على
12-11-2004, 08:03 AM
أحمد الجار الله
السياسة
هذه ليست هيئة لعلماء المسلمين, بل هيئة لعلماء البعثيين الصداميين من سلالات ثقافة »أم المعارك« و»صدام اسمك هز أميركا«.
مؤسف ان نشير الى هذه الظاهرة الشاذة, كون من يقومون عليها يلوذون بالمسلمين, ويغتصبون إرادتهم, وبالذات المسلمين السنة في العراق. هذه الهيئة هي الحاضنة المحلية للارهاب في العراق, ولدكاكين الخطف والذبح, والمساومة على أرواح الابرياء بالأموال, والتي بدورها تتخذ لنفسها, أسماء مشتقة من الاسلام, ومن رجالاته, وتتجرأ على التكني باسم رسوله الأعظم, وباسم صحابته رضوان الله عليهم.
ما نعرفه ان هذه الهيئة لعبت دور الغطاء الديني السني لجرائم صدام حسين, وكانت بالمقابل تأخذ منه الامتيازات والدعومات المادية والمعنوية. وأيام حكم هذا الطاغية لم نكن نسمع لرجالها صوتاً او حركة, اللهم إلا, إطلاق اسم »ام المعارك« على مسجد أبي حنيفة النعمان في بغداد, والا التبخير للنظام المستبد على خلفية ضرورة دعم استئثاره باللون المذهبي السني الواحد, وطغيانه على سائر المذاهب والطوائف والأعراق التي تشكل ألوان الطيف للمجتمع العراقي المتعدد.
الان, وبعد زوال الراعي والحامي وسقوطه, وبوجود حرية منفلتة بلا حدود, بدأ رجال هذه الهيئة يتحدثون عن المنكر الواجب تغييره في العراق, وهو الاحتلال الاميركي, والحكومة العراقية الموالية للمحتل, ومقاتلة المجاهدين في الفلوجة, الى سائر المنكرات التي يرونها, والتي يريدون تغييرها تمهيداً لعودة نظام الطاغية وعودة الامتيازات لهم.
أما المنكر الذي يرتكبه رجال الهيئة ولا يرونه, فهو دفاعهم عن الارهاب وعن فرق المجرمين الذين استباحوا دم الشعب العراقي, وذهبوا الى أقصى درجات الاجرام حين استهدفوا البنية التحتية لهذا الشعب, وحين استهدفوا ثرواته النفطية وتدمير منشآتها.. هذا المنكر المبين يرى رجال الهيئة أنه جهاد وينسون كعلماء ان الجهاد لا يستقيم إلا بوجود راية وولي أمر وقدرة.
ما معنى موقف رجال هيئة علماء المسلمين هذا, وما وجه العلم فيه?.. معنى الموقف موصول بالتخريب ولا علاقة له بالاسلام, وموصول بروح الاستبداد حيث يسعون الى حكم الأقلية, وأقلية الاقلية, لأكثرية العراقيين. أليس في هذا الموقف ما يفضي الى السفاهة وليس الى اي شيء آخر. الشعب العراقي على ما نرى, لا يلتفت لرجال هذه الهيئة ولا الى مواقفهم السياسية, ولا يتفاعل مع أطروحاتهم السقيمة, بدليل ان شعرة فيه لم تهتز عندما قامت الحملة العسكرية على الفلوجة وتنظيفها من الارهابيين الذين استلبوها وخربوا بيوتها وشردوا عائلاتها. وما أصواتهم التي سمعناها إلا كناية عن أصوات مخنوقة تتفجع على انقطاع مواردها, وانقطاع رزقها الحرام, وعلى توقف الدعومات الخارجية. في السابق كان صدام حسين يقدم لهم الجزرة, ليعطي الشعب العراقي العصا على ظهره, وبسكوت منهم ومباركة. اليوم كانوا, قبل تنظيف الفلوجة, يأخذون الجزرة من النظام السوري, ويستوردون الموت بها لأهلهم وأبناء شعبهم ولبلدهم.
كانوا قبل الفلوجة يتحضرون بالعطور ويذهبون الى المساجد بكامل زينتهم, امتثالا للحديث الشريف »خذوا زينتكم عند كل صلاة«, وهناك كانوا يدلون بالخطب, وما هي إلا السفاهة بعينها, الفكرية والسياسية والدينية, مستغلين بذلك الحرية المنفلتة بلا حدود, والتي لم تقنن بعد في العراق مع الاسف. وحتى الكلام لم يتجرأوا عليه الا في هذا العهد, بعد أن تم إسقاط صدام, وامتناع خيراته وامتيازاته عنهم.
ثم.. من طلب من رجال هيئة علماء المسلمين, ان يتولوا تمثيل الشعب العراقي?.. رجال الهيئة هم أقلية السنة, والسنة هم أقلية في العراق, وفي الوقت نفسه ليسوا معهم, كما قال الرئيس العراقي غازي الياور, ومع إتمام العملية السياسية والمشاركة في الانتخابات العامة. أما اذا كان رجال الهيئة سيقاطعون فهذا شأنهم الى جانب ان مقاطعتهم لن يكون لها تأثير.
في اعتقادنا ان رجال الهيئة سيحلق لهم, كما تمت حلاقة غيرهم من قوى الارهاب والترجيع في الفلوجة وفي غيرها. أما تمسكهم بكبيرهم الزرقاوي فهذا قد ذهب الى المجهول ولن يعود, تماما كما ذهب بن لادن من افغانستان ولن يعود اليها, وكما ذهب كثيرون ظنوا أنفسهم رعاة الرعية وأولياء الأمر.
http://www.alseyassah.com/alseyassah/first1.asp
السياسة
هذه ليست هيئة لعلماء المسلمين, بل هيئة لعلماء البعثيين الصداميين من سلالات ثقافة »أم المعارك« و»صدام اسمك هز أميركا«.
