هاشم
01-28-2012, 01:23 AM
السبت 28 يناير 2012 غزة – وكالات
http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/articlefiles/NM/263108-9998316016.jpg
أكد الباحث عماد مهدي، عضو «جمعية الأثريين العرب»، في دراسة علمية حديثة أن منطقة رأس محمد بسيناء هي موقع لقاء نبي الله موسى بالعبد الصالح الخضر (عليهما السلام)، وذلك بناء على المعلومات التاريخية والنصوص القرآنية والمسح التصويري الفضائي باستخدام تقنية تصوير الأقمار الصناعية للمواقع.
وحسب «دنيا الوطن» أشار الباحث وفق ما نشرته شبكة الإعلام العربية «محيط» إلى أن أرض سيناء شهدت هذا اللقاء بين موسى والخضر، وذلك منذ 3200 سنة في الموقع المذكور في القرآن الكريم (مجمع البحرين) بمنطقة رأس محمد بشرم الشيخ عند نقطة التقاء خليج العقبة وخليج السويس بجنوب سيناء.
حدد الباحث 5 مواقع تؤكد نظريته وهي مجمع البحرين (الموقع العام للقاء بين موسى والخضر)، صخرة الحوت (نقطة اللقاء بين موسى والخضر)، الممر المائي (سبيل الحوت للخروج للمياه العميقة)، صخرة الارتداد (نقطة الارتداد واكتشاف فقدان الحوت)، الرصيف البحري (موقع انطلاق رحلة سفينة موسى مع الخضر).
مجمع البحرين
ذكرت قصة لقاء نبي الله موسى والخضر في القرآن الكريم في سورة الكهف من الآية 60/82 وبدأت القصة بذكر موقع اللقاء الذي لا يقل أهمية عن أحداث هذه القصة التي أثير حولها الكثير من الجدل التاريخي.
وعن تحديد مجمع البحرين يشير الباحث لذكره في القرآن الكريم في قصة نبي الله موسى والخضر في سورة الكهف (وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا) وكلمة «مجمع» كما جاءت في صحيح اللغة تعني«جمعت الشيء المتفرق فاجتمع» وهذا التوصيف اللغوي لكلمة «مجمع البحرين» لا ينطبق جغرافيا في أي مكان في العالم إلا على رأس محمد وهي مجمع خليجي العقبة والسويس في بحر واحد هو البحر الأحمر.
ولفظ «مجمع» يختلف عن لفظ التقاء مثل التقاء البحر المتوسط مع المحيط الأطلسي عند مضيق جبل طارق (نظرية طنجة القديمة) أو التقاء خليج البحرين مع خليج عمان (بحر فارس) وهما خليجان يلتقيان بعضهما مع البعض ولا يجتمعان في بحر أو محيط واحد كما هو الوضع الجغرافي في رأس محمد حيث تجتمع مياه خليج العقبة وخليج السويس في البحر الأحمر بشرم الشيخ.
وتتبين دقة التوصيف القرآني وإعجازه اللفظي والعلمي في توصيف المكان وقد أوضح القرآن الكريم في عدة آيات توصيفات مختلفة للطبيعة البحرية للبحار والأنهار من مرج البحار أو التقاء البحار أو مجمع البحار في سورة الرحمن آية 20 والفرقان آية 53 وفاطر آية 12.
وهذه النظرية تطابق جغرافيا منطقة الأحداث التاريخية للقاء النبي موسى والخضر كما جاء بالقرآن والسنة وتؤكد ذلك عبقرية المكان (مجمع البحرين) وهي البقعة الساحرة التي رسمها الله سبحانه وتعالى لتتناغم فيها الطبيعة الساحرة في مشهد يشكل أروع بقاع العالم الطبيعية والغنية بالتنوع البيولوجي للكائنات الحية في العالم، حيث شكل التنوع الجيولوجي بفعل الفرق بين عمق خليج العقبة وخليج السويس وتلاقي مياه الخليجين في الموقع بيئة غنية بالتنوع البيولوجي للمئات من الأسماك الاستوائية والشعاب المرجانية التي شكلت النظم الايكولوجية الفريدة في العالم.
