القمر الاول
12-18-2011, 12:48 AM
باريس ـ نضال حمادة
تحتل فرنسا درجة متقدمة في استراتيجية مشيخة قطر الصغيرة للحصول على اعتراف دولي بوجودها وكيانها، ولا شك أن المال القطري الآتي من مخزون الغاز الهائل الذي يقبع عليه فقط 170 ألف نسمة، هو تعداد القطريين، يلعب الدور الأكبر في شراء ذمم السياسيين الفرنسيين، وبالتالي في شراء السياسة الفرنسية بخطوطها العريضة.
يقول رجل أعمال فرنسي يعمل في الدوحة "إن القطريين يشترون باستمرار عقود تأمين على الحياة، وهم بالنسبة لعددهم الضئيل أكثر شعب على وجه الأرض يفتح حسابات في شركات تأمين على الحياة في أكثر من مكان في وقت واحد، ويضيف المصرفي الفرنسي على ذمة مجلة "لوبوان الفرنسية" "إنهم أقوياء كثيراً وهم يؤمنون أن كل شيء في هذا الكون قابل للشراء". ينتهي كلام المصرفي.
هذا الكلام يطبقه القطريون حرفياً في فرنسا على الأصعدة كافة، من السياسيين الكبار إلى الصفقات الاقتصادية وشراء العقارات الفخمة في باريس وفي المناطق الفرنسية الأخرى، إلى الدخول في مجال الاستثمار الرياضي حيث اشترت قطر نادي "باريس سان جرمان" العريق، وهذه الصفقة للحقيقة كانت النقطة التي فاض بها الكأس الفرنسي الشعبي على الأقل حالياً. حيث لا يمر يوم من دون أن تجد انتقاداً في الإعلام أو في الأحاديث العامة في المقاهي، حول بيع هذا النادي لبلد أجنبي. وكانت قناة الجزيرة الرياضية قد اشترت جزءاً كبيراً من حقوق البث التلفزيوني لبطولة فرنسا لكرة القدم للأعوام 2012 ـ 2015.
ولا يخفي الفرنسيون الذي يترددون إلى إمارة قطر هذه الأيام وبعضهم يعد من الأصدقاء، منذ زمن طويل القلق الدائم لدى أعضاء العائلة الحاكمة في المشيخة الصغيرة على استمرارية المشيخة ولذلك هم يقومون بكل ما يستطيعون لتشريع وجودهم الدولي عبر الإعلام والاقتصاد، وأخيراً عبر بوابة الرياضة التي وجد فيها آل ثاني طريقاً سهلاً ودعائياً لتشريع وجود هذه الدولة وكيانها وديمومتها. ومن أجل هذا الهدف تبحث قطر عن حلفاء باستمرار، وهي تقوم بدور المستشار الشريك والوسيط في كل شي ولأي كان، للولايات المتحدة، "إسرائيل"، المملكة العربية السعودية، إيران، فرنسا، سوريا، ولبنان.
لقد تمكنت هذه المشيخة من امتلاك سلاح قوي في السياسة وهي قناة "الجزيرة" التي تغطي أنحاء العالم بشبكة كبيرة جداً من المراسلين، والتي تعتبر حالياً وسيلة الإعلام الأكثر تأثيراً ونفوذاً في العالم العربي، وحسب ما أوردته بعض وثائق ويكيليكس فإن "دور قطر ينبع في كثير من الأحيان من مصلحة الأمير الشخصية وأهوائه لا أكثر، وقد نقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية بعض هذه الوثائق بتاريخ 5 كانون الأول/ ديسمبر (2010).
في الحالة الفرنسية المهمة لدولة قطر تعتمد المشيخة على احتياط العملة الذي تملكه المشيخة ويقدر بسبعمئة مليار دولار، هو رصيد القطريين في الخارج، إضافة إلى موجودات البنوك القطرية. ولا شك أن القطريين يعرفون فرنسا جيداً (مؤسساتها، شخصياتها السياسية، شركاتها، نقاط قوتها ونقاط ضعفها) وهم يأتون بكثافة في العطل الصيفية إلى فرنسا، و"قررت قطر شراء فرنسا بكل ما للكلمة من معنى" يقول الباحث في معهد "ايفريي" ديديه بيون.
بهذا المعنى تنقل الصحف الفرنسية يومياً أخباراً عن قيام قطر برشو الطبقة السياسية الفرنسية، الشركات، الضرائب، المدارس الكبرى، الرياضيين، ولا يخفى هنا أن قراراً صدر في بداية عهد الرئيس ساركوزي قضى بإعفاء قطر والمواطنين القطريين من الضرائب عند الشراء والاستثمار في أي مجال من مجالات الاقتصاد الفرنسي المسموح به.
وفي حساب السياسيين الفرنسيين الذين يترددون دائماً إلى الدوحة يمكن تعداد لائحة طويلة لا تحصى نكتفي منها بالأسماء التالية المعتادة على الإقامة في قطر ومنها رئيس الوزراء السابق دومينيك دوفيلبان، عمدة مدينة باريس الصهيوني المثلي برتران دي لانويه، وزير الخارجية السابق فيليب دوست بلازي، وزيرة العدل السابقة رشيدة داتي، الوزيرة السابقة فضيلة عمارة، وزير الداخلية الحالي كلود غيان، جان لويس دوبريه، جيرارد لاشير،هوبير فيدرين، فريديريك ميتران، هيرفيه موران، جان بيار شوفينمان، دومينيك بوديس، جاك لانغ. واللائحة تطول وتطول....
