المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محمد حسنين هيكل في كتابه الجديد ... كيف حكمت البقرة الضاحكة مصر لاكثر من ثلاثين عاما



مرجان
01-15-2012, 04:08 PM
January 15 2012


أكد محمد حسنين هيكل أن لقاء مطولاً واحداً جمعه مع الرئيس المصري حسني مبارك طوال فترة رئاسته لمصر، مشيراً إلى أن هذا اللقاء تم من الساعة الثامنة من صباح يوم السبت 5 ديسمبر/كانون الأول 1981 إلى الثانية من بعد ظهر اليوم نفسه، أي بعد شهرين من بداية رئاسته لمصر .وأشار هيكل إلى أن بقية اللقاءات مع مبارك كانت عابرة، ومعظمها أحاديث هاتفية، وكلها بمبادرة من مبارك

وقال هيكل في كتاب بدأت جريدة الشروق المصرية نشر حلقاته اليوم “الأحد” إن الحوار بينه وبين مبارك لم ينقطع، مشيراً إلى أنه كان يكتب وبتحدث عن سياسات مبارك وتصرفاته وكان مبارك يرد بالتصريح أو التلميح . وأضاف هيكل في الجزء الأول من كتابه أنه عاد إلى ملفاته وأوراقه ومذكراته ليعرض مشاهد عادت بأجوائها وتفاصيلها حيث طالعه سؤال يصعب تفاديه وهو:ماذا أعرف حقيقة وأكيداً عن هذا الرجل الذي لقيته قليلا، واشتبكت معه ومع نظامه طويلا؟الأهم من ذلك:ماذا يعرف غيري حقيقة وأكيداً عن الرجل، وقد رأيت ورأوا صوراً له من مواقع وزوايا بلا عدد، لكنها جميعا لم تكن كافية لتؤكد لنا اقتناعا بالرجل، ولا حتى انطباعا يسهل الاطمئنان إليه والتعرف إليه، أو الثقة بقراره

بل لعل الصور وقد زادت عن الحد، ضاعفت من حيرة الحائرين، أو على الأقل أرهقتهم، وأضعفت قدرة معظمهم على اختيار أقربها صدقاً في التعبير عنه، وفي تقييم شخصيته، وبالتالي في الاطمئنان لفعله؟وإذا أخذنا الصورة الأولى للرجل كما شاعت أول ظهوره، وهي تشبهه ب “البقرة الضاحكة” إذاً فكيف استطاعت “بقرة ضاحكة” أن تحكم مصر 30 سنة؟وإذا أخذنا الصورة الأكثر بهاءً، والتي قدمت الرجل إلى الساحة المصرية والعربية بعد حرب أكتوبر باعتباره قائداً لما أطلق عليه وصف “الضربة الجوية” إذاً فكيف تنازلت “الأسطورة” إلى تلك الصورة التي رأيناها في المشهد الأخير له على الساحة، بظهوره ممدداً على سرير طبي وراء جدران قفص في محكمة جنايات مصرية، مبالغاً في إظهار ضعفه، يرخي جفنه بالوهن، ثم يعود إلى فتحه مرة ثانية يختلس نظرة بطرف عين إلى ما يجري من حوله، ناسياً أنه حتى الوهن له كبرياء من نوع ما، لأن إنسانية الإنسان ملك له في أحواله كافة، واحترامه لهذه الإنسانية حق لا تستطيع سلطة أن تنزعه منه إلا إذا تنازل عنه بالهوان، والوهن مختلف عن الهوان

وإذا أخذنا صورة الرجل كما حاول بنفسه وصف عصره، زاعماً أنه زمن الإنجاز الأعظم في التاريخ المصري منذ “محمد علي” إذاً فكيف يمكن تفسير الأحوال التي ترك مصر عليها، وهي أحوال تفريط وانفراط للموارد والرجال، وتجريف كامل للثقافة والفكر، حتى إنه حين أراد أن ينفي عزمه على توريث حكمه لابنه، رد بحدة على أحد سائليه وهو أمير سعودي تواصل معه من قديم، قائلا بالنص تقريبا

يا راجل حرام عليك، ماذا أورث ابني، أورثه “خرابة”؟ ولم يسأله سامعه متى وكيف تحولت مصر إلى “خرابة” حسب وصفه .وهل تولى حكمها وهي على هذا الحال، وإذا كان ذلك فماذا فعل لإعادة تعميرها طوال ثلاثين سنة، وهذه فترة تزيد مرتين عما أخذته بلاد مثل الصين والهند والملايو لكي تنهض وتتقدم؟ثم إذا كان قد حقق ما لم يستطعه غيره منذ عصر “محمد علي” إذاً فأين ذهب هذا الإنجاز؟!! وكيف تحول تحت نظامه إلى “خرابة”؟!! ثم لماذا كان هذا الجهد كله من أجل توريث “خرابة”، خصوصاً أن الإلحاح عليه كان حقل الألغام الذي تفجر في وسطه نظام “الأب” حطاماً وركاماً، مازال يتساقط حتى هذه اللحظة بعد قرابة سنة من بداية تصدعه وتهاويه

وكيف؟ وكيف؟ وكيف؟وهنا فإن التساؤل لا يعود عن الصور، وإنما ينتقل إلى البحث عن الرجل ذاته .وعلى امتداد هذه الصفحات فقد حاولت البحث عن الرجل ذاته قبل النظر في ألبوم صوره، وعُدت إلى ملفاتي وأوراقي، ومذكراتي وذكرياتي عن “حسني مبارك”، ثم وقع بمحض مصادفة أنني لمحت قصاصة من صحيفة لا أعرف الآن بالتحديد ما دعاني إلى الاحتفاظ بها 30 سنة، لكني حين نزعتها من حيث كانت وسط المحفوظات رُحت أقرأها متفكراً

وكانت القصاصة مقالاً منشوراً في جريدة “الواشنطن بوست” في يوم 7 أكتوبر ،1981 وفي بداية المقال جملة توقفت عندها، وفي الغالب بنفس الشعور الذي جعلني أحتفظ بها قبل ثلاثين سنة!

