المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : افتتحت فرعاً في بغداد!مؤسسة اسرائيلية برصدوترجمة مضامين الصحف وخطب الجمعةوكتب التدريس



سيد مرحوم
12-06-2004, 04:06 AM
افتتحت فرعاً في بغداد
مؤسسة "إسرائيلية" متخصصة برصد وترجمة مضامين الصحف وخطب الجمعة وكتب التدريس العربية



القدس المحتلة - وديع عواودة:

منذ رحيل الرئيس ياسر عرفات و”اسرائيل” لا تتوقف على لسان مسؤوليها الكبار عن مطالبة قادة السلطة الفلسطينية بوقف ما يسمى “التحريض” عليها في وسائل الاعلام وتعديل مناهج التدريس الفلسطينية وجندت لهذه الغاية الاعلام الصهيوني الذي يتدافع ويتسابق من اجل اثبات وجود “التحريض”. وضمن هذه المساعي قامت القناة “الاسرائيلية” الثانية ليلة الجمعة ببث تقرير حول “الظاهرة” تناولت فيه المواد التعليمية في المدارس معتبرة ان مجرد قيام مدرسي الجغرافيا بتعليم تلاميذهم بأن جبل الجرمق في الجليل (أراضي 48) هو اعلى جبل فلسطيني يشكل ضربا من تحريضهم وتعبئتهم النفسية وبلورة الوعي لديهم بأن “اسرائيل” قامت على ارضهم المغتصبة.

ويتضح ان الكيان يستمد معلومات واسعة ومتنوعة بشكل منهجي لا عن فلسطين فحسب بل يتابع كل ما يرد من مواد تتعلق ب “سرائيل” وامريكا والغرب عامة في المرافق الثقافية ووسائل الاعلام المطبوعة والالكترونية في كل البلدان العربية بواسطة مؤسسة ضخمة تدعى مؤسسة “ميمري”- “معهد ابحاث وسائط الاعلام في الشرق الاوسط” وتعتبر نفسها مؤسسة مستقلة تقوم بمعرفة التيارات الفاعلة على الساحة العربية.

وترصد “ميمري” المواد العربية يوميا وتقوم بترجمتها وإرسالها إلى المؤسسات السياسية والاستخباراتية الاسرائيلية” إضافة الى الصحافة المحلية والدولية بعد ترجمتها الى لغات اجنبية كالانجليزية والفرنسية والاسبانية والروسية والايطالية واليابانية والتركية وغيرها. ولا تكتفي “ميمري” بتوزيع ما يُسمى مواد “التحريض” على “اسرائيل” والغرب الى الجهات المذكورة بل تقوم بنشرها في موقع خاص على الانترنت وارسال البرقيات اليومية بذلك لكل من يريد ومجانا.

وفي موقعها على الشبكة تقول مؤسسة “ميمري” انها تقوم بالرصد المتواصل للاعلام العربي والايراني في المواضيع السياسية والأيديولوجية والدينية والاقتصادية بهدف “التعرف إلى الجيران تمهيدا لصنع السلام”. ويقول الموقع على الشبكة ان باحثي “ميمري” يصغون لما يقال في خطب الجمعة داخل المساجد في الدول العربية ويراجعون مناهج التدريس في بلدان الشرق الاوسط ويقومون بترجمتها.

الا ان معاينة متأنية للمواد التي يتم جمعها وترجمتها وصياغتها لا تترك مجالا للشك بأن الهدف الحقيقي بعيد عن الهدف المعلن وهو اقرب الى الرصد الاستخباراتي الذي لا يرمي الى معرفة ما يدور في العالم العربي و”صنع السلام معه” فحسب انما انتاج عمل دعائي لا يخلو احيانا من التحريض والتحريف وتسويد صفحة العرب والمسلمين في نظر العالم والوشاية بهم.

وتعنى مؤسسة “ميمري” بنقل تصريحات مسؤولين عرب وابراز انتقاداتهم للعروبة والاسلام بعناوين صاخبة خارجة احيانا عن سياقها منها اقتباس المحاضر السوري منذر بدر حلوم وهو يقول:” المسلمون ينتجون الارهاب”، او اقتباس محمود عباس رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بأن “الانتفاضة كانت خطأ فادحا”.

وفي الصفحة الراهنة للموقع يجد القارىء سلسلة مواضيع جديدة منها “نفاق الدول العربية في تطرقها الى ما يجري في العراق” و”ردود الفعل العربية على تشريع القانون الامريكي لمحاربة اللاسامية في العالم” و “النقاش في السعودية حول مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية” و”ردود فعل الاعلام العربي على فوز جورج بوش في الانتخابات”. كما تمت ترجمة مقال للصحافي الفلسطيني احمد ابو مطر وفيه يهاجم العمليات الاستشهادية.

ومن اجل تسهيل عملية البحث واكتشاف المواد المختلفة سيما تلك السلبية التي لا تعكس صورة موضوعية عن حقيقة ما يجري في البلدان العربية تقوم “ميمري” بتبويب الدول العربية حسب الحروف الابجدية كي يتمكن المهتم من العثور على ما يبغي بسرعة.

يشار الى ان “ميمري” تأسست عام 1998 من اجل التعرف إلى العالم العربي والاحاطة بالمعلومات المختلفة عنه من “مصادر اولية” كما يبرز في عنوان المؤسسة ويقع المكتب المركزي لها في واشنطن وله فروع في برلين وفي القدس المحتلة حيث يعمل 42 موظفا مختصا وفيه تنظم منصة فكرية مفتوحة مرة كل اسبوع تبحث فيها قضايا الساعة. وفي حديث للإذاعة “الإسرائيلية” قال مدير “ميمري” في القدس يغئال كرمون “انه من اجل التعرف إلى الجيران علينا فهم مواقف القيادات العربية مثلما تقال على لسانهم من دون وساطة الناطقين بلسانهم واخصائيي العلاقات العامة، والاصغاء ايضا لشخصيات ومصادر ليبرالية تناضل من اجل الحرية والديمقراطية”. وأكد كرمون افتتاح فرع ل “ميمري” في بغداد مطلع العام رافضاً الإشارة إلى عنوانها لأسباب وصفها ب “الأمنية”.

وفي حديث ل “الخليج” قال باسم كنعان رئيس مركز مكافحة العنصرية في “اسرائيل” ان “ميمري” واحدة من بين مؤسسات “اسرائيلية” كثيرة تتيح لصناع القرار في الكيان الاطلاع على ما يجري في العالم العربي وفهمه بشكل جيد.http://www.alkhaleej.co.ae/articles....cfm?val=125864