جمال
01-11-2012, 07:40 PM
First Published: 2012-01-11
رئيس الوزراء القطري يحب أن يمارس هوايته المحببة في المراوغة بالكلام. هذه المرة وقفت له شابة قطرية بالمرصاد.
ميدل ايست أونلاين
بقلم: عبدالعزيز الخميس
كم هو جميل ان يطرح الشباب اسئلتهم ببراءة وتمكن. الاسئلة تحتاج اجوبة. والاجوبة التي تستظل بسلطة صاحبها فتبدو مقنعة تغيب عن البعض ما تتضمنه من مراوغة ومداورة في طياتها.
الشباب العربي لديه اسئلة كثيرة يهرب منها المسؤول، اما لأن الأجوبة صعبة، او لأن مسؤول يرى ان الشباب عليهم ان لا يسألوا بل يعملوا وهو عليه ان يصوغ استراتيجيات العمل.
قبل فترة طويلة وفي برنامج "لكم القرار" الذي كانت تبثه الفضائية القطرية وقفت فتاة قطرية في عمر الزهور لتسأل رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني عن ما يطرحه معظم الشباب القطري الباحثين عن اجوبة شافية.
تساءلت الفتاة عن القاعدة الاميركية في قطر، وهل ساهمت في ضرب العراق خلال حرب 2003. كان رد الشيخ حمد بن جاسم انه لا يعرف هل طلعت طائرات من القاعدة الاميركية ام لم تطلع. ثم هرب سريعا الى الشوارع الفرعية في اجابته ليتحدث عن ان دولاً خليجية قالت ان طائرات اميركية على ارضها لم تسهم في الضربة الجوية على العراق وفي الحقيقة قد أقلعت منها هذه الطائرات.
اجابة الشيخ القطري غريبة وعجيبة: كيف لا تعرف عن ماذا يحدث على ارضك الصغيرة من ضجيج لطائرات حربية اميركية وتعرف عما يحدث فى مدارج مطارات بعيدة عنك وفي بلاد اخرى. انه الهروب كالعادة. والاجابة البروتوكلية: "هم يفعلون هذا لماذا لا افعل مثلهم".
حاصرت الفتاة البريئة مرة اخرى الوزير القطري في احد شوارعه الفرعية حين استفسرت عن العلاقة التجارية بين قطر واسرائيل، وهل حجمها يبرر فتح مكتب واقامة علاقات. كان رد الوزير القطري ان حجم التعاملات بلغ 48 الف دولار اميركي طوال عام كامل.
لم تترك الفتاة هذا الرقم دون سؤال، ليس للتهوين من الرقم، وهل هذا الرقم يستدعي علاقات وتمثيل اسرائيلي في الدوحة بل نزعت الى مخاوفها على اشقائها الفلسطينيين، فتساءلت هل تستعمل المواد المصدرة من قطر الى اسرائيل لدعم الالة الاسرائيلية المنتهكة لحقوق الفلسطينيين.
رد الوزير القطري على الفتاة بالموافقة على ان هذا يدعم اقتصاد اسرائيل، لكنه وكعادته هرب الى الطريق المحبب له وهو: اسرائيل مدعومة من الولايات المتحدة. (هم يفعلون لماذا نحن لا)، لا اعرف ما علاقة هذا بتساؤل الفتاة خاصة وان الوزير اعترف ان قطر تدعم اقتصاد اسرائيل حتى لو بهذا المبلغ الزهيد.
والادهى من ذلك ان يعترف الشيخ حمد بن جاسم ان اسرائيل تستعمل العلاقة التجارية لكي تقول للعالم ان لديها علاقة مع دولة عربية.
وفي التفافة سريعة عرفت عنه يقول الوزير ان دولا عربية اخرى تتعامل تجاريا مع اسرائيل. وكأنه يريد ان يقول "مع الخيل يا شقراء"، او "حشر مع الناس عيد".
السؤال قطري الصنع والاجابة كذلك لكنها تضمنت ادخال اطراف اخرى لتبرير الفعل. وهذا دائما ديدن السياسيين القطريين حينما تقول لهم لماذا تقيمون علاقة مع اسرائيل يقولون مصر والاردن وغيرهما لديهم علاقات مباشرة او سرية. بالطبع سؤال الفتاة عن بلدها، وما مصلحة قطر في علاقة كهذه. مع دولة تضخ قناة الجزيرة ليل نهار التحريض ضدها في نفس الوقت الذي تقيم الخارجية القطرية العلاقة معها.
لم تكتف فتاة قطر الشجاعة عن تساؤلاتها. فهي لم تهضم اجابة الوزير وعادت تقول بماذا تنفع علاقة كهذه مع اسرائيل اقتصاد قطر خاصة انها مع محتل لارض عربية، فرد الوزير انها عقدت ضمن نتائج مؤتمر مدريد وان الاقتصاد يدعم السياسة.
