سيد مرحوم
12-05-2004, 08:31 AM
في ضوء فضيحة اتهام لاري فرانكلين بتسليم وثائق حول ايران
هكذا يعمل "نادي إسرائيل" لمصلحة الكيان في "البنتاجون"
واشنطن حنان البدري:
تتواصل وفي اطار من التكتم التحقيقات الامريكية الأمنية الخاصة بفضيحة تجسس أحد العاملين بالبنتاجون لصالح “اسرائيل”. وقد سربت مصادر قريبة من التحقيقات ان لاري فرانكلين المتهم بتسريب معلومات حول ايران الى عملاء لجنة الشؤون العامة الامريكية “الاسرائيلية” “ايباك” والسفارة “الاسرائيلية”، قد توقف عن التعاون مع السلطات في التحقيقات الجارية، وانه سارع الى تغيير محاميه لمواجهة احتمالات توجيه اتهامات رسمية له بالتجسس لصالح “اسرائيل”، وشعوره بتوقف تعامل السلطات الامنية معه كشاهد في التحقيقات.
تزامن هذا التطور مع مداهمة مكتب التحقيقات الفيدرالية لمقر “ايباك” بحثا عن وثائق جديدة ومع محاولات حثيثة مع اللوبي اليهودي الامريكي لا تخفى على أحد وصلت الى الكونجرس للتشويش على التحقيقات الجارية ومحاولة اتهام ديفيد سيزادي المسؤول عن التحقيقات في تلك القضية بمعاداة اليهود وبدأوا حملة ضده ببث ونشر معلومات قالوا فيها انه سبق ان طارد عدداً من اليهود من بينهم محام يهودي كان موظفاً قبل سنوات يعمل بوكالة الاستخبارات الامريكية CIA واسمه آدم سيرالسكي، حينما كان سيزادي يترأس أدلة مكافحة التجسس، عندما تم الدفع بسيرالسكي لترك عمله مع ال CIA بسبب اصله اليهودي! واتهمت جهات اللوبي اليهودي الامريكي ديفيد سيزادي بأنه سبق ان منع استخراج تصريحات الكشف الامني أو عطّلها لمتقدمين يهود لشغل وظائف ووصفوه بأنه “شخص سيئ للغاية”. ومن جهته فإن مكتب التحقيقات الفيدرالي نفى قبل ايام ان تكون لدى سيزادي وجهات نظر معادلة للسامية، وانه لم يتول تحقيقات قط كان اساسها مبنياً على الاثنية أو الديانة.
رد مكتب التحقيقات الفيدرالي حيث يعمل سيزادي الآن والذي جاء كنفي قاطع للاتهامات الموجهة اليه، أكد الثقة الكبيرة التي يحظى بها هذا المحقق في حياته الوظيفية. وكان الرئيس بوش قد عينه عام 2001 ليترأس وحدة استخبارية تسمى “مجلس السياسة القومي لمكافحة التجسس” ثم عاد الى FBI منذ عامين ليتولى منصبه كمساعد لمدير مكافحة التجسس. أما سيرالسكي الذي كان قد اقام دعوى تعويض على ال FBI والCIA بدعوى اضطهاده لاصوله الريفية، عقب خروجه من الخدمة فإن ملفه يظهر انه تم تعيينه محامياً في الCIA من اوائل ديسمبر/كانون الاول من العام 96 واحتوى نفس الملف على اربع صفحات حول حياته ورحلاته الى “اسرائيل” “87-88” ودراسته الدين اليهودي في جامعة جورج واشنطن، وهي نفس الصفحات التي تمت اعادة فحصها لمعرفة ما اذا كان أحد ابناء اشقائه يعمل مع الحكومة “الاسرائيلية”، وايامها انتقل سيرالسكي من ال FBI الى العمل مع ال CIA حيث بدأت تحقيقات معه حول علاقته مع عائلة رئيس “اسرائيل” وقتها عزرا وايزمان وقرابته معه، اضافة لمراجعة سجل عائلة سيرالسكي في التبرع بأموال ضخمة ل “اسرائيل”، وقد تم عرض سيرالسكي وقتها على جهاز كشف الكذب، وتبين انه اخفى كل هذه المعلومات عندما تقدم للعمل بالجهات الامنية الامريكية وسرعان ما غادر سيرالسكي بعدها ال CIA الى غير رجعة.
تعتيم!
وعودة الى التحقيقات الجارية الآن في فضيحة التجسس على البنتاجون والتي يلاحظ التعتيم الاعلامي عليها الذي يشمل حالياً سير هذه التحقيقات رغم خطورتها واهميتها، فإن بصمات اصدقاء “إيباك” تبدو واضحة لفرض هذا التعتيم، بل وصل الامر بهم الى الاحتجاج لدى اعضاء الكونجرس الامريكي لدفع هؤلاء بدورهم الى الاحتجاج على هذه التحقيقات والاهتمام الذي ابدته وسائل الاعلام الامريكي وقتها بها، ودعوا الى اجراء تحقيق جدي لمعرفة الجهة والمسؤولين الذين سربوا اخبار التحقيق مع لاري فرانكلين لوسائل الاعلام والهدف من هذا التسريب ومن بدأ التحقيق معه ولماذا!
هذه التحركات وصفها بعض المعروفين بانتماءاتهم القومية الامريكية بأنها “وقاحة” تذكرنا بفضيحة جوناثان بولارد ويجيء هذا وسط حالة ملحوظة من الغضب تسري حاليا في أروقة البنتاجون الامريكية وتحديداً لدى العسكريين وبالطبع ليس لدى مدنيي “البنتاجون” فكلهم تقريبا يتعاطفون بدرجة كبيرة مع “اسرائيل” ناهيك عن سيطرتهم على صنع القرار في المؤسسة العسكرية الامريكية، وهو الامر الذي كان عادة - ووفق تقاليد البنتاجون - يتم الرجوع فيه الى آراء العسكريين وليس تجاهلهم، حيث اعتمد دونالد رامسفيلد منذ توليه حقيبة الدفاع ومن معه على تنظيرات المدنيين الذين جمعهم حوله وعلى رأسهم نائبه بول وولفويتز.
حالة الغضب تلك زادتها التحقيقات حول جاسوس “اسرائيل” في البنتاجون، فطرحت مجدداً تساؤلاً مهماً حول الولاء المزدوج لدى بعض القيادات المدنية بالبنتاجون وهي مسألة حساسة جداً تهدد بتداعيات خطيرة.
لذا لم يتورع رجال ال FBI والسلطات الامنية الامريكية عن مواجهة وولفويتز ودوجلاس فايث وتوجيه اسئلة لهما كما عرضوا عليهما وقائع وظروف وأدلة تورط أحد رجال مكاتبهم في فضيحة تسريب مسودة قرار رئاسي امريكي حول توجهات ادارة بوش نحو ايران وملفها النووي.
وقد أكدت مصادر عسكرية متقاعدة ل “الخليج” ان صبر العسكريين على ما يحدث قد بدأ ينفد من توجهات “نادي اسرائيل” في البنتاجون على حد وصفهم، واضافت نفس المصادر انهم صارحوا رؤساءهم العسكريين بجنون فكرة مواجهة عسكرية مع ايران، وانهم لن يمرروا أمراً كهذا تحت أية ظروف كما حدث في غزو العراق، وان هذا الموقف لا يشمل فقط ملف التعامل مع ايران، بل يشمل العديد من السياسات الامريكية التي يرى بعضهم انه تم توجيهها والدفع بها عن عمد لتحقيق مصلحة “اسرائيل” اولاً، لا المصالح الامريكية.