صخرة الحوت
جاء ذكر الصخرة في السرد القرآني في قول «يوشع» فتى نبي الله موسى (قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت) ولفظ «أوينا» تعنى الإيواء والمبيت عند الصخرة. وكما جاء في صحيح اللغة فالمأوى: مكان يأوي إليه كل شيء ليلا أو نهارا للاحتماء من الأخطار وفيه سكن ومأوى وفى قوله تعالى (إذ أوى الفتية إلى الكهف) الإيواء هو الإقامة المؤقتة بينما المأوى الاستقرار الدائم قال تعالى (فإن الجنة هي المأوى) ولفظ: الصخرة تعني الحجر العظيم الصلب والذي يصلح للاحتماء والإيواء.
وهذا ينطبق على الصخرة المشار إليها بالخريطة بموقعها الجغرافي وحجمها الذي يصلح للإيواء وموقعها على البحيرة المائية والتي تصلح منطقيا وجغرافيا لتسرب الحوت كما هو موضح بالصورة: الدائرة الحمراء والائرة الزرقاء السبيل لنسرب الحوت.
كما يوجد توصيف آخر لهذه الصخرة حيث تتوسط طريق الدخول لرأس محمد وهي الصخرة الوحيدة المناسبة للإيواء والمبيت في طريق السير المستقيم للداخل في عمق يابسة رأس محمد وتمثل نقطة مشاهدة لمجمع البحرين كما تمثل نقطة اليقين للنبي موسى لبلوغه آخر نقطة في اليابسة لمجمع البحرين.
وتوضح الصورة وقوع الصخرة في خط مستقيم في طريق الوصول لآخر نقطة في اليابسة في موقع مجمع البحرين وأن المسافة المرجحة التي قطعها الحوت من الصخرة حتى المياه العميقة تبلغ حوالي 2 كم والمسافة التي قطعها نبي الله موسى من نفس الصخرة حتى نقطة الارتداد واكتشاف فقد الحوت توازي نفس المسافة 2 كم وهذه الصخرة تتوسط الأحداث وهي نقطة الجمع بين أطراف القصة داخل رأس محمد.
الممر المائي للحوت
جاء ذكر الطريق والطريقة التي اتخذها الحوت مرتين في سرد القرآن الكريم مرة في قوله تعالى (فاتخذ سبيله في البحر سربا) ومرة (واتخذ سبيله في البحر عجبا) وفى الآيتين كان التأكيد على اتخاذ الحوت سبيلا للخروج من المياه الضحلة إلى المياه العميقة باتخاذ السبيل، و«السبيل» في صحيح اللغة هو الطريق وما وضح منه وهو الوسيلة للعبور من مكان إلى مكان كما في قوله تعالى (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون).
والطريقة كانت تسرب الحوت (سربا) (وعجبا) في وصف معجزة شق الطريق إلى البحر وعودة الحياة للحوت والمعروف بمنطقة الخليج الخفي بجنوب رأس محمد فربما تمكن الحوت بأمر ربه من شق طريق على الرمال وشق قناة مائية حتى بلوغ المياه العميقة، وربما هذا ما يفسر وجود مجرى مائي دائم في منطقة الخليج الخفي برأس محمد.
وبرسم خط مستقيم من الصخرة حتى المياه العميقة يتضح أن هذا الممر المائي يخترق الخط المستقيم ويشكل قناة مائية متعرجة وهذه المنطقة أكثر عرضة للمد والجزر وتنحسر بها المياه. وهنا تكمن المعجزة لتكون شاهدا طبيعيا على هذه الأحداث وعلى معجزة الحوت.
(فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا، قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا، قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا).
يبدو واضحا التتابع الزمني للأحداث في السرد القرآني البالغ الدقة، فبعد وصول نبي الله موسى الى موقع الصخرة والمرجح أن يكون ليلا وحدوث حادثة الحوت وهو نائم ونسيان يوشع فتى نبي الله موسى أن يخبره بما حدث حتى استيقظا صباحا مع شروق الشمس وكان نبي الله موسى متشوقا لملاقاة الخضر.
