الشيخ الحجاري
12-16-2011, 12:13 PM
http://img85.imageshack.us/img85/8726/ppmgmglomgnlgknmg.jpg
http://up.rabe7.com/get-4-2010-0b7gwvqx.jpg
((بَيـــــــانٌ عاجِــــــــلٌ))
((سِيناريُو قِصَـة يُوسُـف (ع) المَعرُوضَة فِي قَـَناةِ الكَوْثـَرِ الفَضائِيَـة))
هِيَّ مِـنْ تَفاسِيرِ العَلامَة المُحَقِق الشَيخُ الحَجاري الرُمَيثِي مِـنْ العِـراق
وَلِلبيانِ: فَلَوْ وَضَعتـُم كُلَّ سَطْرٍ مِنها مَعَ جَمِيع مَـنْ فَسَرَها مِـنْ فَطاحِلِ
العُلَماءِ الأوَلِيـنَ وَالآخَرِين أسْـوَةً بِقَلَـمِ الشَيْخ الحَجاري لَـمْ تَجِـدُوا لَهُم
قَلَماً لامِعاً يُعَـبِرُ عَنها بإخْلاصٍ عَمِيقٍ عَـنْ مَا يُطابِق مَعَ مَا يُطابِق فِـي
كُلِّ حَلَقَةٍ مِنَ المُسَلْسَلِ الإيرانِي المَعرُوضِ عَنها تَمْثِيلاً فِي قَناةِ الكَوْثَرِ
الفَضائِيَة,, ولَقـَد نَسَخَ الإيرانِيُونَ مِنْ تَفسِير الشَيْخ الحَجارِي ( 75 )
بالمِئَةِ تَمثِيلاً لِهذهِ القِصَة وَاعتَمَدُوا عَلى النِسْبَةِ المُتَبَقِيَة مِنْ التَفاسِير
اتَخَذوها مِنْ أهْلِ الكِتابِ اليَهُود؟؟
2ــ وَلِبَيانِ التَحقِيق وَالمُقارَنَة بِرَفعِ مَّنْ شَكَ بزَواجِ يُوسُف مِنْ زُلَيْخَة؟
اعتَرَضَ الشَيْخُ الحَجاري عَلى ذلِكَ وَأبْرَأَ نَفسَهُ وَقال هذا الأثرُ لَمْ يَثبِِت
عَنْ النَبِّي صَلى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ فإنَهُ مَأخُوذ عَنْ أهْلِ الكِتابِ الذِينَ جَعَلُوا
لِلتَوراةِ مُعجِزَةً لِزُلَيْخَةََ بأنَ اللهَ أرْجَعَها بَعدَ صَبْرِها مِنْ عُشْقِها لِيُوسُفَ
إلى صِباها المُزْدَهِر بِجَمالِها الأوَل, غَرَضَهُم تَزيِّيفُ القُرآن؟؟
فلَمْ نَقِـف عَلى دَلِيلٍ يَثبت مَا ذَكَرَهُ بَعـض المُفَسِرينَ بِزَواجِ يُوسُف مِـنْ
زُلَيْخَةَ اتَخَذها اللهُ زَوْجاً لِنَبِيِّهِ بَعدَ أنْ عَذَبَتهُ فِي السِجْنِ سِنِناً حَتى قالَت
(لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِـينٍ) فهـذا المَشْهَدُ التابِع لِلروايَةِ الواهِيَة مُختَلَقٌ مِـنَ
الكِذبِ عَلى الأنبِياءِ,,
وَأقول: وَإنْ صَحَت تِلكَ الرِوايَـةِ بِنَقلِها, وَإنْ صَدَقَت أقـلامُ العُلَماءِ إنَها
مُعجِزَةٌ صَدَقوها بعِقُولِهِم لإثباتِ نبُوَةِ يُوسُفَ أمامَ قَوْمٍ سَحَرَتهُم الكَهَنَةََ
بآلِهَتِهِم,, لَوْ ثَبَتَ ذلِك مَعَ بَيانِ تِلْكَ الواقِعَةِ بإشْادَةِ الحَقِيقَةِ وَالعِلَةِ التِي
تَرَشَحَت مِنها المُعجِزَة بِزَواجِ يُوسُـف مِـنْ زُلَيْخَةَ بَعـدَ إنْ كانَت هَرِمَـةً
يَتَدارَكها المَوْت فَلَـنْ يَترُكَ اللهُ تَعالى مِنْ دُعاءِ يُوسُفَ لَها لأنزَلَ بِحَقِها
آيَـةً تـُثِيرُ الناسَ الكافِرينَ إعجاباً بِرَبِّ يُوسُف حِينَمَا قامَت مِنْ ساعَتِها
ذاتُ بَصَرٍ حَدِيدٍ, وَجِسْمٌ سَلِيمٍ, وَوَجْهٌ مُضِيءٍ وَهِيَّ فِي عِزِّ صِباها بِكْراً
http://i68.servimg.com/u/f68/12/08/50/06/clip_i10.gif
نَعرِضُ لَكُم تَفسِيرُ الحَلَقةَ (15)
يُوسُفُ في البِئْـرِ وَمَعَهُ جُبرائِيلَ
نَرْجُـو مُتابَعَـة القِصَــة بالكامِـلِ
عَلى الرَوابِطِ فِي أدنـاه, وَشُـكْراً
http://i68.servimg.com/u/f68/12/08/50/06/clip_i10.gif
الجِزْءُ الثالِث مِنْ تَفسِيرِنا
(يُوسُفُ فِي البِئْرِ يَحُول بِعينِهِ يَمِيناً وَشِمالاً)
http://up.arab-x.com/July09/sn792605.jpg
http://i1106.photobucket.com/albums/h376/HohoSaid/Basm%20Allh%20001/Basm%20Allh%20002/0050.png
لَّمَا أبْعَدُوا الأخَوةَ العَشْرَةَ عَنْ قِرى يَعقُوبَ أمْيلاً طَرَحُوا يُوسُف أرْضاً
وَوَضَعُوا أقدامَهُم عَلى صَـدرِهِ, وَأظْهَرُوا لَـهُ مَا فِـي أنْفـُسِهِم عَداوَتِهِم
وَجَعَلُوا يَضْرِبُونَهُ ضَرْبَةً واحِدَةً, وَكُلَّمَا اسْتَغاثَ بِأحَدٍ مِنهُم زادُوا عَلَيهِ
الضَرْب فَصاحَ بأعلى صَوْتِـهِ يا أبَتاه لَـوْ رَأيْتَ مَا يَصْنَعُونَ بِيَّ لَحَزَنتَ
وَبَكَيْتَ بُكاءَ الثُكْلى لاَ يَنقَطِعُ أبَداً,,
فأخَذَ شَمْعُون بِذُؤابَتِهِ بِشِمالِهِ وَالسِكِينُ بِيَمِينِهِ وَهُم مِنْ حَوْلِـهِ يُنادِونَهُ
أُقَطْعَ رَأسَه: فَقالَ لَهُم يُوسُف, وَهُـوَ يَجِرُ بآخِـرِ أنفاسِهِ مِـنْ أثـَرِ آلَمِـهِ
يا أوْلادَ يَعقُوب لَمْ يَخْطِرُ عَلى بالِي أنْ أفَكِـرَ يَوْماً بأعدائِي هُمْ أخْوَتِي؟
وَعَطَشَ عَطَشاً شِدِيداً وَقالَ: اسْقـُونِّي دِرْعَةً مِنْ مـاءٍ قَبْـلَ أنْ تَقتِلُونِّي
قالـُوا يُسْقِيكَ يَعقُوب جُرْعَةً فَـلاَّ تَظْمَأَ بَعدَها أبَـداً, فَعَمَدُوا إلى مَا زَوَّدَهُ
أبُوهُ مِنْ طَعامٍ أطْعَمُوهُ لِلكِلابِ,,
