مرتاح
01-30-2012, 04:20 AM
6 ربيع الأول 1433
بصراحة 60% هي نسبة زواج المسيار، أما البقية فكلهم زواج معلن.
قالت لـ"سبق" إن أغلب الأجانب الباحثين عن الزواج بالسعوديات هدفهم "الجنسية"
سعد سالم – سبق – الرياض: لم تكن (العنود) تتوقع أن توسُّطها في زواج أحد أقاربها سيفتح لها الباب واسعاً للدخول إلى عالم المشاهير، الذي أصبحت بموجبه من أشهر الخطابات على مستوى السعودية , حيث بدأت مسيرتها (هاوية)، لكنها ما لبثت أن تحوَّلت إلى مقصد لكثير من أعيان المجتمع. 13 عاماً من عمرها قضتها في الوساطة بين الشباب والفتيات؛ في محاولة منها للإسهام في خَلْق أُسَر حالمة.ولم تُخفِ (العنود) تعرضها لكثير من المضايقات خلال مسيرتها.
وفي الحوار التالي تكشف "العنود" أن أغلب الأجانب الباحثين عن الزواج من سعوديات هدفهم "الجنسية" , مشيرة في الوقت نفسه إلى أن هناك مشايخ ورجال أعمال وشخصيات اجتماعية ساهمت في زواجهم وتغيرت أحوالهم كثيراً على حد قولها.
وترى "العنود" أن "الخطَّابة" ليست جسراً للعبور لكنها من متطلبات العصر الحالي, فيما قدمت نصيحة للمخطوبين بأن يقللا من مكالماتهما أثناء فترة الخطبة؛ حتى لا تنعكس سلباً على علاقتهما مستقبلاً.
* حدثينا عن بدايتك مع مهنة الخطَّابة؟
- منذ أن كان عمري 25 عاماً وأنا أحب الجلوس والتحدث مع البنات عن فارس أحلامهن، وكيفية الوصول إليه، وكنت أسعى جاهدة إلى حل مشاكل النساء مع أزواجهن بالتحدث معهن عن الطرق السليمة للتعامل مع الرجال؛ الأمر الذي أكسبني خبرة جيدة في هذا المجال، خاصة فيما يتعلق بالقدرة على معرفة ما يدور في خواطر الرجال والنساء، وما الذي يريده أحدهما من الآخر، وبمجرد نظرة واحدة.
❞ الخطَّابة ليست جسراً للعبور لكنها من متطلبات العصر ❝
* هل نستطيع أن نؤكد أنك تملكين حاسة مختلفة؟
- أنا لا أدعي ذلك، لكنني أملك حساً مختلفاً يجعلني بمجرد مكالمة الفتاة أو الشاب عبر الهاتف أتمكن من معرفة ما يجول في خواطر كل منهما، وما الذي يسعى من ورائه الشاب أو الفتاة، كما أنني - ولله الحمد - أتوصل إلى معرفة بعض أوصاف شخصيات من يحادثونني إن كانوا كاذبين أو متلاعبين أو أنهم فعلاً يسعون إلى الستر والبحث عن حياة زوجيه مستقرة وصادقة.
* كم عدد الفتيات والشباب الذين تبحثين لهم عن الزواج؟
- بصراحة الأرقام كبيرة جداً، ولكن يمكن أن أحصرها بين سبعة آلاف عشرة آلاف شاب وفتاة، والرقم في ازدياد مستمر.
* كيف تمكنتِ من الوصول إلى هذا الرقم؟ وما الطرق التي تسلكينها في سبيل ذلك؟
- مسيرتي بوصفي خطّابة - ولله الحمد - بدأت عندما قمت بتزويج أحد أقربائي في العائلة، وهي الفترة التي أعتبرها بداية انطلاقتي في هذه المهنة؛ أحسست بعدها بأنني قمت بعمل صالح وجميل، نال استحسان كثير من الناس، ومنذ ذلك اليوم وأنا على هذه الحال، إلى أن انتشر أمري بين الشباب والفتيات بأنني واسطة خير، ودليل لكل من يبحث عن الزواج الصادق.
