مرتاح
12-15-2011, 05:29 PM
كتبت- ليلى حلاوة: الوفد
الأحد , 11 ديسمبر 2011
http://www.alwafd.org/images/news/969670310img1033edf86ec5.jpg
"الست المفرفشة.. جوزها يرجع لها من العشاء"، هكذا يقول المثل الشعبي الشهير .. ولكن ماهو حال الزوج لو كانت الست.. نكدية ؟!
"هيطفش طبعا لآخر بلاد المسلمين".. هذا هو رأي الرجال بالتأكيد ، فمن يطيق "البوز" الممتد طول الليل والنهار.. ومن يتحمل العتاب واللوم في الرايحة والجاية ، ومن يستطع التعايش مع خناق وخصام كل يوم عمال على بطال..؟!
والزوجة النكدية تنجح بمهارة أن تحيل حياتها وعائلتها إلى جحيم لا يُطاق، فهي دائمة النقد تتلفظ بالكلمة لا تلقي لـها بالاً، فتكون سبباً في إيغار صدر زوجها عليها مدة طويلة، تعيّره بفقره فى الجد والهزل، أوبقلة ثقافته وشهاداته، أو ببيئته المتوسطة الحال مع أنها لاتستغنى عنه ، لا تكف عن إثارة الضوضاء والجدال معه.. حتى وإن كانت في جلسة هادئة سرعان ما ينقلب الحديث الودي إلى سباب وشتائم وألم وبكاء، لا تستطيع الإمساك بزمام نفسها فتثور عند كل موقف ،لأنها تشعر بالغليان الداخلي، فتجعل منه متنفساً لما يعتمل في صدرها ويؤلم إحساسها، تطلب الطلاق على الدوام وتعلن بغضها له دونما سبب مع كمال إحسانه وحسن معاشرته!
والسؤال الآن كيف يتعامل الزوج مع شخصية كهذه..؟
في البداية وقبل أن تجيب على السؤال تعرف أميرة بدران ،الأخصائية النفسية، "النكد" بأنه طريقة تفكير لا علاقة بكون صاحبها رجل أو امرأة، فطريقة التفكير النكدية هي طريقة معروفة علمياً وأقرب توصيف لها هو التفكير الاكتئابي، وفيها يكون الشخص في حالة استقبال مستمر للأحداث من وراء نظارة سوداء مظلمة، فالأحداث مؤسفة، والناس مخيبين للآمال، لا خير، لا رحمة، لا نجاح، ولا أحلام..
وتؤكد بدران أننا نشعر كما نفكر، فهناك درجات يسلم بعضها البعض وتعمل داخلنا بشكل منظم جداً، فتبدأ بالفكرة- طريقة التفكير- ثم يتم ترجمة تلك الفكرة لمشاعر تتناسب معها(الاحساس) - ثم تتحول المشاعر لسلوك (التصرفات)- ونتاج التصرفات نتائج تؤكد الفكرة الأولى، وهكذا تظل الشخصية النكدية في حلقة مفرغة لا تنتهي..
إذن صاحب التفكير النكدي يجعل السلبية ورؤية النقاط المؤلمة هي المسيطرة على عموم تفكيره، ويقوم بعمل ما نسميه "التفكير الانتقائي" حيث ينتقي وفقا لطريقة تفكيره النقاط المظلمة أو التي يكرهها في أي موضوع، أو موقف أو تصرف، ويساعده على الاستمرار في ذلك أنه آنس تلك الطريقة في التفكير لفترات زمنية طويلة تصل لدرجة الإدمان فيصعب عليه التفكير في مهارة مثل مهارة التفاؤل على سبيل المثال .
زوج متفائل
من هنا ترى بدران أن الزوجة النكدية تحتاج لزوج يتفهم طبيعة شخصيتها وطريقة تفكيرها، شخص يعينها على رؤية الجانب الإيجابي في المواقف والشخصيات والظروف والقدر، شخص يساعدها على التدريب بشكل متدرج ومتكرر على طريقة التفكير الإيجابي ، يبرز لها حقيقة أننا المسئولون عن مشاعرنا ، ويكون قدوة أمامها لطريقة التفكير الايجابي وإبراز نتائج تلك الطريقة الإيجابية من واقع الحياة، وقد يساعدها كذلك اختلاطه بأشخاص يتميزون بالايجابية في التفكير والتعامل بمهارة التفاؤل .