الولاء المزدوج
وقصص تجسس “اسرائيل” على الولايات المتحدة كثيرة ومستمرة ولن تكون واقعة الاشتباه بلورانس لاري فرانكلين المحلل بمكتب بيل لوتي أحد مساعدي دوجلاس فايث الأولى، كذلك لن تكون الاخيرة، بل لربما تكون هذه الواقعة أول الخيوط التي ستشد آخرين من كبار القيادات المدنية بالبنتاجون.
هذا ما اكدته لي العقيد المتقاعد كارين كوينسكي والتي كانت من اوائل الذين نبهوا علناً الى خطورة الولاء المزدوج لبعض قيادات البنتاجون المدنية على امريكا.. وذلك بعد ساعات من اقدامها على التقاعد مبكراً الصيف الماضي، بعد ان ضاقت ذرعاً بما يقوم به اعضاء “نادي اسرائيل” في البنتاجون.
واذكر جيداً في حوارها كيف فضحت الامر لا سيما ما روته ل “الخليج” حول قيام أحد العاملين بمكتب دوجلاس فايث بصياغة “ورقة خريطة الطريق” وكيف عكف على تلخيصها لايام طويلة، وهو الآتي من أحد مراكز الابحاث الامريكية الموالية ل “اسرائيل”، واقصد “معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى” الذي اسسته منظمة “ايباك” الموالية ل “اسرائيل”، وكانت لدى كارين الشجاعة لذكر اسم هذا الرجل ويدعى “ديف شنكر”.
وبعد تسريب قصة لاري “لورانس” فرانكلين تحدثت مع كارين التي بادرتني متسائلة: “ألم اقل لك؟”.
كبش فداء
كان لا بد من ان التقيها ثانية، فحكت لي عن لاري الامريكي الكاثوليكي الذي يجيد الفارسية والمتخصص في الملف الايراني.. فقد عمل معا اثناء خدمتها بالبنتاجون وأكدت كارين صراحة انها تعتقد ان لاري هو كبش فداء نموذجي، فهو كاثوليكي وليس يهودياً وموظفا مدنيا بالبنتاجون، بالاستخبارات العسكرية لمدة تزيد عن عشرين عاما قبل ان يتم نقله للعمل معنا ليتولى “ديسك” ايران وهو كان على وشك التقاعد ليعتني بأسرته وبأبنائه السبعة وزوجته المقعدة، وهو رجل بنى نفسه بنفسه فقد تربى في فقر مدقع، ولكنه واصل تعليمه حتى حصل على الدكتوراه وتخصص في الشؤون الايرانية كما أنه يتحدث الفارسية بطلاقة.
واضافت كارين: “انا مندهشة لأن هناك من هم اكبر من لاري في هذا المكان مع صلات امتن واوسع واقدم ب “اسرائيل” وهم جميعا يتولون مناصب ارفع واكثر تأثيراً! لذا اخشى ان يكون لاري كبش الفداء الذي يقدم لحماية آخرين، ولن اندهش لو تم انهاء هذه القضية عند هذا الامر، واذكر انه في اجتماع حدث في اغسطس/آب عام 2002 ابلغونا بإنشاء مكتب “الخطط الخاصة” وقتها اكد لنا المسؤولون السياسيون بأن هذا المكتب ما هو إلا توسيع لمكتب “ديسك” العراق بالبنتاجون لكننا فوجئنا بعد ذلك الاجتماع بحوالي الشهرين بنقل لاري فرانكلين المختص بالشؤون الادارية الى هذا المكتب، ساعتها اكتشفنا انهم لا يستهدفون فقط العراق بل يخططون لنطاق أوسع يشمل ايران”.
وقالت كارين: ان الوضع داخل البنتاجون منذ وصول بول وولفويتز ودوجلاس فايث كان مقلقاً وحكت واقعة شهدتها بعينها - وهي واقعة تعكس مدى عمق الصلات بين مسؤولين بالبنتاجون ومسؤولين “اسرائيليين” حينما كان يزور جنرالات “اسرائيليون” مكتب فايث، وفوجئت بإعفائهم من اجراءات التسجيل “وهي اجراءات امنية” لدى دخولهم لاجتماعات عقدت بمكتب فايث، وكيف عبرت عن دهشتها ونبهت مسؤولة مكتب فايث بالامر وابلغتها الاخيرة بغض البصر عن الامر برمته!!
وعندما سألتها عما اذا كان رجال الFBI قد طلبوها للادلاء بشهادتها كما يفعلون مع كثيرين الآن، قالت: هل تصدقين ذلك، لا لم يحدث وانا مندهشة للامر، لكن اذا فعلوا فسأقول لهم كل ما لدي خلال فترة خدمتي بالبنتاجون.
ويبدو ان واقعة التجسس المشتبه فيها لاري جمعت خيوطها خلال رصد الاجهزة الامنية الامريكية لاجتماع ضم لاري ومسؤولاً بالسفارة “الاسرائيلية” هو ناعون جيلون “وزير مفوض للشؤون السياسية بالسفارة “الاسرائيلية” في واشنطن” وكلاً من ستيفن روزن مدير ادارة السياسات الخارجية بمنظمة “ايباك” كبرى منظمات اللوبي الصهيوني “الاسرائيلي” في الولايات المتحدة والذي يضم 65 ألف عضو، وكيث وايزمان نائب روزن ب “إيباك” والثلاثة كانوا يجتمعون في احد المطاعم حيث كانت اجهزة الامن الامريكية ترصد اجتماعهم حين فوجئ رجال ال FBI بدخول لاري فرانكلين وانضمامه اليهم.
وفي هذا اللقاء قدم لاري لهم وثيقة كانت بحوزته، ولكن هذا الشخص وهو أحد الثلاثة الآخرين رفض اخذها وطلب من لاري ان يقرأها له فيما فسر بأنه تصرف مخابراتي متعارف في اطار الحيطة.
وكانت الاجهزة الامنية الامريكية، تنبش في ذلك الوقت وتتحرى بقوة اتهام السياسي العراقي احمد الجلبي بتسريب معلومات حساسة علمها من أحد رجال البنتاجون الى الاستخبارات الايرانية، وذلك في محاولة معرفة شخصية هوية عضو البنتاجون هذا - وهو حسب المصادر - ليس بالتأكيد لاري، اذ ان الجلبي حسب معلوماتهم حصل على المعلومات من مسؤول امريكي اثناء وجود الاخير في العراق.
وتشمل الوقائع التي تعكف عليها الاجهزة الامنية الامريكية واقعة لقاء حضره لاري - الذي عمل عن قرب مع دوجلاس فايث - مع رئيسه هارولد رودي في باريس مع منصور غربانيغار احد الايرانيين المتورطين في فضيحة ايران كونترا.
وقد اتسعت تحقيقات ال FBI حيث ذهب رجالها وقاموا بتحريز ذاكرة كمبيوتر رجل الايباك ستيفن روزن لفحصه.
وتدريجياً بدأت ابعاد القضية تتضح بقدر تشعبها في الوقت الذي حاولت فيه تل ابيب ومعها “الايباك” الدفاع عن الامر بحجة ان “اسرائيل” لا تحتاج في ظل نظام تبادل المعلومات الوثيق مع حليفتها الى التجسس على واشنطن. وكان هذا الخطأ الكبير الذي وقعت فيه “اسرائيل”، اذ ان هذه التصريحات كانت كفيلة بأن تلفت النظر اكثر في واشنطن الى طبيعة الصلات التي تربط اللوبي الموالي ل “اسرائيل” داخل الحكومة الامريكية لا سيما في البنتاجون وفي مكتب نائب الرئيس الامريكي ومكتب آخر “وحيد” داخل وزارة الخارجية الامريكية.
ولم تبلغ السلطات الامنية الامريكية مقولات حاولت “اسرائيل” الدفع بها الى وسائل الاعلام الامريكية والتي لاحظنا سكوتها بعد اقل من ثلاثة ايام على تسريب واقعة التجسس وحتى الآن..
