yasmeen
01-25-2012, 07:29 AM
25/01/2012
أمسيته غدا في مهرجان القرين
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2012/01/25/f6d123c3-2d85-4bcd-9e93-d7cf74450c1e.jpg
وديع سعادة
ليلاس سويدان
منذ أن مزق وديع سعادة قصائده الموزونة وكتب قصائده النثرية «ليس للمساء أخوة» التي راح يوزعها مكتوبة بخط يده على المارة في شارع الحمراء ليجس نبضهم تجاه الشعر والشاعر، ومرورا بديوانه «ليس للمساء أخوة» الذي نشره على الانترنت وانتهاء بديوانه الأخير «من أخذالنظرة التي تركتها أمام الباب؟»
وهو يعتبر شاعرا استثنائيا في المشهد الشعري العربي. ترجمت أعماله التي تغلب عليها ثيمات العدم والغياب والعبور وتطرح برأي بعض النقاد أسئلة وجودية ، إلى الألمانية والانكليزية والفرنسية.
من موطن اغترابه في استراليا يأتي سعادة للكويت ليقيم أمسيته الشعرية ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي. وعبر الشبكة العنكبوتية نفسها التي نشر فيها ديوانه احتجاجا على هضم دور النشر لحقوق الكتاب
كما قال كان لنا معه هذا الحوار:
• أنت من جيل الشعراء العرب المغتربين.. فإلى أي مدى يمكن اعتبار هذا الجيل حلقة وصل لما سمي بشعراء المهجر؟
- شعراء المهجر الأوائل طغى على شعر معظمهم الحنين إلى أوطانهم الأم، وهو حنين اقتصر معناه على توق العودة إلى تلك الأوطان. أما الجيل الحالي من الشعراء العرب المهاجرين فإن شعرهم لا يتخذ هذا المنحى من الحنين الذي أراه منحى سطحياً يخلو من المعنى العميق لحالة الاقتلاع من المكان. ولذلك أرى أن حلقة الوصل شبه مفقودة بين شعراء المهجر الأوائل وشعراء المهجر اليوم.
العالم والهاوية
• قلت إن العالم غارق في هاوية ولن ينقذه منها شعر ولا شعراء.. فكيف تنظر إلى ما يسمى بالربيع العربي؟.. وما رأيك بدور المثقف قبله وبعده؟
- لا يكفي تغيير دستور على ورق أو إسقاط حاكم للانتقال من الدكتاتورية إلى الديموقراطية. يجب أن ترافق ذلك، أو تسبقه، ثقافة الديموقراطية لدى الفرد والمجتمع، وهذه الثقافة تلزمها سنوات كي تترسخ في الفرد والمجتمع العربيين، ولذلك نرى أن الثورات العربية استبدلت تقريباً، حتى اليوم، استبداداً باستبداد آخر.
فما جرى حتى الآن هو خطوة واحدة لكن طريق الديموقراطية لا يزال طويلاً... أما المثقف العربي فهو فرد من المجتمع العربي وينطبق عليه أيضاً ما ذكرته آنفاً.
• تمردت على القصيدة الموزونة وكتبت قصيدة النثر.. فكيف ترى تعامل النقاد معها ولماذا بعضهم برأيك لا يعترف بها؟
- إذا لم يعترف بعض النقاد بقصيدة النثر فهذه مشكلتهم وليست مشكلة الشعراء ولا تؤثر بالشعراء لا من قريب ولا من بعيد. هذا الموضوع مضى عليه الزمن من سنوات عديدة واستمرار الجدل فيه ليس إلا دليل تخلُّف.
قصة الأحاسيس
• البعض يعتبرك كاتب أحاسيس لا موضوعات.. ما رأيك؟
- لكن، أليست الأحاسيس موضوعات أيضاً، بل من أهم الموضوعات؟
• يقال إنه ليس للشعراء سيرة ذاتية، فهل شعرك وقصائدك هي سيرتك؟
- الشعر هو الشاعر، سيرةً وأحاسيس ومواقف. وأعتقد أن أحاسيس الشاعر ومواقفه هي مشتركة مع كثيرين غيره، وبذلك يكون شعره عاماً وليس خاصاً.
