د. حامد العطية
01-02-2012, 10:46 PM
تمرد خطير في قصر ولي العهد السعودي الأمير نايف
د. حامد العطية
الأمير السعودي نايف، المرقى حديثاً إلى منصب ولاية العهد، معروف بالشدة والتشدد، حتى غدا أشبه بالبعبع الذي يخوف به آل سعود واتباعهم مناوئيهم في الداخل والخارج، وقد رأينا من مراجله حتى اليوم هجوم القوات الأمنية السعودية المدججة بالمدرعات والأسلحة الرشاشة على المتظاهرين العزل في البحرين.
يقال أن العدائية المفرطة التي يبديها بعض الأفراد هي ردة فعل للشعور بالعجز أو استمكان عقدة الاضطهاد من نفوسهم، ونجد في سلوك ولي عهد السعودية الجديد دلائل ظاهرية على وضع نفسي معقد، يستحق الدراسة ، ومن هذه المظاهر رأسه المطأطأة معظم الوقت وصوته الخافت الذي يكاد لا يسمع، وفي نفس الوقت يتفق المراقبون على شدته وتطرفه، فما هي الأسباب الكامنة وراء هذه الجوانب من شخصية الأمير نايف المضطربة؟
ما زالت القيم والتقاليد القبلية مؤثرة في فكر وسلوك الأفراد في مجتمعاتنا، ومن أهم هذه القيم الرجولة، ولها مظاهر عدة، منها هيمنة الزوج على عائلته، وطاعة الزوجة والأبناء لمشيئته، وبالمقابل تتدهور مكانة الزوج الاجتماعية إن كان رب للأسرة بالاسم فقط، ويصبح مضغة في الأفواه، وهدفاً للسخرية المريرة، مما قد يدفعه في وقت ما لتفجير سخطه المكبوت، في شكل سلوك عدائي عنيف.
وهذا يقودنا للتسائل إن كان موقع الأمير نايف وسط عائلته سبباً لعدائيته وتشدده؟ يبدو بأن هذا الاحتمال غير مستبعد، في ضوء ما سمعته قبل سنين قلائل من سعودي، هو موظف متقاعد شغل منصباً رفيعاً وبمرتبة وزير، وله صلات وثيقة بأحد أبناء عبد العزيز، أخبرني هذا المصدر السعودي بواقعتين، تدلان على وجود تمرد في قصر ولي العهد المتشدد، ذكرتني بهما تصريحات ولي العهد السعودي مؤخراً، فطفقت أبحث عن وقائع مماثلة، فعثرت على ما يغنيني عن سرد تلك الواقعتين غير الموثقتين.
بطلة التمرد زوجة الأمير نايف لا غيرها، وقريبته من جهة والدته السديرية، واسمها مها السديري، وهي شعلة على علم، كتبت عنها الصحف العالمية قبل عامين ما لم تجرأ الصحف المحلية المأجورة لآل سعود على نشره، ولعل البعض منكم يتذكر قضية امتناعها عن تسديد أثمان ملابس وغيرها اشترتها من متاجر فرنسية، بقيمة خمسة عشر مليون جنيه استرليني ( حوالي 23 مليون دولار أمريكي)، من بينها ملابس داخلية "فاخرة" بقيمة ستون ألف جنيه استرليني ( حوالي 100 ألف دولار أمريكي)، ونقلت صحيفة التلغراف البريطانية بأن تكلفة غسيل ملابس الأميرة أثناء اقامتها في باريس بلغت ثلاثين ألف جنيه استرليني اسبوعياً، وقد اضطر أصحاب المتاجر الذين لم يقبضوا أثمان بضاعتهم لرفع دعوى قضائية على الأميرة، فرفضت الدعوى بحجة امتلاكها حصانة دبلوماسية، وفيما يلي رابط الخبر:
http://www.telegraph.co.uk/news/worldnews/europe/france/5514600/Saudi-princess-runs-up-15-million-shopping-bill.html
بعدها بعام تناقلت الصحف الأمريكية شراء الأميرة لمقتنيات منزلية من الزجاج والفضة بقيمة عشرين ألف دولار أمريكي، ويتذكر البعض بأن هذه الأميرة اتهمت في 1995م بالاعتداء على خادمتها، وضربها أمام حراسها، وهم بالأصل رجال شرطة أمريكيون، عملوا حراساً للأميرة خارج أوقات دوامهم، وقد تعرضوا للمسائلة من قبل رؤوسائهم لأنهم اكتفوا بالتفرج على الأميرة ولم يبلغوا عن الواقعة وعن اعتداء مماثل سابق على خادمة أخرى، وفيما يلي رابط الموضوع:
http://www.cbsnews.com/stories/2001/12/19/national/main321809.shtml
يستدل من هذه التقارير الصحفية بأن لزوجة ولي العهد السعودي نزعة متمردة على قواعد السلوك الوهابي التي يفرضها آل سعود وأعوانهم على رعاياهم، ويسعون لتصديرها إلى دول عربية وإسلامية، وكان لزاماً على ولي العهد السعودي نايف، المشهور بتشدده السلفي الوهابي، تطبيق هذه القواعد على زوجته أولاً قبل أن يفرضها عنوة على غيرها من نساء العالمين.