فَعاتَبَ أخاهُ يَهُوذا وَقالَ: أتَقِّ اللهَ يا كَبِيرَهُم أَتَخْلِي بَيْنِّي وَبَيْنَ مَنْ يُرِيد
قَتلِى قَالَ لاَ يَجِبُ عَلَيَّ إنْ أحُولَ دُونَ قَتلِكَ فإنَهُم يَقتِلُونَنِي مَعَكَ: وَلكِنْ
أُدْخُلَ تَحتَ عَباءَتِي لأُحفَظُكَ مِنهُم فقَالَ شَمْعُونَ لأخِيهِ يَهُوذا مَّاذا تَفعَلَ
بِهذا الوَلَد كَأنَكَ رَجَعتَ عَنْ عَهْدِكَ: قالَ, الرِجُوعُ عَنْ العَهْدِ أهْـوَنُ مِنْ
وَقعِ القَتلِ الذِي لَيْسَ فِيهِ رِضَا اللهِ فإنْ أَرِدْتُم قَتلَهُ فاقتِلُونِي مَعَهُ فإنَنِّي
أأبَّى قِتالَكُم وَلكِنْ أُريـدُ أنْ أعُـودَ إدراجَ يُوسُف إلى البَيْت بعدَمَا أخَـذتُ
عَهْداً عَلَيهِ أنْ لاّ يُفْشِيَّ خَبَراً إلى أبيهِ بِمَا جَرى مِنكُم عَليْهِ, قالُوا: إنَكَ
تَحْلُم, لاّ نَسْمَحُ لَكَ بإعادَتِهِ إلى يَعقـُوب حَتى لَـوْ اضْطِرُرِنَّا عَلى قََتلِكُمَا
فلَّمَا عَلِمُوا الأخْوَةَ مِنْ أبِيهِم إنَ أراضِيَّهُم مُذأبَـةٌ بالسِباعِ الضارَيةِ قالَ
شَمْعُون رَأسُ كِلْمَتِهِم (اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا) وَقُولُوا لأبِيكُم
أكَلَهُ الذِئْبُ, وَمِـنْ بَعـدِ أيامٍ (يَخْلُ لَكُـمْ وَجْـهُ أَبِيكُمْ) بَعـدَ أنْ يَنسى أثـار
الجَريمَة مِنْ أيامِ حُزْنِهِ عَلى يُوسُف (وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ)
بالتَوبَةِ وَالتَضَرُعِ إلى اللهِ تَعالى عَمّا جِئْتُم بهِ مِنَ الذِنبِ المَكْذُوبِ عَلى
أبِيكُم لِيُغفِرَ عَنْ مَا وَقَعَ مِنْكُم بإبعادِ يُوسُف عَنْهُ وَحُزنَهُ عَلَيهِ,,
أوَلَيْسَ إنَها تَوْبَةٌ فاسِدَةٌ مِمّا بيَتُوها فِي صِدُورِهِم إلى حِينٍ وَجَعَلُوا لَها
ضَماناً عَلـى اللـَّهِ لِيَنالَهُم بالمَغفِـرَةِ مِـنْ بَعـدِ وَقعِهِـم فِـي الذَنـْبِ بإبعـادِ
يُوسُف عَـنْ أبيـهِ, فَأنْساهُم الشَيْطانُ نَظائِرَ قََوْلَـه تَعالى بِقابِيلَ وَهابِيلَ
وَقال (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا
وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)
الآيَـة دالَةٌ لاّ تَحتاجُ إلى تَبايِّنٍ وَالمَعنى يَجِرُها بأوْلادِ يَعقُوب العَشْرَةَ؟؟
حِينَ تَقرَّبا هابِيلَ وَقابِيلَ إلى اللهِ بشَيءٍ مِنْ زَواجِهِما, فتَقبَلَ اللهُ تَعالى
قُربانَ هابِيلَ لإيمانِهِ, وَلَـمْ يَتَقبَلَ قـُربانَ الآخَـر ذلِكَ لِعَدَمِ إيمانِهِ, فحَسَدَ
أخاهُ وَتوَعَدَهُ بالقَتلِ حِقداً عَلَيْهِ بِذلِك,, فرَدَ عَلَيْهِ هابِيلَ مُبَيِّناً لَهُ لاَ يَقبَلَ
اللهُ عَمَلاً إلاّ مِنَ المُخْلَصِينَ ثـُمَ قالَ مُؤكِداً لَهُ وَهُوَ مُطمَئِنٌ (لَئِنْ بَسَطْتَ
إِلـَيَّ يَـدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَـا بِبَاسِطٍ يَـدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُـلَكَ إِنِّـي أَخَـافُ اللَّهَ رَبَّ
الْعَالَمِينَ)(المائِدة:28)
وَعَلى هـذا النَـبَأُ العَظِيم الوارِد (قَالَ قَائِـلٌ مِنْهُـمْ) وَهُـوَ كَبيـرَهُم يَهُـوذا
(لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ) يا أوْلادَ يَعقوب إنَ اللهَ تَعالى يَأبَّى القَتلُ وَنُحنُ أوْلاد
النَبِّيُّ التَقِيُّ الصَفِيُّ بـنَ إسْحاقَ بنَ إبْراهِيمَ خَلِيلُ اللـَّه, لَقد سَمِعنَّا أَبانَّا
يَقُول أنَ أراضِيَّنا مُذأبَةٌ بالسِباعِ الضاريةِ وَإنَ يُوسفَ أخٌ لَنَّا وَهُوَ غُلامٌ
صَغِيرٌ لَـمْ يَرتَكِبَ جُرْمـاً يَسْتَحِقُ القَتلَ عَليهِ (وَأَلْقـُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُـبِّ)
الذِي يَبعِـدُ عَـنْ قَريَتِنَّا أمْيالاً وَأنتـُم عَلى مَقرَبَـةٍ مِنْهُ عَسى أنْ (يَلْتَقِطْهُ
بَعْضُ السَّيَّارَةِ) المَّارَةِ الغـُرَباءِ إذا ألْقى وَارِدَهُم دَلْـوَّهُ فِي البئْـرِ فيَغتَنِمَ
مِـنْ يُوسُف وَيَأخْـذهُ مَعَهُ فَيَكُونَ بَعِيـداً عَـنْ عِيُونِكُم (إِنْ كُنْتـُمْ فَاعِلِينَ)
مُصِرينَ عَلى إبعادِهِ عَنْ مَحَبَةِ أبيهِ فعِنَدَها يَتَحَقَقُ غَرَضَكُم بالفِعلِ دُونَ
قَتلِهِ, وَمِنْ ثـُمَ اذهَبُوا إلى أَبيكُم وَقولـُوا أكلَّهُ الذِئْـبُ وَمّا لَـهُ حِجَّةٌ عَلَيَّ
وَعَليْكُم بِمّا صَرحَ عَنهُ حِينَ قالَ لَنَّـا: إنِّي أخافُ أنْ يَأكُلَهُ الذئِبُ وَلكِنَنا
قََـَد ضَمَّنا لَـهُ أَنْ لاّ يَأكُلَهُ الذِئِبُ وَنَحنُ عُصْْبَةٌ مِنْ حَوْلِهِ لِقوَتِنَّا, فَشاءَ
قَدَرَهُ بالمَوْتِ الذِي لاّ مُحالَ لِعَدِدِنا حَوْلَهُ بِنَجاتِهِ مِنَ الذِئْبِ,,
وَقالَ نَفَتالِي: إنِّي أعلَمُ بالبِئْرِ مالِحاً فَتَجْتَنِبُ مِنهُ القَوافِل, قالَ شَمعُون
