سيد مرحوم
12-11-2004, 09:32 AM
http://www.ansar.org/images/hhh.jpg
الفقيه الخوئي وتجديده العلمي
http://alfadhli.org/alboom/data/thumbnails/14/Mr._Al-Fadhli_-_002.jpg
آية الله الشيخ د. عبد الهادي الفضلي
كثيرون أولئك العلماء الذي انتظمتهم مسيرة الفكر، ولكن قليلون منهم الذين تركوا بصماتهم على صفحاته تغييرًا وتطويرًا.
ومن هؤلاء القلّة كان أستاذنا المغفور له الفقيه الخوئي.
تربّع العلاّمة المرحوم على كرسي الدرس في النجف الأشرف مدة تزيد على نصف قرن، حاضر في التفسير، وفي الفقه، وفي أصول الفقه.
واتخذ من بيته صومعة علم، يخلو فيها للكتاب والقلم، يؤلف في العلم، ويتفرغ لثلة من طلبته المقرّبين إليه، يراجع ما يدوّنونه من محاضراته في الفقه وأصوله، وما يكتبونه من بحوث رأوا ضرورة الكتابة فيها، أو رغبوا في الكتابة فيها، ولآخرين بلغوا مرتبة الاجتهاد يعقد لهم ما يعرف في عرف الحوزات العلمية بـ «مجلس الفتوى»، يترأسه ويديره حوارًا ونقاشًا، وفي الانتهاء إلى النتيجة الحاسمة، ليعمّق ويوسّع من خلاله قدرة هؤلاء الحضور على «الاستنباط» في مجاليه استقراءً واستنتاجًا.
ومجلس الفتوى من الظواهر التربوية التي لم يقدّر لها أن درست أو كتب عنها، غير أننا سنتبيّن فحواها من هذا العرض لمجلس فتوى أستاذنا السيد الخوئي ـ طاب ثراه.
كان رحمه الله يعقد هذا المجلس في بيته ليلاً، ويحضره عدد قليل قد لا يتجاوز الآحاد.
وكان يدير الحوار والنقاش فيه حول فتاوى الفقيه السيد أبي الحسن الأصفهاني من خلال كتابه «وسيلة النجاة»، يقرأ المسألة، ويترك للحاضرين طرح ما يرونه يصلح دليلاً للمسألة، ثم يعالجون الدليل تحليلاً ونقدًا، وبعد أن يفرغ كل منهم من طروحاته، وينتهي الجميع، يبدي ملحوظاته وملاحظاته على كل ما دار في المجلس، ثم يقول القولة الفاصلة في المسألة.
ومجلس الفتوى هو المرحلة الخاصة في الدرس الفقهي، يستهدف منه أن يقوم المجتهد بالممارسة الفعلية والتطبيق العملي للاجتهاد بإشراف مجتهد ذي مرتبة أعلى، أفادها من ممارساته الفنية وتجاربه العملية في تطبيقاته الاجتهادية.
ومن هنا يبين الجانب التربوي المهم في هذه الظاهرة.
وإلى جانب مجلس الفتوى المشار إليه في أعلاه كان يحاضر في الفقه بمسجده الذي كان يقيم فيه صلاة الجماعة، والمعروف بـ «مسجد الخضراء»، صباحًا بعد الشروق بساعة، ويحضره العدد الكبير من الطلاب الذين يعدون بالمئات.
ويطلق على هذا النوع من الدرس في لغة الحوزة العلمية (البحث الخارج)، لأن الأستاذ المحاضر يرقى فيه إلى مستوى البحث العلمي بكل متطلبات الاستدلال، ويلقيه خارج عبارة الكتاب بما يختلف فيه ودرس المقدمات والسطوح.
وابتدأ العلاّمة الخوئي درسه هذا من خلال كتاب «المكاسب» للشيخ الأنصاري، يتخذ منه مثارًا للبحث ومدارًا للدرس.
وبعد أن انتهى منه اتخذ من كتاب «العروة الوثقى» للسيد اليزدي محور البحث والدرس.