مؤسف ان نشير الى هذه الظاهرة الشاذة, كون من يقومون عليها يلوذون بالمسلمين, ويغتصبون إرادتهم, وبالذات المسلمين السنة في العراق. هذه الهيئة هي الحاضنة المحلية للارهاب في العراق, ولدكاكين الخطف والذبح, والمساومة على أرواح الابرياء بالأموال, والتي بدورها تتخذ لنفسها, أسماء مشتقة من الاسلام, ومن رجالاته, وتتجرأ على التكني باسم رسوله الأعظم, وباسم صحابته رضوان الله عليهم.
ما نعرفه ان هذه الهيئة لعبت دور الغطاء الديني السني لجرائم صدام حسين, وكانت بالمقابل تأخذ منه الامتيازات والدعومات المادية والمعنوية. وأيام حكم هذا الطاغية لم نكن نسمع لرجالها صوتاً او حركة, اللهم إلا, إطلاق اسم »ام المعارك« على مسجد أبي حنيفة النعمان في بغداد, والا التبخير للنظام المستبد على خلفية ضرورة دعم استئثاره باللون المذهبي السني الواحد, وطغيانه على سائر المذاهب والطوائف والأعراق التي تشكل ألوان الطيف للمجتمع العراقي المتعدد.
الان, وبعد زوال الراعي والحامي وسقوطه, وبوجود حرية منفلتة بلا حدود, بدأ رجال هذه الهيئة يتحدثون عن المنكر الواجب تغييره في العراق, وهو الاحتلال الاميركي, والحكومة العراقية الموالية للمحتل, ومقاتلة المجاهدين في الفلوجة, الى سائر المنكرات التي يرونها, والتي يريدون تغييرها تمهيداً لعودة نظام الطاغية وعودة الامتيازات لهم.
أما المنكر الذي يرتكبه رجال الهيئة ولا يرونه, فهو دفاعهم عن الارهاب وعن فرق المجرمين الذين استباحوا دم الشعب العراقي, وذهبوا الى أقصى درجات الاجرام حين استهدفوا البنية التحتية لهذا الشعب, وحين استهدفوا ثرواته النفطية وتدمير منشآتها.. هذا المنكر المبين يرى رجال الهيئة أنه جهاد وينسون كعلماء ان الجهاد لا يستقيم إلا بوجود راية وولي أمر وقدرة.
ما معنى موقف رجال هيئة علماء المسلمين هذا, وما وجه العلم فيه?.. معنى الموقف موصول بالتخريب ولا علاقة له بالاسلام, وموصول بروح الاستبداد حيث يسعون الى حكم الأقلية, وأقلية الاقلية, لأكثرية العراقيين. أليس في هذا الموقف ما يفضي الى السفاهة وليس الى اي شيء آخر. الشعب العراقي على ما نرى, لا يلتفت لرجال هذه الهيئة ولا الى مواقفهم السياسية, ولا يتفاعل مع أطروحاتهم السقيمة, بدليل ان شعرة فيه لم تهتز عندما قامت الحملة العسكرية على الفلوجة وتنظيفها من الارهابيين الذين استلبوها وخربوا بيوتها وشردوا عائلاتها. وما أصواتهم التي سمعناها إلا كناية عن أصوات مخنوقة تتفجع على انقطاع مواردها, وانقطاع رزقها الحرام, وعلى توقف الدعومات الخارجية. في السابق كان صدام حسين يقدم لهم الجزرة, ليعطي الشعب العراقي العصا على ظهره, وبسكوت منهم ومباركة. اليوم كانوا, قبل تنظيف الفلوجة, يأخذون الجزرة من النظام السوري, ويستوردون الموت بها لأهلهم وأبناء شعبهم ولبلدهم.
كانوا قبل الفلوجة يتحضرون بالعطور ويذهبون الى المساجد بكامل زينتهم, امتثالا للحديث الشريف »خذوا زينتكم عند كل صلاة«, وهناك كانوا يدلون بالخطب, وما هي إلا السفاهة بعينها, الفكرية والسياسية والدينية, مستغلين بذلك الحرية المنفلتة بلا حدود, والتي لم تقنن بعد في العراق مع الاسف. وحتى الكلام لم يتجرأوا عليه الا في هذا العهد, بعد أن تم إسقاط صدام, وامتناع خيراته وامتيازاته عنهم.
ثم.. من طلب من رجال هيئة علماء المسلمين, ان يتولوا تمثيل الشعب العراقي?.. رجال الهيئة هم أقلية السنة, والسنة هم أقلية في العراق, وفي الوقت نفسه ليسوا معهم, كما قال الرئيس العراقي غازي الياور, ومع إتمام العملية السياسية والمشاركة في الانتخابات العامة. أما اذا كان رجال الهيئة سيقاطعون فهذا شأنهم الى جانب ان مقاطعتهم لن يكون لها تأثير.
في اعتقادنا ان رجال الهيئة سيحلق لهم, كما تمت حلاقة غيرهم من قوى الارهاب والترجيع في الفلوجة وفي غيرها. أما تمسكهم بكبيرهم الزرقاوي فهذا قد ذهب الى المجهول ولن يعود, تماما كما ذهب بن لادن من افغانستان ولن يعود اليها, وكما ذهب كثيرون ظنوا أنفسهم رعاة الرعية وأولياء الأمر.
http://www.alseyassah.com/alseyassah/first1.asp