وَلَوْ كانَ ذلِكَ أريدُ إبعادَهُ عَنْ أبيهِ وَكُلَمَّا كانَ مالِحاً تَتجَنَبَهُ القَوافِل هُوَ
أفضَلُ لَنَّا بمَوْتِهِ مِنْ أنْ يَغتِنِمُوه,,
وَاجْتَمَعُوا عَلى تَصدِيقِ رَأيِّ أخِيهِم يَهُوذا, ثُمَ أخَذُوا طَريقَهُم إلى الجُبِّ
وَمَا بَيَتـُوا لِيُوسُفَ حَتى تَكَشَّفَت نِيَات صِدُورَهُم, وَغَلـُظُّت أكْبادَهُم مِنهُ
بِحِقدٍ دَفِينٍ فجَّرَدُوهُ مِنْ قمِيصٍ لَهُ وَبَقِيَّ آخَرٌ ثُمَ طَرَحُوهُ أرْضاً وَرَبَطُوهُ
مِنْ يَداه وَشَتَمُوه بمُحتَقَرِهِم, وَهُوَ يَصِيحُ يا أَبَتاه فَلاَ تَأخُذَهُم رَأفـَةً, أوْ
شَفَقَةً عَلَيْهِ لِِصُغرِ سِنِهِ, فَشَنـُوا عَلَيهِ حَمْلَةً واحِدَةً لِيَقذِفُوهُ بالبِئْرِ وَكانَ
بَيْنَ أيْدِيهِم كَالطَيْـر الذِي يُرَفرِفُ بِجناحَيْهِ وَهُـوَ يَصِيحُ وَيَصْرَخُ وَيَقُول
لاَ تَقذفُونِي فإنِّي أخافُ ظُلْمَةَ البِئْـرِ, فَاسْتَنجَدَ بأخِيهِ يَهُـوذا, فَحالَ بَينَهُ
وَقالَ تَمَهَلُوا عَنِّي قَلِيلاً لأَسْمَعَ مِنهُ مَاذا يَقُول: فَقالَ يُوسُف أخِي يَهُوذا
إنِّي أحبُكَ وَأحِـبُ سَريرَتـُكَ, وَأحِـبُ أخَوَتِي جَمِيعاً بِرُغـْمِ جُرْمِهِم الـذِي
اقتَرَفوه بِحَقِي, وَأيُ جُـرْمٍ ارتَكَبْتَهُ لأسْتَحِقَ بِـهِ هـذا المَـوْت,, وَعلَمُوا
جَيِّداً أنَّا لاَ أُريدُ أنْ يُصِيبَكُم مَكْرُوهٍ بَسَبَبِي فإنْ أرِدتُم قَتلِي فَاحذَرُوا أنْ
يَطَلِعَ أبِّي عَلى الظُلْمِ الذِي نَزَلَ بِيَّ مِنْ أيدِكُم, وَلاَّ تَخْبِرُوا بِـهِ أحَـدٌ مِنَ
الناسِ مَخافةً أنْ يَعلَـمَ نَبِّيُ اللـَّهَ يَعقوب, فإنْ سَمَعَ مَا حَـلَّ بِـيَّ سَـوفَ
يَلْعَنَكُم وَيُفنِيكُم عَنْ آخِرَكُم, وَعلَمُوا جَيِّداً مَا جَرى وَيَجْري اليَومْ لَيْسَ
خافِياً أبَداً عَلى اللهِ مَازَلتُ أنَّا المُبَشَرُ المَوعُود مِنْ دُونِكُم لِرسالَةِ رَبِّي
حَتى أراكُم ساجِدِينَ, فَـلاَّ يَخْدَعَكُم الشَيطانُ بِمَّا خُيِّـلَ لَكُم بأنَنِّي أمُـوت
حَتى وَإنْ قَذفتِمُونِي بِسَبْعَةٍ آبارٍ مِثلُ هذا البِئْر لَنْ أمُوتَ سَوفَ أنادِيكُم
وَأنَّا فِي رَحمَةِ رَبِّي,,
فَتـُوبُوا إلى اللـَّهِ لِكَيْ يُقِيكُم عَـذاباً مُسْتَطِيراً جَزاءَ ظُلْمِكُم لَوَلَـدٍ عاجِـزٍ
ضَعِيفٍ لاَ حِيلَةَ لَـهُ بَيْـنَ عَشَرَةِ ذِئابٍ أشْقِياءٍ, فإنَ عَذلَكُم هـذا لاَ يُبَشِرُ
بِخَيْرٍ كَمَا تَعلَمُونَ أنَ وَالِدِي يَعقُوب قالَ: إنَ اللـَّهَ اصْطفاكَ رَسُولاً نَبِّياً
وَأنتـُم تَعلَمُونَ ذلِك وَتَظلِمُونَنِّي عَلى هـذا النَحُـو,, فإنَنِّي أخْشى عَلَيْكُم
يا بَنِّي إسْرائِيلَ أنْ يَكُونَ هـذا دَأبَكُم مَعَ اللاحِقِينَ مِنْ أنبِيائِكُم كَمَا كانَ
دَأبُ قابِيلَ عَمَّا فَعَلَ بِقَتلِ هابِيلَ وَجَـرى عَليهِ القَلْمُ,, إنَ الجَريِمَةَ التِي
اقتَرَفتِمُوها بِنَبِّيٍّ مَوعُودٍ تَأنِفُ مِنْها السِباعُ الضارِيَة أنْ تَقتَرِفها بِحَقِّ
طَريدَةٍ تَلْحَقُها, وَلَقـَد أحيَيْتـُم مِنْ جَدِيـدٍ سُـنَةَ العاري بِسَفكِ قابيلَ بـِدَمِّ
أخِيهِ هابِيلَ, فَاترِكُونِي إنِّي أوْعِدَكُم سَوْفَ أبعِـدُ عَنْ عِيُـونِ أبِّي دَهـْراً
فَلَمْ تَرُونَنِّي بَعدَ ساعَةٍ,,
http://up.arab-x.com/July09/wqx91996.jpg
فَقالَ شَمْعُون: أتَخْدَعَنَّا بِمُكْرِكَ يا بـْنَ راحِيل: فـَلاَ يُشْفيَّ لَـنَّا غَلِيلاً مِنْكَ
حَتى نَراكَ مَيِّتاً فَرَمُوه فِي غَيابَةِ الجُبِّ الذِي يُسَّمى جُبّاً لِبُعدِهِ عَنْ قِرى
يَعقوبَ أمْيالاً: فَلَّمَا بَلَغَ نِصْف البِئْـر قََََطَعُـوا الحَّبْلَ لِيَسْقـطَ فِيـهِ وَيَمُوت
وَهُـوَ يَصيحُ أغِثنِّي يا رَّب, فَسَّقَطَ فِي الماءِ وَغـُطِسَ ثَلاثُ مَراتٍ حَتى
شَهِقَ بآخِرِ زَفِيرِ لَهُ مِنْ أنفاسِهِ, فَيَأِسَ إنَهُ لاَ مُحالَ لِنَجاتِهِ؟؟
فَنادُوه ثَلاثـاً فَلَـمْ يََسْمَعُوا صَوْتاً لَـهُ, فَطْمَئِنَت قلُوبَهُم, وَأطفَئُوا وَقـْدَتَ
أكبادَهُم حِينَ قَرَعَتْ رَجَةُ المِياهِ أسْماعَهُم وَانقَطَعَتْ أنْفاسَه فانْصَرَفوا
عَنهُ وَبَقِيَّ يَهُوذاً يَبْكِي عَليهِ,,
فَأخْرَجَ اللـَّهُ صَخْرَةً مِنْ قََََعـْرِ البِئْـرِ فَسَقَطَ عَلَيْها يُوسُـف قَبْـلَ أنْ يَصِلَ
قََعرَهُ فَرَفَعَتهُ بِمَشِيئَِتِهِ تَعالى عَلى سَطْحِ الماءِ وَهُوَ مَغْمِيٌ عَلَيْهِ كالنائِمِ
فَرَأى فِي غُشَيانِهِ شَيْخاً عَلَيْهِ سِماءَ المُتَقِينَ فَقالَ مَنْ طَرَحَكَ فِي الجُّبِ
هذا؟ قالَ إخْوَتِي مِنْ أبِّى، قالَ وَلِّمَه فَعَلُوا بِكَ؟ قالَ: حَسَدُونِّي لِمَنزِلَتِي
مِنْ أبِّي، قالَ أتَحُبَّ أنْ تَخْرُجَ مِنَ الجُـبِّ؟ قالَ نَعَـم: فَانتَبَهَ يُوسُف مِـنْ