❞ غيرتي على أبناء بلدي تجعلني أرفض زواج الأجنبي من سعودية ❝
* إلى من ترجعين شهرة أم عزام بوصفها خطَّابة؟
- شهرتي صنعتُها بعون الله سبحانه أولاً، ثم بمصداقيَّتي وإخلاص نيتي؛ حيث كنت قد اعتدت أن أسأل أي شاب أو فتاة أقوم بتزويجهما إن كانا يعرفان صديقاً أو قريباً يبحث عن الزواج، وأعتقد أن تلك المرحلة كانت نقطة التحول الرئيسية في حياتي المهنية، إلى أن وصل بي الحال الآن أنني أكاد لا أنهي مكالمة هاتفية إلا وأجد اتصالات عدة قد وافتني أثناء مكالمتي الأولى.
* ما أبرز المشاكل التي تواجهك خلال مزاولتك عملك خطَّابة؟
- بصراحة، وبكل شفافية، واجهت كثيراً من المشاكل مع الأهل والأقارب، بل خسرت في سبيل عملي كثيراً من الناس، لكن في مقابل ذلك كسبت أناساً كثيرين أيضاً.. اجتزت كل العقبات التي واجهتني من أجل عملي، ولا أخفي سراً إن قلت إنني في لحظات كثيرة فكرت في التوقف عن مزاولة هذه المهنة، لكن إحساسي بأن هناك فتيات كثيرات يحتجن إليّ بين وقت وآخر ويحدثنني عن حياتهن الجديدة دفعني إلى المضي قدماً؛ فالمسألة لا تقف عند تزويج أحدهم أو إحداهن، لكنها مسألة إنسانية في الأول والأخير، ومن واجباتي الوقوف مع الفتاة منذ مرحلة البحث عن الزوج إلى ما بعد الزواج، خاصة أن الفتيات يختلفن عن الشباب في تركيبتهن؛ لذلك دائماً ما يكنَّ بحاجة إلى مَنْ يوجههن.
* انقضى عام 2011، وبدأنا عاماً جديداً، كم حالة زواج أكملتِها خلال العام الماضي؟
- بصراحة الرقم كبير جداً، ولا أستطيع بأي شكل من الأشكال حصره، لكنني أؤكد أن الرقم يتخطى الآلاف.
* هل جميعهم في العاصمة الرياض؟
تجيب ضاحكة: أنا أعمل على مستوى الوطن العربي كاملاً، وليس على مستوى الرياض فحسب؛ الأمر الذي يجعلني لا أستطيع حصر جميع الزيجات التي قمت بها.
* كم نسبة زواج المسيار من زيجات 2011؟
- بصراحة 60% هي نسبة زواج المسيار، أما البقية فكلهم زواج معلن.
* حسب خبراتك المتراكمة، ما الفَرْق بين شباب وفتيات اليوم ومن سبقوهم فيما يتعلق بثقافات الزواج؟
- الاختلاف واضح جدًّا؛ فأنا في كل شهر أكتشف شيئاً جديداً بين الشباب والفتيات؛ حيث كنت في السابق أتمّم الزواج بكل سهولة، لكن الوضع أصبح مختلفاً في الوقت الجاري، خاصة ما يتعلق بطريقة فَهْم وتقبُّل الشاب أو الشابة للزواج، وللأسف الشديد فإن التغيير يحدث للأسوأ، ويمكن لمكالمة واحدة أن تُنهي الزواج بين أي رجل وامرأة؛ لسهولة تأثرهما بالمجتمع من حولهما، وخصوصاً عائلة الزوج أو الزوجة، التي لها تأثير كبير في حالات الطلاق أو المشاكل بين الزوجين، إلا من رحم الله.
❞ حاستي السادسة تمكنني من تشخيص حالة أي فتاة تقع عليها عيني أو أي شاب يهاتفني ❝
* كيف تستطيعين التعامل مع هذه الأعداد الكبيرة من طالبي وطالبات الزواج؟
- لقد وفرتُ في منزلي غرفة خاصة، أجمع بداخلها ملفات ومجلدات كثيرة، تحتوي على أسماء ومواصفات جميع الفتيات؛ حيث أكتب أسماءهن برموز لا يفهمها غيري حرصاً عليهن، وبمجرد تزويج إحداهن أشطب على اسمها من المجلد، وفي حالة الطلاق تعود من جديد لتنتظر نصيبها الجديد.
