yasmeen
12-17-2011, 06:18 AM
http://www.alraimedia.com/Resources/ArticlesPictures/2011/11/29/1.7.jpg
http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/articlefiles/NM/204969-2p1.jpg
د. حسن عبد الله عباس - الراي
النائب رئيس مجلس الأمة السابق السيد احمد السعدون «العرّاب» (بطبيعة حاله) أكثر وأشهر من يستخدم المفردات التالية: «مشروع سرقة بلد، دمار، حرية، قوانين البلد، ديموقراطية، والله لاصعدك المنصة»، كلمات ثورية عنيفة لا تسمعها إلا من غيفارا والمختار وويليام والاس، كلمات تهز الأركان والوجدان.
فمثلاً بمجرد أن استلم وزير الداخلية احمد الحمود وفي اول جلسة، صرخ السعدون ونهره بصوت جهوري قوي فتّاك مزلزل: «اقععععد، تو الناس»، وأيضا زفه: «اسكت انت قاعد في بيت الأمة»، وحينما تكلم الوزير من غير دور زعق فيه: «اسسسكتتتت، اطلب الحديث وتكلم»، وعلّق ساخراً: «الصداميين ما سكتونا، تبي تسكتنا ااانت»!
فبعد تنبيهنا بأن الأمور كلها دستور وقوانين ونظام، والتحذير من الفتن والمخططات التخريبية وتوصيلها لسماء الأحزان والمصائب والاهوال، اسأله أين الصوت المرعب عندما دخل الزملاء في المعارضة بيت الأمة على حد تعبيره، لماذا صوتك صار يعاني من البحة وبلعومك من الكحة والحكة؟!
بيت الأمة عزيز، فهو عزيز على انتهاك وزير الداخلية كما هو عزيز على انتهاك زملاء السعدون. فإما أن تسكت وتحترم الوزير بتجاوزه على بيت الأمة كما تجاوز ربعك عليه، أو تنهر وتصرخ وترفع صوتك بالترهيب والتوبيخ «وتمسح فيهم القاع» كما فعلت بالوزير!
ثم فاتتني نقطة: هل من ربط بين اقتحام المعارضة وتصريحه الشهير قبل يوم من الأربعاء الأسود: «الربيع العربي ليس بعيدا عن الكويت»!
وبما أنه الأخبر دستوريا، والأكثر حرقة على البلد والنظام، نتساءل: زملاء العم صرخوا وولولوا أيام الثورة البحرينية بضرورة ضرب الناس هناك وضرورة إرسال الجيوش، وأشعلوها ناراً وحرباً ضروساً على ناصر المحمد وقالوا ما لم يقله مالك في الخمر، فأين الزعيم؟
أقول لكم، الأمر عند العم كان مختلفاً تماماً، خرمس وهدوء وضوء شمعة يمزّق الظلام في ليلة رومانسية أول الشهر فُقد فيها القمر!
لم أسمع منه شيئا سوى مقابلة يتيمة مع «الراي»، وأبدى وجهة نظر «خجولة جدا» بتأييده للثورة البحرينية، لكنه ترك لسانه (مسلم البراك) ليشارك ويصرخ ويرهب في ساحة التغيير مع بقية أفراد المعارضة.
العم بو عبدالعزيز اكثر الناس خبرة ودراية وعلماً وفهماً وحلماً وعملاً وقولاً وفعلاً وتقريراً بالدستور. لكن بمجرد أن ازيل ناصر المحمد وحُل مجلس الأمة وما شاب ذلك من شبهات دستورية، وجدنا أنفسنا يتامى بلا مداخلات للعم!
الجميل في الأمر أنه قبل الحل حذّر من الحكومة وأنها خطر على الانتخابات. اليوم، «آآآآمنة»! آمنة مع أنني لم أجد التغيير سوى ناصر المحمد!
آخر فقرة، اترككم مع نكتة ظريفة ولنرسم الابتسامة على الوجوه. صرّح العم بو عبدالعزيز بعد آخر لقاء جمعه بالأمير حفظه الله: «سمعاً وطاعة لسمو الأمير»!