مَآقِهِ وَبَكِيَّ مُتَعَجِباً كَيْفَ نَجِّـا مِـنْ أمْرِهِم يُفَكِـرُ وَهُـوَ خائِفٌ مِـنْ ظُلْمَةِ
البَئْرِ وَوَحشَتِه, وَقالَ أيْـنَ أنـْتَ أيُها الرَجـلُ, فَناداهُ جُبْريـلَ مِـنْ وَراءِ
الحُجِبِ سَوفَ أعُودُ لَكَ عَنْ قَريبٍ,,
http://www.jamejamonline.ir/Media/images/1387/01/24/100935673210.jpg
فَناداهُ يَهُـوذا لِيَتَحَقَقَ مِـنْ مَوْتِـهِ وَحَياتِـهِ: فظَّنَ يُوسُف أنَها رَحمَةٌ قََـَد
أَدرَكَتهُم فأجابَهُ وَقالَ: أخْبِرَهُم يا يَهُوذا إنِّي لَـمْ أمُوت, فإنْ أخْرَجُونِّي
مِنْ ظُلْمَةِ البِئْـرِ سَأكُونُ كَمَّا وَعَدتَهُم بَعِيداً عَنْ أبِّي لِيَتَحَقَقَ هَدَفَهُم بِمّا
يُريدُونَ ذلِك؟ فأسْرَعَ إلَيْهِم يَهُوذا راكِضاً يَصِحُ يُوسُف حَـياً أدرَكَهُ اللهَ
مِنْ مَوْتِكُم فهَمُوا لِيَرضِخُوه بِصَخْرَةٍ عاتِيَةٍ؟ فَمَنعَهُم يَهُوذا: وَقالَ (لاَّ)
أعطَيْتِمُونِّي مَوْثِقاً أنْ لاَ تَقتِلُوه حَتى لاَّيَنتَقِضَ عَهْدِي مَعَكُم بِمَّا لاَأُفشِيَّ
عَنكُم سِّراً لأِبِيكُم بِمَّا جَرى مِنكُم عَلَيْه,,
http://www.ct-7ob.com/vb/imgcache/2/16646alsh3er.jpg (http://www.aspidernet.net/vb)
وَيُوسُفُ يَحُول بِعَينَِيهِ يَمِيناً وَشِمالاً فـَلاّ يَجِـدُ أمامَهُ إلاّ ماءاً راكِـداً قَـَدْ
يَرى فِيهِ خَيالَهُ الكاسِف, وَهُوَ يُفكِـرُ بِمِحنَتِهِ إذا جاعَ مَـنْ ذا الذِي يَسِدُ
حاجَتَهُ بالطَعامِ إنَهُ يَنتَظِرُ فرَجَ اللهِ وَلُطْفَه بِـهِ وَبدَعوَةِ يُوسُف اقتَربَتْ
مِنهُ رَحمَة اللهِ فألْطَفهُ بمَلائِكَةٍ يُؤْنِسُوهُ بِمِحنَتِهِ وَجُبْريلَ مَعَهُم فَأُضِيءَ
لَهُ البِئْرَ وَعَذِبَّ مَاؤَهُ وَكُلَمَّا شَرِّبَ مِنهُ أغْناهُ عَنْ الطَعامِ,,
فَرَأى يَعقُوب فِي مَنامِهِ لَيْلَةَ غِيابِ وَلـدِه يُوسُف يَتَناهَشُوه أخوَتَهُ وَهُم
عَلى صُوَّرِ الذِئابِ, فَعَبَرَ رُأياه لاَ بِحُسْبانَ الاهتِداءِ الذِي خَدَعُوهُ بأخْذِهِ
مِنهُ,, وَغَضَبَ اللـَّهُ عَليْهِم بِـمَّا فَعَلـُوا بِيُوسُـفَ: وَقالَ (وَأَوْحَيْنَا إِلَيْـهِ)
رَسُولَنَا الأمِينُ جُبْريلُ أيَخْبرَ يُوسُف إخوَتَهُ قَبْـلَ انصِرافِهِم مِـنَ البِئْـرِ
وَقـالَ (لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُـمْ لا يَشْعُرُونَ) بإيحاءِ اللـَّهِ إلَيكَ: فأنَّا
جُبْريلُ أْرْسِلْتُ لأِعَلِمُكَ الرِّسالَةَ وَالإلْهامَ وَالكَلامَ الخَفِيِّ السَماوِّي وَقالَ
أنَتَ مِنْ فَرَجٍ وَمَخْرَجٍ مِنْ هـذِهِ الشِدَةِ العَصِيَة, فَـلاّ تَخْشى مِنْ أخوَتِكَ
إنَهُم عَلى مَقرَبَـةٍ مِنَ البِئْـرِ مُلَطَخِينَ قََمِيصُكَ بِدَمِ شاةٍ مَكْذُوبٍ لِيَكُونَ
أمْشى لِعُذرِهِـم لاّ لِغَدرِهِم بأنَـكَ مَأكُـول الذِئْـب وَهُـم حائِـرُونَ بِكَيْدِهِم
المَكْشُوف لاّ يَسْتَطِيعُونَ الرِجُوعِ إلى أبيهِـم يَنتَظِرُونَ حَتـى يُداخِلـُهُم
اللَّّيْلُ البَهِيم,,
قالَ يُوسُفُ يا أمِينَ الله: هَلْ عَلى يُوسُفَ أنْ يَبْقى فِي قَعـْرِ هذِهِ البئْرَ
قالَ وَلِماذا تَسْألُ عَنْ ذلِكَ, فالأمْرُ لَكَ فِي نَفسِكَ يا يُوسُف أنْ تُسَيِّرُها
بِمَّا تَكُونَ فِي خارِجِ البِئْرِ أمْ فِي داخِلِها,, قالَ وَلكِن طابَ قَلْبِّي شَوْقـاً
لِلقاءِ أبِّي,,
قالَ جُبْرِيلُ: إذا قَـَد كُنتَ فارَقتَ أبُوكَ سُوَيعاتٌ مِنَ النَهارِ فإنَ الحَبِيبَ
الفَرْدَ هُنَّا مِنْ حَوْلِكَ يُحِيطُكَ بِرَحمَتِهِ يا يُوسُف,,
قالَ: وَمَا الذِي يَجْري عَلى أبِّي بَعدَ فَقدِي, قالَ يَجْري عَلَيْهِ مَا يَجْري
عَلى مَـنْ كانَ بَـلاءَ عَهْـدَهُ بِفقدانِ حَبيبَه,, قـالَ هَـلْ ألتَقِي بِأبِِّـي بَعـدَ
خرُوجِي مِنْ هُنَّا؟ قالَ جَبْرِيلُ: حَتى يَكتَمِلُ عُودَكَ وَلَقـَد قَـَدَرَ اللـَّهُ لَكَ
الأحَد شَيْئاً آخَراً لاَ يَنبَغِي لَكَ أنْ تَعُودَ إلى أحضانِ أبيكَ يَعقُوبَ النَبِّي
إلاَّ بَعدَ ثَلاثِينَ عاماً وَنَيْفاً,,
فَهذا الإيحاءُ إمَّا يَكُونَ قَسَـمٌ مِـنْ يُوسُفَ أنْ يُنْبِئَهُم بالفِعلِِ الذِي فَعلُوهُ
بِمِحنَتِهِ إيـاه لِشِدَةِ فَجْعِهِ وَفظاعَتِهِ وَهُـم لاّ يَشْعِـرُون, وَإمَّـا أنْ يَكُـونَ
إرْسالُ مَلائِكةٍ يُؤْنِسُوهُ بِمْحنَتِهِ فِي البِئْرِ إلى حِينٍ مَعلُومٍ,,
فَلَمَّا سَمَعُوهُ يُنادِيهُم بـِسْمِهِ تَعالى إنَكُم لَخاسِرُونَ, شَمَتُوا بهِ وَأطفئُوا
وَقدَّتَ أحقادَهُم بِمّا قَدَرُوا وَالأقدارُ تَضْحكُ لاّ يَعلَمُونَ عَنْ أمْرِِ اللهِ إنَهُ
غالِبٌ عَلى أمْرِهِم بِمّا يَفعَلُونَ وَيَصنَعُونَ,,
http://i68.servimg.com/u/f68/12/08/50/06/clip_i10.gif