من الواضح بأن ولي العهد السعودي عاجز عن ضبط سلوك زوجته المتمردة، وقد ينعكس هذا الشعور بالعجزعلى حالته النفسية، وهو الموصوف بالخجل، والمتمثل في رأسه المطاطأة غالباً وخفوت صوته، ومن المحتمل أن يؤدي تمرد زوجته المدللة إلى تفاقم شعوره بالعجز وضعف التدبير والاحساس بالدونية، وقد يخيل له بأن الناس تسخر منه بسبب ذلك، وتشكل كل هذه العوامل وما تثيره من مشاعر سلبية عوامل ضغط خفية وقوية على نفسيته، فيلجأ للتنفيس عنها من خلال سلوكيات عدوانية متطرفة وتشدد، وبالتالي فهو أقرب لاتخاذ قرارات بالحرب أو استعمال العنف المفرط في التعامل مع الأزمات، مما ينذر بمستقبل مضطرب للمنطقة ومظلم للسعودية وآل سعود فيما لو استلم السلطة وراثة أو بسبب عجز الملك الحالي عن اداء مهام الحكم.
2 كانون الثاني 2012م
د. حامد العطية
الأمير السعودي نايف، المرقى حديثاً إلى منصب ولاية العهد، معروف بالشدة والتشدد، حتى غدا أشبه بالبعبع الذي يخوف به آل سعود واتباعهم مناوئيهم في الداخل والخارج، وقد رأينا من مراجله حتى اليوم هجوم القوات الأمنية السعودية المدججة بالمدرعات والأسلحة الرشاشة على المتظاهرين العزل في البحرين.
يقال أن العدائية المفرطة التي يبديها بعض الأفراد هي ردة فعل للشعور بالعجز أو استمكان عقدة الاضطهاد من نفوسهم، ونجد في سلوك ولي عهد السعودية الجديد دلائل ظاهرية على وضع نفسي معقد، يستحق الدراسة ، ومن هذه المظاهر رأسه المطأطأة معظم الوقت وصوته الخافت الذي يكاد لا يسمع، وفي نفس الوقت يتفق المراقبون على شدته وتطرفه، فما هي الأسباب الكامنة وراء هذه الجوانب من شخصية الأمير نايف المضطربة؟
ما زالت القيم والتقاليد القبلية مؤثرة في فكر وسلوك الأفراد في مجتمعاتنا، ومن أهم هذه القيم الرجولة، ولها مظاهر عدة، منها هيمنة الزوج على عائلته، وطاعة الزوجة والأبناء لمشيئته، وبالمقابل تتدهور مكانة الزوج الاجتماعية إن كان رب للأسرة بالاسم فقط، ويصبح مضغة في الأفواه، وهدفاً للسخرية المريرة، مما قد يدفعه في وقت ما لتفجير سخطه المكبوت، في شكل سلوك عدائي عنيف.