لذلك فهي تحتاج إلى الزوج الذي يتكامل معها وليس الذي يشبهها، وأن يكون هناك فارق مقبول بين شخصياتهما فلا تكون هي غاية في النكد والجدية ويكون هو مثلا غاية في البهجة والفرفشة، يجب أن تكون هناك درجة من التوازن ويكون الاختلاف بينهما ليس كبيرا، بحيث يستطيع هذا الزوج أن يتعامل معها ويحتويها ويتكيف معها إلى حين تعويدها على أسلوبه المتفائل.
والآن إن كان حظك قد أوقعك في زوجة من هذا النوع فلا تبتئس.. فلكل شخصية مفتاحها ولكل نمط طريقة للتعامل ، وإليك بعض الخطوات التي تجعل من السهل عليك التعامل معها..
- تعامل مع زوجتك على أساس أن هذه هي طبيعة شخصيتها، لأن تغيير الأشخاص تماما غير منطقي ولن يحدث إلا بإرداة صاحب المشكلة نفسه وسيكون تغييرا طفيفا.
- لابد أن تتفهم أن طبيعة شخصية شريكة حياتك سببها أسلوب التربية ومفاهيم معينة نشأت وتعودت عليها، فاعمل على تغيير تلك المفاهيم، فإذا كان لديها مفهوم أن الرجل لابد أن يقوم بمسئوليات معينة، فعليك أن تغير هذا المفهوم لديها، وهذا سيجنبك "الزن" الخاص بما فعلته وما لم تفعله.
- كن على يقين أن التغيير لن يحدث في يوم وليلة، ولكنه سيحدث بالتكرار وبالتدريج "واحدة واحدة"، لذا عليك أن تقوم بتكرار ملاحظاتك الخاصة بتغيير كل مفهوم من المفاهيم لديها.. حتى تقتنع أن ما لديها من أفكار عن الزواج هي أفكار خاطئة.
- بعد أن تلعب على فكرة تغيير المفاهيم عليك أن تغير في "الأسلوب" وطريقة التعامل مع زوجتك، فتغير في ردود الفعل وفي اختيار التوقيت الخاص بمناقشة مشكلة ما وكذلك تغيير نوع الحوارات.
- تودد إليها باستمرار واستخدم طريقة مختلفة للتعامل معها غير "الخناق" وأسلوب "ماتنكديش علي".
- لا تتردد في النظر في عيني شريكة حياتك مباشرة مع ابتسامة جميلة إذا مالمحت بوادر البوز، فالابتسامة لها مفعول السحر وتجعل المرأة تبتعد عن التجهم والتكشير.
- كن متعدد الأدوار في حياة زوجتك بحبك وحنانك، فمرة صديقا تحاورها وتساندها، وأحيانًا أبا تحيطها بمشاعر الأبوة الحانية، وأخرى ابنا تفجر بداخلها مشاعر الأمومة ، وأن تقوم بهذه الأدوار بمرونة حسب ما يقتضيه الموقف وما تمليه حالتكما النفسية والعاطفية معًا.
- إذا عاتبتك على شىء لم تفعله عدد لها انجازاتك الأخرى لتبرير ما تراه هي من تقصير في أدائك .
- في النهاية مطلوب منك أن تفهم طبيعة المرأة واحتياجاتها الخاصة بالكلمة الحلوة وعبارات التقدير والاهتمام، لأنها في حاجة دائمة إلى ذلك وإن لم يحدث تشعر بالإهانة وعدم التقدير، وبالتالي تكون منفعلة طيلة الوقت وتخرج طاقتها في النكد والاكتئاب والتكشير في وجهك باستمرار.
- وأخيرا راجع تصرفاتك أولاً، ربما تكون أنت السبب فيما وصلت إليه زوجتك من حال.