فقد كادت القضية يتلاشى ذكرها، بعد ان تحمس لها البعض، ثم تلاشى تماماً وليس اوضح على ذلك سوى قيام شبكة ABC بالتراجع عن اتفاق مسبق مع العقيد كارين كويتسكي للظهور في لقاء على الهواء للتحدث حول هذا الموضوع في برنامج “صباح الخير يا امريكا” واذا كان السبب وراء هذا التعتيم رغبة “اسرائيلية” أو رغبة امريكية من المحققين ذاتهم الذين يعتقد بعضهم ان تسريب القضية أضر بالتحقيقات ونبه “اسماكاً كبيرة” للإفلات بجرمها.. فهذا لا يمنع من ان الجهات الامنية الامريكية ترفض الترويج “الاسرائيلي” للقضية باعتبارها مجرد عملية انتقام من قبل ال CIA نتيجة خروج رئيسها تينيت وتحميله مسؤوليات لا سيما بشأن قرار شن الحرب على العراق باستخدام مبرر اسلحة الدمار الشامل المعتمد على معلومات استخباراتية خاطئة، أو كنتيجة للخلاف المستمر بين الخارجية والبنتاجون حيث استولت الاخيرة على ملفات هي من اختصاص الخارجية واصبحت لها الكلمة العليا في صنع قرارات سياسية من شأن وزارة الخارجية وحدها.
ويبدو ان السلطات الامنية الامريكية تنبهت لمحاولات “اسرائيل” واللوبي الموالي لها لإجهاض الامر سواء بالتقليل من اهمية المعلومات التي سربها لاري، أو بادعائها عدم معرفتها بسريتها، اذ ان خطورة المسودة التي سربها لاري فرانكلين ل “اسرائيل” - حسب مصادرنا -تكمن في اهمية معرفة “اسرائيل” مسبقاً بنوايا ادارة بوش للتعامل مع ايران ومن ثم التدخل في الوقت المناسب!!
صفقة
وكشفت مصادر “الخليج” في واشنطن كيف دفع الجناح الموالي ل “اسرائيل” داخل البنتاجون منذ فترة بالخيار العسكري ضد ايران، كما كشفت نفس المصادر عن واقعة صفقة كان يحاول بعض الساسة في واشنطن ابرامها مع طهران وذلك مباشرة عقب الانتهاء من غزو العراق وتقضي بقيام واشنطن بتسليم طهران قيادات مجاهدي خلق وتصفية نشاط هذه المنظمة الايرانية المناوئة لواشنطن مقابل تسليم طهران لواشنطن ابن “ابن لادن” وبعض قادة القاعدة المعتقلين لديها، وكانت وقتها وزارة الخارجية الامريكية تحبذ هذه الصفقة وتدفع بها لانها أي وزارة الخارجية كانت تعتقد ان تحسناً في العلاقات الامريكية الايرانية سيتحقق بموجب اتمام هذه الصفقة. وقد اسرع “نادي اسرائيل” بالبنتاجون، واجهض هذه الصفقة فقتلت الفكرة بواسطة مكتب ال OSI او “العمليات الخاصة” بالبنتاجون - حسب مصادرنا- التي اضافت بأن محاولات نفس الاشخاص لفرض خيار عسكري على الادارة الامريكية تجاه ايران مستمرة وبالتالي فإن معرفة “اسرائيل” بالتوجهات الامريكية “المسودة التي سربها فرانكلين” كانت في غاية الاهمية، حيث تلخص الخيارات الامريكية تجاه ايران في ثلاثة اتجاهات اساسية أصر “نادي اسرائيل” بالبنتاجون على وأد اتجاهين منها، وهذه الخيارات تتلخص في الآتي:
1- التوصل لاتفاق مع ايران تتحسن بمقتضاه العلاقات.
2- اخراج ايران من العملية النووية على نسق النموذج الليبي بالتوصل الى اتفاق مع طهران مع السماح للاخيرة بالاستمرار في تجاربها النووية السلمية ومنعها من انتاج الوقود النووي مع اخضاع مفاعلات ايران للرقابة.
3- الخيار الثالث “الخيار العسكري” لتدمير نشاط ايران النووي تماما، وهو الخيار الذي دفعت به المجموعة الموالية ل”اسرائيل”. وحسب مصادر امريكية موثوقة فإن هذا الخيار مهد لاستخدام لاري فرانكلين المتهم بالتجسس ل”اسرائيل” حيث كان معروفا بتوجهاته المتشددة ضد ايران، وقد كان احد المدعوين لمؤتمر “اسرائيل” السنوي والذي انعقد في هرتزيليا “مؤتمر الاستراتيجية الأمنية الاسرائيلية” كما رصدنا له مقالا منشورا بالطبعة الاوروبية من جريدة “الوول ستريت جورنال” في عام 2000 انتقد فيه التفاؤل الامريكي بدور الاصلاحيين وخاتمي في ايران، وكان رأيه انها مناورة ايرانية وان الايرانيين يجب التعامل معهم بعنف وصولا الى تغيير النظام في طهران.
ومؤخرا حسب نفس المصادر ل”الخليج” لم يخف فرانكلين غضبه الشديد من تداعيات الفشل في العراق وحمل وزارة الخارجية المسؤولية لأنها تحبط اطلاق يد البنتاجون للتعامل بشدة مع ما يحدث في العراق لانه كان يؤمن بشدة بأن ايران تلعب الدور الاكبر فيما يحدث بالعراق الآن واتهم الخارجية الامريكية بالتهرب وعدم مواجهة ايران بشكل صارم.
وبالطبع فإن هذه التوجهات لدى فرانكلين لقيت ارتياحا لدى “اسرائيل” والاوساط المؤيدة لها في واشنطن لا سيما “ايباك” و”نادي اسرائيل” بالبنتاجون، وهو الأمر الذي يفسر دفاع هؤلاء عن فرانكلين بعد فضح عملية التجسس بالقول إنه كان محبطا ولم تكن افكاره تلقى الاهتمام اللازم ولم ينصت احد لمطالبته بضرب ايران فلجأ الى طلب المساعدة من “اسرائيل”!!
جماعة “اسرائيل”
ولا تكفي آلاف الاوراق لنشر نبذات مختصرة عن تاريخ التجسس “الاسرائيلي” على الولايات المتحدة ومدى قوة ونفوذ “اسرائيل” في الاوساط السياسية والادارية في الولايات المتحدة، ولكننا سنتوقف قليلا عند وزارة الدفاع الامريكية وتحديدا في المكاتب التابعة لبول وولفويتز نائب وزير الدفاع، والاشخاص الذين تم اختيارهم بعناية منذ تولي الاخير منصبه، وقد كانت بانتظارنا مفاجأة لدى النظر في تاريخ هؤلاء وهو التاريخ المدون، حيث اثبتت سطور هذا التاريخ تورط كثير من هؤلاء في قضايا وتحقيقات مسجلة تمتد لسنوات طويلة ماضية وكلها قضايا تتعلق بصلاتهم ب”اسرائيل” وتورطهم في تسريب معلومات حساسة!
وقد التقينا مع شهود عاصروا بعض هذه التحقيقات، وهؤلاء قاموا بابلاغ السلطات الامنية عن هذه الوقائع.
وقبل استعراض ما ذكروه لنا ينبغي لنا التوقف عند بعض هذه الاسماء العاملة في أهم مكاتب البنتاجون اي وزارة الدفاع الامريكية والتي يترأسها تقليديا وزير مدني يأتي معه ببعض المدنيين ليقود التنسيق بين العسكريين والمدنيين لخلق سياسة دفاعية امريكية متوازنة.. ومن هذه الاسماء:
بول وولفويتر: نائب وزير الدفاع الامريكي:
تعرض في عام 78 للتحقيق في واقعة قيامه بتسريب وثيقة سرية لوسيط من “ايباك” حول اسلحة كانت الولايات المتحدة تنوي بيعها لحكومة عربية وقد اغلق ملف هذا التحقيق في نهاية الامر بشكل ما.