والجملة تبدأ بنقل “ان الأخبار من القاهرة بعد اغتيال الرئيس “السادات” تشير إلى أن الرجل الذي سوف يخلفه على رئاسة مصر هو نائبه “حسني مبارك” . ثم تجيء جملة تقول بالنص: “إنه حتى هؤلاء الذين يُقال إنهم يعرفون “مبارك” هم في الحقيقة لا يعرفون عنه شيئاً” .وكان سؤالي التالي لنفسي:- إذا لم تكن للرجل صورة معتمدة تؤدي إلى تصور معقول عنه، فكيف أتفرغ شهوراً لجمع ونشر ما سمعت منه مباشرة خلال مرات قليلة تقابلنا فيها، أو ما قلته له بطريق غير مباشر أي بالحوار والكتابة والحديث ثلاثين سنة؟

وراودني على نحو ما أن الجميع ربما أخطأوا في تصوير الرجل .لجأوا إلى الكاميرا تلتقط الصورة ومضا بالضوء، بينما كان يجب أن يلجأوا إلى الفرشاة واللون رسما بالزيت، ثم إنهم كرروا الخطأ حين اختاروا المدرسة الكلاسيكية في الفن، بينما كان يجب أن يلجأوا للمدرسة التأثيرية!!

وأظن أن ذلك ما حاولت بلمسات ألوان على مساحة ورق، تنزل عليها فرشاة زيت تشبعت به خفيفة وكثيفة، تومئ بالظل أو بالفراغ، وتوحي بأكثر مما تصيح، وتعبر بقدر ما هو مستطاع في زمن لم يعد فيه متسع لرقة “ينوار”، أو خيال “مانيه” .ولقد ساءلت نفسي كثيرا عن السبب الذي دعا الجميع إلى هذا التقصير في البحث عن الرجل ذاته، وكيف تراكم التقصير في التعرف عليه ثلاثين سنة؟

وكان التفسير متعدد الأسباب وكلها منطقية، لكنها تاهت في الزحام:- بعض الناس تلقفوه، ولم يتوقفوا أمام شخصيته وهي تقفز من المنصة إلى الرئاسة، فقد أخذهم هول ما وقع على المنصة، وتمسكوا بمن بقي بعده!


- وبعضهم أخذه الظاهر من الرئيس الجديد واستخف بما رأى، واعتبره وضعاً مؤقتاً لعبور أزمة، وبالتالي فالإطالة في تحليله إضاعة للوقت!!- وبعضهم خصوصاً من أجيال الشباب نشأوا وشبوا ولم يعرفوا رئيساً غيره، وبالتالي فإن أجيالا تعودت عليه، وتأقلمت بالتطبيع على وجوده .

- وبعضهم رغبة في راحة البال تجاهل السؤال عن الرجل، واستعاض عنه بقبول جواب معبأ يصنعه إعلام يأتمر بالغلبة غلبة السلطة أو غلبة الثروة في مصر، وكان لسوء الحظ إعلاماً فقد تأثيره، وإن بقي هديره

فاطمي
01-30-2012, 11:48 AM
عرب تايمز - هيوستن



ففي احدى المرات زار مبارك مصنعا تعمل فيه سيدات مصريات وسال احداهن ان كان لديها اولاد فقالت : ثلاثة .. فعاد يسالها - وكان التلفزيون يصور الحوار - متجوزة ؟ فردت عليه بنباهة وخفة دم المصريات : امال جبتهم منين

وهذه حكاية ثانية سمعتها من بروفيسور في جامعة القاهرة .. قال : زار مبارك مبنى جديد في الجامعة كان مزودا بكومبيوترات حديثة ... وكنوع من التظاهر امام عدسة التلفزيون وقف مبارك امام ( مونيتر ) واخذ يطبطب عليه بيده كما يفعل بائع البطيخ ... ال يعني بيختبر قوته

ومرة غضب مبارك من مرافقيه فصاح بهم : هو انا خرطوم مية

وقبل ان يصبح رئيسا زار مبارك ابو ظبي بصفته نائب الرئيس وقد سمعت هذه الحكاية في حينه من الصحفيين المصريين الذين التقوا به في قصر المشرف في ابو ظبي.. قالوا : اشتكى عدد من من ابناء الجالية في ابو ظبي لمبارك من قوانين لها علاقة بالجمارك في مصر .. فهز مبارك راسه وقال لهم : يا عمي انتو عايشين هنا اخر اليسطة .. وبتاكلوا تفاح

هذا هو مبارك .. غلطة من غلطات التاريخ وصل الى سدة الحكم في مصر و ( قعمز ) عليها لمدة ثلاثين سنة .. وهذا هو ما يحاول ان يقوله هيكل في كتابه ... مبارك .. البقرة الضاحكة ..