بهذه الاجابة يمكننا التساؤل هل العلاقة تجارية مع اسرائيل هي سياسية وان المكتب يتغطى بلحاف الاقتصاد بينما عمله سياسي بحت، والدليل ان تكلفة تشغيل المكتب تفوق مجموع التبادل التجاري بين البلدين.
في كل المؤتمرات واللقاءات التي تستضيف الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني وحين يسأل عن القاعدة الاميركية او العلاقة مع اسرائيل يقوم بالحديث عن الوضع العربي المتدهور وهذا حالنا العربي الذي لو كان افضل لفعلنا غير ما نفعله الان. لكن لم اجد منه اجابة واقعية عن ماهية الوضع العربي الذي يريده ان يحدث. وهل لو وضع العرب قوي هل ستكون مع شن حرب على اسرائيل. وهل ستغلق القاعدة الاميركية وتطرد الجنود الاميركيين.
بالطبع كلنا نعلم ان وجود قاعدتي السيلية والعيديد ليس هدفه تحرير فلسطين انما هو حماية قطر من مصير الكويت، ومنعا لأي تعدٍ على قطر. لكن هل هوجمت قطر قبلا من اي دولة كبيرة في المنطقة؟ وهل القاعدة هي حماية لمركز تغيير سياسي واعلامي في المنطقة؟
كلما يسأل الوزير القطري عن التواجد العسكري الغربي على ارضه يرتدي عباءة الضعف العربي، فهل القاعدة الاميركية تسهم في تقوية العرب واعادة الاوضاع العربية لقوتها؟ هل المسؤول السياسي بدلا من البحث عن حل يلجأ الى صنع مشكلة؟
ولو قلنا ان الوزير القطري يريد قوة عربية كبيرة ودولا مركزية مستعدة للتحديات الكبيرة، فهل هذا لا يعني استراتيجيا ان قطر بقلة امكانيتها العسكرية والبشرية لن تتأثر بقوة جيرانها مع انتهاء العذر بوجود حماية اميركية واستبدالها بحماية عربية قوية؟
المهم في الأمر ان مدير اللقاء التلفزيوني الزميل القطري سأل الوزير سؤالا جميلا حين قال الوزير انه لا يعلم عن حجم التجارة القطرية الاسرائيلية فقال: اذا لم تعرف انت من يعرف؟ ونحن نعمم السؤال على تساؤلاتنا ايضا، وننتظر اجابة شافية.
عبد العزيز الخميس
على تويتر
@alkhames
رئيس الوزراء القطري يحب أن يمارس هوايته المحببة في المراوغة بالكلام. هذه المرة وقفت له شابة قطرية بالمرصاد.
ميدل ايست أونلاين
بقلم: عبدالعزيز الخميس
كم هو جميل ان يطرح الشباب اسئلتهم ببراءة وتمكن. الاسئلة تحتاج اجوبة. والاجوبة التي تستظل بسلطة صاحبها فتبدو مقنعة تغيب عن البعض ما تتضمنه من مراوغة ومداورة في طياتها.
الشباب العربي لديه اسئلة كثيرة يهرب منها المسؤول، اما لأن الأجوبة صعبة، او لأن مسؤول يرى ان الشباب عليهم ان لا يسألوا بل يعملوا وهو عليه ان يصوغ استراتيجيات العمل.
قبل فترة طويلة وفي برنامج "لكم القرار" الذي كانت تبثه الفضائية القطرية وقفت فتاة قطرية في عمر الزهور لتسأل رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني عن ما يطرحه معظم الشباب القطري الباحثين عن اجوبة شافية.
تساءلت الفتاة عن القاعدة الاميركية في قطر، وهل ساهمت في ضرب العراق خلال حرب 2003. كان رد الشيخ حمد بن جاسم انه لا يعرف هل طلعت طائرات من القاعدة الاميركية ام لم تطلع. ثم هرب سريعا الى الشوارع الفرعية في اجابته ليتحدث عن ان دولاً خليجية قالت ان طائرات اميركية على ارضها لم تسهم في الضربة الجوية على العراق وفي الحقيقة قد أقلعت منها هذه الطائرات.
اجابة الشيخ القطري غريبة وعجيبة: كيف لا تعرف عن ماذا يحدث على ارضك الصغيرة من ضجيج لطائرات حربية اميركية وتعرف عما يحدث فى مدارج مطارات بعيدة عنك وفي بلاد اخرى. انه الهروب كالعادة. والاجابة البروتوكلية: "هم يفعلون هذا لماذا لا افعل مثلهم".
حاصرت الفتاة البريئة مرة اخرى الوزير القطري في احد شوارعه الفرعية حين استفسرت عن العلاقة التجارية بين قطر واسرائيل، وهل حجمها يبرر فتح مكتب واقامة علاقات. كان رد الوزير القطري ان حجم التعاملات بلغ 48 الف دولار اميركي طوال عام كامل.