وبخصوص الموقع الجغرافي للصخرة يشير الباحث إلى أن المنطقة الجنوبية الغربية كانت مكشوفة للنبي موسى وذلك لسهولها المنبسطة حتى شاطئ البحر، ما حدا به للاتجاه إلى الناحية الأخرى وهى الحافة الشمالية الشرقية لموقع الصخرة والتي تعتبر مجهولة له، لاختلاف التضاريس بها من هضاب رملية ومناطق صخرية وعرة تشكل تبة وتحجب رؤية صخرة الحوت وهذا يفسر تقصى آثار أقدامهم للرجوع الى الصخرة.
مرسى سفينة الخضر
يعتبر هذا الرصيف أو مرسى سفينة الخضر الشاهد الأثري الوحيد مما تركه الإنسان في هذا الموقع ومن هذا الرصيف وموقعه في رأس محمد تمكن الباحث من تحديد خط سير السفينة إلى رأس محمد وتحديد وجهتها ويقع هذا الرصيف على بعد 300م من صخرة اللقاء ويجتاز هذا الرصيف الجدار المرجاني على الشاطئ لمسافة 50م حتى الغاطس وعرضه حوالي من 6- 8 أمتار ويتكون من صخور جرانيت وحجر رملي منقول من مواقع أخرى من خارج رأس محمد، حيث إن الطبيعة الصخرية للمنطقة تتكون من أحجار وصخور جيرية ما يدل على نقل هذه الصخور من أماكن أخرى متفرقة.
ويتوسط الرصيف البحري القديم شاطئ الميناء على الساحل الغربي لرأس محمد والمطل على خليج السويس على شكل نصف دائرة مساحتها حوالي كيلومتر واحد، وربما كانت رأس محمد محطة راحة للسفن العابرة من خليج السويس إلى خليج العقبة أو البحر الأحمر.
خط سير السفينة
يوضح موقع الرصيف البحري لمرسى السفن على الشاطئ المطل على خليج السويس خط سير سفينة الخضر لأنه من المنطقي أن تكون قادمة من خليج السويس وفى طريقها الى خليج العقبة ويتضح ذلك من الآية الكريمة (أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا) ما يعنى أن السفينة أبحرت في الاتجاه إلى خليج العقبة وليس خليج السويس وذلك لوقوع الأخير تحت سيادة مصر القديمة (الدولة الحديثة) وهي دولة غنية وذات نفوذ كبير بالمنطقة آنذاك، والتاريخ المصري لم يسجل أعمال قرصنة في البحار بينما يختلف الوضع في خليج العقبة والبحر الأحمر عامة وهي منطقة عرضة لأعمال القرصنة البحرية لوجود دويلات صغيرة وحضارات قديمة مثل حضارات سبأ وحمير في اليمن والثموديين واللحيانيين في شمال الجزيرة.
ويؤكد تاريخ الشرق الأدنى القديم أن البلاد الآسيوية كانت مقطعة الأوصال وتقوم فيها مدن ودويلات متعددة خاصة أن التاريخ سجل في غضون العام 1200 قبل الميلاد حدوث إضطرابات في منطقة الشرق الأدنى القديم بسبب هجرات الشعوب الهندو ـ أوربية.
كما أن البحر الأحمر عرف منذ أقدم العصور كأحد طرق التجارة القديمة وقد سجلت الآثار المصرية سفنا ترتفع مقدمتها ومؤخرتها ولم تكن معروفة في وادي النيل وقد وفدت إلى مصر شعوب في هذه السفن ووصلوا من الجنوب ومن الشرق واتخذوا طريق (القصير ـ قفط) في رحلاتهم وسجلوا رسومات لسفنهم على صخور بعض دروب الصحراء الشرقية. وكان ملاحو اليمن القدماء هم الذين يحملون التجارة في سفنهم فيعبرون البحر الأحمر إلى الشاطئ الأفريقي ولديهم خبرة كبيرة في الطرق البحرية مما يؤكد وجود ملاحة بحرية قديمة في البحر الأحمر وربما تعرضت هذه المناطق لأعمال قرصنة بحرية قديمة.
http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/articlefiles/NM/263108-9998316016.jpg
أكد الباحث عماد مهدي، عضو «جمعية الأثريين العرب»، في دراسة علمية حديثة أن منطقة رأس محمد بسيناء هي موقع لقاء نبي الله موسى بالعبد الصالح الخضر (عليهما السلام)، وذلك بناء على المعلومات التاريخية والنصوص القرآنية والمسح التصويري الفضائي باستخدام تقنية تصوير الأقمار الصناعية للمواقع.