حضرت درسه الشريف منذ بدئه بالكتاب الأخير، فرأيته ذا قدرة بيانية متفوّقة لأنه كان يمتلك وسائل التعبير العربي الفصيح دونما تكلّف أو تردد، وذا قدرة وافية في العرض، حيث كان يلم بموضوع البحث بجميع عناصره وأبعاده، ويسلسله مرتبًا ترتيبًا عضويًا، وهذا بدوره ينبئ عن تضلعه وتعمّقه في الإحاطة بمادة الدرس.
وبعد أن يوضح الموضوع، ويحرر المسألة ـ كما يقال في لغة الفقهاء ـ يذكر الأدلة، يحلل ويعلل، ويوازن ويقارن، ويناقش ويحاكم، منتهيًا إلى ما يراه أو يختاره من دليل في هدي ما يسلمه إليه البحث.
وكان في كل هذا يتحرّك داخل إطار المسألة، فلا يستطرد إلا إذا دعته طبيعة البحث إلى ذلك، فيخرج ولكن بالقدر الذي يستجيب فيه لمقتضى البحث.
وميزته الذهنية ـ هنا ـ أنه كان دقيق النظر يستهدف النكتة العلمية فيصطادها، وبمهارة.
وأتذكر من هذا: أنه استعرض ـ مرة ـ مسألة من مسائل كتاب الطهارة، فعرض روايات القولين في المسألة، وذكر اختيارات الفقهاء فيها بترجيح إحدى مجموعتي الروايات على الأخرى استظهارًا، بينما القضية في واقع ما عرضه ـ رحمه الله ـ تعطي تكافؤًا واضحًا بين مجموعتي الروايات، وهنا طرح نكتته العلمية في المسألة بحكومة رواية من روايات إحدى المجموعتين على الأخرى بما يرجحها علميًا على رصيفتها.
وأتذكّر ـ هنا ـ أيضًا ـ أن بعض الفقهاء القائلين بخلاف رأيه تأثروا بما تنبه له وعدلوا عن رأيهم إلى رأيه.
ومن خلال تتبعي للمسألة رأيت أن جميع الذين بحثوا المسألة من بعده تبنوا دليله واختاروا رأيه، لهذه اللمحة العلمية الفنية التي ذكرتها.
وهذه الميزة الذهنية لا توجد إلاّ عند القليل من العلماء.
وبهذه وأمثالها شق ـ أعلى الله مقامه ـ طريقه في تاريخ الفقه الإسلامي ليكون اسمه قرين الأرقام الأولى في القائمة.
وفي أصول الفقه تتلمذ على أقطاب المدارس الأصولية الثلاث المتعاصرة: الشيخ العراقي والشيخ الأصفهاني والميرزا النائيني.
وكان لكل واحدة من هذه المدارس الثلاث منهجها الخاص بها، ومنطلقاتها في إعطاء النظريات والفقه.
فقد عرفت مدرسة الأصفهاني بطابعها الفلسفي، ويعود هذا إلى أن مؤسسها الأصفهاني كان ـ مضافًا إلى تخصصه في الفقه وأصوله ـ حكيمًا متألهًا، هيمنت الفلسفة الإلهية بأبعادها الثقافية المعروفة على آفاقه الذهنية ومنطلقات تفكيره.
وعرفت مدرسة العراقي بطابعها العلمي الذي نأى بها عن إخضاع الظواهر العلمية لمبادئ الفلسفة ونظرياتها، وذلك للفرق بين العلم والفلسفة، وأصول الفقه ـ كما هو واضح ـ علم لا فلسفة.
وكانت مدرسة النائيني تجمع بين الطابعين الفلسفي والعلمي.
وبمقتضى نضج المنهج طرحت هذه المدارس الثلاث المتعاصرة، كثيرًا من الفكر الأصولي القديم، وأضافت كثيرًا من الفكر الأصولي الحديث.
