المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلفية «اليهود» !



ياولداه
01-05-2012, 12:25 AM
http://www.aldaronline.com/Dar/UploadAlDar/Article%20Pictures/2012/1/4/عماد%20عاشور.jpg_thumb2.jpg
عماد عاشور


الثقافة المتشددة والتقوقع داخل الجدران السوداء باتت صيحة تسود كافة المجتمعات وتلقي بظلال كثيفة على مستقبل البشر وتجذبنا الى عوالم الجهالة المفرطة.
فيما مضى كانت اسرائيل والغرب يتهمون العرب بأنهم يقللون من قيمة المرأة ويحاصرون حريتها خلف الرداء سواء كان الحجاب أو النقاب، ويلومون الجماعات السلفية على رفع شعارات عدم الاختلاط، الآن ظهرت في اسرائيل موجة أشد عنفا وأقسى فكرا من كل سلفيي العرب، فقد صارت الجماعات اليهودية تلاحق النساء وتطالبهن بارتداء أزياء تستر عوراتهن وتضربهن كما تفعل جماعات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل إنهم يلاحقون الناس لارغامهم على اداء الصلوات ويطالبون بمنع الاختلاط وبالفصل بين النساء والرجال في الشوارع والمواصلات العامة إلى درجة أن احداهن قالت: انها لا تجلس مع إخوانها الرجال على مائدة طعام واحدة.
وأبدى أطفال اسرائيل فزعهم من الاسلوب المخيف الذي يتعامل به هؤلاء معهم لارغامهم على الذهاب الى المعبد، وزاد الامر غلوا حينما طالبت تلك الجماعات «السلفية اليهودية» بعدم السماح للنساء بالمرور من أمام المعابد.
هكذا يصحو المجتمع الاسرائيلي على قنبلة موقوتة، وهكذا يشاهد العالم أجمع هذه السلوكيات الشاذة تحت صمت مطبق دون ان تتناوله وسائل الاعلام بالنقد والاحتجاج.
والواقع أن هذه الفئات الضالة - من الذين يعطون انفسهم الحق في منح صكوك الغفران والطاعة - هي بمثابة خروج عن الثوابت الدينية والانسانية، التي تمنح البشر حقهم وحريتهم في ممارسة حياتهم طالما انهم لا يعتدون على حرية الاخرين.

بات جليا الآن أن بلاء المتشددين لم يعد قاصرا على دين أو جنسية او هوية بل هو «فيروس» ينتشر بسرعة ليحرق الاخضر واليابس في النفس تحت رداء الدين.

وبات جليا أن هناك خللا واضحا في المفاهيم الثقافية يؤدي الى انتشار هذه النوعية من الافكار المتزمتة الخانقة التي يكتوي منها العرب منذ فترة طويلة، وها هي الثقافة الاسرائيلية والغربية تقترب ايضا من حافة نيرانها!



تاريخ النشر: الأربعاء, يناير 04, 2012

(http://www.aldaronline.com/Dar/article.cfm?ArticleID=178117)

2005ليلى
01-05-2012, 07:16 AM
05/01/2012

ما الذي يجمع السلفيين المسلمين بالسلفيين اليهود؟



كتب حامد الحمود : القبس




http://www.alqabas-kw.com/Temp/Authors/6036bb6f-3525-43c4-8c8a-d33df58d401a_author.jpg


لو أخبرتكم أن فتاة صغيرة اسمها نعمة، وتبلغ من العمر ثماني سنوات، وتنتمي إلى عائلة متدينة قد تعرَّضت للإهانة في طريقها إلى المدرسة، لأنها لا تلتزم باللباس وفقا للشريعة، بلغت أن وصفت بعاهرة، لظننتم ان ذلك قد حدث في حي من أحياء القاهرة، التي هيمن عليها تيار «نور» السلفي.


ولو أخبرتكم أن هناك حيا من أحياء مدينة يمنع سكانه «طوعا» المرأة من قيادة السيارة، لظننتم أن هذا الحي يقع في مدينة الرياض، وأن المنع قد حصل بعد أن أجيز للمرأة قيادة السيارة. ولو أخبرتكم أن هناك جنودا يمتنعون عن تلقي أوامر زميلاتهم في الجيش، بل يحرمون صوت زميلاتهم في الجنس، لظننتم أن هذا قد حصل عندنا في الكويت بعد أن سمح للمرأة بالالتحاق فيه. لكن الحقيقة أن نعمة فتاة يهودية تنتمي إلى عائلة محافظة Orthodox Jew، وتعيش في قرية بيت شيما التي تقع بين القدس وتل أبيب.