وحسب «دنيا الوطن» أشار الباحث وفق ما نشرته شبكة الإعلام العربية «محيط» إلى أن أرض سيناء شهدت هذا اللقاء بين موسى والخضر، وذلك منذ 3200 سنة في الموقع المذكور في القرآن الكريم (مجمع البحرين) بمنطقة رأس محمد بشرم الشيخ عند نقطة التقاء خليج العقبة وخليج السويس بجنوب سيناء.
حدد الباحث 5 مواقع تؤكد نظريته وهي مجمع البحرين (الموقع العام للقاء بين موسى والخضر)، صخرة الحوت (نقطة اللقاء بين موسى والخضر)، الممر المائي (سبيل الحوت للخروج للمياه العميقة)، صخرة الارتداد (نقطة الارتداد واكتشاف فقدان الحوت)، الرصيف البحري (موقع انطلاق رحلة سفينة موسى مع الخضر).
مجمع البحرين
ذكرت قصة لقاء نبي الله موسى والخضر في القرآن الكريم في سورة الكهف من الآية 60/82 وبدأت القصة بذكر موقع اللقاء الذي لا يقل أهمية عن أحداث هذه القصة التي أثير حولها الكثير من الجدل التاريخي.
وعن تحديد مجمع البحرين يشير الباحث لذكره في القرآن الكريم في قصة نبي الله موسى والخضر في سورة الكهف (وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا) وكلمة «مجمع» كما جاءت في صحيح اللغة تعني«جمعت الشيء المتفرق فاجتمع» وهذا التوصيف اللغوي لكلمة «مجمع البحرين» لا ينطبق جغرافيا في أي مكان في العالم إلا على رأس محمد وهي مجمع خليجي العقبة والسويس في بحر واحد هو البحر الأحمر.
ولفظ «مجمع» يختلف عن لفظ التقاء مثل التقاء البحر المتوسط مع المحيط الأطلسي عند مضيق جبل طارق (نظرية طنجة القديمة) أو التقاء خليج البحرين مع خليج عمان (بحر فارس) وهما خليجان يلتقيان بعضهما مع البعض ولا يجتمعان في بحر أو محيط واحد كما هو الوضع الجغرافي في رأس محمد حيث تجتمع مياه خليج العقبة وخليج السويس في البحر الأحمر بشرم الشيخ.
وتتبين دقة التوصيف القرآني وإعجازه اللفظي والعلمي في توصيف المكان وقد أوضح القرآن الكريم في عدة آيات توصيفات مختلفة للطبيعة البحرية للبحار والأنهار من مرج البحار أو التقاء البحار أو مجمع البحار في سورة الرحمن آية 20 والفرقان آية 53 وفاطر آية 12.
وهذه النظرية تطابق جغرافيا منطقة الأحداث التاريخية للقاء النبي موسى والخضر كما جاء بالقرآن والسنة وتؤكد ذلك عبقرية المكان (مجمع البحرين) وهي البقعة الساحرة التي رسمها الله سبحانه وتعالى لتتناغم فيها الطبيعة الساحرة في مشهد يشكل أروع بقاع العالم الطبيعية والغنية بالتنوع البيولوجي للكائنات الحية في العالم، حيث شكل التنوع الجيولوجي بفعل الفرق بين عمق خليج العقبة وخليج السويس وتلاقي مياه الخليجين في الموقع بيئة غنية بالتنوع البيولوجي للمئات من الأسماك الاستوائية والشعاب المرجانية التي شكلت النظم الايكولوجية الفريدة في العالم.