* يلجأ البعض إلى الخطَّابة عندما يفشل في إكمال خطبته بنفسه.. ما رأيك؟
- الخطَّابة ليست جسراً للعبور، لكنها من متطلبات العصر، ولو نظرنا إلى المجتمع من حولنا لوجدناه مملوءاً بالتشتت الأسري وقطع صلة الرحم، وفي نظري السبب الرئيسي في ذلك رفض البنت ابن عمها، والعكس هو الصحيح؛ فيجب ألا ننسى أن عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كان فيه خطَّابات، وأنا أمتهن المهنة نفسها، وليس عيباً أن نسمع أن فلاناً من الناس أو عائلة أحدهم استعانت بخطَّابة لتوصلهم إلى مبتغاهم.
* هل يوجد لك منافسات في السوق؟
كثيرات جدًّا، وأنا لا أعتبرهن منافسات بل زميلات، ودائماً ما أتمنى لهن التوفيق، وأدعوهن للتحلي بالأمانة والصدق والإخلاص، هذه الخصال التي لا يتصف بها العديد من الخطَّابات مع الأسف.
* لماذا يبحث الرجال عن زواج المسيار رغم أنهم متزوجون في الأصل؟
- أصحاب السفريات الكثيرة ورجال الأعمال والمشايخ هم الذين يبحثون عن زواج المسيار بشكل كبير خوفاً على عش الزوجية.
* كثيرون يرون أن زواج المسيار يسبب كثيراً من المشاكل الأسرية.
- أجابت ضاحكة: بصراحة، كثير من المعروفين في المجتمع تزوجوا مسياراً عن طريقي، لكنني لن أذكر أسماءهم هنا، وسأكتفي بالقول إنهم متزوجون من فتيات منفتحات جدًّا، وبعضهم تغيرت أحوالهم كثيراً بعد الزواج.
* ألا توافقينني الرأي في أن البحث عن زوجة أخرى للرجل يمكن أن يتسبب في مشاكل عائلية لأسرة المتزوج الأولى؟
- أنا أؤيد التعدد في الزواج طالما كان على سُنّة الله ورسوله، ولم يشرع الله سبحانه وتعالى التعدد في الزواج إلا لحكمة إلهية، وربما تكون الزوجة الأولى زوجة طيبة وحنونة وأم لأبنائه، لكن لا يوجد بينها وبين زوجها معشر طيب؛ فتكون الأخرى مكملة لذلك.
* ما سر التهديد الذي تعرضتِ له، والذي تناولته بعض الوسائل الإعلامية أخيراً؟
- لا.. لم يكن تهديداً بصراحة، لكنني لن أعلق على الأمر.
* هل تتواصلين مع من تزوجينهم؟
- في الحقيقة لا أسعى خلف كل من أقف وراء زواجه رغم أنه واجب علي، لكنني غالباً ما أعود لسماع أصواتهم من جديد؛ حيث إن بعضهن يطلبن مني وضعهن في قائمة البحث والانتظار من جديد.
* هل تتعاملين مع غير السعوديين؟
- أنا أزوِّج السعودي وغير السعودي؛ فكم من رجال سوريين ومصريين وسودانيين سعيت لتزويجهم، ولكن لا أجرؤ على تزويج رجل غير سعودي بفتاة سعودية، والعكس هو الصحيح، والسبب أنني أغار على شباب وفتيات بلدي، فضلاً عن أن الشروط ترفض ذلك، ولا أخفي سرًّا أنني أغضب عندما أسمع أن شاباً سعودياً تزوج من فتاة غير سعودية، خاصة أننا نسمع كثيراً عن المشاكل التي تنتج من زواج السعوديين من عربيات.
* لا شك أن مهنتك كشفت لك الكثير عن هذه الحياة؟
- بصراحة لقد كشفت لي هذه المهنة الكثير والكثير عن أسرار الرجال خصوصاً، والنساء عموماً؛ فكم من منافق وكاذب كان يسعى فقط لإشباع رغباته ليس إلا؛ فالعديد منهم أصبح يرى أن المرأة جسم فقط، يتعامل معه بكل وقاحة متجاهلاً كل القيم وتعاليم ديننا الحنيف. لا أريد الخوض في هذا الحديث؛ فالقصص التي تدمع لها العين كثيرة.
