المهدى
12-09-2004, 09:13 AM
حازم الشعلان
وزير الدفاع العراقي
خاص بـ«الشرق الأوسط»
لا أكون مبالغاً إذا قلت إن موقف الحكومة العراقية من قضية (الفلوجة) اتسم بدرجة عالية من الحكمة والحصافة والدقة.
فقد حرصت الحكومة العراقية ورئيس الوزراء الدكتور اياد علاوي من اللحظة الأولى على حل(القضية) عن طريق الحوار، وكانت تصرُّ على نبذ العنف، ودعت إلى الانخراط في العملية السياسية بدل اللجوء إلى لغة الدم والعصيان والتمرّد على الدولة، ولم تلجأ إلى هذا المنطق المرفوض ـ في سياق توجهها الديمقراطي ـ إلاّ بعد أن استنفدت كل السبل العقلانية الممكنة، فليس سرا أن فلول الأشرار الذين كانوا يتحكمون بمصائر الناس في هذه البلدة المؤمنة، عملوا جهد إمكانهم على إفشال كل محاولات الحكومة الداعية إلى إنهاء الأزمة بالحوار.
فقد كان هؤلاء يرفضون تسليم المجرمين القتلة المطلوبين للدولة، وهم متهمون بالجرم المشهود، ونفوا أن تكون في المدينة مجموعات إرهابية متسلِّلة من خارج الحدود، واشترطوا شروطا تعجيزيّة لدخول الشرطة العراقية والحرس الوطني بدعم قوات التحالف، وكان من هذه الشروط أن يعلموا عدد القوات، ومدّة بقائها في المدينة، وأن تكون عملية الدخول تحت مرآهم وبشروطهم، وهي شروط بطبيعة الحال مرفوضة، لأنها تتضاد مع سيادة الدولة، فضلاً عن كونها تتعارض جملة وتفصيلاً مع منطق السلامة الوطنية للعراق كله.
وقد أعطت الدولة مدّة كافية ليراجع هؤلاء موقفهم، ولكن كانوا مصرين على تعقيد الأوضاع، وعدم الانصياع لمنطق الحكمة، ولعل لذلك كان أهل الفلوجة الكرام يستحثون الدولة على حسم القضية، بل لقد كان هناك نقد من بعض الوجوه (الفلوجية) الكريمة لمثل هذا الأداء الحكومي المسالم، فقد عانوا من بطشهم، وجلدهم، وترويعهم، تحت يافطة تحكيم الشريعة، والشريعة براء من هذه الفلسفة الطالبانية البغيضة.
لم تكن معركة الدولة مع أهل الفلوجة الكرام، بل كانت مع عصابات خارجة على القانون، وقد كشفت مجريات الأحداث عن هذه الحقيقة، وإلا ماذا نسمِّي عشرات، بل مئات من مخابئ السلاح الثقيل؟ وماذا نسمي تلك الحفر المظلمة التي كانت تذبح فيها الرهائن؟ وماذا نسمي عشرات الأسرى العرب من الارهابيين؟ كل هذه شواهد حيَّة تؤكد أن هؤلاء كانوا يريدون بالعراق وأهل الفلوجة شرا مستطيرا.
لقد حوّل هؤلاء مدينة المآذن إلى مسلخ بشري، ولم يراجعوا عقلهم رغم نداءات الدولة الملحّة لانتهاج لغة العقل. وكل من يخالف شرعة العقل يلقى مثل هذا المصير.
والآن بعدما تم القضاء على هذه الجماعة الدموية البغيضة، يبدأ أهلنا في الفلوجة حياة جديدة، يباشرون فيها حريتهم وإرادتهم، فإن من حق كل مواطن عراقي أن يكون له رأي في النظام الذي يقوده.
وزير الدفاع العراقي
خاص بـ«الشرق الأوسط»
لا أكون مبالغاً إذا قلت إن موقف الحكومة العراقية من قضية (الفلوجة) اتسم بدرجة عالية من الحكمة والحصافة والدقة.
فقد حرصت الحكومة العراقية ورئيس الوزراء الدكتور اياد علاوي من اللحظة الأولى على حل(القضية) عن طريق الحوار، وكانت تصرُّ على نبذ العنف، ودعت إلى الانخراط في العملية السياسية بدل اللجوء إلى لغة الدم والعصيان والتمرّد على الدولة، ولم تلجأ إلى هذا المنطق المرفوض ـ في سياق توجهها الديمقراطي ـ إلاّ بعد أن استنفدت كل السبل العقلانية الممكنة، فليس سرا أن فلول الأشرار الذين كانوا يتحكمون بمصائر الناس في هذه البلدة المؤمنة، عملوا جهد إمكانهم على إفشال كل محاولات الحكومة الداعية إلى إنهاء الأزمة بالحوار.
فقد كان هؤلاء يرفضون تسليم المجرمين القتلة المطلوبين للدولة، وهم متهمون بالجرم المشهود، ونفوا أن تكون في المدينة مجموعات إرهابية متسلِّلة من خارج الحدود، واشترطوا شروطا تعجيزيّة لدخول الشرطة العراقية والحرس الوطني بدعم قوات التحالف، وكان من هذه الشروط أن يعلموا عدد القوات، ومدّة بقائها في المدينة، وأن تكون عملية الدخول تحت مرآهم وبشروطهم، وهي شروط بطبيعة الحال مرفوضة، لأنها تتضاد مع سيادة الدولة، فضلاً عن كونها تتعارض جملة وتفصيلاً مع منطق السلامة الوطنية للعراق كله.
وقد أعطت الدولة مدّة كافية ليراجع هؤلاء موقفهم، ولكن كانوا مصرين على تعقيد الأوضاع، وعدم الانصياع لمنطق الحكمة، ولعل لذلك كان أهل الفلوجة الكرام يستحثون الدولة على حسم القضية، بل لقد كان هناك نقد من بعض الوجوه (الفلوجية) الكريمة لمثل هذا الأداء الحكومي المسالم، فقد عانوا من بطشهم، وجلدهم، وترويعهم، تحت يافطة تحكيم الشريعة، والشريعة براء من هذه الفلسفة الطالبانية البغيضة.
لم تكن معركة الدولة مع أهل الفلوجة الكرام، بل كانت مع عصابات خارجة على القانون، وقد كشفت مجريات الأحداث عن هذه الحقيقة، وإلا ماذا نسمِّي عشرات، بل مئات من مخابئ السلاح الثقيل؟ وماذا نسمي تلك الحفر المظلمة التي كانت تذبح فيها الرهائن؟ وماذا نسمي عشرات الأسرى العرب من الارهابيين؟ كل هذه شواهد حيَّة تؤكد أن هؤلاء كانوا يريدون بالعراق وأهل الفلوجة شرا مستطيرا.
لقد حوّل هؤلاء مدينة المآذن إلى مسلخ بشري، ولم يراجعوا عقلهم رغم نداءات الدولة الملحّة لانتهاج لغة العقل. وكل من يخالف شرعة العقل يلقى مثل هذا المصير.
والآن بعدما تم القضاء على هذه الجماعة الدموية البغيضة، يبدأ أهلنا في الفلوجة حياة جديدة، يباشرون فيها حريتهم وإرادتهم، فإن من حق كل مواطن عراقي أن يكون له رأي في النظام الذي يقوده.