• قلت يوما أرفض السلفيين في الثقافة والسياسة، فمن هم المثقفون السلفيون؟
- السلفيون هم الثابتون في الماضي فكراً ومعتقداً ورؤية للأمور وللحياة، أي الذين لا يواكبون العصر ومتغيراته، مما يعني رفضهم الآخر المختلف، فيما الثقافة هي نقيض ذلك تماماً.
• لماذا تنشر دواوينك على نفقتك الخاصة؟.
ولماذا أيضا نشرت يوما ديوان(تركيب آخر لحياة وديع سعادة) على الإنترنت؟
- النظرة التجارية للشعر، التي لدى دور النشر العربية، هي سبب ذلك. إضافة طبعاً إلى هضمها حقوق الشعراء.
لا أفكر في القارئ
• الكتابة عمل شخصي فهل تفكر بالقارئ عندما تكتب وكيف تحمّل العام على الخاص؟
- لا أفكر بالقارئ حين أكتب، وفي الوقت نفسه لا أكون غافلاً عن أن الكتابة للذات هي الكتابة للآخر أيضاً.
• العدم والعبور والنسيان والغياب.. لماذا هي ملامح دائمة حاضرة في قصيدتك؟
- هذا السؤال يلزمه شرح طويل، لكني سأختصر الجواب بجملة واحدة: العدم والعبور والنسيان والغياب هي في قصيدتي لأنها فيَّ وفي كل إنسان.
• نصحك صديقك سركون بولص برسالته إليك (لا تكن. أقول لك بكل صوتي: لا تكن. أخرج. من هذه الطبقة الكثيفة من الجلد التي بنيت حولك دون أن تعرف: أخرج. لا تكن مثقفاً يجمع أقنعة ويقرأ المشهورين، ويفكر بنماذج كأنسي الحاج أو لست أعرف من، أو كامو أو بودلير)، وقال لك (لا تكن حتى أنت!
وابصق على المثقف الغبي الذي يحاضرك عن معرفة النفس والخرق الثقافية الأخرى).. فهل استمعت لنصيحته؟
- ما قاله سركون كنت أعيشه أنا أيضاً قبل وصول رسالته إليّ، وجاءت رسالته لتؤكد لي أني وإياه نعيش الحال ذاتها.
أمسيته غدا في مهرجان القرين
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2012/01/25/f6d123c3-2d85-4bcd-9e93-d7cf74450c1e.jpg
وديع سعادة
ليلاس سويدان
منذ أن مزق وديع سعادة قصائده الموزونة وكتب قصائده النثرية «ليس للمساء أخوة» التي راح يوزعها مكتوبة بخط يده على المارة في شارع الحمراء ليجس نبضهم تجاه الشعر والشاعر، ومرورا بديوانه «ليس للمساء أخوة» الذي نشره على الانترنت وانتهاء بديوانه الأخير «من أخذالنظرة التي تركتها أمام الباب؟»
وهو يعتبر شاعرا استثنائيا في المشهد الشعري العربي. ترجمت أعماله التي تغلب عليها ثيمات العدم والغياب والعبور وتطرح برأي بعض النقاد أسئلة وجودية ، إلى الألمانية والانكليزية والفرنسية.
من موطن اغترابه في استراليا يأتي سعادة للكويت ليقيم أمسيته الشعرية ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي. وعبر الشبكة العنكبوتية نفسها التي نشر فيها ديوانه احتجاجا على هضم دور النشر لحقوق الكتاب
كما قال كان لنا معه هذا الحوار:
• أنت من جيل الشعراء العرب المغتربين.. فإلى أي مدى يمكن اعتبار هذا الجيل حلقة وصل لما سمي بشعراء المهجر؟
- شعراء المهجر الأوائل طغى على شعر معظمهم الحنين إلى أوطانهم الأم، وهو حنين اقتصر معناه على توق العودة إلى تلك الأوطان. أما الجيل الحالي من الشعراء العرب المهاجرين فإن شعرهم لا يتخذ هذا المنحى من الحنين الذي أراه منحى سطحياً يخلو من المعنى العميق لحالة الاقتلاع من المكان. ولذلك أرى أن حلقة الوصل شبه مفقودة بين شعراء المهجر الأوائل وشعراء المهجر اليوم.
