مجاهدون
12-08-2004, 05:13 PM
كتابات - علي الحسيني
أُثير في الاونة الاخيرة جدلا صاخبا لكنه فارغ حول حظر الهواتف الجوالة المزودة بالكاميرا من قبل الكثير من رجال الدين في جزيرة العرب(ام القرى) الذين يصرون على الانتماء الى عصور اللاّعقل وللاّانسان وهذا من حقهم اذ ان ذلك الخيار تضمنه لهم حريتهم الشخصية التي لا يفقهون منها شي !،الاّ انهم يحاولوا فرض رجعيتهم على جميع الناس تحت مسميات مختلفة ومبررات دينية تارة واخلاقية تارة اخرى !!،فهذا ليس له أي تبرير.
لا ادري هل اننا نحن العرب والمسلمين لا يمكن لنا ان نسير دون جدل مستمر حتى هذه اللحظة بين الحلال والحرام نريد في كل شي او يريد لنا رجال الدين ان لا نحرك ساكنا الاّ باذن منهم او برخصة من قبلهم .. أليس ان هذا المنطق غريب جدا في زمن القرى الكونية وثورات الديجتال المتلاحقة والمتزايدة يوما بعد ، لماذا لا يفهم رجال الدين ان من حق أي انسان على مختلف ايديولوجاته ان ينعم بما انجزه اخاه الانسان بعيدا عن الممارسات الناشزة للسياسة والدين اليس من حقه الشخصي ان يقتني وينبذ ما يحلوا له ، واذا زعمنا ان للهاتف النقال المزود بالكاميرا له سلبيات عبر امكانياته في اختراق الخصوصيات أهذا ذنب التقنية ام ذنبهم هم اعني رجال الدين الذين قبلوا ان ينطووا على انفسهم ويغردوا دائما خارج السرب الجماهيري اليس من المفترض انهم يتبنون نهجا معياريا اخلاقيا مسؤولا عبر التطرق القريب لمشاكل الانسان العربي المغلوب على امره اليس من الخلق ان يجلس رجال الدين مجتمعين ليصدروا بيانا للامة يعتذرون فيه عن نهجهم السابق في التدخل في خصوصيات الاخرين ويعلنوها بشفافية انهم لا سلطة لديهم على احد ومن ثم يباشروا بطريقة اكثر حضارية وتقدمية مسؤولياتهم الاخلاقية وبطريقة الناصح المرشد المسؤول لا بمنطق الامر المهيمن السلطان.
لا اعتقد ان ما صدر عن الكثير من رجال الدين في تحريم هذا النوع من التقنية بامر غريب ، بل ان ذلك هو ديدنهم، واسطورة ان اجزهة التصفية للبث التلفزيوني التي كانوا يعبرون عنها بانها اذيال الشياطين وكلنا يتذكر هذه الحدوتة الدينية!.
حدثني ذات يوم احد كبار السن هنا –مدينة البصرة- وهو من سكنة مدينة التنومة قال عندما دخل جهاز التلفزيون الى العراق وبعد مرور عدة اشهر تمكن بعض اثرياء هذه المدينة بان يبتاعوا لعوائلهم واولادهم جهاز التلفزيون وكان في وقته ان رجال الدين قد اصدروا فتوة بحرمة التعامل مع هذا الجهاز وان ذلك من عمل الشيطان ، وكنا لا نعير اهتماما نحن الشباب لمثل هكذا فتاوى ، واخذنا نتابع ما يعرض فيه من برامج وافلام ومسلسلات في بيت احد اصدقئنا الذي تمكن والده من شراء جهاز التلفزيون الاّ اننا تفاجأنا من صديق هو ابن رجل الدين في هذه المدينة الذي ما انفك بالتاكيد على حرمة هذا النوع ، انه كان يحكي لنا ما كنا نشاهده من افلام في التلفزيون وعندما كنا نساله من اين لك هذا يجيبنا اني انقل ممن اقتنى التلفزيون ،لاكننا كنا لا نطمأن لكلامه فاخذ احد اصدقائنا الذي عرف بجسارته على عاتقه ان يزيل هذا الغموض والاستغراب عبر القفز على بيتهم –بيت ابن رجل الدين – حتى يتاكد هل انه صادق بقوله او انه تصرف ازدواجي كما اعتقدنا وسرعان ما جاءنا بالخبر الذي بدورنا نشرناه في المدينة والخبر ان بيت رجل الدين الذي يحرم جهاز التلفزيون يوجد فيه هذا الشيطان كما كان يقول !!! وعند انتشار الخبر اضطر هذا الرجل الديني ان يعلن عبر منبره في المسجد ان اقتناء الجهاز حلال!!!!