وايام حكم الرئيس بوش الاب كان وولفويتز يشغل وقتها منصب مساعد وزير الدفاع وهو نفس منصب دوجلاس فايث الآن حاول وولفويتز تشجيع الادارة الامريكية على بيع صواريخ جو جو معدلة ل”اسرائيل” ولكن كولن باول رئيس الاركان الامريكي وقتها تدخل لمنع الصفقة حيث كانت فضيحة قيام “اسرائيل” وقتها بتصدير وبيع تكنولوجيا الصواريخ الى الصين ومنها نفس الصواريخ ولكن غير المعدلة التي كانت قد حصلت عليها سابقا من واشنطن!
دوجلاس فايث: أتى به بول وولفويتز وهو يعد احد منقذي “اسرائيل” من الافلاس في عام ،1984 حينما تولى العمل على الاتفاق التاريخي الاستراتيجي بين الولايات المتحدة و”اسرائيل” حيث عرضت “اسرائيل” تقديم معلومات استخباراتية والتجسس على روسيا، مقابل انقاذ الاقتصاد “الاسرائيلي” فتم منح “اسرائيل” اتفاقية التجارة الحرة، ومنحت “اسرائيل” حق نقل التكنولوجيا الامريكية لا سيما في مجال السلاح فتحولت “اسرائيل” من مجرد منتج للبندقية “عوزي” الى موزع ومنتج ومصدر للسلاح بعد منحها تكنولوجيا راقية لصناعة اسلحة.. مثل بيع صواريخ صغيرة لكوريا الجنوبية، ومنحها اتفاقيات مع مارتن لوكهيد وبوينج وشركات الكترونية عديدة.
وكان فايث ضمن الموقعين على خطاب النصائح الشهير لنتنياهو الداعي لتغيير نظام العراق ولتأمين الحكم والسيطرة ل”اسرائيل” في المنطقة مع ريتشارد بيرل وغيره..
وكان قد سبق الاستغناء عن خدمات فايث في مجلس الأمن القومي بالبيت الابيض وذلك في مارس/ آذار 1982 بعد التحقيق معه حول قيامه باعطاء معلومات سرية لمسؤول في السفارة “الاسرائيلية” في واشنطن، وكان احد اعضاء جنزا (jnsa) معهد الدراسات العسكرية الموازي لايباك حيث انشئ بعد حرب 1973 لضمان استمرار “اسرائيل” في الحصول على الدعم العسكري الامريكي.
بعدها افتتح فايث مع شريك له مكتباً قانونياً (فايث وزيل” وكان عمل هذا المكتب يركز على شركات السلاح “الاسرائيلية”.
جدير بالذكر ان شريكه في المكتب يعيش حاليا في مزرعته بمستوطنة بالضفة الغربية وهو حاليا المتحدث باسم المستوطنين في الضفة الغربية وفي الوقت نفسه يعتبر شريكا تجاريا ل”سالم جلبي”!! ابن عم احمد الجلبي والذي يترأس محكمة صدام حسين!!
ديفيد ورمسر: ترك مؤخرا عمله بوزارة الدفاع وعين بمكتب نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني، وكان يعمل في السابق في معهد الواشنطن لسياسات الشرق الادنى التابع لايباك ثم معهد أمريكان انتربرايز الموالي ل”اسرائيل” وزوجته هي ميراف ورمسر وهي “اسرائيلية” ساهمت في انشاء منظمة “ميمري” التي تستهدف الاعلام العربي واتهامه بمعاداة السامية وتعمل حاليا بمعهد هدسون N.C.
ابرام شولسكي: مازال يعمل بالبنتاجون وسبق له ان عمل بلجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، وعمل سابقا مع ريتشارد بيرل اثناء خدمة الاخير كنائب لوزير الدفاع الامريكي في فترة حكم ريجان.
وحاليا يشغل شولسكي ديسك العمليات الخاصة في البنتاجون ويعمل معه عدد من المعروفين بصلاتهم ومواقفهم المؤيدة بشدة ل”اسرائيل”.
ديف شنكر: محلل وكان يعمل قبل عمله بالبنتاجون في معهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى التابع لايباك وعكف على صياغة خريطة الطريق (او تلخيصها) حسب اقوال العقيد كارين كوينسكي.
مايكل ماكوفسكي: شقيق ديفيد ماكوفسكي بمعهد واشنطن التابع لايباك ومدير التحرير السابق لصحيفة “جيروزاليم بوست” التي يمتلكها الملياردير كونراد بلاك، والاخير وظف لديه ريتشارد بيرل باحدى شركات مجموعته.
كريس ليهمان: شقيق جون ليهمان احد اقطاب حركة المحافظين الجدد وعضو لجنة تحقيقات الحادي عشر من سبتمبر/ ايلول.
هارولد رودي: يطلقون عليه بالبنتاجون (الراباي) معروف عنه التشدد الديني (يهودي) وهو خبير الاسلام في البنتاجون!! كان وراء نقل اثار العراق اليهودية (بعد الغزو) الى الولايات المتحدة بدعوى ترميمها، يعمل معه المشتبه لاري فرانكلين وهو عضو بمنظمة جنزا (المعهد اليهودي لدراسات الأمن القومي) الموالي ل”اسرائيل” وهو معروف بمطالبته بضرورة تغيير نظام الحكم في ايران، واحداث انقلاب في طهران ورصدت له اجتماعات من دون علم الخارجية او السلطات مع احد المتورطين في فضيحة ايران كونترا بالسابق وهو منصور غر بانيفار في باريس، أحد هذه الاجتماعات حضرها لاري فرانكلين وكان رودي مندوب (ضابط الاتصال) مع احمد الجلبي.
وليام (بل لوتي) مساعد دوجلاس فايث، تعرض مكتبه للاتهام بتقديم معلومات استخباراتية خاطئة قبل غزو العراق وكان في السابق يعمل بعد تقاعده من البحرية مع نيوحنجرتيش احد المحافظين الجدد، ومعروف أنه كان ابرز المشجعين على غزو العراق.
ستيفن كاميون: مسؤول عن ديسك الاستخبارات واثيرت حوله الاقاويل مؤخرا في تحقيقات الكونجرس لا سيما ما يتعلق بفبركة معلومات الحرب على الارهاب وفضائح ابو غريب وارسال مسؤول معتقل جوانتانامو الى ابو غريب لتطبيق خبرته هناك!
وهناك ايضا من غادروا البنتاجون مؤخرا وينتمون بصلات الى نفس المجموعة مثل:
دوف زخايم: مسؤول الديسك المالي وأثيرت حوله الاقاويل بشأن تورط وزارة الدفاع في اعطاء عقود العراق لشركة هاليبورتن وغيرها وما يتعلق بما يسمى اخطاء الانفاق في الحرب على العراق.
مايكل روبن: مازال مشاركا لبعض الوقت بخبرته في البنتاجون وحاليا انضم الى خبراء معهد الانتربرايز الموالي ل”اسرائيل” وذلك بعد عودته من الخدمة في العراق لمدة عام مع بول بريمر (سلطة التحالف).
والى جانب هؤلاء اشارت مصادرنا في واشنطن الى اخرين من الاسماء العاملة في مناصب رفيعة بالبنتاجون وتربطها صلات ايديولوجية قريبة باللوبي المؤيد بشدة ل”اسرائيل” ومنهم:
اندرو مارشال احد الآباء الروحيين لكثير من هذه المجموعة وهو يشغل حاليا بالبنتاجون بترشيح من وولفويتز منصب مدير مكتب اعادة تشغيل وتشكيل القوات الامريكية (مشروع رامسفيلد الجديد) لاعادة توزيع انتشار القوات الامريكية حول العالم واحد تلامذته المعروفين (دينس روس) رئيس معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى وهو يبلغ حوالي الثمانين من العمر.