ولأن أستاذنا الخوئي كان من أوعى الطلاّب الذين حضروا منابر هؤلاء الأقطاب الثلاثة صبت كلها في محيطه العلمي صبًّا حيًّا حيث استوعبها منهجًا ومادّة، ثم ومن على منبره للدرس الأصولي جمع بينها في مقارنة علمية واعية ومنتجة، كونت له مدرسة أصولية خاصة به ربّع بها مدارس أساتذته المشار إليهم.
فكانت آراؤه الأصولية تذكر في الدراسات الأصولية إلى جانب آراء أساتذته، ولعمق أبعاد مدرسته علميًا وقف عندها ـ حتى الآن ـ تطوّر أصول الفقه من ناحية علمية، فلم يقدر لي أن رأيت من جدّد من تلامذته في أصول الفقه علميًا بالشكل الذي يعد معه صاحب مدرسة.
وفي علم الرجال ألف موسوعته القيمة «معجم رجال الحديث» التي انفرد فيها بتحديد مركز الراوي في السلسلة السندية عمن يروي هو عنهم وعمن هم يروون عنه فحل بهذا مشكلة معقدة، ويسر أمام الباحثين مؤنة المراجعة والبحث، وأعاد به لعلم الرجال قيمته العلمية وأهميته تعلمًا وتعليمًا.
وفي المدخل إلى التفسير كانت له آراء كشف فيها عن جوانب مهمة في منطلقات التفسير ومناهجه.
هذا كله إلى قيامه لأكثر من عشرين عامًا بأعباء المرجعية الدينية من الإفتاء وإدارة شؤون الحوزات العلمية في النجف وخارجها، ومؤسساته الخيرية في البلدان النائية عن النجف في ظروف سياسية عصيبة أثقلته بالهموم والمتاعب حتى الرمق الأخير من حياته الشريفة.
وختامًا إخال أن ما ذكرته فيه الكفاية لأن يعطي الصورة الواضحة عن تجديد هذا العالم العَلَم، ولأن يدعو الدارسين والباحثين حوزويين وجامعيين إلى الكتابة في معطيات هذه الشخصية العلمية الفذة.
تغمّد الله أستاذنا العظيم بواسع رضوانه وجزاه عن العلم وأهله أفضل ما يجزي به العلماء العاملين.
الفقيه الخوئي وتجديده العلمي
http://alfadhli.org/alboom/data/thumbnails/14/Mr._Al-Fadhli_-_002.jpg
آية الله الشيخ د. عبد الهادي الفضلي
كثيرون أولئك العلماء الذي انتظمتهم مسيرة الفكر، ولكن قليلون منهم الذين تركوا بصماتهم على صفحاته تغييرًا وتطويرًا.
ومن هؤلاء القلّة كان أستاذنا المغفور له الفقيه الخوئي.
تربّع العلاّمة المرحوم على كرسي الدرس في النجف الأشرف مدة تزيد على نصف قرن، حاضر في التفسير، وفي الفقه، وفي أصول الفقه.
واتخذ من بيته صومعة علم، يخلو فيها للكتاب والقلم، يؤلف في العلم، ويتفرغ لثلة من طلبته المقرّبين إليه، يراجع ما يدوّنونه من محاضراته في الفقه وأصوله، وما يكتبونه من بحوث رأوا ضرورة الكتابة فيها، أو رغبوا في الكتابة فيها، ولآخرين بلغوا مرتبة الاجتهاد يعقد لهم ما يعرف في عرف الحوزات العلمية بـ «مجلس الفتوى»، يترأسه ويديره حوارًا ونقاشًا، وفي الانتهاء إلى النتيجة الحاسمة، ليعمّق ويوسّع من خلاله قدرة هؤلاء الحضور على «الاستنباط» في مجاليه استقراءً واستنتاجًا.
ومجلس الفتوى من الظواهر التربوية التي لم يقدّر لها أن درست أو كتب عنها، غير أننا سنتبيّن فحواها من هذا العرض لمجلس فتوى أستاذنا السيد الخوئي ـ طاب ثراه.
كان رحمه الله يعقد هذا المجلس في بيته ليلاً، ويحضره عدد قليل قد لا يتجاوز الآحاد.