14-12-2011
تحتل فرنسا درجة متقدمة في استراتيجية مشيخة قطر الصغيرة للحصول على اعتراف دولي بوجودها وكيانها، ولا شك أن المال القطري الآتي من مخزون الغاز الهائل الذي يقبع عليه فقط 170 ألف نسمة، هو تعداد القطريين، يلعب الدور الأكبر في شراء ذمم السياسيين الفرنسيين، وبالتالي في شراء السياسة الفرنسية بخطوطها العريضة.
يقول رجل أعمال فرنسي يعمل في الدوحة "إن القطريين يشترون باستمرار عقود تأمين على الحياة، وهم بالنسبة لعددهم الضئيل أكثر شعب على وجه الأرض يفتح حسابات في شركات تأمين على الحياة في أكثر من مكان في وقت واحد، ويضيف المصرفي الفرنسي على ذمة مجلة "لوبوان الفرنسية" "إنهم أقوياء كثيراً وهم يؤمنون أن كل شيء في هذا الكون قابل للشراء". ينتهي كلام المصرفي.
هذا الكلام يطبقه القطريون حرفياً في فرنسا على الأصعدة كافة، من السياسيين الكبار إلى الصفقات الاقتصادية وشراء العقارات الفخمة في باريس وفي المناطق الفرنسية الأخرى، إلى الدخول في مجال الاستثمار الرياضي حيث اشترت قطر نادي "باريس سان جرمان" العريق، وهذه الصفقة للحقيقة كانت النقطة التي فاض بها الكأس الفرنسي الشعبي على الأقل حالياً. حيث لا يمر يوم من دون أن تجد انتقاداً في الإعلام أو في الأحاديث العامة في المقاهي، حول بيع هذا النادي لبلد أجنبي. وكانت قناة الجزيرة الرياضية قد اشترت جزءاً كبيراً من حقوق البث التلفزيوني لبطولة فرنسا لكرة القدم للأعوام 2012 ـ 2015.
ولا يخفي الفرنسيون الذي يترددون إلى إمارة قطر هذه الأيام وبعضهم يعد من الأصدقاء، منذ زمن طويل القلق الدائم لدى أعضاء العائلة الحاكمة في المشيخة الصغيرة على استمرارية المشيخة ولذلك هم يقومون بكل ما يستطيعون لتشريع وجودهم الدولي عبر الإعلام والاقتصاد، وأخيراً عبر بوابة الرياضة التي وجد فيها آل ثاني طريقاً سهلاً ودعائياً لتشريع وجود هذه الدولة وكيانها وديمومتها. ومن أجل هذا الهدف تبحث قطر عن حلفاء باستمرار، وهي تقوم بدور المستشار الشريك والوسيط في كل شي ولأي كان، للولايات المتحدة، "إسرائيل"، المملكة العربية السعودية، إيران، فرنسا، سوريا، ولبنان.
لقد تمكنت هذه المشيخة من امتلاك سلاح قوي في السياسة وهي قناة "الجزيرة" التي تغطي أنحاء العالم بشبكة كبيرة جداً من المراسلين، والتي تعتبر حالياً وسيلة الإعلام الأكثر تأثيراً ونفوذاً في العالم العربي، وحسب ما أوردته بعض وثائق ويكيليكس فإن "دور قطر ينبع في كثير من الأحيان من مصلحة الأمير الشخصية وأهوائه لا أكثر، وقد نقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية بعض هذه الوثائق بتاريخ 5 كانون الأول/ ديسمبر (2010).
في الحالة الفرنسية المهمة لدولة قطر تعتمد المشيخة على احتياط العملة الذي تملكه المشيخة ويقدر بسبعمئة مليار دولار، هو رصيد القطريين في الخارج، إضافة إلى موجودات البنوك القطرية. ولا شك أن القطريين يعرفون فرنسا جيداً (مؤسساتها، شخصياتها السياسية، شركاتها، نقاط قوتها ونقاط ضعفها) وهم يأتون بكثافة في العطل الصيفية إلى فرنسا، و"قررت قطر شراء فرنسا بكل ما للكلمة من معنى" يقول الباحث في معهد "ايفريي" ديديه بيون.
بهذا المعنى تنقل الصحف الفرنسية يومياً أخباراً عن قيام قطر برشو الطبقة السياسية الفرنسية، الشركات، الضرائب، المدارس الكبرى، الرياضيين، ولا يخفى هنا أن قراراً صدر في بداية عهد الرئيس ساركوزي قضى بإعفاء قطر والمواطنين القطريين من الضرائب عند الشراء والاستثمار في أي مجال من مجالات الاقتصاد الفرنسي المسموح به.
وفي حساب السياسيين الفرنسيين الذين يترددون دائماً إلى الدوحة يمكن تعداد لائحة طويلة لا تحصى نكتفي منها بالأسماء التالية المعتادة على الإقامة في قطر ومنها رئيس الوزراء السابق دومينيك دوفيلبان، عمدة مدينة باريس الصهيوني المثلي برتران دي لانويه، وزير الخارجية السابق فيليب دوست بلازي، وزيرة العدل السابقة رشيدة داتي، الوزيرة السابقة فضيلة عمارة، وزير الداخلية الحالي كلود غيان، جان لويس دوبريه، جيرارد لاشير،هوبير فيدرين، فريديريك ميتران، هيرفيه موران، جان بيار شوفينمان، دومينيك بوديس، جاك لانغ. واللائحة تطول وتطول....
14-12-2011