المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عيسى قاسم يبني (توازن الرعب): السحْق بالسحْق.. والحليم إذا غضب!



فاطمي
01-23-2012, 05:08 AM
21 يناير 2012


http://www.alwelayah.net/welayah/_upl/pix/mid/1107190008361311048516.jpg


"خروج الشيخ عيسى قاسم عن هدوئه المعتاد". تلك هي العبارة التي كررتها وكالات الأنباء العالمية، بصيغ مختلفة، في تغطيتها لخطبته أمس، والتي تم تداولها على نطاق واسع. وهو فعلاً، بدا خارجاً عن هدوئه. حتى عبر أحد تلامذته، وهو وزير العمل السابق مجيد العلوي عن ذلك بالقول: "أعرف الشيخ عيسى قاسم منذ ما يقارب 40 عاماً، ولم أره غاضباً كما ظهر في خطبة الجمعة اليوم".

في الحقيقة، إن ذلك صحيح إلى حد بعيد. فرجل الدين الذي ينتقي عباراته بعناية فائقة، ولا يتحدث إلا مرة واحدة في الأسبوع، فيما يحرص على إلقاء خطبته قارئاً من ورقة، متخلياً بذلك عن بلاغة الارتجال التي يفضلها رجال الدين عادة، أمس فقط، بدا أن لديه كلاماً آخر من خارج النص المكتوب. وقد قال الشيء الكبير الذي استدعى رد وزارة الداخلية سريعاً، من خارجه، مرتجلاً ومستبقاً المصلين بالهتافات: "اسحقوا أي أحد يعتدي على عرض امرأة". وراح يرددها مرتين: "نعم اسحقوه".

من يعرف خطيب جامع الإمام الصادق عن قرب، يعرف تماماً ماذا يعنيه "خروجه عن هدوئه المعتاد". طيلة الأشهر الماضية، وحتى أسابيع، كان هو في الواقع من وقف بحزم ضد جميع فتاوى كبار رجال الدين، وبعضهم بدرجة آيات الله، التي كانت تأتي من الخارج، داعية المحتجين إلى الانتقال من طور السلمية إلى طور آخر. بل أن مقربين منه يتحدثون عن غضب انتابه حيال بعض الفتاوى التي دعت صراحة إلى "الجهاد" بعد حملة هدم المساجد في مارس/ آذار وأبريل/ نيسان الماضيين، بالبناء على نصوص دينية تتعلق بهذه الحالة.

ويومذاك غلب التشخيص السياسي، على التشخيص الديني - هو لايفرق بين الاثنين ويرى أن السياسة دين! -، حيث كان يعرف جيداً كلفة الذهاب في هذا الخيار أمام شهية السلطة التي بدت وقت فرض قانون السلامة الوطنية، مفتوحة إلى القتل، وبلا حدود. بل أن غرماء له من التيارات الأخرى، كثيراً ما همسوا، بتخاذله، وعدم انصياعه إلى "مظان" دينية تتعلق بهذا الشأن. وحين راح يهتف أمس "نعم اسحقوه" كان واضحاً أنه يعيد تدوير البوصلة، ويثبتها على اتجاه جديد، هو يعرف جيداً قبل أي أحد، كلفته.


في السياسة: الأرض مستوية

في الإطار التحليلي العام، يمكن رد أسباب ذلك إلى أن تمادي أجهزة الأمن في العنف، والصور والفيديوهات التي يتم تناقلها لقيام رجالها ب"ضرب النساء"، وتواتر روايات كثيرة عن شتمهن ونعتهن بأوصاف تحقيرية مثل "بنات المتعة"، قد أخرجتا الشيخ قاسم عن "هدوئه المعتاد". لكن في السياق التحليلي الخاص، المتعلق بالتكوين الشخصي، فمما يعرف عن الشيخ أنه، في اللعبة السياسية يمكن أن يذهب معك إلى أبعد مدى، بل أن "أرض اللعب تُسوّى" - حسب عبارة توماس فريدمان - لتتحمل متنافسين، كما متخاصمين، كاملي الأهلية؛ لكن في اللعبة الدينية، وهي قد غدت الآن متعلقة بشعور طائفة إثنية تشكلت لديها قناعة عميقة أنها صارت تُستهدف على أساس مذهبي، فأنت ستقف أمام جدار صلد، إن لم يكن من الفولاذ.