روي جودسون: رجل المخابرات السابق واستاذ بجامعة جورج تاون، تفرغ للعمل في البنتاجون في ديسك الشرق الادنى وغرب آسيا ومعروف بتشدده.
كينيث ديجرافين ربيد: احد القريبين من روي جودسون ويعمل معه.
ستيفن برين.. عميل مخضرم لـ"اسرائيل"
هكذا يعمل "نادي إسرائيل" لمصلحة الكيان في "البنتاجون"
واشنطن حنان البدري:
تتواصل وفي اطار من التكتم التحقيقات الامريكية الأمنية الخاصة بفضيحة تجسس أحد العاملين بالبنتاجون لصالح “اسرائيل”. وقد سربت مصادر قريبة من التحقيقات ان لاري فرانكلين المتهم بتسريب معلومات حول ايران الى عملاء لجنة الشؤون العامة الامريكية “الاسرائيلية” “ايباك” والسفارة “الاسرائيلية”، قد توقف عن التعاون مع السلطات في التحقيقات الجارية، وانه سارع الى تغيير محاميه لمواجهة احتمالات توجيه اتهامات رسمية له بالتجسس لصالح “اسرائيل”، وشعوره بتوقف تعامل السلطات الامنية معه كشاهد في التحقيقات.
تزامن هذا التطور مع مداهمة مكتب التحقيقات الفيدرالية لمقر “ايباك” بحثا عن وثائق جديدة ومع محاولات حثيثة مع اللوبي اليهودي الامريكي لا تخفى على أحد وصلت الى الكونجرس للتشويش على التحقيقات الجارية ومحاولة اتهام ديفيد سيزادي المسؤول عن التحقيقات في تلك القضية بمعاداة اليهود وبدأوا حملة ضده ببث ونشر معلومات قالوا فيها انه سبق ان طارد عدداً من اليهود من بينهم محام يهودي كان موظفاً قبل سنوات يعمل بوكالة الاستخبارات الامريكية CIA واسمه آدم سيرالسكي، حينما كان سيزادي يترأس أدلة مكافحة التجسس، عندما تم الدفع بسيرالسكي لترك عمله مع ال CIA بسبب اصله اليهودي! واتهمت جهات اللوبي اليهودي الامريكي ديفيد سيزادي بأنه سبق ان منع استخراج تصريحات الكشف الامني أو عطّلها لمتقدمين يهود لشغل وظائف ووصفوه بأنه “شخص سيئ للغاية”. ومن جهته فإن مكتب التحقيقات الفيدرالي نفى قبل ايام ان تكون لدى سيزادي وجهات نظر معادلة للسامية، وانه لم يتول تحقيقات قط كان اساسها مبنياً على الاثنية أو الديانة.
رد مكتب التحقيقات الفيدرالي حيث يعمل سيزادي الآن والذي جاء كنفي قاطع للاتهامات الموجهة اليه، أكد الثقة الكبيرة التي يحظى بها هذا المحقق في حياته الوظيفية. وكان الرئيس بوش قد عينه عام 2001 ليترأس وحدة استخبارية تسمى “مجلس السياسة القومي لمكافحة التجسس” ثم عاد الى FBI منذ عامين ليتولى منصبه كمساعد لمدير مكافحة التجسس. أما سيرالسكي الذي كان قد اقام دعوى تعويض على ال FBI والCIA بدعوى اضطهاده لاصوله الريفية، عقب خروجه من الخدمة فإن ملفه يظهر انه تم تعيينه محامياً في الCIA من اوائل ديسمبر/كانون الاول من العام 96 واحتوى نفس الملف على اربع صفحات حول حياته ورحلاته الى “اسرائيل” “87-88” ودراسته الدين اليهودي في جامعة جورج واشنطن، وهي نفس الصفحات التي تمت اعادة فحصها لمعرفة ما اذا كان أحد ابناء اشقائه يعمل مع الحكومة “الاسرائيلية”، وايامها انتقل سيرالسكي من ال FBI الى العمل مع ال CIA حيث بدأت تحقيقات معه حول علاقته مع عائلة رئيس “اسرائيل” وقتها عزرا وايزمان وقرابته معه، اضافة لمراجعة سجل عائلة سيرالسكي في التبرع بأموال ضخمة ل “اسرائيل”، وقد تم عرض سيرالسكي وقتها على جهاز كشف الكذب، وتبين انه اخفى كل هذه المعلومات عندما تقدم للعمل بالجهات الامنية الامريكية وسرعان ما غادر سيرالسكي بعدها ال CIA الى غير رجعة.
تعتيم!
وعودة الى التحقيقات الجارية الآن في فضيحة التجسس على البنتاجون والتي يلاحظ التعتيم الاعلامي عليها الذي يشمل حالياً سير هذه التحقيقات رغم خطورتها واهميتها، فإن بصمات اصدقاء “إيباك” تبدو واضحة لفرض هذا التعتيم، بل وصل الامر بهم الى الاحتجاج لدى اعضاء الكونجرس الامريكي لدفع هؤلاء بدورهم الى الاحتجاج على هذه التحقيقات والاهتمام الذي ابدته وسائل الاعلام الامريكي وقتها بها، ودعوا الى اجراء تحقيق جدي لمعرفة الجهة والمسؤولين الذين سربوا اخبار التحقيق مع لاري فرانكلين لوسائل الاعلام والهدف من هذا التسريب ومن بدأ التحقيق معه ولماذا!
هذه التحركات وصفها بعض المعروفين بانتماءاتهم القومية الامريكية بأنها “وقاحة” تذكرنا بفضيحة جوناثان بولارد ويجيء هذا وسط حالة ملحوظة من الغضب تسري حاليا في أروقة البنتاجون الامريكية وتحديداً لدى العسكريين وبالطبع ليس لدى مدنيي “البنتاجون” فكلهم تقريبا يتعاطفون بدرجة كبيرة مع “اسرائيل” ناهيك عن سيطرتهم على صنع القرار في المؤسسة العسكرية الامريكية، وهو الامر الذي كان عادة - ووفق تقاليد البنتاجون - يتم الرجوع فيه الى آراء العسكريين وليس تجاهلهم، حيث اعتمد دونالد رامسفيلد منذ توليه حقيبة الدفاع ومن معه على تنظيرات المدنيين الذين جمعهم حوله وعلى رأسهم نائبه بول وولفويتز.
حالة الغضب تلك زادتها التحقيقات حول جاسوس “اسرائيل” في البنتاجون، فطرحت مجدداً تساؤلاً مهماً حول الولاء المزدوج لدى بعض القيادات المدنية بالبنتاجون وهي مسألة حساسة جداً تهدد بتداعيات خطيرة.
لذا لم يتورع رجال ال FBI والسلطات الامنية الامريكية عن مواجهة وولفويتز ودوجلاس فايث وتوجيه اسئلة لهما كما عرضوا عليهما وقائع وظروف وأدلة تورط أحد رجال مكاتبهم في فضيحة تسريب مسودة قرار رئاسي امريكي حول توجهات ادارة بوش نحو ايران وملفها النووي.
وقد أكدت مصادر عسكرية متقاعدة ل “الخليج” ان صبر العسكريين على ما يحدث قد بدأ ينفد من توجهات “نادي اسرائيل” في البنتاجون على حد وصفهم، واضافت نفس المصادر انهم صارحوا رؤساءهم العسكريين بجنون فكرة مواجهة عسكرية مع ايران، وانهم لن يمرروا أمراً كهذا تحت أية ظروف كما حدث في غزو العراق، وان هذا الموقف لا يشمل فقط ملف التعامل مع ايران، بل يشمل العديد من السياسات الامريكية التي يرى بعضهم انه تم توجيهها والدفع بها عن عمد لتحقيق مصلحة “اسرائيل” اولاً، لا المصالح الامريكية.
