المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذخيرة معلوماتية عن الإبادة العرقية واغتصاب النساء خلال الحروب



مجاهدون
12-05-2004, 03:46 PM
بيبلوغرافيا شاملة وثقت إبادة الجنس البشري في يوغوسلافيا السابقة ورواندا

http://www.asharqalawsat.com/2004/12/05/images/books.269318.jpg

منذ فجر التأريخ، اعتبر سبي النساء واغتصابهن من العمليات المصاحبة للحروب، حيث كانت تقدم النساء للمحاربين كجوائز على تضحياتهم وشجاعتهم في القتال ضد خصومهم. ولما كانت النساء منذ القدم، ولا تزال في كثير من المجتمعات المعاصرة، تعتبر من أملاك الرجل، كان الخصوم يتعمدون اغتصاب نساء أعدائهم إمعانا في إهانتهم وإذلالهم، وأقدم ما وصل الينا حول هذه الجريمة البشعة ما اقترفه المقاتلون في حروب روما القديمة وحروب الاغريق.

وخلال الحرب العالمية الاولى، استخدم الجيش الألماني الاغتصاب كسلاح استراتيجي في الحرب عندما مارسه بصورة منظمة ضد النساء البلجيكيات. وفي الحرب العالمية الثانية اغتصب الجيش الياباني ما يزيد على 200000 امرأة آسيوية معظمهن من النساء الكوريات. وعندما احتل الجيش الياباني مدينة نانكنج الصينية قام باغتصاب ما يزيد على 20000 امرأة صينية خلال الشهر الأول من الاحتلال. وفي رواية الحكومة البنغالية أن ما بين 200000 و 300000 امرأة بنغالية تم اغتصابهن بصورة منظمة وجماعية نجم عنها ما يزيد على 24000 حالة حمل خلال حرب الانفصال عن باكستان عام 1971. وفي وقت قريب تم اغتصاب النساء في كشمير والكويت والشيشان ورواندا وسيراليون.

ويبدو أن العالم لم يتعلم من أخطائه السابقة، فقد استعمل الاغتصاب على نطاق واسع وبصورة منظمة وجماعية كسلاح نفسي واستراتيجي ضد النساء المسلمات في البوسنة والهرسك وفي كوسوفا، حيث اعتدى الصرب على النساء المسلمات من سن ست سنوات الى سن خمس وسبعين سنة، بهدف تهجير المسلمين من قراهم ومدنهم، ولتمزيق النسيج الاجتماعي للعائلة المسلمة في هذه البقعة من العالم. ولقد تعددت الروايات حول الأرقام الحقيقية للنساء اللواتي تم الاعتداء عليهن، حيث قدر الرقم الأدنى بعشرين ألف امرأة، والرقم الأعلى بخمس وستين ألف امرأة. لقد عمد الصرب على اغتصاب الفتيات والنساء أمام عوائلهن إمعانا في الإهانة، وكثيرا ما كانت الفتيات يفارقن الحياة خلال عملية الاغتصاب حيث كان يتناوب على الفتاة الواحدة عدد كبير من جنود الصرب، كما أن المئات منهن قد قتلن أنفسهن تخلصا من العار والألم النفسي الرهيب الذي أصابهن.

الببليوغرافيا التي نحن بصددها، والتي صدرت حديثا عن دار ملين للطباعة والنشر في نيويورك The Edwin Mellen Press، رصدت هذه الجريمة من مختلف الزوايا، حيث ضمت بين دفتيها ما يربو على 6,000 مدخل بثلاث عشرة لغة، امضى فيها الباحثان قرابة خمس سنوات من العمل الجاد المكثف جمعا وتمحيصا وتنظيما حتى ظهرت بهذا الشكل المتميز والفريد من نوعه، فاستحقت بجدارة كل الاعجاب والتقدير.

تهدف هذه الببليوغرافيا، والتي تقع في 612 صفحة من القطع الكبير، بالدرجة الأولى الى تشجيع علماء القانون وأساتذة القانون الانساني الدولي ونشطاء حقوق الانسان على اجراء مزيد من البحوث المتعلقة بهذه الجريمة النكراء. كما يصادف صدورها الذكرى العاشرة للمذابح الجماعية في كل من البوسنة والهرسك وكذلك في رواندا، حيث تم قتل ما يزيد على 80000 من قبائل التوتسي والهوتو المعتدلين على أيدي المتطرفين الهوتو مصحوبا بصمت عالمي شجع على اقتراف هذه الجرائم.

شملت هذه الببليوغرافيا بالإضافة الى مقدمة المؤلفين، الدكتور حلمي الزواتي وابتسام محمود، واستهلال الاستاذ الدكتور إيريك أورمزبي، مدير معهد الدراسات الاسلامية في جامعة مجيل McGill، والمدير العام السابق لمكتبات الجامعة نفسها، عشرة ابواب وزعت عليها مواد ومداخل الببليوغرافيا وهي: الكتب، فصول في كتب، مقالات المجلات المتخصصة، مداخل في لغات أخرى غير الانكليزية، مواد دولية شملت المعاهدات والاتفاقات الدولية، وما صدر من وثائق وقرارات عن مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، والصندوق الاقتصادي والاجتماعي ولجنة حقوق الانسان ولجنة شؤون اللاجئين، وقرارات محكمة العدل الدولية والمحاكم المؤقتة لتعقب جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة ورواندا.

كما شملت أيضا الاتفاقات والمعاهدات الوطنية، والوثائق الحكومية في البلاد المعنية، ووثائق وتقارير المنظمات غير الحكومية (63 منظمة)، وتقارير ودراسات المنظمات المهنية، ومواد الكترونية ومواقع على شبكة المعلومات الدولية بالاضاقة الى المؤتمرات والمحاضرات والرسائل الرسمية وشبه الرسمية ومقالات المجلات غير المتخصصة والصحف والرسائل الجامعية.

كل مدخل من هذه المداخل تم ترتيبه هجائيا، كما رقم تسلسليا بحيث يسهل عملية الرجوع اليه. كما أفرد الباحثان في نهاية هذا العمل الجليل، الذي لا يماثله عمل آخر في المكتبة الغربية حتى الآن، فهرس المؤلفين والمحررين مزودا بأرقام المداخل ورموزها. هذه الذخيرة الحية من المعلومات ستسد فراغا كبيرا في المكتبات الجامعية ومراكز الأبحاث المتخصصة كعمل متميز انتظره الباحثون وصناع القرار ردحا من الزمن، كما أنها ستبقى عملا علميا متميزا لسنوات طويلة لا مندوحة عنه.