وهو الشيء الذي لم تفهمه السلطة كما لم تتعلمه، وحتى كثير من السياسيين، ليس منذ 14 فبراير/ شباط فقط، بل منذ العام 2005 مع مسيرة الأحوال الشخصية التي انتقدها حلفاء "الوفاق" من الجمعيات اليسارية. وهي من أكثر الهبات التي قادها الشيخ قاسم، والتي حرص على تقدمها شخصياً، وعدت حتى ما قبل الانتفاضة الأخيرة، من أكبر المسيرات في تاريخ البحرين، حيث قدر المشاركون فيها حوالي المائة ألف.

وهو لم يفعل الشيء نفسه مع المطالب السياسية المرفوعة آنذاك مثل "الدستور التعاقدي" و"البرلمان كامل الصلاحية". حتى نعاه في ذلك كثير من أتباعه، وكانوا ما انفكوا يلقون أسئلة من نوع: لماذا لايهب قاسم الهبة نفسها لتحقيق المطالبات المرفوعة! الحقيقة أنه، كما سلفت الإشارة، أمام السياسة، هناك أرض كبيرة يناور عليها قاسم، وهي "أرض مستوية"، وتحتمل وجود فريقين، في الهجوم أو حرّاس مرمى، أما أمام الدين، وإهانات من قبيل التعرض إلى النساء، ضربهن أو نعتهن بأوصاف تمس صميم معتقداتهن، فإن الملعب، ليس فقط يصغر، بل أنك ترطم رأسك بجدار.


كلفة اللعب على أرض غير مستوية


استوعبت السلطة متأخراً جداً، وحتى الآن لايزال استيعاباً بطيئاً بل ساذجاً، وقد جاء مع الضغط الدولي، الأميركي والبريطاني خصوصاً، خطيئة هدم المساجد، وعليها أن تستوعب منذ الآن، الخطيئة الكبرى، في نقلها المغالبة على طرح سياسي، إلى حقل "المعتقد الديني". ليس سهلاً على جماعة بشرية أن تتلقى العبث اليومي في مقدساتها، وتظل محتفظة برزانتها، فيما ترفع مطالبات سياسية بحتة.

لنتذكر، إن أول من أشاع نعوتاً مذهبية مثل "بنات المتعة"، هو تلفزيون البحرين الرسمي. وقد راح يلفق روايات تافهة عن "ليالي المتعة في الدوار" و"خيمة للمتعة". بل أن مستشار الملك الحالي نفسه، نبيل الحمر، راح يعرض صوراً على حسابه الشخصي في "تويتر" لملابس داخلية وواقيات ذكرية، مع هذه العبارة: "من ليالي الأنس في الدوار"!

وأجبرت كثير من المعتقلات تحت التعذيب، بمن فيهن طبيبات وممرضات، على القول إنهن كن يقدمن "أجسادهن للمتعة". فيما سجل تقرير اللجنة الملكية لتقصي الحقائق صوراً عديدة لذلك، حتى غدا مضمون العبارة التالية "السلطات السجنية تتعمد ازدراء عقائد المعتقلين، وإجبارهم على ترديد شتائم وعبارات منافية لها"، تتردد في ثنايا التقرير من أوله لآخره.

ولم يرعو خصوم المعارضة عن اتباع السلوك نفسه، فأشياء مثل "التقية" و"المهدي المنتظر"، غدت ألعوبة "تحليلية" في الحوارات الساذجة التي تُجرى مع رئيس تجمع الوحدة الوطنية الشيخ عبداللطيف المحمود. ونعت "دوار المتعة"، غدا جملة فضلى يلهو بها الشيخ الإخواني عضو جمعية المنبر الإسلامي محمد خالد. و"أحفاد عبدالله بن سبأ" و"الروافض" نماذج من الردود التي يعقب بها الشيخ الإخواني الآخر، وعضو البرلمان ناصر الفضالة، على المتدخلين معه في حواراته.