هذه الحكاية تكشف ان رجال الدين من هذا النوع يعيشون ازدواجا ونفاقا بين ما يؤمنون وما يسلكون . كما نستفاد عبر معايشة طويلة لمثل هكذا فتاوى ان التقدم آتٍ لا محالة وهو سيكسح كل من يريد المواجهة بطرق دونكيشوتية فارغة .
وحادثة حظر الجوال (ابو الكاميرا) في السعودية وردة فعل ذلك النوع من الطوطميين الدينيين هو تصرف طبيعي ويحكي بوضوح هشاشة وسذاجة وبلادة تلك الثقافة الضيقة التي تستهجن الانسان وتبغض الحياة وهذا ما يؤكده ان هذه العقلية هي نفسها التي اثارت الضجة الحمقاء في المؤتمر الوطني الذي اسس اول برلمان عراقي بعد السقوط ،السخب الذي اثاره بعض الاسلامين حول صورة السيدة العراقية التي كانت قد لصقت على احد منصات المؤتمر!!!
آن الآوان ان نعلنها نيابة عن الشعوب العربية والاسلامية صراحة بوجه هذا النوع من رجال اللاهوت الرجعي انهم ان اصروا على التمسك بهكذا منطق فسوف تكون خاتمتهم كخاتمة من قبلهم عندما صيرهم زمن الانسان الى حكايات ترويها بعض الجدات!!!.
ali_alhwsini@yahoo.com
أُثير في الاونة الاخيرة جدلا صاخبا لكنه فارغ حول حظر الهواتف الجوالة المزودة بالكاميرا من قبل الكثير من رجال الدين في جزيرة العرب(ام القرى) الذين يصرون على الانتماء الى عصور اللاّعقل وللاّانسان وهذا من حقهم اذ ان ذلك الخيار تضمنه لهم حريتهم الشخصية التي لا يفقهون منها شي !،الاّ انهم يحاولوا فرض رجعيتهم على جميع الناس تحت مسميات مختلفة ومبررات دينية تارة واخلاقية تارة اخرى !!،فهذا ليس له أي تبرير.
لا ادري هل اننا نحن العرب والمسلمين لا يمكن لنا ان نسير دون جدل مستمر حتى هذه اللحظة بين الحلال والحرام نريد في كل شي او يريد لنا رجال الدين ان لا نحرك ساكنا الاّ باذن منهم او برخصة من قبلهم .. أليس ان هذا المنطق غريب جدا في زمن القرى الكونية وثورات الديجتال المتلاحقة والمتزايدة يوما بعد ، لماذا لا يفهم رجال الدين ان من حق أي انسان على مختلف ايديولوجاته ان ينعم بما انجزه اخاه الانسان بعيدا عن الممارسات الناشزة للسياسة والدين اليس من حقه الشخصي ان يقتني وينبذ ما يحلوا له ، واذا زعمنا ان للهاتف النقال المزود بالكاميرا له سلبيات عبر امكانياته في اختراق الخصوصيات أهذا ذنب التقنية ام ذنبهم هم اعني رجال الدين الذين قبلوا ان ينطووا على انفسهم ويغردوا دائما خارج السرب الجماهيري اليس من المفترض انهم يتبنون نهجا معياريا اخلاقيا مسؤولا عبر التطرق القريب لمشاكل الانسان العربي المغلوب على امره اليس من الخلق ان يجلس رجال الدين مجتمعين ليصدروا بيانا للامة يعتذرون فيه عن نهجهم السابق في التدخل في خصوصيات الاخرين ويعلنوها بشفافية انهم لا سلطة لديهم على احد ومن ثم يباشروا بطريقة اكثر حضارية وتقدمية مسؤولياتهم الاخلاقية وبطريقة الناصح المرشد المسؤول لا بمنطق الامر المهيمن السلطان.
