الراي السديد
01-01-2012, 07:54 AM
علي يوسف المتروك - الوطن
2011/12/31
http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/91_w.png
في هذه الايام من شهر محرم الحرام وصفر تكتظ الحسينيات بأتباع أهل البيت، تخليدا لذكرى استشهاد سبط رسول الله (ص) وريحانته الامام الحسين عليه السلام، فيستذكر المسلمون موقفه المتميز ضد الظلم والاضطهاد، والاستبداد، دفاعا عن حقوق المظلومين والمضطهدين من أبناء هذه الأمة، وفي هذا المعنى يصف السيد حيدر الحلي موقف الحسين البطولي في قصيدة طويلة زاخرة بالعزة والاباء فيقول:
وسامته يركبُ احدى اثنتين
وقد صرّت الحربُ أسنانها
فأمّا يُرى مذعناً أو تموت
نفس أبي العز إذعانها
فقال لها اعتصمي بالإباء
فنفسُ الأبيّ وما زانَها
اذا لم تجد غير لبس الهوان
فبالموت تنزعُ جُثمانها
رأى القتل صبراً شعار الكرام
وفخراً يزين لها شانها
فشمَّر للحرب في مَعركٍ
به عرك الموتُ فِرسانها
وأضرمها لعنان السماء
حمراءَ تلفحُ أعنانها
فما ولت الحرب عن مثله
قتيلا يجبن شجعانها
تريب المحيا تظن السما
بأن على الأرض كيوانها
ولكني ألاحظ مع الأسف الشديد ان هذه المجالس الحسينية تتسم دائما بالأسى والحزن، وتترك جانب البطولة، فتخلق انسانا طوبائيا متخاذلا قلقاً وذليلاً لم يقتبس شيئا من روح الحسين، يسهل اصطياده ووقوعه في حبائل المفسدين.
فهل قضية الحسين بما تحمل من عزة وعنفوان تحولت لدى البعض الى حائط مبكى نذرف أمامه الدموع فقط؟.
وبالمناسبة لم اسمع أوقح وأكذب دعاية انتخابية على مدى السنين الماضية من دعاية أحد المرشحين وهو يستجدي أصوات الاخوة الكرام أصحاب ديوانيات الجهراء بقوله: انتخبوني وأنا أخلصكم من الشيعة، وأغلق لكم الحسينيات، ومما يهّون هذا الخطب، ويبعث الطمأنينة في النفوس، ان كثيرا ممن سمعوا هذا القول الذي من شأنه تقويض ركائز المجتمع وتعريض أمنه الأهلي للخطر أسمعوه كلاما لم يعجبه وقالوا له: ان هذا الأمر ليس من أوليات هذا الوطن، لما سيجره من فتنة نحن في غنى عنها.
دعا ابراهيم الخليل عليه السلام ربه قائلا: {وَإذْ قَالَ إبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} البقرة 126.
في هذه الآية المباركة يعترض الباري جل شأنه على دعاء خليله ابراهيم فيقول: لا يا ابراهيم ان الكافرين فئة من فئات هذا المجتمع فلا يمكن ان تقتصر النعمة على المؤمنين دونهم، فهم شركاء في الوطن يتمتعون بما يتمتع به المؤمنون، وسأحاسبهم على كفرهم يوم القيامة، دون ان أنقص أي حق من حقوقهم في الحياة أو في الوطن.
يا أخ السلف: نحن نعرف ان جماعة السلف هم من يتبع أصحاب رسول الله رضوان الله عليهم، ويحذو حذوهم، ويمشي على خطاهم، وقد وصفهم القرآن بأنهم أشداء على الكفار رحماء بينهم، فهل الشيعة في نظرك كفار؟
حتى تلاحقهم وتشتد عليهم بهذه الصورة، واذا كانوا كذلك فلماذا لا تدع حسابهم على الله، وتدع الخلق للخالق كما نصت عليه الآية المباركة.
على العموم لا يفصلنا عن الانتخابات الا شهر أو يزيد قليلا، فاذا قدر لك ان تفوز في هذه الانتخابات وتنفذ وعدك للمتطرفين ممن وعدتهم باغلاق الحسينيات والخلاص من الشيعة فهذا الميدان يا حميدان كما يقول المثل الكويتي القديم، ونحن بانتظار ان ترينا مراجلك، وسترى جميع الكويتيين من الداخل والخارج من الذين عاصروا وعايشوا نشأة واقامة هذه الحسينيات واعتبروها جزءا أصيلا من تراث هذا الوطن وسر بركته.
وعلى كل حال فكل محبي أهل البيت من الشيعة والسنة بانتظارك لتعرف عندها أي الفريقين أضعف ناصرا وأقل عددا.
الشيعة والحسينيات ليسوا فقط في الدسمة، والرميثية، وبنيد القار وانما منتشرون في جميع المناطق في الداخل والخارج، وبين أبناء القبائل من الشيعة الذين يتبعون قبائلهم وهم على مذهب أهل البيت.
سنكون على موعد وعلى الباغي تدور الدوائر.