رَجاءً إنزِل تَحت وَتابع تَكْمِلَة التَفسِير
http://up.rabe7.com/get-4-2010-0b7gwvqx.jpg
((بَيـــــــانٌ عاجِــــــــلٌ))
((سِيناريُو قِصَـة يُوسُـف (ع) المَعرُوضَة فِي قَـَناةِ الكَوْثـَرِ الفَضائِيَـة))
هِيَّ مِـنْ تَفاسِيرِ العَلامَة المُحَقِق الشَيخُ الحَجاري الرُمَيثِي مِـنْ العِـراق
وَلِلبيانِ: فَلَوْ وَضَعتـُم كُلَّ سَطْرٍ مِنها مَعَ جَمِيع مَـنْ فَسَرَها مِـنْ فَطاحِلِ
العُلَماءِ الأوَلِيـنَ وَالآخَرِين أسْـوَةً بِقَلَـمِ الشَيْخ الحَجاري لَـمْ تَجِـدُوا لَهُم
قَلَماً لامِعاً يُعَـبِرُ عَنها بإخْلاصٍ عَمِيقٍ عَـنْ مَا يُطابِق مَعَ مَا يُطابِق فِـي
كُلِّ حَلَقَةٍ مِنَ المُسَلْسَلِ الإيرانِي المَعرُوضِ عَنها تَمْثِيلاً فِي قَناةِ الكَوْثَرِ
الفَضائِيَة,, ولَقـَد نَسَخَ الإيرانِيُونَ مِنْ تَفسِير الشَيْخ الحَجارِي ( 75 )
بالمِئَةِ تَمثِيلاً لِهذهِ القِصَة وَاعتَمَدُوا عَلى النِسْبَةِ المُتَبَقِيَة مِنْ التَفاسِير
اتَخَذوها مِنْ أهْلِ الكِتابِ اليَهُود؟؟
2ــ وَلِبَيانِ التَحقِيق وَالمُقارَنَة بِرَفعِ مَّنْ شَكَ بزَواجِ يُوسُف مِنْ زُلَيْخَة؟
اعتَرَضَ الشَيْخُ الحَجاري عَلى ذلِكَ وَأبْرَأَ نَفسَهُ وَقال هذا الأثرُ لَمْ يَثبِِت
عَنْ النَبِّي صَلى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ فإنَهُ مَأخُوذ عَنْ أهْلِ الكِتابِ الذِينَ جَعَلُوا
لِلتَوراةِ مُعجِزَةً لِزُلَيْخَةََ بأنَ اللهَ أرْجَعَها بَعدَ صَبْرِها مِنْ عُشْقِها لِيُوسُفَ
إلى صِباها المُزْدَهِر بِجَمالِها الأوَل, غَرَضَهُم تَزيِّيفُ القُرآن؟؟
فلَمْ نَقِـف عَلى دَلِيلٍ يَثبت مَا ذَكَرَهُ بَعـض المُفَسِرينَ بِزَواجِ يُوسُف مِـنْ
زُلَيْخَةَ اتَخَذها اللهُ زَوْجاً لِنَبِيِّهِ بَعدَ أنْ عَذَبَتهُ فِي السِجْنِ سِنِناً حَتى قالَت
(لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِـينٍ) فهـذا المَشْهَدُ التابِع لِلروايَةِ الواهِيَة مُختَلَقٌ مِـنَ
الكِذبِ عَلى الأنبِياءِ,,
وَأقول: وَإنْ صَحَت تِلكَ الرِوايَـةِ بِنَقلِها, وَإنْ صَدَقَت أقـلامُ العُلَماءِ إنَها
مُعجِزَةٌ صَدَقوها بعِقُولِهِم لإثباتِ نبُوَةِ يُوسُفَ أمامَ قَوْمٍ سَحَرَتهُم الكَهَنَةََ
بآلِهَتِهِم,, لَوْ ثَبَتَ ذلِك مَعَ بَيانِ تِلْكَ الواقِعَةِ بإشْادَةِ الحَقِيقَةِ وَالعِلَةِ التِي
تَرَشَحَت مِنها المُعجِزَة بِزَواجِ يُوسُـف مِـنْ زُلَيْخَةَ بَعـدَ إنْ كانَت هَرِمَـةً
يَتَدارَكها المَوْت فَلَـنْ يَترُكَ اللهُ تَعالى مِنْ دُعاءِ يُوسُفَ لَها لأنزَلَ بِحَقِها
آيَـةً تـُثِيرُ الناسَ الكافِرينَ إعجاباً بِرَبِّ يُوسُف حِينَمَا قامَت مِنْ ساعَتِها
ذاتُ بَصَرٍ حَدِيدٍ, وَجِسْمٌ سَلِيمٍ, وَوَجْهٌ مُضِيءٍ وَهِيَّ فِي عِزِّ صِباها بِكْراً
http://i68.servimg.com/u/f68/12/08/50/06/clip_i10.gif
نَعرِضُ لَكُم تَفسِيرُ الحَلَقةَ (15)
يُوسُفُ في البِئْـرِ وَمَعَهُ جُبرائِيلَ
نَرْجُـو مُتابَعَـة القِصَــة بالكامِـلِ
عَلى الرَوابِطِ فِي أدنـاه, وَشُـكْراً
http://i68.servimg.com/u/f68/12/08/50/06/clip_i10.gif
الجِزْءُ الثالِث مِنْ تَفسِيرِنا
(يُوسُفُ فِي البِئْرِ يَحُول بِعينِهِ يَمِيناً وَشِمالاً)
http://up.arab-x.com/July09/sn792605.jpg
http://i1106.photobucket.com/albums/h376/HohoSaid/Basm%20Allh%20001/Basm%20Allh%20002/0050.png
لَّمَا أبْعَدُوا الأخَوةَ العَشْرَةَ عَنْ قِرى يَعقُوبَ أمْيلاً طَرَحُوا يُوسُف أرْضاً
وَوَضَعُوا أقدامَهُم عَلى صَـدرِهِ, وَأظْهَرُوا لَـهُ مَا فِـي أنْفـُسِهِم عَداوَتِهِم
وَجَعَلُوا يَضْرِبُونَهُ ضَرْبَةً واحِدَةً, وَكُلَّمَا اسْتَغاثَ بِأحَدٍ مِنهُم زادُوا عَلَيهِ
الضَرْب فَصاحَ بأعلى صَوْتِـهِ يا أبَتاه لَـوْ رَأيْتَ مَا يَصْنَعُونَ بِيَّ لَحَزَنتَ
وَبَكَيْتَ بُكاءَ الثُكْلى لاَ يَنقَطِعُ أبَداً,,
فأخَذَ شَمْعُون بِذُؤابَتِهِ بِشِمالِهِ وَالسِكِينُ بِيَمِينِهِ وَهُم مِنْ حَوْلِـهِ يُنادِونَهُ
أُقَطْعَ رَأسَه: فَقالَ لَهُم يُوسُف, وَهُـوَ يَجِرُ بآخِـرِ أنفاسِهِ مِـنْ أثـَرِ آلَمِـهِ
يا أوْلادَ يَعقُوب لَمْ يَخْطِرُ عَلى بالِي أنْ أفَكِـرَ يَوْماً بأعدائِي هُمْ أخْوَتِي؟
وَعَطَشَ عَطَشاً شِدِيداً وَقالَ: اسْقـُونِّي دِرْعَةً مِنْ مـاءٍ قَبْـلَ أنْ تَقتِلُونِّي
قالـُوا يُسْقِيكَ يَعقُوب جُرْعَةً فَـلاَّ تَظْمَأَ بَعدَها أبَـداً, فَعَمَدُوا إلى مَا زَوَّدَهُ
أبُوهُ مِنْ طَعامٍ أطْعَمُوهُ لِلكِلابِ,,
فَعاتَبَ أخاهُ يَهُوذا وَقالَ: أتَقِّ اللهَ يا كَبِيرَهُم أَتَخْلِي بَيْنِّي وَبَيْنَ مَنْ يُرِيد