وكان يدير الحوار والنقاش فيه حول فتاوى الفقيه السيد أبي الحسن الأصفهاني من خلال كتابه «وسيلة النجاة»، يقرأ المسألة، ويترك للحاضرين طرح ما يرونه يصلح دليلاً للمسألة، ثم يعالجون الدليل تحليلاً ونقدًا، وبعد أن يفرغ كل منهم من طروحاته، وينتهي الجميع، يبدي ملحوظاته وملاحظاته على كل ما دار في المجلس، ثم يقول القولة الفاصلة في المسألة.
ومجلس الفتوى هو المرحلة الخاصة في الدرس الفقهي، يستهدف منه أن يقوم المجتهد بالممارسة الفعلية والتطبيق العملي للاجتهاد بإشراف مجتهد ذي مرتبة أعلى، أفادها من ممارساته الفنية وتجاربه العملية في تطبيقاته الاجتهادية.
ومن هنا يبين الجانب التربوي المهم في هذه الظاهرة.
وإلى جانب مجلس الفتوى المشار إليه في أعلاه كان يحاضر في الفقه بمسجده الذي كان يقيم فيه صلاة الجماعة، والمعروف بـ «مسجد الخضراء»، صباحًا بعد الشروق بساعة، ويحضره العدد الكبير من الطلاب الذين يعدون بالمئات.
ويطلق على هذا النوع من الدرس في لغة الحوزة العلمية (البحث الخارج)، لأن الأستاذ المحاضر يرقى فيه إلى مستوى البحث العلمي بكل متطلبات الاستدلال، ويلقيه خارج عبارة الكتاب بما يختلف فيه ودرس المقدمات والسطوح.
وابتدأ العلاّمة الخوئي درسه هذا من خلال كتاب «المكاسب» للشيخ الأنصاري، يتخذ منه مثارًا للبحث ومدارًا للدرس.
وبعد أن انتهى منه اتخذ من كتاب «العروة الوثقى» للسيد اليزدي محور البحث والدرس.
حضرت درسه الشريف منذ بدئه بالكتاب الأخير، فرأيته ذا قدرة بيانية متفوّقة لأنه كان يمتلك وسائل التعبير العربي الفصيح دونما تكلّف أو تردد، وذا قدرة وافية في العرض، حيث كان يلم بموضوع البحث بجميع عناصره وأبعاده، ويسلسله مرتبًا ترتيبًا عضويًا، وهذا بدوره ينبئ عن تضلعه وتعمّقه في الإحاطة بمادة الدرس.
وبعد أن يوضح الموضوع، ويحرر المسألة ـ كما يقال في لغة الفقهاء ـ يذكر الأدلة، يحلل ويعلل، ويوازن ويقارن، ويناقش ويحاكم، منتهيًا إلى ما يراه أو يختاره من دليل في هدي ما يسلمه إليه البحث.
وكان في كل هذا يتحرّك داخل إطار المسألة، فلا يستطرد إلا إذا دعته طبيعة البحث إلى ذلك، فيخرج ولكن بالقدر الذي يستجيب فيه لمقتضى البحث.
وميزته الذهنية ـ هنا ـ أنه كان دقيق النظر يستهدف النكتة العلمية فيصطادها، وبمهارة.
وأتذكر من هذا: أنه استعرض ـ مرة ـ مسألة من مسائل كتاب الطهارة، فعرض روايات القولين في المسألة، وذكر اختيارات الفقهاء فيها بترجيح إحدى مجموعتي الروايات على الأخرى استظهارًا، بينما القضية في واقع ما عرضه ـ رحمه الله ـ تعطي تكافؤًا واضحًا بين مجموعتي الروايات، وهنا طرح نكتته العلمية في المسألة بحكومة رواية من روايات إحدى المجموعتين على الأخرى بما يرجحها علميًا على رصيفتها.
وأتذكّر ـ هنا ـ أيضًا ـ أن بعض الفقهاء القائلين بخلاف رأيه تأثروا بما تنبه له وعدلوا عن رأيهم إلى رأيه.
