jameela
12-23-2011, 04:20 PM
ماجلان ولابو لابو
كتب أمين معرفي : القبس
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Authors/e6628fc1-64d6-4673-b6a8-431aa14c42fd_author.jpg
أثناء احدى سفراتي إلى الجزر الفلبينية قمت بجولة في سوق السمك، فدلني البائع على نوع من الاسماك يشبه الهامور، ويطلق عليه «لابو لابو»، فنظرت إلى السمكة بتمعن، حينها سألني:
أتدري لمَ لها فم واسع وأسنان حادة؟
فلم استطع الاجابة عن سؤاله، حينها ضحك ضحكة هستيرية، وقال بكل فخر واعتزاز: كي تأكل ماجلان، فضحك الجميع، ولم أعرف مغزى ذلك، فدفعني الفضول إلى معرفة القصة، فما علاقة ماجلان بالسمكة؟
لا أعتقد ان هناك أحداً على هذه المعمورة لا يعرف ماجلان من أهل الجغرافيا والتاريخ، ولكن هناك كثيرا من الناس لا يعرفون البطل المسلم لابو لابو، فلقد عرف العرب والمسلمون منذ القدم جزر الفلبين، وأطلقوا عليها مسمى جزر المهراج، وانتشر فيها الاسلام على يد التجار العرب والدعاة القادمين من الصين وسومطرة، وكان ذلك عام 1380م، وكان الاسلام قد وصل الى حدود مانيلا، ونظرا لأن الفلبين تتألف مما يربو على 7000 جزيرة، فقد أسلم بعضها والبعض الآخر لم يصله نور
الاسلام والهداية، ففي عام 1521م وصل الاسبان بقيادة ماجلان إلى الفلبين واقام علاقة مع حاكم جزيرة سيبو، وتم عقد اتفاق يقضي بان يوليه ملك الجزر المجاورة تحت التاج الاسباني مقابل ان يساعده على تنصير الشعب الفلبيني، وانتقل الاسبان الى جزيرة صغيرة بالقرب منها، وتدعى جزيرة ماكتان عليها سلطان مسلم يدعى لابو لابو، علم الاسبان باسلام حاكم الجزيرة، فطاردوا نساءها وسطوا على طعام أهلها، فقاومهم الأهالي، فأضرموا النار في اكواخهم وفروا هاربين، رفض لابو لابو الخضوع لماجلان، وحرض سكان الجزر المجاورة عليه، ورأى ماجلان الفرصة المناسبة لاظهار قوته، فذهب بمعية بعض جنوده لتأديبه، فطلب منه الاستسلام قائلا: انني باسم المسيح اطلب منك الاستسلام، ونحن العرق الأبيض أصحاب الحضارة أولى منكم بحكم البلاد، فما كان من لابو لابو الا الرد بأن الدين لله، وان الاله الذي نعبده هو اله كل البشر على اختلاف ألوانهم وأجناسهم ومعتقداتهم.
وفي أحد الايام من عام 1521م اقتربت سفن ماجلان من سواحل الجزيرة، فصمم الأهالي على الوقوف بحزم في وجه الغزاة تحت قيادة الزعيم الشاب لابو لابو، واستعدوا للمواجهة، حينها نزلت القوات الغازية بالقوارب الصغيرة من السفن غير بعيدة عن الشاطئ مدججين بالسلاح في حين تسلح الأهالي بالسهام والرماح المصنوعة من البامبو والسيوف، فتقدم جنود ماجلان من الشاطئ والتقى الجمعان ودارت رحى المعركة، وانقض جنود ماجلان على الأهالي ليمزقوا أجسادهم العارية، ولم يهتموا بالسهام وهي تنهال عليهم من كل حدب وصوب، وتلاحمت السيوف والرماح وحانت لحظة المواجهة بين القائدين، وتوالت الضربات والطعنات حينها سدد البطل لابو لابو طعنة بالرمح لعنق ماجلان، واتبعها بضربة تشق رأسه بالسيف، فسقط مضرجا بدمائه، حينها ارتفعت صيحة المحاربين لابو لابو، وكان سقوط ماجلان كافيا بهز كيان من بقي حيا من جنوده، فأسرعوا خائبين إلى سفنهم، والهرب تاركين خلفهم جثة ماجلان الذين دفن هناك، ولا يزال قبره شاهدا على ذلك حتى الآن.
الفلبينيون يعتبرون لابو لابو بطلا قومياً قاوم الاستعمار، وحفظ لهم كرامتهم وسطر بأحرف من نور المجد تاريخاً لهم، فأقاموا له تمثالاً في مدينة لابو لابو عاصمة جزيرة ماكتان، ويقومون بزيارته ويعيشون اللحظات العطرة بذكريات البطولة والمجد والفخر والكرامة، وللأسف لا يعرف البطل المسلم الا القليل من العرب والمسلمين، في حين ان كثيرا منهم يعرف ماجلان الغازي المعتدي الذي شارك في ارغام كثير من ابناء الفلبين على اعتناق النصرانية، وحارب الاسلام والمسلمين في اصقاع المعمورة، ويحظى بسمعة حسنة في مناهجنا الدراسية لاثباته كروية الأرض.