صخرة الحوت
جاء ذكر الصخرة في السرد القرآني في قول «يوشع» فتى نبي الله موسى (قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت) ولفظ «أوينا» تعنى الإيواء والمبيت عند الصخرة. وكما جاء في صحيح اللغة فالمأوى: مكان يأوي إليه كل شيء ليلا أو نهارا للاحتماء من الأخطار وفيه سكن ومأوى وفى قوله تعالى (إذ أوى الفتية إلى الكهف) الإيواء هو الإقامة المؤقتة بينما المأوى الاستقرار الدائم قال تعالى (فإن الجنة هي المأوى) ولفظ: الصخرة تعني الحجر العظيم الصلب والذي يصلح للاحتماء والإيواء.
وهذا ينطبق على الصخرة المشار إليها بالخريطة بموقعها الجغرافي وحجمها الذي يصلح للإيواء وموقعها على البحيرة المائية والتي تصلح منطقيا وجغرافيا لتسرب الحوت كما هو موضح بالصورة: الدائرة الحمراء والائرة الزرقاء السبيل لنسرب الحوت.
كما يوجد توصيف آخر لهذه الصخرة حيث تتوسط طريق الدخول لرأس محمد وهي الصخرة الوحيدة المناسبة للإيواء والمبيت في طريق السير المستقيم للداخل في عمق يابسة رأس محمد وتمثل نقطة مشاهدة لمجمع البحرين كما تمثل نقطة اليقين للنبي موسى لبلوغه آخر نقطة في اليابسة لمجمع البحرين.
وتوضح الصورة وقوع الصخرة في خط مستقيم في طريق الوصول لآخر نقطة في اليابسة في موقع مجمع البحرين وأن المسافة المرجحة التي قطعها الحوت من الصخرة حتى المياه العميقة تبلغ حوالي 2 كم والمسافة التي قطعها نبي الله موسى من نفس الصخرة حتى نقطة الارتداد واكتشاف فقد الحوت توازي نفس المسافة 2 كم وهذه الصخرة تتوسط الأحداث وهي نقطة الجمع بين أطراف القصة داخل رأس محمد.
الممر المائي للحوت
جاء ذكر الطريق والطريقة التي اتخذها الحوت مرتين في سرد القرآن الكريم مرة في قوله تعالى (فاتخذ سبيله في البحر سربا) ومرة (واتخذ سبيله في البحر عجبا) وفى الآيتين كان التأكيد على اتخاذ الحوت سبيلا للخروج من المياه الضحلة إلى المياه العميقة باتخاذ السبيل، و«السبيل» في صحيح اللغة هو الطريق وما وضح منه وهو الوسيلة للعبور من مكان إلى مكان كما في قوله تعالى (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون).
والطريقة كانت تسرب الحوت (سربا) (وعجبا) في وصف معجزة شق الطريق إلى البحر وعودة الحياة للحوت والمعروف بمنطقة الخليج الخفي بجنوب رأس محمد فربما تمكن الحوت بأمر ربه من شق طريق على الرمال وشق قناة مائية حتى بلوغ المياه العميقة، وربما هذا ما يفسر وجود مجرى مائي دائم في منطقة الخليج الخفي برأس محمد.
وبرسم خط مستقيم من الصخرة حتى المياه العميقة يتضح أن هذا الممر المائي يخترق الخط المستقيم ويشكل قناة مائية متعرجة وهذه المنطقة أكثر عرضة للمد والجزر وتنحسر بها المياه. وهنا تكمن المعجزة لتكون شاهدا طبيعيا على هذه الأحداث وعلى معجزة الحوت.
(فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا، قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا، قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا).
يبدو واضحا التتابع الزمني للأحداث في السرد القرآني البالغ الدقة، فبعد وصول نبي الله موسى الى موقع الصخرة والمرجح أن يكون ليلا وحدوث حادثة الحوت وهو نائم ونسيان يوشع فتى نبي الله موسى أن يخبره بما حدث حتى استيقظا صباحا مع شروق الشمس وكان نبي الله موسى متشوقا لملاقاة الخضر.