* (العنود).. هل كانت لها تجربة زوجية سابقة؟
- نعم، ولكنها تجربة لم يكتب لها الله النجاح؛ فذهب كل في حال سبيله، ولكن ربي عوضني عن الزواج بأبناء بارين بي وطائعين، أسأل الله أن يبارك لي فيهم، وأن يحفظ أبناءكم، وأن يستر أعراضنا جميعاً.
* ماذا تقولين للشباب؟
- إن كان لي من نصيحة أوجهها فهي من أخت رحيمة ومحبة لجميع شباب وفتيات وطني الغالي، ونصيحتي هنا أوجهها إلى الشباب إن كانوا يسعون إلى حياة زوجية صادقة ومميزة فعليهم بتقوى الله سبحانه، وأن يخلصوا نواياهم، وأن يثقوا بأن الله سيوفقهم بزوجات صالحات، وأن يحسنوا نواياهم فيهن. والنصيحة الأخرى، ومن باب التجربة، عليهم أن يقللوا من مكالماتهم أثناء فترة الخطبة؛ حتى لا تنعكس سلباً على علاقتهما مستقبلاً.
* ما الذي تتمناه (العنود)؟
- الأمنيات كثيرة، لكنني أتمنى من الله أولاً ثم من حكومتنا الرشيدة أن يوافقوا على إنشاء مركز أو مبنى خاص يهتم بزواج الفتيات والشباب وحل مشاكلهم والسعي لخدمتهم من خلال مجلس به أعضاء من المشايخ ومن وجهاء المجتمع ومن الخطَّابات الماهرات والمخلصات والصادقات؛ وذلك من أجل الوقوف مع أبنائنا وفلذات أكبادنا وتذليل كل الصعوبات التي يواجهونها في الحياة الزوجية.
من كواليس الحوار:
- أرشيفي يحتوي على أسماء الآلاف من الفتيات والرجال من جميع البلدان العربية.
- ميول الفتيات تتجه نحو أبناء جلدتهن، والعكس صحيح.
- فتاة تطلب مني تزوجيها سريعاً؛ بسبب أن خطَّابة عربية قدمتها وجبة دسمة لرجل أعمال بمبلغ مالي لليلة واحدة!
بصراحة 60% هي نسبة زواج المسيار، أما البقية فكلهم زواج معلن.
قالت لـ"سبق" إن أغلب الأجانب الباحثين عن الزواج بالسعوديات هدفهم "الجنسية"
سعد سالم – سبق – الرياض: لم تكن (العنود) تتوقع أن توسُّطها في زواج أحد أقاربها سيفتح لها الباب واسعاً للدخول إلى عالم المشاهير، الذي أصبحت بموجبه من أشهر الخطابات على مستوى السعودية , حيث بدأت مسيرتها (هاوية)، لكنها ما لبثت أن تحوَّلت إلى مقصد لكثير من أعيان المجتمع. 13 عاماً من عمرها قضتها في الوساطة بين الشباب والفتيات؛ في محاولة منها للإسهام في خَلْق أُسَر حالمة.ولم تُخفِ (العنود) تعرضها لكثير من المضايقات خلال مسيرتها.
وفي الحوار التالي تكشف "العنود" أن أغلب الأجانب الباحثين عن الزواج من سعوديات هدفهم "الجنسية" , مشيرة في الوقت نفسه إلى أن هناك مشايخ ورجال أعمال وشخصيات اجتماعية ساهمت في زواجهم وتغيرت أحوالهم كثيراً على حد قولها.
وترى "العنود" أن "الخطَّابة" ليست جسراً للعبور لكنها من متطلبات العصر الحالي, فيما قدمت نصيحة للمخطوبين بأن يقللا من مكالماتهما أثناء فترة الخطبة؛ حتى لا تنعكس سلباً على علاقتهما مستقبلاً.
* حدثينا عن بدايتك مع مهنة الخطَّابة؟
- منذ أن كان عمري 25 عاماً وأنا أحب الجلوس والتحدث مع البنات عن فارس أحلامهن، وكيفية الوصول إليه، وكنت أسعى جاهدة إلى حل مشاكل النساء مع أزواجهن بالتحدث معهن عن الطرق السليمة للتعامل مع الرجال؛ الأمر الذي أكسبني خبرة جيدة في هذا المجال، خاصة فيما يتعلق بالقدرة على معرفة ما يدور في خواطر الرجال والنساء، وما الذي يريده أحدهما من الآخر، وبمجرد نظرة واحدة.