أمين معرفي
Amin-1951@Hotmail.Com
كتب أمين معرفي : القبس
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Authors/e6628fc1-64d6-4673-b6a8-431aa14c42fd_author.jpg
أثناء احدى سفراتي إلى الجزر الفلبينية قمت بجولة في سوق السمك، فدلني البائع على نوع من الاسماك يشبه الهامور، ويطلق عليه «لابو لابو»، فنظرت إلى السمكة بتمعن، حينها سألني:
أتدري لمَ لها فم واسع وأسنان حادة؟
فلم استطع الاجابة عن سؤاله، حينها ضحك ضحكة هستيرية، وقال بكل فخر واعتزاز: كي تأكل ماجلان، فضحك الجميع، ولم أعرف مغزى ذلك، فدفعني الفضول إلى معرفة القصة، فما علاقة ماجلان بالسمكة؟
لا أعتقد ان هناك أحداً على هذه المعمورة لا يعرف ماجلان من أهل الجغرافيا والتاريخ، ولكن هناك كثيرا من الناس لا يعرفون البطل المسلم لابو لابو، فلقد عرف العرب والمسلمون منذ القدم جزر الفلبين، وأطلقوا عليها مسمى جزر المهراج، وانتشر فيها الاسلام على يد التجار العرب والدعاة القادمين من الصين وسومطرة، وكان ذلك عام 1380م، وكان الاسلام قد وصل الى حدود مانيلا، ونظرا لأن الفلبين تتألف مما يربو على 7000 جزيرة، فقد أسلم بعضها والبعض الآخر لم يصله نور
الاسلام والهداية، ففي عام 1521م وصل الاسبان بقيادة ماجلان إلى الفلبين واقام علاقة مع حاكم جزيرة سيبو، وتم عقد اتفاق يقضي بان يوليه ملك الجزر المجاورة تحت التاج الاسباني مقابل ان يساعده على تنصير الشعب الفلبيني، وانتقل الاسبان الى جزيرة صغيرة بالقرب منها، وتدعى جزيرة ماكتان عليها سلطان مسلم يدعى لابو لابو، علم الاسبان باسلام حاكم الجزيرة، فطاردوا نساءها وسطوا على طعام أهلها، فقاومهم الأهالي، فأضرموا النار في اكواخهم وفروا هاربين، رفض لابو لابو الخضوع لماجلان، وحرض سكان الجزر المجاورة عليه، ورأى ماجلان الفرصة المناسبة لاظهار قوته، فذهب بمعية بعض جنوده لتأديبه، فطلب منه الاستسلام قائلا: انني باسم المسيح اطلب منك الاستسلام، ونحن العرق الأبيض أصحاب الحضارة أولى منكم بحكم البلاد، فما كان من لابو لابو الا الرد بأن الدين لله، وان الاله الذي نعبده هو اله كل البشر على اختلاف ألوانهم وأجناسهم ومعتقداتهم.
وفي أحد الايام من عام 1521م اقتربت سفن ماجلان من سواحل الجزيرة، فصمم الأهالي على الوقوف بحزم في وجه الغزاة تحت قيادة الزعيم الشاب لابو لابو، واستعدوا للمواجهة، حينها نزلت القوات الغازية بالقوارب الصغيرة من السفن غير بعيدة عن الشاطئ مدججين بالسلاح في حين تسلح الأهالي بالسهام والرماح المصنوعة من البامبو والسيوف، فتقدم جنود ماجلان من الشاطئ والتقى الجمعان ودارت رحى المعركة، وانقض جنود ماجلان على الأهالي ليمزقوا أجسادهم العارية، ولم يهتموا بالسهام وهي تنهال عليهم من كل حدب وصوب، وتلاحمت السيوف والرماح وحانت لحظة المواجهة بين القائدين، وتوالت الضربات والطعنات حينها سدد البطل لابو لابو طعنة بالرمح لعنق ماجلان، واتبعها بضربة تشق رأسه بالسيف، فسقط مضرجا بدمائه، حينها ارتفعت صيحة المحاربين لابو لابو، وكان سقوط ماجلان كافيا بهز كيان من بقي حيا من جنوده، فأسرعوا خائبين إلى سفنهم، والهرب تاركين خلفهم جثة ماجلان الذين دفن هناك، ولا يزال قبره شاهدا على ذلك حتى الآن.
الفلبينيون يعتبرون لابو لابو بطلا قومياً قاوم الاستعمار، وحفظ لهم كرامتهم وسطر بأحرف من نور المجد تاريخاً لهم، فأقاموا له تمثالاً في مدينة لابو لابو عاصمة جزيرة ماكتان، ويقومون بزيارته ويعيشون اللحظات العطرة بذكريات البطولة والمجد والفخر والكرامة، وللأسف لا يعرف البطل المسلم الا القليل من العرب والمسلمين، في حين ان كثيرا منهم يعرف ماجلان الغازي المعتدي الذي شارك في ارغام كثير من ابناء الفلبين على اعتناق النصرانية، وحارب الاسلام والمسلمين في اصقاع المعمورة، ويحظى بسمعة حسنة في مناهجنا الدراسية لاثباته كروية الأرض.
أمين معرفي
Amin-1951@Hotmail.Com