وبخصوص الموقع الجغرافي للصخرة يشير الباحث إلى أن المنطقة الجنوبية الغربية كانت مكشوفة للنبي موسى وذلك لسهولها المنبسطة حتى شاطئ البحر، ما حدا به للاتجاه إلى الناحية الأخرى وهى الحافة الشمالية الشرقية لموقع الصخرة والتي تعتبر مجهولة له، لاختلاف التضاريس بها من هضاب رملية ومناطق صخرية وعرة تشكل تبة وتحجب رؤية صخرة الحوت وهذا يفسر تقصى آثار أقدامهم للرجوع الى الصخرة.
مرسى سفينة الخضر
يعتبر هذا الرصيف أو مرسى سفينة الخضر الشاهد الأثري الوحيد مما تركه الإنسان في هذا الموقع ومن هذا الرصيف وموقعه في رأس محمد تمكن الباحث من تحديد خط سير السفينة إلى رأس محمد وتحديد وجهتها ويقع هذا الرصيف على بعد 300م من صخرة اللقاء ويجتاز هذا الرصيف الجدار المرجاني على الشاطئ لمسافة 50م حتى الغاطس وعرضه حوالي من 6- 8 أمتار ويتكون من صخور جرانيت وحجر رملي منقول من مواقع أخرى من خارج رأس محمد، حيث إن الطبيعة الصخرية للمنطقة تتكون من أحجار وصخور جيرية ما يدل على نقل هذه الصخور من أماكن أخرى متفرقة.
ويتوسط الرصيف البحري القديم شاطئ الميناء على الساحل الغربي لرأس محمد والمطل على خليج السويس على شكل نصف دائرة مساحتها حوالي كيلومتر واحد، وربما كانت رأس محمد محطة راحة للسفن العابرة من خليج السويس إلى خليج العقبة أو البحر الأحمر.
خط سير السفينة
يوضح موقع الرصيف البحري لمرسى السفن على الشاطئ المطل على خليج السويس خط سير سفينة الخضر لأنه من المنطقي أن تكون قادمة من خليج السويس وفى طريقها الى خليج العقبة ويتضح ذلك من الآية الكريمة (أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا) ما يعنى أن السفينة أبحرت في الاتجاه إلى خليج العقبة وليس خليج السويس وذلك لوقوع الأخير تحت سيادة مصر القديمة (الدولة الحديثة) وهي دولة غنية وذات نفوذ كبير بالمنطقة آنذاك، والتاريخ المصري لم يسجل أعمال قرصنة في البحار بينما يختلف الوضع في خليج العقبة والبحر الأحمر عامة وهي منطقة عرضة لأعمال القرصنة البحرية لوجود دويلات صغيرة وحضارات قديمة مثل حضارات سبأ وحمير في اليمن والثموديين واللحيانيين في شمال الجزيرة.
ويؤكد تاريخ الشرق الأدنى القديم أن البلاد الآسيوية كانت مقطعة الأوصال وتقوم فيها مدن ودويلات متعددة خاصة أن التاريخ سجل في غضون العام 1200 قبل الميلاد حدوث إضطرابات في منطقة الشرق الأدنى القديم بسبب هجرات الشعوب الهندو ـ أوربية.
كما أن البحر الأحمر عرف منذ أقدم العصور كأحد طرق التجارة القديمة وقد سجلت الآثار المصرية سفنا ترتفع مقدمتها ومؤخرتها ولم تكن معروفة في وادي النيل وقد وفدت إلى مصر شعوب في هذه السفن ووصلوا من الجنوب ومن الشرق واتخذوا طريق (القصير ـ قفط) في رحلاتهم وسجلوا رسومات لسفنهم على صخور بعض دروب الصحراء الشرقية. وكان ملاحو اليمن القدماء هم الذين يحملون التجارة في سفنهم فيعبرون البحر الأحمر إلى الشاطئ الأفريقي ولديهم خبرة كبيرة في الطرق البحرية مما يؤكد وجود ملاحة بحرية قديمة في البحر الأحمر وربما تعرضت هذه المناطق لأعمال قرصنة بحرية قديمة.