❞ الخطَّابة ليست جسراً للعبور لكنها من متطلبات العصر ❝
* هل نستطيع أن نؤكد أنك تملكين حاسة مختلفة؟
- أنا لا أدعي ذلك، لكنني أملك حساً مختلفاً يجعلني بمجرد مكالمة الفتاة أو الشاب عبر الهاتف أتمكن من معرفة ما يجول في خواطر كل منهما، وما الذي يسعى من ورائه الشاب أو الفتاة، كما أنني - ولله الحمد - أتوصل إلى معرفة بعض أوصاف شخصيات من يحادثونني إن كانوا كاذبين أو متلاعبين أو أنهم فعلاً يسعون إلى الستر والبحث عن حياة زوجيه مستقرة وصادقة.
* كم عدد الفتيات والشباب الذين تبحثين لهم عن الزواج؟
- بصراحة الأرقام كبيرة جداً، ولكن يمكن أن أحصرها بين سبعة آلاف عشرة آلاف شاب وفتاة، والرقم في ازدياد مستمر.
* كيف تمكنتِ من الوصول إلى هذا الرقم؟ وما الطرق التي تسلكينها في سبيل ذلك؟
- مسيرتي بوصفي خطّابة - ولله الحمد - بدأت عندما قمت بتزويج أحد أقربائي في العائلة، وهي الفترة التي أعتبرها بداية انطلاقتي في هذه المهنة؛ أحسست بعدها بأنني قمت بعمل صالح وجميل، نال استحسان كثير من الناس، ومنذ ذلك اليوم وأنا على هذه الحال، إلى أن انتشر أمري بين الشباب والفتيات بأنني واسطة خير، ودليل لكل من يبحث عن الزواج الصادق.
❞ غيرتي على أبناء بلدي تجعلني أرفض زواج الأجنبي من سعودية ❝
* إلى من ترجعين شهرة أم عزام بوصفها خطَّابة؟
- شهرتي صنعتُها بعون الله سبحانه أولاً، ثم بمصداقيَّتي وإخلاص نيتي؛ حيث كنت قد اعتدت أن أسأل أي شاب أو فتاة أقوم بتزويجهما إن كانا يعرفان صديقاً أو قريباً يبحث عن الزواج، وأعتقد أن تلك المرحلة كانت نقطة التحول الرئيسية في حياتي المهنية، إلى أن وصل بي الحال الآن أنني أكاد لا أنهي مكالمة هاتفية إلا وأجد اتصالات عدة قد وافتني أثناء مكالمتي الأولى.
* ما أبرز المشاكل التي تواجهك خلال مزاولتك عملك خطَّابة؟
- بصراحة، وبكل شفافية، واجهت كثيراً من المشاكل مع الأهل والأقارب، بل خسرت في سبيل عملي كثيراً من الناس، لكن في مقابل ذلك كسبت أناساً كثيرين أيضاً.. اجتزت كل العقبات التي واجهتني من أجل عملي، ولا أخفي سراً إن قلت إنني في لحظات كثيرة فكرت في التوقف عن مزاولة هذه المهنة، لكن إحساسي بأن هناك فتيات كثيرات يحتجن إليّ بين وقت وآخر ويحدثنني عن حياتهن الجديدة دفعني إلى المضي قدماً؛ فالمسألة لا تقف عند تزويج أحدهم أو إحداهن، لكنها مسألة إنسانية في الأول والأخير، ومن واجباتي الوقوف مع الفتاة منذ مرحلة البحث عن الزوج إلى ما بعد الزواج، خاصة أن الفتيات يختلفن عن الشباب في تركيبتهن؛ لذلك دائماً ما يكنَّ بحاجة إلى مَنْ يوجههن.
* انقضى عام 2011، وبدأنا عاماً جديداً، كم حالة زواج أكملتِها خلال العام الماضي؟
- بصراحة الرقم كبير جداً، ولا أستطيع بأي شكل من الأشكال حصره، لكنني أؤكد أن الرقم يتخطى الآلاف.