الأحد , 11 ديسمبر 2011
http://www.alwafd.org/images/news/969670310img1033edf86ec5.jpg
"الست المفرفشة.. جوزها يرجع لها من العشاء"، هكذا يقول المثل الشعبي الشهير .. ولكن ماهو حال الزوج لو كانت الست.. نكدية ؟!
"هيطفش طبعا لآخر بلاد المسلمين".. هذا هو رأي الرجال بالتأكيد ، فمن يطيق "البوز" الممتد طول الليل والنهار.. ومن يتحمل العتاب واللوم في الرايحة والجاية ، ومن يستطع التعايش مع خناق وخصام كل يوم عمال على بطال..؟!
والزوجة النكدية تنجح بمهارة أن تحيل حياتها وعائلتها إلى جحيم لا يُطاق، فهي دائمة النقد تتلفظ بالكلمة لا تلقي لـها بالاً، فتكون سبباً في إيغار صدر زوجها عليها مدة طويلة، تعيّره بفقره فى الجد والهزل، أوبقلة ثقافته وشهاداته، أو ببيئته المتوسطة الحال مع أنها لاتستغنى عنه ، لا تكف عن إثارة الضوضاء والجدال معه.. حتى وإن كانت في جلسة هادئة سرعان ما ينقلب الحديث الودي إلى سباب وشتائم وألم وبكاء، لا تستطيع الإمساك بزمام نفسها فتثور عند كل موقف ،لأنها تشعر بالغليان الداخلي، فتجعل منه متنفساً لما يعتمل في صدرها ويؤلم إحساسها، تطلب الطلاق على الدوام وتعلن بغضها له دونما سبب مع كمال إحسانه وحسن معاشرته!
والسؤال الآن كيف يتعامل الزوج مع شخصية كهذه..؟
في البداية وقبل أن تجيب على السؤال تعرف أميرة بدران ،الأخصائية النفسية، "النكد" بأنه طريقة تفكير لا علاقة بكون صاحبها رجل أو امرأة، فطريقة التفكير النكدية هي طريقة معروفة علمياً وأقرب توصيف لها هو التفكير الاكتئابي، وفيها يكون الشخص في حالة استقبال مستمر للأحداث من وراء نظارة سوداء مظلمة، فالأحداث مؤسفة، والناس مخيبين للآمال، لا خير، لا رحمة، لا نجاح، ولا أحلام..
وتؤكد بدران أننا نشعر كما نفكر، فهناك درجات يسلم بعضها البعض وتعمل داخلنا بشكل منظم جداً، فتبدأ بالفكرة- طريقة التفكير- ثم يتم ترجمة تلك الفكرة لمشاعر تتناسب معها(الاحساس) - ثم تتحول المشاعر لسلوك (التصرفات)- ونتاج التصرفات نتائج تؤكد الفكرة الأولى، وهكذا تظل الشخصية النكدية في حلقة مفرغة لا تنتهي..
إذن صاحب التفكير النكدي يجعل السلبية ورؤية النقاط المؤلمة هي المسيطرة على عموم تفكيره، ويقوم بعمل ما نسميه "التفكير الانتقائي" حيث ينتقي وفقا لطريقة تفكيره النقاط المظلمة أو التي يكرهها في أي موضوع، أو موقف أو تصرف، ويساعده على الاستمرار في ذلك أنه آنس تلك الطريقة في التفكير لفترات زمنية طويلة تصل لدرجة الإدمان فيصعب عليه التفكير في مهارة مثل مهارة التفاؤل على سبيل المثال .
زوج متفائل
من هنا ترى بدران أن الزوجة النكدية تحتاج لزوج يتفهم طبيعة شخصيتها وطريقة تفكيرها، شخص يعينها على رؤية الجانب الإيجابي في المواقف والشخصيات والظروف والقدر، شخص يساعدها على التدريب بشكل متدرج ومتكرر على طريقة التفكير الإيجابي ، يبرز لها حقيقة أننا المسئولون عن مشاعرنا ، ويكون قدوة أمامها لطريقة التفكير الايجابي وإبراز نتائج تلك الطريقة الإيجابية من واقع الحياة، وقد يساعدها كذلك اختلاطه بأشخاص يتميزون بالايجابية في التفكير والتعامل بمهارة التفاؤل .