العالم والهاوية
• قلت إن العالم غارق في هاوية ولن ينقذه منها شعر ولا شعراء.. فكيف تنظر إلى ما يسمى بالربيع العربي؟.. وما رأيك بدور المثقف قبله وبعده؟
- لا يكفي تغيير دستور على ورق أو إسقاط حاكم للانتقال من الدكتاتورية إلى الديموقراطية. يجب أن ترافق ذلك، أو تسبقه، ثقافة الديموقراطية لدى الفرد والمجتمع، وهذه الثقافة تلزمها سنوات كي تترسخ في الفرد والمجتمع العربيين، ولذلك نرى أن الثورات العربية استبدلت تقريباً، حتى اليوم، استبداداً باستبداد آخر.
فما جرى حتى الآن هو خطوة واحدة لكن طريق الديموقراطية لا يزال طويلاً... أما المثقف العربي فهو فرد من المجتمع العربي وينطبق عليه أيضاً ما ذكرته آنفاً.
• تمردت على القصيدة الموزونة وكتبت قصيدة النثر.. فكيف ترى تعامل النقاد معها ولماذا بعضهم برأيك لا يعترف بها؟
- إذا لم يعترف بعض النقاد بقصيدة النثر فهذه مشكلتهم وليست مشكلة الشعراء ولا تؤثر بالشعراء لا من قريب ولا من بعيد. هذا الموضوع مضى عليه الزمن من سنوات عديدة واستمرار الجدل فيه ليس إلا دليل تخلُّف.
قصة الأحاسيس
• البعض يعتبرك كاتب أحاسيس لا موضوعات.. ما رأيك؟
- لكن، أليست الأحاسيس موضوعات أيضاً، بل من أهم الموضوعات؟
• يقال إنه ليس للشعراء سيرة ذاتية، فهل شعرك وقصائدك هي سيرتك؟
- الشعر هو الشاعر، سيرةً وأحاسيس ومواقف. وأعتقد أن أحاسيس الشاعر ومواقفه هي مشتركة مع كثيرين غيره، وبذلك يكون شعره عاماً وليس خاصاً.
• قلت يوما أرفض السلفيين في الثقافة والسياسة، فمن هم المثقفون السلفيون؟
- السلفيون هم الثابتون في الماضي فكراً ومعتقداً ورؤية للأمور وللحياة، أي الذين لا يواكبون العصر ومتغيراته، مما يعني رفضهم الآخر المختلف، فيما الثقافة هي نقيض ذلك تماماً.
• لماذا تنشر دواوينك على نفقتك الخاصة؟.
ولماذا أيضا نشرت يوما ديوان(تركيب آخر لحياة وديع سعادة) على الإنترنت؟
- النظرة التجارية للشعر، التي لدى دور النشر العربية، هي سبب ذلك. إضافة طبعاً إلى هضمها حقوق الشعراء.
لا أفكر في القارئ
• الكتابة عمل شخصي فهل تفكر بالقارئ عندما تكتب وكيف تحمّل العام على الخاص؟
- لا أفكر بالقارئ حين أكتب، وفي الوقت نفسه لا أكون غافلاً عن أن الكتابة للذات هي الكتابة للآخر أيضاً.
• العدم والعبور والنسيان والغياب.. لماذا هي ملامح دائمة حاضرة في قصيدتك؟
- هذا السؤال يلزمه شرح طويل، لكني سأختصر الجواب بجملة واحدة: العدم والعبور والنسيان والغياب هي في قصيدتي لأنها فيَّ وفي كل إنسان.
• نصحك صديقك سركون بولص برسالته إليك (لا تكن. أقول لك بكل صوتي: لا تكن. أخرج. من هذه الطبقة الكثيفة من الجلد التي بنيت حولك دون أن تعرف: أخرج. لا تكن مثقفاً يجمع أقنعة ويقرأ المشهورين، ويفكر بنماذج كأنسي الحاج أو لست أعرف من، أو كامو أو بودلير)، وقال لك (لا تكن حتى أنت!
وابصق على المثقف الغبي الذي يحاضرك عن معرفة النفس والخرق الثقافية الأخرى).. فهل استمعت لنصيحته؟
- ما قاله سركون كنت أعيشه أنا أيضاً قبل وصول رسالته إليّ، وجاءت رسالته لتؤكد لي أني وإياه نعيش الحال ذاتها.