* هل جميعهم في العاصمة الرياض؟
تجيب ضاحكة: أنا أعمل على مستوى الوطن العربي كاملاً، وليس على مستوى الرياض فحسب؛ الأمر الذي يجعلني لا أستطيع حصر جميع الزيجات التي قمت بها.
* كم نسبة زواج المسيار من زيجات 2011؟
- بصراحة 60% هي نسبة زواج المسيار، أما البقية فكلهم زواج معلن.
* حسب خبراتك المتراكمة، ما الفَرْق بين شباب وفتيات اليوم ومن سبقوهم فيما يتعلق بثقافات الزواج؟
- الاختلاف واضح جدًّا؛ فأنا في كل شهر أكتشف شيئاً جديداً بين الشباب والفتيات؛ حيث كنت في السابق أتمّم الزواج بكل سهولة، لكن الوضع أصبح مختلفاً في الوقت الجاري، خاصة ما يتعلق بطريقة فَهْم وتقبُّل الشاب أو الشابة للزواج، وللأسف الشديد فإن التغيير يحدث للأسوأ، ويمكن لمكالمة واحدة أن تُنهي الزواج بين أي رجل وامرأة؛ لسهولة تأثرهما بالمجتمع من حولهما، وخصوصاً عائلة الزوج أو الزوجة، التي لها تأثير كبير في حالات الطلاق أو المشاكل بين الزوجين، إلا من رحم الله.
❞ حاستي السادسة تمكنني من تشخيص حالة أي فتاة تقع عليها عيني أو أي شاب يهاتفني ❝
* كيف تستطيعين التعامل مع هذه الأعداد الكبيرة من طالبي وطالبات الزواج؟
- لقد وفرتُ في منزلي غرفة خاصة، أجمع بداخلها ملفات ومجلدات كثيرة، تحتوي على أسماء ومواصفات جميع الفتيات؛ حيث أكتب أسماءهن برموز لا يفهمها غيري حرصاً عليهن، وبمجرد تزويج إحداهن أشطب على اسمها من المجلد، وفي حالة الطلاق تعود من جديد لتنتظر نصيبها الجديد.
* يلجأ البعض إلى الخطَّابة عندما يفشل في إكمال خطبته بنفسه.. ما رأيك؟
- الخطَّابة ليست جسراً للعبور، لكنها من متطلبات العصر، ولو نظرنا إلى المجتمع من حولنا لوجدناه مملوءاً بالتشتت الأسري وقطع صلة الرحم، وفي نظري السبب الرئيسي في ذلك رفض البنت ابن عمها، والعكس هو الصحيح؛ فيجب ألا ننسى أن عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كان فيه خطَّابات، وأنا أمتهن المهنة نفسها، وليس عيباً أن نسمع أن فلاناً من الناس أو عائلة أحدهم استعانت بخطَّابة لتوصلهم إلى مبتغاهم.
* هل يوجد لك منافسات في السوق؟
كثيرات جدًّا، وأنا لا أعتبرهن منافسات بل زميلات، ودائماً ما أتمنى لهن التوفيق، وأدعوهن للتحلي بالأمانة والصدق والإخلاص، هذه الخصال التي لا يتصف بها العديد من الخطَّابات مع الأسف.
* لماذا يبحث الرجال عن زواج المسيار رغم أنهم متزوجون في الأصل؟
- أصحاب السفريات الكثيرة ورجال الأعمال والمشايخ هم الذين يبحثون عن زواج المسيار بشكل كبير خوفاً على عش الزوجية.
* كثيرون يرون أن زواج المسيار يسبب كثيراً من المشاكل الأسرية.
- أجابت ضاحكة: بصراحة، كثير من المعروفين في المجتمع تزوجوا مسياراً عن طريقي، لكنني لن أذكر أسماءهم هنا، وسأكتفي بالقول إنهم متزوجون من فتيات منفتحات جدًّا، وبعضهم تغيرت أحوالهم كثيراً بعد الزواج.
* ألا توافقينني الرأي في أن البحث عن زوجة أخرى للرجل يمكن أن يتسبب في مشاكل عائلية لأسرة المتزوج الأولى؟
- أنا أؤيد التعدد في الزواج طالما كان على سُنّة الله ورسوله، ولم يشرع الله سبحانه وتعالى التعدد في الزواج إلا لحكمة إلهية، وربما تكون الزوجة الأولى زوجة طيبة وحنونة وأم لأبنائه، لكن لا يوجد بينها وبين زوجها معشر طيب؛ فتكون الأخرى مكملة لذلك.
