المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فاجعة عاشوراء تتكرر هذه المرة في البحرين



الناصع الحسب
12-24-2011, 04:56 PM
December 2011 23

شبکة تابناک الأخبارية - جميل ظاهري: عاد بنو أمية مرة اخرى ليرسموا لوحة اجرامهم الدموي البربري الوحشي على غرار ما فعلوا في عاشوراء عام 61 بكربلاء وقطعوا اوصال الامام الحسين بن علي واخوته وابنائه واهل بيته عليهم السلام واصحابه الميامين المنتجبين ومن ثم داسوا بحوافر خيولهم على جثامينهم الدامية تعبيرا منهم على حقدهم الدفين وكراهيتهم الشديدة للرسول الاكرم محمد المصطفى (ص) ورسالته السماوية دين الاسلام الحنيف، ليعيدوا الكرة هذه المرة بالموالين لآل بيت الرسول (ص) في ارض البحرين بدلا من العراق الجريح الذي مزقوا أوصاله وانتهكوا حرمة دماء أبنائه طيلة القرون الماضية خاصة خلال السنوات الثماني الاخيرة.

فها هو الامام علي بن الحسين (ع) امام المؤمنين وسيد الساجدين وزين العابدين شاهد فاجعة كربلاء وراوي أحداثها الدموية والذي نعيش هذه الايام ذكرى استشهاده المؤلمة على يد الغدر الأموي الحاقد كما حل بوالده وجده وعمه عليهم السلام، كيف تم استباحة الحرمات وانتهاكها على أرض طف كربلاء بغدر الدعوة ووعيد النصرة في اصلاح الامة التي عادت الى جاهليتها القبلية ناكرة ومتنكرة للاسلام ورسوله الأمين (ص) ليعبدوا الأوثان ويستعبدوا العباد ويعيثوا في الارض فسادا.

ففعلوا فعلتهم الشنيعة بأهل البيت عليهم السلام بعد ان نقضوا ميثاق الصلح مع الامام الحسن بن علي (ع) ما ان استشهد الاخير عام 50 للهجرة بسم غدر معاوية بن أبي سفيان الذي أنكر الاتفاق الذي وقعه مع الامام (ع) عام 41 للهجرة واخذ البيعة بحد السيف لابنه يزيد الزاني وشارب الخمر، كما فعلها ملك البحرين بعد ان نقض "ميثاق المنامة" والوعود التي اطلقها على نفسه عام 2000 مع كبار زعماء وقادة الشعب البحريني بالاصلاح والتغيير.

فها هم احفاد أبي سفيان، يزيد العصر في السعودية وابن زياد البحرين استعانوا هذه المرة بتجييش الجيوش "قوات درع الجزيرة" من السعودية نحو كربلاء البحرين تدعمهم بذلك فتاوى وعاظ سلاطينهم الوهابيين وفي مقدمتهم "القرضاوي" لاستباحة حرمة دم الانسان المسلم كما استعان بها اجدادهم في الشام والكوفة وفي محرم عام 61 للهجرة بفتوى "شريح" القاضي لاستباحة حرمة حفيد الرسول (ص) وريحانته وسيد شباب اهل الجنة الامام الحسين بن علي عليهما السلام وأهل بيته واصحابه (س).

وتفنن أحفاد أمية وسفيان في عصرنا الحاضر باجرامهم الوحشي والبربري وبشكل عصري حيث اخذوا يستهدفون المتظاهرين والمعارضين بالدهس بالسيارات الحديثة والمتطورة ويقطعوا أوصالهم وأجسادهم بعجلاتها ليعيدوا للذاكرة ما فعله أسلافهم في طف كربلاء باجساد ابطال الاسلام المحمدي الاصيل حيث داسوها بحوافر خيولهم مجسدين بذلك لوحة مارثونية مروعة ما أفجعها وستبقى هذه المأساة فريدة لا مثيل لها في تاريخ البشرية لما تعكسه من حقد دفين وضغينة ودموية وارهاب.

واستباحوا حرمات المساجد فهدموا بيوت الله بجرافاتهم واحرقوا المصاحف بنار حقدهم كما هدم يزيد بن معاوية الكعبة بالمنجنيق واستباحة حرمة المسلمين وهتك الاعراض فيما معتقلات آل خليفة تشهد المنظر ذاته مع حرائر البحرين.

وبدلا من رمي المجاهدين المؤمنين بسهامهم ورماحهم وسيوفهم المصيقلة بالجاهلية والحقد والكراهية نراهم اليوم يستهدفون المتظاهرين المسالمين الابرياء برصاص الشوزن والغازات السامة والقنابل المسيلة للدموع بشكل مباشر ليتساقطوا بالعشرات ويمنعون عنهم حتى الاسعاف والتداوي، واحرقوا ديار المسلمين بقنابلهم المحرمة دوليا كما احرق جيش يزيد وابن زياد خيام حريم رسول الله (ص) في كربلاء ظهر يوم عاشوراء.

ومثلما طعنوا العباس بن علي عليه السلام والعديد من الشهداء الاحرار في واقعة الطف بالاعمدة والقضبان الحديدية عاد احفادهم في البحرين ذات الجريمة ويقتلون محبي آل البيت (ع) صغاراً وكباراً نساءاً ورجالاً بالقضبان الحديدية، واستهدفوا الاطفال الرضع الابرياء الذين لم يبلغوا حتى الايام الستة من أعمارهم بالغازات السامة خوفا منهم ان يكبروا وينزلوا الى الشارع مطالبين بحقوقهم المشروعة في العدالة والمساواة والاصلاح والحرية والديمقراطية، ليعيدوا للرأي العام العالمي ما فعله اجدادهم بطفل الامام الحسين (ع) عبد الله الرضيع الذي لم يبلغ الاشهر الستة من عمره لانه طلب جرعة ماء ليروي عطشه كونه كان ضمن جيش قائد طلب الاصلاح في امة جده الرسول الأكرم (ص).

لكنهم تجاهلوا ويتجاهلون من ان الشعب البحريني الأبي السائر على نهج أبي الأحرار وسيد الشهداء الامام الحسين بن علي (ع) الرافض للظلم والاستسلام والتساوم والانحراف لن يركن للفرعونية والدكتاتورية وسيثبت للتاريخ بانه على نفس الطريق ويحطم السيف بفيض دمائه وتتحكم مناحره بالقرار السياسي ليؤكد للعالم برمته من ان هذا الشعب وفي لدماء كربلاء وستبقى صرخته عالية في السماء تستغيث حتى تحقيق مطالبه المشروعة ويرسموا لوحات بارعة من العزة والفداء والاباء متمسكين بنهج عاشوراء مهما كلفه ذلك ثمنا وسيقدم الغالي والنفيس من اجل اعلاء كلمة الحق والاصلاح كما فعلها امامهم ومقتداهم ومفتداهم الامام الحسين (ع) في كربلاء واخوته واهل بيته (ع) واصحابه المنتجبين(س) ورسموا لوحة لن تمحى من ذاكرة البشرية جمعاء على طول التاريخ، وكما قال الشاعر العراقي البارع المرحوم الجواهري:


فما أبصرت مبدعا كالحسين يخط الحياة بلا إصبع!
ولا عاشق كأبي الفضل يجيد العناق بلا اذرع!!
ولا ساجدا وزين عابد أغرق الترب ماء الأدمع