{انا لله وانا اليه راجعون}
علي يوسف المتروك
2011/12/31
http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/91_w.png
في هذه الايام من شهر محرم الحرام وصفر تكتظ الحسينيات بأتباع أهل البيت، تخليدا لذكرى استشهاد سبط رسول الله (ص) وريحانته الامام الحسين عليه السلام، فيستذكر المسلمون موقفه المتميز ضد الظلم والاضطهاد، والاستبداد، دفاعا عن حقوق المظلومين والمضطهدين من أبناء هذه الأمة، وفي هذا المعنى يصف السيد حيدر الحلي موقف الحسين البطولي في قصيدة طويلة زاخرة بالعزة والاباء فيقول:
وسامته يركبُ احدى اثنتين
وقد صرّت الحربُ أسنانها
فأمّا يُرى مذعناً أو تموت
نفس أبي العز إذعانها
فقال لها اعتصمي بالإباء
فنفسُ الأبيّ وما زانَها
اذا لم تجد غير لبس الهوان
فبالموت تنزعُ جُثمانها
رأى القتل صبراً شعار الكرام
وفخراً يزين لها شانها
فشمَّر للحرب في مَعركٍ
به عرك الموتُ فِرسانها
وأضرمها لعنان السماء
حمراءَ تلفحُ أعنانها
فما ولت الحرب عن مثله
قتيلا يجبن شجعانها
تريب المحيا تظن السما
بأن على الأرض كيوانها
ولكني ألاحظ مع الأسف الشديد ان هذه المجالس الحسينية تتسم دائما بالأسى والحزن، وتترك جانب البطولة، فتخلق انسانا طوبائيا متخاذلا قلقاً وذليلاً لم يقتبس شيئا من روح الحسين، يسهل اصطياده ووقوعه في حبائل المفسدين.
فهل قضية الحسين بما تحمل من عزة وعنفوان تحولت لدى البعض الى حائط مبكى نذرف أمامه الدموع فقط؟.
وبالمناسبة لم اسمع أوقح وأكذب دعاية انتخابية على مدى السنين الماضية من دعاية أحد المرشحين وهو يستجدي أصوات الاخوة الكرام أصحاب ديوانيات الجهراء بقوله: انتخبوني وأنا أخلصكم من الشيعة، وأغلق لكم الحسينيات، ومما يهّون هذا الخطب، ويبعث الطمأنينة في النفوس، ان كثيرا ممن سمعوا هذا القول الذي من شأنه تقويض ركائز المجتمع وتعريض أمنه الأهلي للخطر أسمعوه كلاما لم يعجبه وقالوا له: ان هذا الأمر ليس من أوليات هذا الوطن، لما سيجره من فتنة نحن في غنى عنها.
دعا ابراهيم الخليل عليه السلام ربه قائلا: {وَإذْ قَالَ إبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} البقرة 126.
في هذه الآية المباركة يعترض الباري جل شأنه على دعاء خليله ابراهيم فيقول: لا يا ابراهيم ان الكافرين فئة من فئات هذا المجتمع فلا يمكن ان تقتصر النعمة على المؤمنين دونهم، فهم شركاء في الوطن يتمتعون بما يتمتع به المؤمنون، وسأحاسبهم على كفرهم يوم القيامة، دون ان أنقص أي حق من حقوقهم في الحياة أو في الوطن.
يا أخ السلف: نحن نعرف ان جماعة السلف هم من يتبع أصحاب رسول الله رضوان الله عليهم، ويحذو حذوهم، ويمشي على خطاهم، وقد وصفهم القرآن بأنهم أشداء على الكفار رحماء بينهم، فهل الشيعة في نظرك كفار؟
حتى تلاحقهم وتشتد عليهم بهذه الصورة، واذا كانوا كذلك فلماذا لا تدع حسابهم على الله، وتدع الخلق للخالق كما نصت عليه الآية المباركة.
على العموم لا يفصلنا عن الانتخابات الا شهر أو يزيد قليلا، فاذا قدر لك ان تفوز في هذه الانتخابات وتنفذ وعدك للمتطرفين ممن وعدتهم باغلاق الحسينيات والخلاص من الشيعة فهذا الميدان يا حميدان كما يقول المثل الكويتي القديم، ونحن بانتظار ان ترينا مراجلك، وسترى جميع الكويتيين من الداخل والخارج من الذين عاصروا وعايشوا نشأة واقامة هذه الحسينيات واعتبروها جزءا أصيلا من تراث هذا الوطن وسر بركته.
وعلى كل حال فكل محبي أهل البيت من الشيعة والسنة بانتظارك لتعرف عندها أي الفريقين أضعف ناصرا وأقل عددا.
الشيعة والحسينيات ليسوا فقط في الدسمة، والرميثية، وبنيد القار وانما منتشرون في جميع المناطق في الداخل والخارج، وبين أبناء القبائل من الشيعة الذين يتبعون قبائلهم وهم على مذهب أهل البيت.
سنكون على موعد وعلى الباغي تدور الدوائر.
{انا لله وانا اليه راجعون}
علي يوسف المتروك