لذلك فهي تحتاج إلى الزوج الذي يتكامل معها وليس الذي يشبهها، وأن يكون هناك فارق مقبول بين شخصياتهما فلا تكون هي غاية في النكد والجدية ويكون هو مثلا غاية في البهجة والفرفشة، يجب أن تكون هناك درجة من التوازن ويكون الاختلاف بينهما ليس كبيرا، بحيث يستطيع هذا الزوج أن يتعامل معها ويحتويها ويتكيف معها إلى حين تعويدها على أسلوبه المتفائل.
والآن إن كان حظك قد أوقعك في زوجة من هذا النوع فلا تبتئس.. فلكل شخصية مفتاحها ولكل نمط طريقة للتعامل ، وإليك بعض الخطوات التي تجعل من السهل عليك التعامل معها..
- تعامل مع زوجتك على أساس أن هذه هي طبيعة شخصيتها، لأن تغيير الأشخاص تماما غير منطقي ولن يحدث إلا بإرداة صاحب المشكلة نفسه وسيكون تغييرا طفيفا.
- لابد أن تتفهم أن طبيعة شخصية شريكة حياتك سببها أسلوب التربية ومفاهيم معينة نشأت وتعودت عليها، فاعمل على تغيير تلك المفاهيم، فإذا كان لديها مفهوم أن الرجل لابد أن يقوم بمسئوليات معينة، فعليك أن تغير هذا المفهوم لديها، وهذا سيجنبك "الزن" الخاص بما فعلته وما لم تفعله.
- كن على يقين أن التغيير لن يحدث في يوم وليلة، ولكنه سيحدث بالتكرار وبالتدريج "واحدة واحدة"، لذا عليك أن تقوم بتكرار ملاحظاتك الخاصة بتغيير كل مفهوم من المفاهيم لديها.. حتى تقتنع أن ما لديها من أفكار عن الزواج هي أفكار خاطئة.
- بعد أن تلعب على فكرة تغيير المفاهيم عليك أن تغير في "الأسلوب" وطريقة التعامل مع زوجتك، فتغير في ردود الفعل وفي اختيار التوقيت الخاص بمناقشة مشكلة ما وكذلك تغيير نوع الحوارات.
- تودد إليها باستمرار واستخدم طريقة مختلفة للتعامل معها غير "الخناق" وأسلوب "ماتنكديش علي".
- لا تتردد في النظر في عيني شريكة حياتك مباشرة مع ابتسامة جميلة إذا مالمحت بوادر البوز، فالابتسامة لها مفعول السحر وتجعل المرأة تبتعد عن التجهم والتكشير.
- كن متعدد الأدوار في حياة زوجتك بحبك وحنانك، فمرة صديقا تحاورها وتساندها، وأحيانًا أبا تحيطها بمشاعر الأبوة الحانية، وأخرى ابنا تفجر بداخلها مشاعر الأمومة ، وأن تقوم بهذه الأدوار بمرونة حسب ما يقتضيه الموقف وما تمليه حالتكما النفسية والعاطفية معًا.
- إذا عاتبتك على شىء لم تفعله عدد لها انجازاتك الأخرى لتبرير ما تراه هي من تقصير في أدائك .
- في النهاية مطلوب منك أن تفهم طبيعة المرأة واحتياجاتها الخاصة بالكلمة الحلوة وعبارات التقدير والاهتمام، لأنها في حاجة دائمة إلى ذلك وإن لم يحدث تشعر بالإهانة وعدم التقدير، وبالتالي تكون منفعلة طيلة الوقت وتخرج طاقتها في النكد والاكتئاب والتكشير في وجهك باستمرار.
- وأخيرا راجع تصرفاتك أولاً، ربما تكون أنت السبب فيما وصلت إليه زوجتك من حال.