د. حسن عبدالله عباس
كاتب كويتي
hasabba@gmail.com
http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/articlefiles/NM/204969-2p1.jpg
د. حسن عبد الله عباس - الراي
النائب رئيس مجلس الأمة السابق السيد احمد السعدون «العرّاب» (بطبيعة حاله) أكثر وأشهر من يستخدم المفردات التالية: «مشروع سرقة بلد، دمار، حرية، قوانين البلد، ديموقراطية، والله لاصعدك المنصة»، كلمات ثورية عنيفة لا تسمعها إلا من غيفارا والمختار وويليام والاس، كلمات تهز الأركان والوجدان.
فمثلاً بمجرد أن استلم وزير الداخلية احمد الحمود وفي اول جلسة، صرخ السعدون ونهره بصوت جهوري قوي فتّاك مزلزل: «اقععععد، تو الناس»، وأيضا زفه: «اسكت انت قاعد في بيت الأمة»، وحينما تكلم الوزير من غير دور زعق فيه: «اسسسكتتتت، اطلب الحديث وتكلم»، وعلّق ساخراً: «الصداميين ما سكتونا، تبي تسكتنا ااانت»!
فبعد تنبيهنا بأن الأمور كلها دستور وقوانين ونظام، والتحذير من الفتن والمخططات التخريبية وتوصيلها لسماء الأحزان والمصائب والاهوال، اسأله أين الصوت المرعب عندما دخل الزملاء في المعارضة بيت الأمة على حد تعبيره، لماذا صوتك صار يعاني من البحة وبلعومك من الكحة والحكة؟!
بيت الأمة عزيز، فهو عزيز على انتهاك وزير الداخلية كما هو عزيز على انتهاك زملاء السعدون. فإما أن تسكت وتحترم الوزير بتجاوزه على بيت الأمة كما تجاوز ربعك عليه، أو تنهر وتصرخ وترفع صوتك بالترهيب والتوبيخ «وتمسح فيهم القاع» كما فعلت بالوزير!
ثم فاتتني نقطة: هل من ربط بين اقتحام المعارضة وتصريحه الشهير قبل يوم من الأربعاء الأسود: «الربيع العربي ليس بعيدا عن الكويت»!
وبما أنه الأخبر دستوريا، والأكثر حرقة على البلد والنظام، نتساءل: زملاء العم صرخوا وولولوا أيام الثورة البحرينية بضرورة ضرب الناس هناك وضرورة إرسال الجيوش، وأشعلوها ناراً وحرباً ضروساً على ناصر المحمد وقالوا ما لم يقله مالك في الخمر، فأين الزعيم؟
أقول لكم، الأمر عند العم كان مختلفاً تماماً، خرمس وهدوء وضوء شمعة يمزّق الظلام في ليلة رومانسية أول الشهر فُقد فيها القمر!
لم أسمع منه شيئا سوى مقابلة يتيمة مع «الراي»، وأبدى وجهة نظر «خجولة جدا» بتأييده للثورة البحرينية، لكنه ترك لسانه (مسلم البراك) ليشارك ويصرخ ويرهب في ساحة التغيير مع بقية أفراد المعارضة.
العم بو عبدالعزيز اكثر الناس خبرة ودراية وعلماً وفهماً وحلماً وعملاً وقولاً وفعلاً وتقريراً بالدستور. لكن بمجرد أن ازيل ناصر المحمد وحُل مجلس الأمة وما شاب ذلك من شبهات دستورية، وجدنا أنفسنا يتامى بلا مداخلات للعم!
الجميل في الأمر أنه قبل الحل حذّر من الحكومة وأنها خطر على الانتخابات. اليوم، «آآآآمنة»! آمنة مع أنني لم أجد التغيير سوى ناصر المحمد!
آخر فقرة، اترككم مع نكتة ظريفة ولنرسم الابتسامة على الوجوه. صرّح العم بو عبدالعزيز بعد آخر لقاء جمعه بالأمير حفظه الله: «سمعاً وطاعة لسمو الأمير»!
د. حسن عبدالله عباس
كاتب كويتي
hasabba@gmail.com