المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حتّى لا تكون فتنة.............................................. ..........(نشرة بينات)



سيد مرحوم
12-09-2004, 03:27 AM
حتّى لا تكون فتنة




التوقّعات الأميركية الرسمية وغير الرسمية حول اندلاع فتنة مذهبية في العراق، لا تنطلق من فراغ، وقد تستند إلى شواهد كثيرة في الشارع العراقي، منها أحداث يومية تقع، ومنها مواقف سياسية وتحركات عملية تمهِّد لتفجيرها، ويشكِّل الوعي لخلفيّاتها وأهدافها المدخل الصحيح لوأدها.

الأحداث اليوميّة التي تقع هي على خطورتها محدودة النتائج على الرَّغم من بعض الصدى الذي تلقاه في أكثر من مكان، ويعود ذلك إلى كونها لا تعدو تعبيراً عن إفلاس بعض الجماعات التي لجأت إلى اعتماد عمليات قتل ممنهج تستهدف أبناء مذهب معيَّن لاستدراج أهله إلى ردود فعل مماثلة، قد تتيح لها استقطاباً شعبياً فقدته عندما انكشف زيف ادّعاء انتسابها إلى المقاومة.

بالطَّبع لا يسهل خداع الشَّعب العراقي بمثل هذه الأساليب لقذفه في أتون الفتنة، ولعلَّ ما يقلق في هذا المجال، المحاولات الحثيثة من أكثر من طرف لإشاعة أجواء تشكيك بطائفة بأكملها، من خلال صدور اتهامات وإدانات لا تنطلق من أي أساس موضوعي، حين تثير شبهات حول العلاقة مع المحتلّ، وبغير هدى وتبصّر، ومن دون أيِّ تحمّل للمسؤولية والأمانة في ظلِّ الظروف العصيبة.

هذه الاتهامات تتناسى أن دماء آلاف الشهداء العراقيين الذين سقطوا في مواجهة الاحتلال أثناء مواجهة النجف وبغداد وغيرهما لم تجف بعد، وتتعامى عمّا صدر لمرجعيات وقيادات دينية وسياسية فاعلة، من مواقف مناهضة للمحتلّ، وعبَّرت عن هذا الرأي جهاراً ومن دون أيَّ التباس. فما المصلحة من توجيه الاتّهام والتشكيك إذاً؟

ثم أين المصلحة العراقية والإسلامية في التشكيك بمرجعيات وقيادات رأت أن استخدام المقاومة العسكرية في اللحظة الراهنة غير ذي جدوى، وارتأت أن اعتماد أساليب مختلفة مع الوضع العراقي الحالي قد يكون أكثر جدوى وفائدة للوصول إلى إخراج المحتلّ، وخصوصاً في ظل غموض والتباس مواقف العديد من أطراف ما يسمى المقاومة، التي تعتمد منهجاً لا يمتُّ بصلة لمصلحة العراق، وذلك حين تكون غايته القصوى قتل الأبرياء وتشويه صورة الإسلام والمقاومة، ما يؤكد مقولة العديد من المراقبين، أن هذا النهج بات موضوعياً أحد أدوات الاحتلال الرئيسية في السيطرة على العراق.

إن الحرص الحقيقي على المقاومة والاستقلال لا يأتي من خلال تشويه الوقائع، ولا بتوجيه الاتهامات، فالموقف الشرعي والمصلحة الواقعية يقتضيان أن يكون الاحتلال وعملاؤه وحدهم هم الهدف، والتكامل مع أصحاب النهج المقاوم هو الوسيلة، وتفهّم أصحاب الرؤى الأخرى التي ستنضمَّ عاجلاً أو أجلاً إلى المقاومة، والحوار معها هو السياسة الصحيحة في مواجهة وضع يحمل الكثير من التعقيد، وإلا فإن الفتنة المذهبية التي لا مصلحة إلا للمحتلّ بالتأسيس لها وإدارتها لتكون احتياطياً سياسياً وأمنياً واستراتيجياً لمخطّطه في المنطقة، هي التي ستنفجر ولن تكون حينها لمصلحة أحد، وبذلك تصحُّ توقّعات المحتل لا سمح الله.

هيئة تحرير نشرة بينات
http://www.bayynat.org/www/arabic/nachratbayynat/bayynat90/ali_samour_p2.htm