قَتلِى قَالَ لاَ يَجِبُ عَلَيَّ إنْ أحُولَ دُونَ قَتلِكَ فإنَهُم يَقتِلُونَنِي مَعَكَ: وَلكِنْ
أُدْخُلَ تَحتَ عَباءَتِي لأُحفَظُكَ مِنهُم فقَالَ شَمْعُونَ لأخِيهِ يَهُوذا مَّاذا تَفعَلَ
بِهذا الوَلَد كَأنَكَ رَجَعتَ عَنْ عَهْدِكَ: قالَ, الرِجُوعُ عَنْ العَهْدِ أهْـوَنُ مِنْ
وَقعِ القَتلِ الذِي لَيْسَ فِيهِ رِضَا اللهِ فإنْ أَرِدْتُم قَتلَهُ فاقتِلُونِي مَعَهُ فإنَنِّي
أأبَّى قِتالَكُم وَلكِنْ أُريـدُ أنْ أعُـودَ إدراجَ يُوسُف إلى البَيْت بعدَمَا أخَـذتُ
عَهْداً عَلَيهِ أنْ لاّ يُفْشِيَّ خَبَراً إلى أبيهِ بِمَا جَرى مِنكُم عَليْهِ, قالُوا: إنَكَ
تَحْلُم, لاّ نَسْمَحُ لَكَ بإعادَتِهِ إلى يَعقـُوب حَتى لَـوْ اضْطِرُرِنَّا عَلى قََتلِكُمَا
فلَّمَا عَلِمُوا الأخْوَةَ مِنْ أبِيهِم إنَ أراضِيَّهُم مُذأبَـةٌ بالسِباعِ الضارَيةِ قالَ
شَمْعُون رَأسُ كِلْمَتِهِم (اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا) وَقُولُوا لأبِيكُم
أكَلَهُ الذِئْبُ, وَمِـنْ بَعـدِ أيامٍ (يَخْلُ لَكُـمْ وَجْـهُ أَبِيكُمْ) بَعـدَ أنْ يَنسى أثـار
الجَريمَة مِنْ أيامِ حُزْنِهِ عَلى يُوسُف (وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ)
بالتَوبَةِ وَالتَضَرُعِ إلى اللهِ تَعالى عَمّا جِئْتُم بهِ مِنَ الذِنبِ المَكْذُوبِ عَلى
أبِيكُم لِيُغفِرَ عَنْ مَا وَقَعَ مِنْكُم بإبعادِ يُوسُف عَنْهُ وَحُزنَهُ عَلَيهِ,,
أوَلَيْسَ إنَها تَوْبَةٌ فاسِدَةٌ مِمّا بيَتُوها فِي صِدُورِهِم إلى حِينٍ وَجَعَلُوا لَها
ضَماناً عَلـى اللـَّهِ لِيَنالَهُم بالمَغفِـرَةِ مِـنْ بَعـدِ وَقعِهِـم فِـي الذَنـْبِ بإبعـادِ
يُوسُف عَـنْ أبيـهِ, فَأنْساهُم الشَيْطانُ نَظائِرَ قََوْلَـه تَعالى بِقابِيلَ وَهابِيلَ
وَقال (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا
وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)
الآيَـة دالَةٌ لاّ تَحتاجُ إلى تَبايِّنٍ وَالمَعنى يَجِرُها بأوْلادِ يَعقُوب العَشْرَةَ؟؟
حِينَ تَقرَّبا هابِيلَ وَقابِيلَ إلى اللهِ بشَيءٍ مِنْ زَواجِهِما, فتَقبَلَ اللهُ تَعالى
قُربانَ هابِيلَ لإيمانِهِ, وَلَـمْ يَتَقبَلَ قـُربانَ الآخَـر ذلِكَ لِعَدَمِ إيمانِهِ, فحَسَدَ
أخاهُ وَتوَعَدَهُ بالقَتلِ حِقداً عَلَيْهِ بِذلِك,, فرَدَ عَلَيْهِ هابِيلَ مُبَيِّناً لَهُ لاَ يَقبَلَ
اللهُ عَمَلاً إلاّ مِنَ المُخْلَصِينَ ثـُمَ قالَ مُؤكِداً لَهُ وَهُوَ مُطمَئِنٌ (لَئِنْ بَسَطْتَ
إِلـَيَّ يَـدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَـا بِبَاسِطٍ يَـدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُـلَكَ إِنِّـي أَخَـافُ اللَّهَ رَبَّ
الْعَالَمِينَ)(المائِدة:28)
وَعَلى هـذا النَـبَأُ العَظِيم الوارِد (قَالَ قَائِـلٌ مِنْهُـمْ) وَهُـوَ كَبيـرَهُم يَهُـوذا
(لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ) يا أوْلادَ يَعقوب إنَ اللهَ تَعالى يَأبَّى القَتلُ وَنُحنُ أوْلاد
النَبِّيُّ التَقِيُّ الصَفِيُّ بـنَ إسْحاقَ بنَ إبْراهِيمَ خَلِيلُ اللـَّه, لَقد سَمِعنَّا أَبانَّا
يَقُول أنَ أراضِيَّنا مُذأبَةٌ بالسِباعِ الضاريةِ وَإنَ يُوسفَ أخٌ لَنَّا وَهُوَ غُلامٌ
صَغِيرٌ لَـمْ يَرتَكِبَ جُرْمـاً يَسْتَحِقُ القَتلَ عَليهِ (وَأَلْقـُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُـبِّ)
الذِي يَبعِـدُ عَـنْ قَريَتِنَّا أمْيالاً وَأنتـُم عَلى مَقرَبَـةٍ مِنْهُ عَسى أنْ (يَلْتَقِطْهُ
بَعْضُ السَّيَّارَةِ) المَّارَةِ الغـُرَباءِ إذا ألْقى وَارِدَهُم دَلْـوَّهُ فِي البئْـرِ فيَغتَنِمَ
مِـنْ يُوسُف وَيَأخْـذهُ مَعَهُ فَيَكُونَ بَعِيـداً عَـنْ عِيُونِكُم (إِنْ كُنْتـُمْ فَاعِلِينَ)
مُصِرينَ عَلى إبعادِهِ عَنْ مَحَبَةِ أبيهِ فعِنَدَها يَتَحَقَقُ غَرَضَكُم بالفِعلِ دُونَ
قَتلِهِ, وَمِنْ ثـُمَ اذهَبُوا إلى أَبيكُم وَقولـُوا أكلَّهُ الذِئْـبُ وَمّا لَـهُ حِجَّةٌ عَلَيَّ
وَعَليْكُم بِمّا صَرحَ عَنهُ حِينَ قالَ لَنَّـا: إنِّي أخافُ أنْ يَأكُلَهُ الذئِبُ وَلكِنَنا
قََـَد ضَمَّنا لَـهُ أَنْ لاّ يَأكُلَهُ الذِئِبُ وَنَحنُ عُصْْبَةٌ مِنْ حَوْلِهِ لِقوَتِنَّا, فَشاءَ
قَدَرَهُ بالمَوْتِ الذِي لاّ مُحالَ لِعَدِدِنا حَوْلَهُ بِنَجاتِهِ مِنَ الذِئْبِ,,
وَقالَ نَفَتالِي: إنِّي أعلَمُ بالبِئْرِ مالِحاً فَتَجْتَنِبُ مِنهُ القَوافِل, قالَ شَمعُون
وَلَوْ كانَ ذلِكَ أريدُ إبعادَهُ عَنْ أبيهِ وَكُلَمَّا كانَ مالِحاً تَتجَنَبَهُ القَوافِل هُوَ