وهذا يقودنا للتسائل إن كان موقع الأمير نايف وسط عائلته سبباً لعدائيته وتشدده؟ يبدو بأن هذا الاحتمال غير مستبعد، في ضوء ما سمعته قبل سنين قلائل من سعودي، هو موظف متقاعد شغل منصباً رفيعاً وبمرتبة وزير، وله صلات وثيقة بأحد أبناء عبد العزيز، أخبرني هذا المصدر السعودي بواقعتين، تدلان على وجود تمرد في قصر ولي العهد المتشدد، ذكرتني بهما تصريحات ولي العهد السعودي مؤخراً، فطفقت أبحث عن وقائع مماثلة، فعثرت على ما يغنيني عن سرد تلك الواقعتين غير الموثقتين.
بطلة التمرد زوجة الأمير نايف لا غيرها، وقريبته من جهة والدته السديرية، واسمها مها السديري، وهي شعلة على علم، كتبت عنها الصحف العالمية قبل عامين ما لم تجرأ الصحف المحلية المأجورة لآل سعود على نشره، ولعل البعض منكم يتذكر قضية امتناعها عن تسديد أثمان ملابس وغيرها اشترتها من متاجر فرنسية، بقيمة خمسة عشر مليون جنيه استرليني ( حوالي 23 مليون دولار أمريكي)، من بينها ملابس داخلية "فاخرة" بقيمة ستون ألف جنيه استرليني ( حوالي 100 ألف دولار أمريكي)، ونقلت صحيفة التلغراف البريطانية بأن تكلفة غسيل ملابس الأميرة أثناء اقامتها في باريس بلغت ثلاثين ألف جنيه استرليني اسبوعياً، وقد اضطر أصحاب المتاجر الذين لم يقبضوا أثمان بضاعتهم لرفع دعوى قضائية على الأميرة، فرفضت الدعوى بحجة امتلاكها حصانة دبلوماسية، وفيما يلي رابط الخبر:
http://www.telegraph.co.uk/news/worldnews/europe/france/5514600/Saudi-princess-runs-up-15-million-shopping-bill.html
بعدها بعام تناقلت الصحف الأمريكية شراء الأميرة لمقتنيات منزلية من الزجاج والفضة بقيمة عشرين ألف دولار أمريكي، ويتذكر البعض بأن هذه الأميرة اتهمت في 1995م بالاعتداء على خادمتها، وضربها أمام حراسها، وهم بالأصل رجال شرطة أمريكيون، عملوا حراساً للأميرة خارج أوقات دوامهم، وقد تعرضوا للمسائلة من قبل رؤوسائهم لأنهم اكتفوا بالتفرج على الأميرة ولم يبلغوا عن الواقعة وعن اعتداء مماثل سابق على خادمة أخرى، وفيما يلي رابط الموضوع:
http://www.cbsnews.com/stories/2001/12/19/national/main321809.shtml
يستدل من هذه التقارير الصحفية بأن لزوجة ولي العهد السعودي نزعة متمردة على قواعد السلوك الوهابي التي يفرضها آل سعود وأعوانهم على رعاياهم، ويسعون لتصديرها إلى دول عربية وإسلامية، وكان لزاماً على ولي العهد السعودي نايف، المشهور بتشدده السلفي الوهابي، تطبيق هذه القواعد على زوجته أولاً قبل أن يفرضها عنوة على غيرها من نساء العالمين.
من الواضح بأن ولي العهد السعودي عاجز عن ضبط سلوك زوجته المتمردة، وقد ينعكس هذا الشعور بالعجزعلى حالته النفسية، وهو الموصوف بالخجل، والمتمثل في رأسه المطاطأة غالباً وخفوت صوته، ومن المحتمل أن يؤدي تمرد زوجته المدللة إلى تفاقم شعوره بالعجز وضعف التدبير والاحساس بالدونية، وقد يخيل له بأن الناس تسخر منه بسبب ذلك، وتشكل كل هذه العوامل وما تثيره من مشاعر سلبية عوامل ضغط خفية وقوية على نفسيته، فيلجأ للتنفيس عنها من خلال سلوكيات عدوانية متطرفة وتشدد، وبالتالي فهو أقرب لاتخاذ قرارات بالحرب أو استعمال العنف المفرط في التعامل مع الأزمات، مما ينذر بمستقبل مضطرب للمنطقة ومظلم للسعودية وآل سعود فيما لو استلم السلطة وراثة أو بسبب عجز الملك الحالي عن اداء مهام الحكم.
2 كانون الثاني 2012م