* ما سر التهديد الذي تعرضتِ له، والذي تناولته بعض الوسائل الإعلامية أخيراً؟
- لا.. لم يكن تهديداً بصراحة، لكنني لن أعلق على الأمر.
* هل تتواصلين مع من تزوجينهم؟
- في الحقيقة لا أسعى خلف كل من أقف وراء زواجه رغم أنه واجب علي، لكنني غالباً ما أعود لسماع أصواتهم من جديد؛ حيث إن بعضهن يطلبن مني وضعهن في قائمة البحث والانتظار من جديد.
* هل تتعاملين مع غير السعوديين؟
- أنا أزوِّج السعودي وغير السعودي؛ فكم من رجال سوريين ومصريين وسودانيين سعيت لتزويجهم، ولكن لا أجرؤ على تزويج رجل غير سعودي بفتاة سعودية، والعكس هو الصحيح، والسبب أنني أغار على شباب وفتيات بلدي، فضلاً عن أن الشروط ترفض ذلك، ولا أخفي سرًّا أنني أغضب عندما أسمع أن شاباً سعودياً تزوج من فتاة غير سعودية، خاصة أننا نسمع كثيراً عن المشاكل التي تنتج من زواج السعوديين من عربيات.
* لا شك أن مهنتك كشفت لك الكثير عن هذه الحياة؟
- بصراحة لقد كشفت لي هذه المهنة الكثير والكثير عن أسرار الرجال خصوصاً، والنساء عموماً؛ فكم من منافق وكاذب كان يسعى فقط لإشباع رغباته ليس إلا؛ فالعديد منهم أصبح يرى أن المرأة جسم فقط، يتعامل معه بكل وقاحة متجاهلاً كل القيم وتعاليم ديننا الحنيف. لا أريد الخوض في هذا الحديث؛ فالقصص التي تدمع لها العين كثيرة.
* (العنود).. هل كانت لها تجربة زوجية سابقة؟
- نعم، ولكنها تجربة لم يكتب لها الله النجاح؛ فذهب كل في حال سبيله، ولكن ربي عوضني عن الزواج بأبناء بارين بي وطائعين، أسأل الله أن يبارك لي فيهم، وأن يحفظ أبناءكم، وأن يستر أعراضنا جميعاً.
* ماذا تقولين للشباب؟
- إن كان لي من نصيحة أوجهها فهي من أخت رحيمة ومحبة لجميع شباب وفتيات وطني الغالي، ونصيحتي هنا أوجهها إلى الشباب إن كانوا يسعون إلى حياة زوجية صادقة ومميزة فعليهم بتقوى الله سبحانه، وأن يخلصوا نواياهم، وأن يثقوا بأن الله سيوفقهم بزوجات صالحات، وأن يحسنوا نواياهم فيهن. والنصيحة الأخرى، ومن باب التجربة، عليهم أن يقللوا من مكالماتهم أثناء فترة الخطبة؛ حتى لا تنعكس سلباً على علاقتهما مستقبلاً.
* ما الذي تتمناه (العنود)؟
- الأمنيات كثيرة، لكنني أتمنى من الله أولاً ثم من حكومتنا الرشيدة أن يوافقوا على إنشاء مركز أو مبنى خاص يهتم بزواج الفتيات والشباب وحل مشاكلهم والسعي لخدمتهم من خلال مجلس به أعضاء من المشايخ ومن وجهاء المجتمع ومن الخطَّابات الماهرات والمخلصات والصادقات؛ وذلك من أجل الوقوف مع أبنائنا وفلذات أكبادنا وتذليل كل الصعوبات التي يواجهونها في الحياة الزوجية.
من كواليس الحوار:
- أرشيفي يحتوي على أسماء الآلاف من الفتيات والرجال من جميع البلدان العربية.
- ميول الفتيات تتجه نحو أبناء جلدتهن، والعكس صحيح.
- فتاة تطلب مني تزوجيها سريعاً؛ بسبب أن خطَّابة عربية قدمتها وجبة دسمة لرجل أعمال بمبلغ مالي لليلة واحدة!