أفضَلُ لَنَّا بمَوْتِهِ مِنْ أنْ يَغتِنِمُوه,,
وَاجْتَمَعُوا عَلى تَصدِيقِ رَأيِّ أخِيهِم يَهُوذا, ثُمَ أخَذُوا طَريقَهُم إلى الجُبِّ
وَمَا بَيَتـُوا لِيُوسُفَ حَتى تَكَشَّفَت نِيَات صِدُورَهُم, وَغَلـُظُّت أكْبادَهُم مِنهُ
بِحِقدٍ دَفِينٍ فجَّرَدُوهُ مِنْ قمِيصٍ لَهُ وَبَقِيَّ آخَرٌ ثُمَ طَرَحُوهُ أرْضاً وَرَبَطُوهُ
مِنْ يَداه وَشَتَمُوه بمُحتَقَرِهِم, وَهُوَ يَصِيحُ يا أَبَتاه فَلاَ تَأخُذَهُم رَأفـَةً, أوْ
شَفَقَةً عَلَيْهِ لِِصُغرِ سِنِهِ, فَشَنـُوا عَلَيهِ حَمْلَةً واحِدَةً لِيَقذِفُوهُ بالبِئْرِ وَكانَ
بَيْنَ أيْدِيهِم كَالطَيْـر الذِي يُرَفرِفُ بِجناحَيْهِ وَهُـوَ يَصِيحُ وَيَصْرَخُ وَيَقُول
لاَ تَقذفُونِي فإنِّي أخافُ ظُلْمَةَ البِئْـرِ, فَاسْتَنجَدَ بأخِيهِ يَهُـوذا, فَحالَ بَينَهُ
وَقالَ تَمَهَلُوا عَنِّي قَلِيلاً لأَسْمَعَ مِنهُ مَاذا يَقُول: فَقالَ يُوسُف أخِي يَهُوذا
إنِّي أحبُكَ وَأحِـبُ سَريرَتـُكَ, وَأحِـبُ أخَوَتِي جَمِيعاً بِرُغـْمِ جُرْمِهِم الـذِي
اقتَرَفوه بِحَقِي, وَأيُ جُـرْمٍ ارتَكَبْتَهُ لأسْتَحِقَ بِـهِ هـذا المَـوْت,, وَعلَمُوا
جَيِّداً أنَّا لاَ أُريدُ أنْ يُصِيبَكُم مَكْرُوهٍ بَسَبَبِي فإنْ أرِدتُم قَتلِي فَاحذَرُوا أنْ
يَطَلِعَ أبِّي عَلى الظُلْمِ الذِي نَزَلَ بِيَّ مِنْ أيدِكُم, وَلاَّ تَخْبِرُوا بِـهِ أحَـدٌ مِنَ
الناسِ مَخافةً أنْ يَعلَـمَ نَبِّيُ اللـَّهَ يَعقوب, فإنْ سَمَعَ مَا حَـلَّ بِـيَّ سَـوفَ
يَلْعَنَكُم وَيُفنِيكُم عَنْ آخِرَكُم, وَعلَمُوا جَيِّداً مَا جَرى وَيَجْري اليَومْ لَيْسَ
خافِياً أبَداً عَلى اللهِ مَازَلتُ أنَّا المُبَشَرُ المَوعُود مِنْ دُونِكُم لِرسالَةِ رَبِّي
حَتى أراكُم ساجِدِينَ, فَـلاَّ يَخْدَعَكُم الشَيطانُ بِمَّا خُيِّـلَ لَكُم بأنَنِّي أمُـوت
حَتى وَإنْ قَذفتِمُونِي بِسَبْعَةٍ آبارٍ مِثلُ هذا البِئْر لَنْ أمُوتَ سَوفَ أنادِيكُم
وَأنَّا فِي رَحمَةِ رَبِّي,,
فَتـُوبُوا إلى اللـَّهِ لِكَيْ يُقِيكُم عَـذاباً مُسْتَطِيراً جَزاءَ ظُلْمِكُم لَوَلَـدٍ عاجِـزٍ
ضَعِيفٍ لاَ حِيلَةَ لَـهُ بَيْـنَ عَشَرَةِ ذِئابٍ أشْقِياءٍ, فإنَ عَذلَكُم هـذا لاَ يُبَشِرُ
بِخَيْرٍ كَمَا تَعلَمُونَ أنَ وَالِدِي يَعقُوب قالَ: إنَ اللـَّهَ اصْطفاكَ رَسُولاً نَبِّياً
وَأنتـُم تَعلَمُونَ ذلِك وَتَظلِمُونَنِّي عَلى هـذا النَحُـو,, فإنَنِّي أخْشى عَلَيْكُم
يا بَنِّي إسْرائِيلَ أنْ يَكُونَ هـذا دَأبَكُم مَعَ اللاحِقِينَ مِنْ أنبِيائِكُم كَمَا كانَ
دَأبُ قابِيلَ عَمَّا فَعَلَ بِقَتلِ هابِيلَ وَجَـرى عَليهِ القَلْمُ,, إنَ الجَريِمَةَ التِي
اقتَرَفتِمُوها بِنَبِّيٍّ مَوعُودٍ تَأنِفُ مِنْها السِباعُ الضارِيَة أنْ تَقتَرِفها بِحَقِّ
طَريدَةٍ تَلْحَقُها, وَلَقـَد أحيَيْتـُم مِنْ جَدِيـدٍ سُـنَةَ العاري بِسَفكِ قابيلَ بـِدَمِّ
أخِيهِ هابِيلَ, فَاترِكُونِي إنِّي أوْعِدَكُم سَوْفَ أبعِـدُ عَنْ عِيُـونِ أبِّي دَهـْراً
فَلَمْ تَرُونَنِّي بَعدَ ساعَةٍ,,
http://up.arab-x.com/July09/wqx91996.jpg
فَقالَ شَمْعُون: أتَخْدَعَنَّا بِمُكْرِكَ يا بـْنَ راحِيل: فـَلاَ يُشْفيَّ لَـنَّا غَلِيلاً مِنْكَ
حَتى نَراكَ مَيِّتاً فَرَمُوه فِي غَيابَةِ الجُبِّ الذِي يُسَّمى جُبّاً لِبُعدِهِ عَنْ قِرى
يَعقوبَ أمْيالاً: فَلَّمَا بَلَغَ نِصْف البِئْـر قََََطَعُـوا الحَّبْلَ لِيَسْقـطَ فِيـهِ وَيَمُوت
وَهُـوَ يَصيحُ أغِثنِّي يا رَّب, فَسَّقَطَ فِي الماءِ وَغـُطِسَ ثَلاثُ مَراتٍ حَتى
شَهِقَ بآخِرِ زَفِيرِ لَهُ مِنْ أنفاسِهِ, فَيَأِسَ إنَهُ لاَ مُحالَ لِنَجاتِهِ؟؟
فَنادُوه ثَلاثـاً فَلَـمْ يََسْمَعُوا صَوْتاً لَـهُ, فَطْمَئِنَت قلُوبَهُم, وَأطفَئُوا وَقـْدَتَ
أكبادَهُم حِينَ قَرَعَتْ رَجَةُ المِياهِ أسْماعَهُم وَانقَطَعَتْ أنْفاسَه فانْصَرَفوا
عَنهُ وَبَقِيَّ يَهُوذاً يَبْكِي عَليهِ,,
فَأخْرَجَ اللـَّهُ صَخْرَةً مِنْ قََََعـْرِ البِئْـرِ فَسَقَطَ عَلَيْها يُوسُـف قَبْـلَ أنْ يَصِلَ
قََعرَهُ فَرَفَعَتهُ بِمَشِيئَِتِهِ تَعالى عَلى سَطْحِ الماءِ وَهُوَ مَغْمِيٌ عَلَيْهِ كالنائِمِ
فَرَأى فِي غُشَيانِهِ شَيْخاً عَلَيْهِ سِماءَ المُتَقِينَ فَقالَ مَنْ طَرَحَكَ فِي الجُّبِ
هذا؟ قالَ إخْوَتِي مِنْ أبِّى، قالَ وَلِّمَه فَعَلُوا بِكَ؟ قالَ: حَسَدُونِّي لِمَنزِلَتِي
مِنْ أبِّي، قالَ أتَحُبَّ أنْ تَخْرُجَ مِنَ الجُـبِّ؟ قالَ نَعَـم: فَانتَبَهَ يُوسُف مِـنْ
