات والشركات العراقية، والقطاع الخاص عموما، في ادارة عمليات اعادة الاعمار وتنفيذها. ويعتبر الرئيس الياور ان مما يساعد على تحقيق البند الأول، وهو الاهم، اعادة بناء الجيش ليس فقط في المجال التسلحي والتدريبي وانما في مجال البناء المعنوي ايضا. وهذا يتأتى بمعالجة «الخطأ» الذي ارتكبته سلطة التحالف بحل مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية السابقة برمتها، وذلك باعادة «ذوي التاريخ غير الملوث» الى الخدمة في الجيش والاجهزة الأمنية الجديدة.
ومما يساعد على تحقيق هذا البند، حسب الرئيس الياور ايضا، عقد معاهدات سلام وعدم اعتداء واقامة علاقات اقتصادية وثيقة مع جيران العراق، وعقد اتفاقات للتعاون العسكري مع القوى العظمى، وبينها الولايات المتحدة، على غرار الاتفاقات التي عقدتها الكويت والبحرين، مثلا.
ويدافع الرئيس الياور عن فكرة اقامة تعاون وثيق متعدد الاشكال، بما فيها العسكري، مع القوى العظمى وخاصة الولايات المتحدة، ويعتبر ان في هذا مصلحة وطنية عراقية.
ويتساءل في هذا الخصوص ردا على من يمكن ان يكون لهم موقف معارض لهذا: لماذا يراد لنا ان نمتنع عما يقوم به غيرنا؟ ولماذا يراد التحريم علينا ما هو حلال على غيرنا؟ ويتابع الرئيس الياور قائلا "في كل العالم الأسود اسود والأبيض ابيض، اما نحن فلدينا الأبيض اسود والاسود ابيض، بدليل ان البعض منا يسمي العمليات الارهابية التي تسقط فيها ضحايا بريئة "مقاومة.
والرئيس الياور الذي اقام مع عدد مع الشخصيات السياسية والاجتماعية في العراق كيانا سياسيا باسم «عراقيون» لخوض الانتخابات الوشيكة وللمشاركة في الحياة السياسية لاحقا، افصح عن ان هذا الكيان قطع شوطا في طريق التحالف مع قوى وشخصيات اخرى لتشكيل ائتلاف «وطني» انتخابي سيعلن عنه في غضون اليومين المقبلين.