لم تترك الفتاة هذا الرقم دون سؤال، ليس للتهوين من الرقم، وهل هذا الرقم يستدعي علاقات وتمثيل اسرائيلي في الدوحة بل نزعت الى مخاوفها على اشقائها الفلسطينيين، فتساءلت هل تستعمل المواد المصدرة من قطر الى اسرائيل لدعم الالة الاسرائيلية المنتهكة لحقوق الفلسطينيين.
رد الوزير القطري على الفتاة بالموافقة على ان هذا يدعم اقتصاد اسرائيل، لكنه وكعادته هرب الى الطريق المحبب له وهو: اسرائيل مدعومة من الولايات المتحدة. (هم يفعلون لماذا نحن لا)، لا اعرف ما علاقة هذا بتساؤل الفتاة خاصة وان الوزير اعترف ان قطر تدعم اقتصاد اسرائيل حتى لو بهذا المبلغ الزهيد.
والادهى من ذلك ان يعترف الشيخ حمد بن جاسم ان اسرائيل تستعمل العلاقة التجارية لكي تقول للعالم ان لديها علاقة مع دولة عربية.
وفي التفافة سريعة عرفت عنه يقول الوزير ان دولا عربية اخرى تتعامل تجاريا مع اسرائيل. وكأنه يريد ان يقول "مع الخيل يا شقراء"، او "حشر مع الناس عيد".
السؤال قطري الصنع والاجابة كذلك لكنها تضمنت ادخال اطراف اخرى لتبرير الفعل. وهذا دائما ديدن السياسيين القطريين حينما تقول لهم لماذا تقيمون علاقة مع اسرائيل يقولون مصر والاردن وغيرهما لديهم علاقات مباشرة او سرية. بالطبع سؤال الفتاة عن بلدها، وما مصلحة قطر في علاقة كهذه. مع دولة تضخ قناة الجزيرة ليل نهار التحريض ضدها في نفس الوقت الذي تقيم الخارجية القطرية العلاقة معها.
لم تكتف فتاة قطر الشجاعة عن تساؤلاتها. فهي لم تهضم اجابة الوزير وعادت تقول بماذا تنفع علاقة كهذه مع اسرائيل اقتصاد قطر خاصة انها مع محتل لارض عربية، فرد الوزير انها عقدت ضمن نتائج مؤتمر مدريد وان الاقتصاد يدعم السياسة.
بهذه الاجابة يمكننا التساؤل هل العلاقة تجارية مع اسرائيل هي سياسية وان المكتب يتغطى بلحاف الاقتصاد بينما عمله سياسي بحت، والدليل ان تكلفة تشغيل المكتب تفوق مجموع التبادل التجاري بين البلدين.
في كل المؤتمرات واللقاءات التي تستضيف الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني وحين يسأل عن القاعدة الاميركية او العلاقة مع اسرائيل يقوم بالحديث عن الوضع العربي المتدهور وهذا حالنا العربي الذي لو كان افضل لفعلنا غير ما نفعله الان. لكن لم اجد منه اجابة واقعية عن ماهية الوضع العربي الذي يريده ان يحدث. وهل لو وضع العرب قوي هل ستكون مع شن حرب على اسرائيل. وهل ستغلق القاعدة الاميركية وتطرد الجنود الاميركيين.
بالطبع كلنا نعلم ان وجود قاعدتي السيلية والعيديد ليس هدفه تحرير فلسطين انما هو حماية قطر من مصير الكويت، ومنعا لأي تعدٍ على قطر. لكن هل هوجمت قطر قبلا من اي دولة كبيرة في المنطقة؟ وهل القاعدة هي حماية لمركز تغيير سياسي واعلامي في المنطقة؟
كلما يسأل الوزير القطري عن التواجد العسكري الغربي على ارضه يرتدي عباءة الضعف العربي، فهل القاعدة الاميركية تسهم في تقوية العرب واعادة الاوضاع العربية لقوتها؟ هل المسؤول السياسي بدلا من البحث عن حل يلجأ الى صنع مشكلة؟
ولو قلنا ان الوزير القطري يريد قوة عربية كبيرة ودولا مركزية مستعدة للتحديات الكبيرة، فهل هذا لا يعني استراتيجيا ان قطر بقلة امكانيتها العسكرية والبشرية لن تتأثر بقوة جيرانها مع انتهاء العذر بوجود حماية اميركية واستبدالها بحماية عربية قوية؟
المهم في الأمر ان مدير اللقاء التلفزيوني الزميل القطري سأل الوزير سؤالا جميلا حين قال الوزير انه لا يعلم عن حجم التجارة القطرية الاسرائيلية فقال: اذا لم تعرف انت من يعرف؟ ونحن نعمم السؤال على تساؤلاتنا ايضا، وننتظر اجابة شافية.
عبد العزيز الخميس
على تويتر
@alkhames