أما من وصفها بعاهرة وبصق عليها فهم من التيار السلفي اليهودي الذي يطلق عليه: Ultra Orthodox Jews. وقضيتها هزت المجتمع الإسرائيلي، خاصة أنها تنتمي الى عائلة يهودية محافظة هاجرت من نيويورك إلى إسرائيل لقناعتها بالحلم اليهودي. أما جريمة نعمة فإنها لا تلتزم باللباس الشرعي اليهودي للمرأة، الذي لا يختلف كثيرا عن اللباس الشرعي للمرأة وفقا للشريعة الإسلامية.


كذلك، فان الحي الذي امتنعت فيه المرأة عن قيادة السيارة، ليس في الرياض ولا مدينة بريدة، وإنما حي من ضواحي تل أبيب. والجنود الذين قاطعوا زميلاتهم في الجيش ليسوا بكويتيين منتمين إلى التيار الإسلامي السلفي، وإنما يهود ينتمون إلى تيارات يهودية سلفية. وهؤلاء ليسوا بأقلية في إسرائيل، وإنما ووفقا لمجلة الايكونومست (2011/12/10) يشكلون حوالي %40 من ضباط الجيش الإسرائيلي، كما أنهم يشكلون %40 من أعضاء حكومة الائتلاف التي يرأسها نتانياهو. وهؤلاء هم في تزايد، وذلك لارتفاع نسبة المواليد لديهم.

فالصراع الذي نشاهده اليوم عبر صناديق الاقتراع في القاهرة وتونس وفي الكويت بين القوى والتيارات الدينية من جهة والتيارات العلمانية من جهة أخرى موجود منذ سنوات عدة في إسرائيل. فالموضوع أكبر من أن تلتزم الفتاة نعمة باللباس الشرعي عندما تذهب إلى المدرسة.

فصحيفة النيويورك تايمز في 2011/12/27 ترى أنه صراع على مستقبل إسرائيل. لكن المفارقة أن الحدث الأكبر في تاريخ المنطقة الذي أدى الى تقوية الأحزاب الدينية في إسرائيل والمنطقة العربية كان واحدا. وما هذا الحدث الأكبر الا حرب حزيران (يونيو) التي هزمت فيها إسرائيل الجيوش العربية هزيمة مذلة، التي تلقاها اليهود على أنها نصر من الله وتلقاها المسلمون على أنها هزيمة، لأننا لم نلتزم بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف.
فكما هو معروف فإن الصهيونية، حركة علمانية، نشأت في القرن التاسع عشر في أوروبا، كانت وراء تأسيس إسرائيل. ورواد هذه الحركة التي لم يبقَ منهم إلا القليل مثل شيمون بيريس - رئيس إسرائيل، نشأوا في بيئة علمانية. لكن حركة التاريخ السياسي لا يتحكم فيها أفراد، وفي كثير من الأحيان يكون مساره على نقيض ما يريده مؤسسو هذا الفكر السياسي.

وقد استشعر ذلك بن غوريون - أول رئيس لدولة إسرائيل، ويتشاءم من مستقبل اسرائيل عندما شاهد اليهود المتدينين يتجمعون عند حائط المبكى بعد انتصار إسرائيل في حرب 1967. وكما يذكر آرثر هيرتزيرغ في كتابه «مصير الصهيونية» أن بن غوريون رأى «أن إسرائيل التي كافح من أجل تأسيسها بدأت تستبدل بدين مزيف».


هذا، ووفق اعتقادنا نحن - المسلمين - هناك شبه تطابق بين الرؤية الإسلامية السلفية للباس المرأة والرؤية اليهودية. فهذه الفتاة الصغيرة نعمة يمكن أن نسمع عن مثيلتها في أي مدينة عربية في الأيام المقبلة. وسبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز «إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا» (الأحزاب: 72). لكن هذه الأمانة أو العقل الذي وهبنا إياه الخالق يتفاوت البشر في طريقة استغلاله. وبعضهم يكرس الجزء الأكبر من طاقته العقلية في السهر والتفكير للتأكد من تغطية جسم المرأة وفقا لفهمه للشريعة. فعسى ان يهدينا الله للاستغلال الامثل لهذه الامانة.

د. حامد الحمود
Hamed.alajlan@gmail.com