مَآقِهِ وَبَكِيَّ مُتَعَجِباً كَيْفَ نَجِّـا مِـنْ أمْرِهِم يُفَكِـرُ وَهُـوَ خائِفٌ مِـنْ ظُلْمَةِ
البَئْرِ وَوَحشَتِه, وَقالَ أيْـنَ أنـْتَ أيُها الرَجـلُ, فَناداهُ جُبْريـلَ مِـنْ وَراءِ
الحُجِبِ سَوفَ أعُودُ لَكَ عَنْ قَريبٍ,,
http://www.jamejamonline.ir/Media/images/1387/01/24/100935673210.jpg
فَناداهُ يَهُـوذا لِيَتَحَقَقَ مِـنْ مَوْتِـهِ وَحَياتِـهِ: فظَّنَ يُوسُف أنَها رَحمَةٌ قََـَد
أَدرَكَتهُم فأجابَهُ وَقالَ: أخْبِرَهُم يا يَهُوذا إنِّي لَـمْ أمُوت, فإنْ أخْرَجُونِّي
مِنْ ظُلْمَةِ البِئْـرِ سَأكُونُ كَمَّا وَعَدتَهُم بَعِيداً عَنْ أبِّي لِيَتَحَقَقَ هَدَفَهُم بِمّا
يُريدُونَ ذلِك؟ فأسْرَعَ إلَيْهِم يَهُوذا راكِضاً يَصِحُ يُوسُف حَـياً أدرَكَهُ اللهَ
مِنْ مَوْتِكُم فهَمُوا لِيَرضِخُوه بِصَخْرَةٍ عاتِيَةٍ؟ فَمَنعَهُم يَهُوذا: وَقالَ (لاَّ)
أعطَيْتِمُونِّي مَوْثِقاً أنْ لاَ تَقتِلُوه حَتى لاَّيَنتَقِضَ عَهْدِي مَعَكُم بِمَّا لاَأُفشِيَّ
عَنكُم سِّراً لأِبِيكُم بِمَّا جَرى مِنكُم عَلَيْه,,
http://www.ct-7ob.com/vb/imgcache/2/16646alsh3er.jpg (http://www.aspidernet.net/vb)
وَيُوسُفُ يَحُول بِعَينَِيهِ يَمِيناً وَشِمالاً فـَلاّ يَجِـدُ أمامَهُ إلاّ ماءاً راكِـداً قَـَدْ
يَرى فِيهِ خَيالَهُ الكاسِف, وَهُوَ يُفكِـرُ بِمِحنَتِهِ إذا جاعَ مَـنْ ذا الذِي يَسِدُ
حاجَتَهُ بالطَعامِ إنَهُ يَنتَظِرُ فرَجَ اللهِ وَلُطْفَه بِـهِ وَبدَعوَةِ يُوسُف اقتَربَتْ
مِنهُ رَحمَة اللهِ فألْطَفهُ بمَلائِكَةٍ يُؤْنِسُوهُ بِمِحنَتِهِ وَجُبْريلَ مَعَهُم فَأُضِيءَ
لَهُ البِئْرَ وَعَذِبَّ مَاؤَهُ وَكُلَمَّا شَرِّبَ مِنهُ أغْناهُ عَنْ الطَعامِ,,
فَرَأى يَعقُوب فِي مَنامِهِ لَيْلَةَ غِيابِ وَلـدِه يُوسُف يَتَناهَشُوه أخوَتَهُ وَهُم
عَلى صُوَّرِ الذِئابِ, فَعَبَرَ رُأياه لاَ بِحُسْبانَ الاهتِداءِ الذِي خَدَعُوهُ بأخْذِهِ
مِنهُ,, وَغَضَبَ اللـَّهُ عَليْهِم بِـمَّا فَعَلـُوا بِيُوسُـفَ: وَقالَ (وَأَوْحَيْنَا إِلَيْـهِ)
رَسُولَنَا الأمِينُ جُبْريلُ أيَخْبرَ يُوسُف إخوَتَهُ قَبْـلَ انصِرافِهِم مِـنَ البِئْـرِ
وَقـالَ (لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُـمْ لا يَشْعُرُونَ) بإيحاءِ اللـَّهِ إلَيكَ: فأنَّا
جُبْريلُ أْرْسِلْتُ لأِعَلِمُكَ الرِّسالَةَ وَالإلْهامَ وَالكَلامَ الخَفِيِّ السَماوِّي وَقالَ
أنَتَ مِنْ فَرَجٍ وَمَخْرَجٍ مِنْ هـذِهِ الشِدَةِ العَصِيَة, فَـلاّ تَخْشى مِنْ أخوَتِكَ
إنَهُم عَلى مَقرَبَـةٍ مِنَ البِئْـرِ مُلَطَخِينَ قََمِيصُكَ بِدَمِ شاةٍ مَكْذُوبٍ لِيَكُونَ
أمْشى لِعُذرِهِـم لاّ لِغَدرِهِم بأنَـكَ مَأكُـول الذِئْـب وَهُـم حائِـرُونَ بِكَيْدِهِم
المَكْشُوف لاّ يَسْتَطِيعُونَ الرِجُوعِ إلى أبيهِـم يَنتَظِرُونَ حَتـى يُداخِلـُهُم
اللَّّيْلُ البَهِيم,,
قالَ يُوسُفُ يا أمِينَ الله: هَلْ عَلى يُوسُفَ أنْ يَبْقى فِي قَعـْرِ هذِهِ البئْرَ
قالَ وَلِماذا تَسْألُ عَنْ ذلِكَ, فالأمْرُ لَكَ فِي نَفسِكَ يا يُوسُف أنْ تُسَيِّرُها
بِمَّا تَكُونَ فِي خارِجِ البِئْرِ أمْ فِي داخِلِها,, قالَ وَلكِن طابَ قَلْبِّي شَوْقـاً
لِلقاءِ أبِّي,,
قالَ جُبْرِيلُ: إذا قَـَد كُنتَ فارَقتَ أبُوكَ سُوَيعاتٌ مِنَ النَهارِ فإنَ الحَبِيبَ
الفَرْدَ هُنَّا مِنْ حَوْلِكَ يُحِيطُكَ بِرَحمَتِهِ يا يُوسُف,,
قالَ: وَمَا الذِي يَجْري عَلى أبِّي بَعدَ فَقدِي, قالَ يَجْري عَلَيْهِ مَا يَجْري
عَلى مَـنْ كانَ بَـلاءَ عَهْـدَهُ بِفقدانِ حَبيبَه,, قـالَ هَـلْ ألتَقِي بِأبِِّـي بَعـدَ
خرُوجِي مِنْ هُنَّا؟ قالَ جَبْرِيلُ: حَتى يَكتَمِلُ عُودَكَ وَلَقـَد قَـَدَرَ اللـَّهُ لَكَ
الأحَد شَيْئاً آخَراً لاَ يَنبَغِي لَكَ أنْ تَعُودَ إلى أحضانِ أبيكَ يَعقُوبَ النَبِّي
إلاَّ بَعدَ ثَلاثِينَ عاماً وَنَيْفاً,,
فَهذا الإيحاءُ إمَّا يَكُونَ قَسَـمٌ مِـنْ يُوسُفَ أنْ يُنْبِئَهُم بالفِعلِِ الذِي فَعلُوهُ
بِمِحنَتِهِ إيـاه لِشِدَةِ فَجْعِهِ وَفظاعَتِهِ وَهُـم لاّ يَشْعِـرُون, وَإمَّـا أنْ يَكُـونَ
إرْسالُ مَلائِكةٍ يُؤْنِسُوهُ بِمْحنَتِهِ فِي البِئْرِ إلى حِينٍ مَعلُومٍ,,
فَلَمَّا سَمَعُوهُ يُنادِيهُم بـِسْمِهِ تَعالى إنَكُم لَخاسِرُونَ, شَمَتُوا بهِ وَأطفئُوا
وَقدَّتَ أحقادَهُم بِمّا قَدَرُوا وَالأقدارُ تَضْحكُ لاّ يَعلَمُونَ عَنْ أمْرِِ اللهِ إنَهُ
غالِبٌ عَلى أمْرِهِم بِمّا يَفعَلُونَ وَيَصنَعُونَ,,
http://i68.servimg.com/u/f68/12/08/50/06/clip_i10.gif
رَجاءً إنزِل تَحت وَتابع تَكْمِلَة التَفسِير