المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جزيرة الشهداء.....نسرين العازمي



yasmeen
01-04-2012, 12:29 AM
http://www.aldaronline.com/Dar/UploadAlDar/Author%20Pictures/image3.jpg

نسرين العازمي - الدار


الأيام تتجدد والتواريخ تتغير والأزمنة تتوالى وها نحن في عام جديد وعذاب الأغلبية المضطهدة من الشعب البحريني مازال مستمرا، والجموع تستغيث، والبيوت المقفلة على أصحابها مازالت تستباح، والشهداء يتساقطون كأوراق الخريف، وها هو (السيد هاشم السيد سعيد السيد

عيسى) يدفن شهيدا اليوم، ويشيع مع بداية العام الميلادي، ويمنع الناس من تشييعه والدخول إلى «سترة» عبر الطرقات من خلال نقاط التفتيش، إلا أنهم يدخلون سباحة رغما عن أنوف الذين يريدون طمس الحقائق أينما حلت، ألا يا شعب البحرين الأبي حقا أنت شعب لايهزم، فأي عام هذا وكأنه يخبرنا ويقول هل من مزيد !،

والشهداء من شباب وأطفال ونساء وشيوخ وأعدادهم حتى تاريخ المقال هم (54 شهيداً)، أولهم كان علي مشيمع، والنساء والشيوخ والعلماء والسلالة الطاهرة تحبس حرياتها خلف قضبان الشر الأسود، والأحكام الطاغية على الأبرياء من الأطباء والمحامين والشرفاء، والطرد من الوظائف قسرا ليشيع الفقر وتضطر العوائل إلى الرحيل، ليستبدلوهم بدخلاء مجنسين ليستبيحوا الأرض والثروات من دون ضمير، والظلم منتشر في الشوارع، فأصبح لايسمع إلا صدى الصرخات في زوايا الحارات المظلمة، وأصبح الرعب وأمسى يدب في بحرها ومدنها ومنابرها !

، حتى باتت البحرين مدينة للأشباح فهل من مجيب ! وأصبح يطلق على مركزها بـ «عاصمة الثورة»، والدليل واضح وأتحدى أي إنسان أن يدخل البحرين ويسير في شوارعها دون أن يشعر بأنها ليست البحرين التي عهدناها جميلة تدب فيها الحياة، أما اليوم فلاحياة ولا أمان ولاتسمع في أجوائها الضحكات حدثني زميل من المحامين قبل يومين من البحرين فسألته عن أوضاعها وهو من قبيلة ومن الطائفة السنية الكريمة، فأخبرني وهو يتنهد طويلا وقال: «البحرين يا أستاذة ليست البحرين، فالكآبة منتشرة والبيوت محطمة والحجارة تملأ المكان ولا نشعر بالأمان ونقاط التفتيش والوجوه الملثمة تتخبط في المسير، وهنا أذكر فلسطين، فمن إسرائيل!

والهواء ملطخ بالدماء أكاد أشم رائحة الدماء الممزوج بالدخان»، وهنا سمعته يبكي بصمت! هذا لأن دم المسلم وعرضه وماله على المسلم حرام، وأنا على يقين بأنه ليس هناك مسلم حق يرضى بكل ذلك الظلم الجائر في البحرين، وجدنا كيف ثارت الشعوب في أغلب الدول العربية وقد ثارت وسائل الإعلام المختلفة، معها بشكل مترصد وملحوظ، ولكن تقف علامتا التعجب والتساؤل حائرتين أمام صمت الإعلام في مواجهة الثورة البحرينية ؟!

وكل يوم نسمع أخباراً من الأصدقاء الساكنين في مدن البحرين الغارقة في الظلم ونرى صور الشهداء المعذبين والمغدورين ونستمع لبكاء الأمهات ودقات صغيرة متسارعة تنبض خوفا من قلوب الأطفال، ولكننا نحن هنا وفي كل مكان مازلنا نضع أيدينا مكبلة بأغلال من ذهب خلف ظهورنا، ورؤوسنا منكسة في همومها، والهم والظلم الأكبر في التغاضي عن نداء إخوتنا المسلمين !،

اتصلت البارحة بعائلة في البحرين من الأصدقاء، فأجابتني الأم وهي في خوف وهلع، وتساءلت عن أحوالهم، فأخبرتني وقد استمعت لضربات قلبها قبل صوتها المرتعب بأن بعض المرتزقة الملثمين !

وفي أيديهم الأسلحة قد تهجموا على بيتها تواً، وأخذوا زوجها الشيخ الطاعن في السن، سحبا وسحلا على الأرض !

وضربوها رفسا بالأقدام وشتموها بأبشع وأقبح الألفاظ وبشكل طائفي بغيض، من دون توجيه أي تهمة ودونما احترام لأي حرمة، هذا وهم كما يفترض من المسلمين، فأي إسلام هذا !

أفلا تعلمون بأن «كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه»، وهل تعلمون بأن «المسلم من سلم الناس من يده ولسانه»، وهل تعلمون بأن «من سمع مناديا يا للمسلمين، فلم يجبه، فليس بمسلم» وهل تعلمون بأن «المؤمنون إخوة، وهم كأسنان المشط وكأعضاء الجسد الواحد»، وهل تعلمون بأن «الإنسان إما أخ لك في الدين او نظير لك في الخلق»، ألا تعلمون بأن الله سبحانه ورسوله (ص) أمرنا «وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الإثم والعدوان»،

وقال: «إنا جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم» وكل تلك الأحاديث والعديد من الآيات القرآنية من كلمات الله تعالى تحثنا على التلاحم والتعاون والتآلف والتعارف وقبول الآخر أياً كان فكره ومذهبه وشريعته ولونه وشكله وطائفته وقبيلته وطبقته، فكلنا خلقنا من طين وروح، وكلنا لنا نفس الحواس ولانزيد شيئا عن بعضنا، إلا بالتقوى التي نص عليها الله سبحانه، كأساس المفارقة «إن أكرمكم عند الله أتقاكم»

و«ومن يتق الله يجعل له مخرجا» و«لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى ...» أفلا تعقلون ؟!


nono_dream2@hotmail.com