ومن خلال تتبعي للمسألة رأيت أن جميع الذين بحثوا المسألة من بعده تبنوا دليله واختاروا رأيه، لهذه اللمحة العلمية الفنية التي ذكرتها.
وهذه الميزة الذهنية لا توجد إلاّ عند القليل من العلماء.
وبهذه وأمثالها شق ـ أعلى الله مقامه ـ طريقه في تاريخ الفقه الإسلامي ليكون اسمه قرين الأرقام الأولى في القائمة.
وفي أصول الفقه تتلمذ على أقطاب المدارس الأصولية الثلاث المتعاصرة: الشيخ العراقي والشيخ الأصفهاني والميرزا النائيني.
وكان لكل واحدة من هذه المدارس الثلاث منهجها الخاص بها، ومنطلقاتها في إعطاء النظريات والفقه.
فقد عرفت مدرسة الأصفهاني بطابعها الفلسفي، ويعود هذا إلى أن مؤسسها الأصفهاني كان ـ مضافًا إلى تخصصه في الفقه وأصوله ـ حكيمًا متألهًا، هيمنت الفلسفة الإلهية بأبعادها الثقافية المعروفة على آفاقه الذهنية ومنطلقات تفكيره.
وعرفت مدرسة العراقي بطابعها العلمي الذي نأى بها عن إخضاع الظواهر العلمية لمبادئ الفلسفة ونظرياتها، وذلك للفرق بين العلم والفلسفة، وأصول الفقه ـ كما هو واضح ـ علم لا فلسفة.
وكانت مدرسة النائيني تجمع بين الطابعين الفلسفي والعلمي.
وبمقتضى نضج المنهج طرحت هذه المدارس الثلاث المتعاصرة، كثيرًا من الفكر الأصولي القديم، وأضافت كثيرًا من الفكر الأصولي الحديث.
ولأن أستاذنا الخوئي كان من أوعى الطلاّب الذين حضروا منابر هؤلاء الأقطاب الثلاثة صبت كلها في محيطه العلمي صبًّا حيًّا حيث استوعبها منهجًا ومادّة، ثم ومن على منبره للدرس الأصولي جمع بينها في مقارنة علمية واعية ومنتجة، كونت له مدرسة أصولية خاصة به ربّع بها مدارس أساتذته المشار إليهم.
فكانت آراؤه الأصولية تذكر في الدراسات الأصولية إلى جانب آراء أساتذته، ولعمق أبعاد مدرسته علميًا وقف عندها ـ حتى الآن ـ تطوّر أصول الفقه من ناحية علمية، فلم يقدر لي أن رأيت من جدّد من تلامذته في أصول الفقه علميًا بالشكل الذي يعد معه صاحب مدرسة.
وفي علم الرجال ألف موسوعته القيمة «معجم رجال الحديث» التي انفرد فيها بتحديد مركز الراوي في السلسلة السندية عمن يروي هو عنهم وعمن هم يروون عنه فحل بهذا مشكلة معقدة، ويسر أمام الباحثين مؤنة المراجعة والبحث، وأعاد به لعلم الرجال قيمته العلمية وأهميته تعلمًا وتعليمًا.
وفي المدخل إلى التفسير كانت له آراء كشف فيها عن جوانب مهمة في منطلقات التفسير ومناهجه.
هذا كله إلى قيامه لأكثر من عشرين عامًا بأعباء المرجعية الدينية من الإفتاء وإدارة شؤون الحوزات العلمية في النجف وخارجها، ومؤسساته الخيرية في البلدان النائية عن النجف في ظروف سياسية عصيبة أثقلته بالهموم والمتاعب حتى الرمق الأخير من حياته الشريفة.
وختامًا إخال أن ما ذكرته فيه الكفاية لأن يعطي الصورة الواضحة عن تجديد هذا العالم العَلَم، ولأن يدعو الدارسين والباحثين حوزويين وجامعيين إلى الكتابة في معطيات هذه الشخصية العلمية الفذة.
تغمّد الله أستاذنا العظيم بواسع رضوانه وجزاه عن العلم وأهله أفضل ما يجزي به العلماء العاملين.