الولاء المزدوج
وقصص تجسس “اسرائيل” على الولايات المتحدة كثيرة ومستمرة ولن تكون واقعة الاشتباه بلورانس لاري فرانكلين المحلل بمكتب بيل لوتي أحد مساعدي دوجلاس فايث الأولى، كذلك لن تكون الاخيرة، بل لربما تكون هذه الواقعة أول الخيوط التي ستشد آخرين من كبار القيادات المدنية بالبنتاجون.
هذا ما اكدته لي العقيد المتقاعد كارين كوينسكي والتي كانت من اوائل الذين نبهوا علناً الى خطورة الولاء المزدوج لبعض قيادات البنتاجون المدنية على امريكا.. وذلك بعد ساعات من اقدامها على التقاعد مبكراً الصيف الماضي، بعد ان ضاقت ذرعاً بما يقوم به اعضاء “نادي اسرائيل” في البنتاجون.
واذكر جيداً في حوارها كيف فضحت الامر لا سيما ما روته ل “الخليج” حول قيام أحد العاملين بمكتب دوجلاس فايث بصياغة “ورقة خريطة الطريق” وكيف عكف على تلخيصها لايام طويلة، وهو الآتي من أحد مراكز الابحاث الامريكية الموالية ل “اسرائيل”، واقصد “معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى” الذي اسسته منظمة “ايباك” الموالية ل “اسرائيل”، وكانت لدى كارين الشجاعة لذكر اسم هذا الرجل ويدعى “ديف شنكر”.
وبعد تسريب قصة لاري “لورانس” فرانكلين تحدثت مع كارين التي بادرتني متسائلة: “ألم اقل لك؟”.
كبش فداء
كان لا بد من ان التقيها ثانية، فحكت لي عن لاري الامريكي الكاثوليكي الذي يجيد الفارسية والمتخصص في الملف الايراني.. فقد عمل معا اثناء خدمتها بالبنتاجون وأكدت كارين صراحة انها تعتقد ان لاري هو كبش فداء نموذجي، فهو كاثوليكي وليس يهودياً وموظفا مدنيا بالبنتاجون، بالاستخبارات العسكرية لمدة تزيد عن عشرين عاما قبل ان يتم نقله للعمل معنا ليتولى “ديسك” ايران وهو كان على وشك التقاعد ليعتني بأسرته وبأبنائه السبعة وزوجته المقعدة، وهو رجل بنى نفسه بنفسه فقد تربى في فقر مدقع، ولكنه واصل تعليمه حتى حصل على الدكتوراه وتخصص في الشؤون الايرانية كما أنه يتحدث الفارسية بطلاقة.
واضافت كارين: “انا مندهشة لأن هناك من هم اكبر من لاري في هذا المكان مع صلات امتن واوسع واقدم ب “اسرائيل” وهم جميعا يتولون مناصب ارفع واكثر تأثيراً! لذا اخشى ان يكون لاري كبش الفداء الذي يقدم لحماية آخرين، ولن اندهش لو تم انهاء هذه القضية عند هذا الامر، واذكر انه في اجتماع حدث في اغسطس/آب عام 2002 ابلغونا بإنشاء مكتب “الخطط الخاصة” وقتها اكد لنا المسؤولون السياسيون بأن هذا المكتب ما هو إلا توسيع لمكتب “ديسك” العراق بالبنتاجون لكننا فوجئنا بعد ذلك الاجتماع بحوالي الشهرين بنقل لاري فرانكلين المختص بالشؤون الادارية الى هذا المكتب، ساعتها اكتشفنا انهم لا يستهدفون فقط العراق بل يخططون لنطاق أوسع يشمل ايران”.
وقالت كارين: ان الوضع داخل البنتاجون منذ وصول بول وولفويتز ودوجلاس فايث كان مقلقاً وحكت واقعة شهدتها بعينها - وهي واقعة تعكس مدى عمق الصلات بين مسؤولين بالبنتاجون ومسؤولين “اسرائيليين” حينما كان يزور جنرالات “اسرائيليون” مكتب فايث، وفوجئت بإعفائهم من اجراءات التسجيل “وهي اجراءات امنية” لدى دخولهم لاجتماعات عقدت بمكتب فايث، وكيف عبرت عن دهشتها ونبهت مسؤولة مكتب فايث بالامر وابلغتها الاخيرة بغض البصر عن الامر برمته!!
وعندما سألتها عما اذا كان رجال الFBI قد طلبوها للادلاء بشهادتها كما يفعلون مع كثيرين الآن، قالت: هل تصدقين ذلك، لا لم يحدث وانا مندهشة للامر، لكن اذا فعلوا فسأقول لهم كل ما لدي خلال فترة خدمتي بالبنتاجون.
ويبدو ان واقعة التجسس المشتبه فيها لاري جمعت خيوطها خلال رصد الاجهزة الامنية الامريكية لاجتماع ضم لاري ومسؤولاً بالسفارة “الاسرائيلية” هو ناعون جيلون “وزير مفوض للشؤون السياسية بالسفارة “الاسرائيلية” في واشنطن” وكلاً من ستيفن روزن مدير ادارة السياسات الخارجية بمنظمة “ايباك” كبرى منظمات اللوبي الصهيوني “الاسرائيلي” في الولايات المتحدة والذي يضم 65 ألف عضو، وكيث وايزمان نائب روزن ب “إيباك” والثلاثة كانوا يجتمعون في احد المطاعم حيث كانت اجهزة الامن الامريكية ترصد اجتماعهم حين فوجئ رجال ال FBI بدخول لاري فرانكلين وانضمامه اليهم.
وفي هذا اللقاء قدم لاري لهم وثيقة كانت بحوزته، ولكن هذا الشخص وهو أحد الثلاثة الآخرين رفض اخذها وطلب من لاري ان يقرأها له فيما فسر بأنه تصرف مخابراتي متعارف في اطار الحيطة.
وكانت الاجهزة الامنية الامريكية، تنبش في ذلك الوقت وتتحرى بقوة اتهام السياسي العراقي احمد الجلبي بتسريب معلومات حساسة علمها من أحد رجال البنتاجون الى الاستخبارات الايرانية، وذلك في محاولة معرفة شخصية هوية عضو البنتاجون هذا - وهو حسب المصادر - ليس بالتأكيد لاري، اذ ان الجلبي حسب معلوماتهم حصل على المعلومات من مسؤول امريكي اثناء وجود الاخير في العراق.
وتشمل الوقائع التي تعكف عليها الاجهزة الامنية الامريكية واقعة لقاء حضره لاري - الذي عمل عن قرب مع دوجلاس فايث - مع رئيسه هارولد رودي في باريس مع منصور غربانيغار احد الايرانيين المتورطين في فضيحة ايران كونترا.
وقد اتسعت تحقيقات ال FBI حيث ذهب رجالها وقاموا بتحريز ذاكرة كمبيوتر رجل الايباك ستيفن روزن لفحصه.
وتدريجياً بدأت ابعاد القضية تتضح بقدر تشعبها في الوقت الذي حاولت فيه تل ابيب ومعها “الايباك” الدفاع عن الامر بحجة ان “اسرائيل” لا تحتاج في ظل نظام تبادل المعلومات الوثيق مع حليفتها الى التجسس على واشنطن. وكان هذا الخطأ الكبير الذي وقعت فيه “اسرائيل”، اذ ان هذه التصريحات كانت كفيلة بأن تلفت النظر اكثر في واشنطن الى طبيعة الصلات التي تربط اللوبي الموالي ل “اسرائيل” داخل الحكومة الامريكية لا سيما في البنتاجون وفي مكتب نائب الرئيس الامريكي ومكتب آخر “وحيد” داخل وزارة الخارجية الامريكية.