لا اعتقد ان ما صدر عن الكثير من رجال الدين في تحريم هذا النوع من التقنية بامر غريب ، بل ان ذلك هو ديدنهم، واسطورة ان اجزهة التصفية للبث التلفزيوني التي كانوا يعبرون عنها بانها اذيال الشياطين وكلنا يتذكر هذه الحدوتة الدينية!.
حدثني ذات يوم احد كبار السن هنا –مدينة البصرة- وهو من سكنة مدينة التنومة قال عندما دخل جهاز التلفزيون الى العراق وبعد مرور عدة اشهر تمكن بعض اثرياء هذه المدينة بان يبتاعوا لعوائلهم واولادهم جهاز التلفزيون وكان في وقته ان رجال الدين قد اصدروا فتوة بحرمة التعامل مع هذا الجهاز وان ذلك من عمل الشيطان ، وكنا لا نعير اهتماما نحن الشباب لمثل هكذا فتاوى ، واخذنا نتابع ما يعرض فيه من برامج وافلام ومسلسلات في بيت احد اصدقئنا الذي تمكن والده من شراء جهاز التلفزيون الاّ اننا تفاجأنا من صديق هو ابن رجل الدين في هذه المدينة الذي ما انفك بالتاكيد على حرمة هذا النوع ، انه كان يحكي لنا ما كنا نشاهده من افلام في التلفزيون وعندما كنا نساله من اين لك هذا يجيبنا اني انقل ممن اقتنى التلفزيون ،لاكننا كنا لا نطمأن لكلامه فاخذ احد اصدقائنا الذي عرف بجسارته على عاتقه ان يزيل هذا الغموض والاستغراب عبر القفز على بيتهم –بيت ابن رجل الدين – حتى يتاكد هل انه صادق بقوله او انه تصرف ازدواجي كما اعتقدنا وسرعان ما جاءنا بالخبر الذي بدورنا نشرناه في المدينة والخبر ان بيت رجل الدين الذي يحرم جهاز التلفزيون يوجد فيه هذا الشيطان كما كان يقول !!! وعند انتشار الخبر اضطر هذا الرجل الديني ان يعلن عبر منبره في المسجد ان اقتناء الجهاز حلال!!!!
هذه الحكاية تكشف ان رجال الدين من هذا النوع يعيشون ازدواجا ونفاقا بين ما يؤمنون وما يسلكون . كما نستفاد عبر معايشة طويلة لمثل هكذا فتاوى ان التقدم آتٍ لا محالة وهو سيكسح كل من يريد المواجهة بطرق دونكيشوتية فارغة .
وحادثة حظر الجوال (ابو الكاميرا) في السعودية وردة فعل ذلك النوع من الطوطميين الدينيين هو تصرف طبيعي ويحكي بوضوح هشاشة وسذاجة وبلادة تلك الثقافة الضيقة التي تستهجن الانسان وتبغض الحياة وهذا ما يؤكده ان هذه العقلية هي نفسها التي اثارت الضجة الحمقاء في المؤتمر الوطني الذي اسس اول برلمان عراقي بعد السقوط ،السخب الذي اثاره بعض الاسلامين حول صورة السيدة العراقية التي كانت قد لصقت على احد منصات المؤتمر!!!
آن الآوان ان نعلنها نيابة عن الشعوب العربية والاسلامية صراحة بوجه هذا النوع من رجال اللاهوت الرجعي انهم ان اصروا على التمسك بهكذا منطق فسوف تكون خاتمتهم كخاتمة من قبلهم عندما صيرهم زمن الانسان الى حكايات ترويها بعض الجدات!!!.
ali_alhwsini@yahoo.com