تأتي خطبة قاسم، لتضع حداً قاسياً لأشهر من الاستهتار، والممارسات من هذه الشاكلة. إنه في الحقيقة نوع من توازن الرعب الجديد، أو إذن ديني ب"الإقبال على الموت"، بطمأنينة بالغة، "دفاعاً عن الأعراض". الآن فقط، غلب التشخيص الديني على التشخيص السياسي -مرة أخرى،هو يدعم الاثنين في واحد، والسياسة عنده دين-، وعلى من أراد منذ فبراير/ شباط، تسوير الملعب بهذا الشكل، أن يهنأ باللعب على ملعب "غير مسوّى"!

فاطمي
01-23-2012, 05:33 AM
الشيخ قاسم: من وجدتموه يعتدي على عرض فتاة مؤمنة فاسحقوه

21 - 1- 2012

قال الشيخ عيسى قاسم إنه لا بارقة أمل في اصلاح جاد حقيقي قريب في البحرين، موضحاً أنه "يمنع من أي تفاؤل في هذا الإصلاح ما يشاهد من عنف ومواجهة دموية لأي مسيرة سلمية احتجاجية معبرة". وأشار إلى ما يتعرضن له "حرائر هذا الشعب من امتهان ساحق للكرامة"، قائلاً "من وجدتموه يعتدي على عرض فتاة مؤمنة فاسحقوه".

وأكد الشيخ قاسم، خلال خطبة الجمعة في جامع الإمام الصادق في الدراز، أنه "لا رفع لليد عن أكبر مسجد مساحة من المساجد المهدمة ظلما على يد الحكومة ولا اصغر مسجد في مساحته، لأن كل المساجد كبيرة مساحة كانت أو صغيرة هي كبيرة في معناها وقيمتها الشرعية وحرمتها في دين الله وضمير الشعب المؤمن ويقينه"، قائلاً إن على "الشعب أن لا يقبل أبدا أن يقام مكان اصغر مسجد مساحة أي مشروع آخر من أي نوع، أو أن يلغى مسجد واحد أو أن تعطل العبادة فيه".

وتطرق الشيخ قاسم إلى الحرائر في السجون فقال إنه "عار أي عار ومن الاستخفاف بالدين وكرامة الإنسان وحرمة الأعراض وشرف المرآة أن تودع الحرائر المؤمنات غياهب السجون، ويبقين قابعات في العذاب لغير ذنب، إلا ما كان منهن من المطالبة بالإصلاح واسترداد الحقوق والأخذ بالحق والعدل واحترام كرامة الإنسان"، متسائلاً "أجانيات حرائر هذا الشعب؟ اسارقات هن؟ اقاتلات؟".

وأضاف "مما تلاقيه حرائر هذا الشعب من امتهان ساحق للكرامة، مناف للحياء الإنساني، متعد على الحرية الفردية، متجاوز لما حرم الله، مستخف بشرف الأعراض، ما تواجه به قوات الشغب المرتزقة المستوردة التي تجوب شوارع وطورقات قرانا ومدننا في ساعات الليل والنهار النساء العفيفات والصبيات البريئات من الكلمات النابية الساقطة القذرة السخيفة". فـ"من وجدتموه يعتدي على عرض فتاة مؤمنة فاسحقوه، نعم اسحقوه".

ولفت قاسم إلى أن "ما تنشره الصحافة عن شروط عودة المفصولين إلى وظائفهم وأعمالهم فصلا تعسفيا، يوضح أن شرط عودتهم هنا هو التوقيع على الإقرار بالعبودية والخروج عن الحرية والإرادة والتسليم لعبث السياسات الظالمة، والتسليم بمالكية الدائرة أو الشركة والسياسة الظالمة التي تتحكم في الجميع على مستوى العقول والنفوس والإرادة"، مستدركاً "وإلا فما معنى أن من شروط عودتك للعمل أن لا تقول رآيك في السياسة، أن لا تخرج في مظاهرة أو مسيرة"، متسائلاً "أليس هذا هو الاستعباد؟ أليست هذه هي مصادرة؟ أليست هذه هي الرقية؟".