ولم تبلغ السلطات الامنية الامريكية مقولات حاولت “اسرائيل” الدفع بها الى وسائل الاعلام الامريكية والتي لاحظنا سكوتها بعد اقل من ثلاثة ايام على تسريب واقعة التجسس وحتى الآن..
فقد كادت القضية يتلاشى ذكرها، بعد ان تحمس لها البعض، ثم تلاشى تماماً وليس اوضح على ذلك سوى قيام شبكة ABC بالتراجع عن اتفاق مسبق مع العقيد كارين كويتسكي للظهور في لقاء على الهواء للتحدث حول هذا الموضوع في برنامج “صباح الخير يا امريكا” واذا كان السبب وراء هذا التعتيم رغبة “اسرائيلية” أو رغبة امريكية من المحققين ذاتهم الذين يعتقد بعضهم ان تسريب القضية أضر بالتحقيقات ونبه “اسماكاً كبيرة” للإفلات بجرمها.. فهذا لا يمنع من ان الجهات الامنية الامريكية ترفض الترويج “الاسرائيلي” للقضية باعتبارها مجرد عملية انتقام من قبل ال CIA نتيجة خروج رئيسها تينيت وتحميله مسؤوليات لا سيما بشأن قرار شن الحرب على العراق باستخدام مبرر اسلحة الدمار الشامل المعتمد على معلومات استخباراتية خاطئة، أو كنتيجة للخلاف المستمر بين الخارجية والبنتاجون حيث استولت الاخيرة على ملفات هي من اختصاص الخارجية واصبحت لها الكلمة العليا في صنع قرارات سياسية من شأن وزارة الخارجية وحدها.
ويبدو ان السلطات الامنية الامريكية تنبهت لمحاولات “اسرائيل” واللوبي الموالي لها لإجهاض الامر سواء بالتقليل من اهمية المعلومات التي سربها لاري، أو بادعائها عدم معرفتها بسريتها، اذ ان خطورة المسودة التي سربها لاري فرانكلين ل “اسرائيل” - حسب مصادرنا -تكمن في اهمية معرفة “اسرائيل” مسبقاً بنوايا ادارة بوش للتعامل مع ايران ومن ثم التدخل في الوقت المناسب!!
صفقة
وكشفت مصادر “الخليج” في واشنطن كيف دفع الجناح الموالي ل “اسرائيل” داخل البنتاجون منذ فترة بالخيار العسكري ضد ايران، كما كشفت نفس المصادر عن واقعة صفقة كان يحاول بعض الساسة في واشنطن ابرامها مع طهران وذلك مباشرة عقب الانتهاء من غزو العراق وتقضي بقيام واشنطن بتسليم طهران قيادات مجاهدي خلق وتصفية نشاط هذه المنظمة الايرانية المناوئة لواشنطن مقابل تسليم طهران لواشنطن ابن “ابن لادن” وبعض قادة القاعدة المعتقلين لديها، وكانت وقتها وزارة الخارجية الامريكية تحبذ هذه الصفقة وتدفع بها لانها أي وزارة الخارجية كانت تعتقد ان تحسناً في العلاقات الامريكية الايرانية سيتحقق بموجب اتمام هذه الصفقة. وقد اسرع “نادي اسرائيل” بالبنتاجون، واجهض هذه الصفقة فقتلت الفكرة بواسطة مكتب ال OSI او “العمليات الخاصة” بالبنتاجون - حسب مصادرنا- التي اضافت بأن محاولات نفس الاشخاص لفرض خيار عسكري على الادارة الامريكية تجاه ايران مستمرة وبالتالي فإن معرفة “اسرائيل” بالتوجهات الامريكية “المسودة التي سربها فرانكلين” كانت في غاية الاهمية، حيث تلخص الخيارات الامريكية تجاه ايران في ثلاثة اتجاهات اساسية أصر “نادي اسرائيل” بالبنتاجون على وأد اتجاهين منها، وهذه الخيارات تتلخص في الآتي:
1- التوصل لاتفاق مع ايران تتحسن بمقتضاه العلاقات.
2- اخراج ايران من العملية النووية على نسق النموذج الليبي بالتوصل الى اتفاق مع طهران مع السماح للاخيرة بالاستمرار في تجاربها النووية السلمية ومنعها من انتاج الوقود النووي مع اخضاع مفاعلات ايران للرقابة.
3- الخيار الثالث “الخيار العسكري” لتدمير نشاط ايران النووي تماما، وهو الخيار الذي دفعت به المجموعة الموالية ل”اسرائيل”. وحسب مصادر امريكية موثوقة فإن هذا الخيار مهد لاستخدام لاري فرانكلين المتهم بالتجسس ل”اسرائيل” حيث كان معروفا بتوجهاته المتشددة ضد ايران، وقد كان احد المدعوين لمؤتمر “اسرائيل” السنوي والذي انعقد في هرتزيليا “مؤتمر الاستراتيجية الأمنية الاسرائيلية” كما رصدنا له مقالا منشورا بالطبعة الاوروبية من جريدة “الوول ستريت جورنال” في عام 2000 انتقد فيه التفاؤل الامريكي بدور الاصلاحيين وخاتمي في ايران، وكان رأيه انها مناورة ايرانية وان الايرانيين يجب التعامل معهم بعنف وصولا الى تغيير النظام في طهران.
ومؤخرا حسب نفس المصادر ل”الخليج” لم يخف فرانكلين غضبه الشديد من تداعيات الفشل في العراق وحمل وزارة الخارجية المسؤولية لأنها تحبط اطلاق يد البنتاجون للتعامل بشدة مع ما يحدث في العراق لانه كان يؤمن بشدة بأن ايران تلعب الدور الاكبر فيما يحدث بالعراق الآن واتهم الخارجية الامريكية بالتهرب وعدم مواجهة ايران بشكل صارم.
وبالطبع فإن هذه التوجهات لدى فرانكلين لقيت ارتياحا لدى “اسرائيل” والاوساط المؤيدة لها في واشنطن لا سيما “ايباك” و”نادي اسرائيل” بالبنتاجون، وهو الأمر الذي يفسر دفاع هؤلاء عن فرانكلين بعد فضح عملية التجسس بالقول إنه كان محبطا ولم تكن افكاره تلقى الاهتمام اللازم ولم ينصت احد لمطالبته بضرب ايران فلجأ الى طلب المساعدة من “اسرائيل”!!
جماعة “اسرائيل”
ولا تكفي آلاف الاوراق لنشر نبذات مختصرة عن تاريخ التجسس “الاسرائيلي” على الولايات المتحدة ومدى قوة ونفوذ “اسرائيل” في الاوساط السياسية والادارية في الولايات المتحدة، ولكننا سنتوقف قليلا عند وزارة الدفاع الامريكية وتحديدا في المكاتب التابعة لبول وولفويتز نائب وزير الدفاع، والاشخاص الذين تم اختيارهم بعناية منذ تولي الاخير منصبه، وقد كانت بانتظارنا مفاجأة لدى النظر في تاريخ هؤلاء وهو التاريخ المدون، حيث اثبتت سطور هذا التاريخ تورط كثير من هؤلاء في قضايا وتحقيقات مسجلة تمتد لسنوات طويلة ماضية وكلها قضايا تتعلق بصلاتهم ب”اسرائيل” وتورطهم في تسريب معلومات حساسة!
وقد التقينا مع شهود عاصروا بعض هذه التحقيقات، وهؤلاء قاموا بابلاغ السلطات الامنية عن هذه الوقائع.