وتوجه إلى السلطات بالقول "اتنهبون الناس وتسرقونهم وتصادرون ثروة الوطن وتريدون أن تسترقوا الشعب بما تنهبون وتسرقون وتصادرون من أمواله وثروته؟"، مؤكدأً ان "لقمة العيش ضرورة والكسب الحلال حق مكفول وتوفير فرص العمل الشريف واجب الدولة ولا تفريط بحق العيش الكريم واللقمة الحلال، ولكن أول ما تستهدفه مقاومة الشعب هو استرداد الحرية والكرامة وحق تقرير المصير".

وشدد قاسم على أن "لا حل إلا في الإصلاح الحقيقي إذا كنا نطلب الحل الحقيقي والخروج من النفق المظلم الذي صارت إليه أوضاع الوطن بسبب السياسة المتخلفة الطريق واضح ولا تخطؤه العيون، ولا يحتاج الأخذ به إلا لصدق واخلاص وإرادة جادة ونية سليمة وتخلص من النوازع السقيمة". قال: "الطريق هو الإصلاح الجدي، وركنه الأساس أن يعطى الشعب حق الإختيار، لا أن يكره اكراها، ويقع تحت طائلة الإجبار في حكم حياته وتقرير مصيره. والعملي من هذا الحق، والذي ينبغي ألا يستصعب ولا يستكثر هو أن يضع الشعب الدستور الذي عليه أنه يخضع لمقرارته".

وتابع: "إذا كنا نطلب بقاء الأزمة واستمرار السير في النفق المظلم وبقاء المتاعب للوطن، فلنبحث عن شكلية هنا وعن شكلية هناك ونصفها بعنوان الإصلاح تبرعا ومن غير استحقاق، ونحاول أن ننفخ فيها روح الحياة عن طريق عن طريق تضخيم اعلامي من دون أن يجدي ذلك شيء في الحل".

واعتبر ان "الإصلاح الذي سبب غيابه كل هذه الأزمات والصورة البشعة من الظلم والإنتهاك للحقوق والحرمات، وفي حضوره انقاد الوطن وعلاج للأوضاع المتدهورة والذي تحرك من اجله هذا الشعب لسنوات وسنوات، وقبل ربيع الثورات العربية بكثير، هو أن تصدق عملا المقولة التي اعتمدها الميثاق والمعلنة بأن الشعب مصدر السلطات، وهو الذي يضع الدستور، وبإرادته يتم تصميم العملية الإنتخابية وتوزيع الدوائر بحيث يكون لكل مواطن صوت، وهو الذي ينتخب المجلس النيابي وبإرادته يتم تشكيل الحكومة والسلطة القضائية"، مشيرا إلى أنه "فيما عدى ذلك فإن كل ما يعطى عنوان الإصلاح لا أهمية له، ولا يملك أن يقنع، ولا يسد باب الفساد، ولا يحل المشكل، وهو من تضييع الوقت".

ونبه قاسم من أنه "لا بارقة أمل في اصلاح جاد حقيقي قريب، إذ لا مؤشر على توجه جدي إلا مؤشر على توجه جدي بهذا الشأن"، مبينا أنه "يمنع من أي تفاؤل بهذا الإصلاح ما يشاهد من عنف وشراسة ومواجهة دموية لأي مسيرة سلمية احتجاجية معبرة عن الرآي ومعلنة عن مطالب الشعب، والملاحقة المشددة والعقاب الجماعي لأي تظاهر ولو بعض الصبية في سن التاسعة والثامنة وما هو أقل في قرية من القرى وفي أي طريق من طرقها وزاوية من زواياها".

وختم الشيخ قاسم "عليك مع ما تعاني من ويلات وتعاني من مآس على يد السياسة الظالمة أن تعترف وبصوت عال بأن البحرين تتمتع بحرية التعبير وتوفير حقوق المواطنة وبديمقراطية متقدمة تحسد عليها"، وإذا قلت لا، وطالبت بالإصلاح، فأنت الخائن، المفسد، المتأمر، المحرض الذي لا مكان لك إلا السجن".