وقبل استعراض ما ذكروه لنا ينبغي لنا التوقف عند بعض هذه الاسماء العاملة في أهم مكاتب البنتاجون اي وزارة الدفاع الامريكية والتي يترأسها تقليديا وزير مدني يأتي معه ببعض المدنيين ليقود التنسيق بين العسكريين والمدنيين لخلق سياسة دفاعية امريكية متوازنة.. ومن هذه الاسماء:
بول وولفويتر: نائب وزير الدفاع الامريكي:
تعرض في عام 78 للتحقيق في واقعة قيامه بتسريب وثيقة سرية لوسيط من “ايباك” حول اسلحة كانت الولايات المتحدة تنوي بيعها لحكومة عربية وقد اغلق ملف هذا التحقيق في نهاية الامر بشكل ما.
وايام حكم الرئيس بوش الاب كان وولفويتز يشغل وقتها منصب مساعد وزير الدفاع وهو نفس منصب دوجلاس فايث الآن حاول وولفويتز تشجيع الادارة الامريكية على بيع صواريخ جو جو معدلة ل”اسرائيل” ولكن كولن باول رئيس الاركان الامريكي وقتها تدخل لمنع الصفقة حيث كانت فضيحة قيام “اسرائيل” وقتها بتصدير وبيع تكنولوجيا الصواريخ الى الصين ومنها نفس الصواريخ ولكن غير المعدلة التي كانت قد حصلت عليها سابقا من واشنطن!
دوجلاس فايث: أتى به بول وولفويتز وهو يعد احد منقذي “اسرائيل” من الافلاس في عام ،1984 حينما تولى العمل على الاتفاق التاريخي الاستراتيجي بين الولايات المتحدة و”اسرائيل” حيث عرضت “اسرائيل” تقديم معلومات استخباراتية والتجسس على روسيا، مقابل انقاذ الاقتصاد “الاسرائيلي” فتم منح “اسرائيل” اتفاقية التجارة الحرة، ومنحت “اسرائيل” حق نقل التكنولوجيا الامريكية لا سيما في مجال السلاح فتحولت “اسرائيل” من مجرد منتج للبندقية “عوزي” الى موزع ومنتج ومصدر للسلاح بعد منحها تكنولوجيا راقية لصناعة اسلحة.. مثل بيع صواريخ صغيرة لكوريا الجنوبية، ومنحها اتفاقيات مع مارتن لوكهيد وبوينج وشركات الكترونية عديدة.
وكان فايث ضمن الموقعين على خطاب النصائح الشهير لنتنياهو الداعي لتغيير نظام العراق ولتأمين الحكم والسيطرة ل”اسرائيل” في المنطقة مع ريتشارد بيرل وغيره..
وكان قد سبق الاستغناء عن خدمات فايث في مجلس الأمن القومي بالبيت الابيض وذلك في مارس/ آذار 1982 بعد التحقيق معه حول قيامه باعطاء معلومات سرية لمسؤول في السفارة “الاسرائيلية” في واشنطن، وكان احد اعضاء جنزا (jnsa) معهد الدراسات العسكرية الموازي لايباك حيث انشئ بعد حرب 1973 لضمان استمرار “اسرائيل” في الحصول على الدعم العسكري الامريكي.
بعدها افتتح فايث مع شريك له مكتباً قانونياً (فايث وزيل” وكان عمل هذا المكتب يركز على شركات السلاح “الاسرائيلية”.
جدير بالذكر ان شريكه في المكتب يعيش حاليا في مزرعته بمستوطنة بالضفة الغربية وهو حاليا المتحدث باسم المستوطنين في الضفة الغربية وفي الوقت نفسه يعتبر شريكا تجاريا ل”سالم جلبي”!! ابن عم احمد الجلبي والذي يترأس محكمة صدام حسين!!
ديفيد ورمسر: ترك مؤخرا عمله بوزارة الدفاع وعين بمكتب نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني، وكان يعمل في السابق في معهد الواشنطن لسياسات الشرق الادنى التابع لايباك ثم معهد أمريكان انتربرايز الموالي ل”اسرائيل” وزوجته هي ميراف ورمسر وهي “اسرائيلية” ساهمت في انشاء منظمة “ميمري” التي تستهدف الاعلام العربي واتهامه بمعاداة السامية وتعمل حاليا بمعهد هدسون N.C.
ابرام شولسكي: مازال يعمل بالبنتاجون وسبق له ان عمل بلجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، وعمل سابقا مع ريتشارد بيرل اثناء خدمة الاخير كنائب لوزير الدفاع الامريكي في فترة حكم ريجان.
وحاليا يشغل شولسكي ديسك العمليات الخاصة في البنتاجون ويعمل معه عدد من المعروفين بصلاتهم ومواقفهم المؤيدة بشدة ل”اسرائيل”.
ديف شنكر: محلل وكان يعمل قبل عمله بالبنتاجون في معهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى التابع لايباك وعكف على صياغة خريطة الطريق (او تلخيصها) حسب اقوال العقيد كارين كوينسكي.
مايكل ماكوفسكي: شقيق ديفيد ماكوفسكي بمعهد واشنطن التابع لايباك ومدير التحرير السابق لصحيفة “جيروزاليم بوست” التي يمتلكها الملياردير كونراد بلاك، والاخير وظف لديه ريتشارد بيرل باحدى شركات مجموعته.
كريس ليهمان: شقيق جون ليهمان احد اقطاب حركة المحافظين الجدد وعضو لجنة تحقيقات الحادي عشر من سبتمبر/ ايلول.
هارولد رودي: يطلقون عليه بالبنتاجون (الراباي) معروف عنه التشدد الديني (يهودي) وهو خبير الاسلام في البنتاجون!! كان وراء نقل اثار العراق اليهودية (بعد الغزو) الى الولايات المتحدة بدعوى ترميمها، يعمل معه المشتبه لاري فرانكلين وهو عضو بمنظمة جنزا (المعهد اليهودي لدراسات الأمن القومي) الموالي ل”اسرائيل” وهو معروف بمطالبته بضرورة تغيير نظام الحكم في ايران، واحداث انقلاب في طهران ورصدت له اجتماعات من دون علم الخارجية او السلطات مع احد المتورطين في فضيحة ايران كونترا بالسابق وهو منصور غر بانيفار في باريس، أحد هذه الاجتماعات حضرها لاري فرانكلين وكان رودي مندوب (ضابط الاتصال) مع احمد الجلبي.
وليام (بل لوتي) مساعد دوجلاس فايث، تعرض مكتبه للاتهام بتقديم معلومات استخباراتية خاطئة قبل غزو العراق وكان في السابق يعمل بعد تقاعده من البحرية مع نيوحنجرتيش احد المحافظين الجدد، ومعروف أنه كان ابرز المشجعين على غزو العراق.
ستيفن كاميون: مسؤول عن ديسك الاستخبارات واثيرت حوله الاقاويل مؤخرا في تحقيقات الكونجرس لا سيما ما يتعلق بفبركة معلومات الحرب على الارهاب وفضائح ابو غريب وارسال مسؤول معتقل جوانتانامو الى ابو غريب لتطبيق خبرته هناك!
وهناك ايضا من غادروا البنتاجون مؤخرا وينتمون بصلات الى نفس المجموعة مثل:
دوف زخايم: مسؤول الديسك المالي وأثيرت حوله الاقاويل بشأن تورط وزارة الدفاع في اعطاء عقود العراق لشركة هاليبورتن وغيرها وما يتعلق بما يسمى اخطاء الانفاق في الحرب على العراق.
مايكل روبن: مازال مشاركا لبعض الوقت بخبرته في البنتاجون وحاليا انضم الى خبراء معهد الانتربرايز الموالي ل”اسرائيل” وذلك بعد عودته من الخدمة في العراق لمدة عام مع بول بريمر (سلطة التحالف).
والى جانب هؤلاء اشارت مصادرنا في واشنطن الى اخرين من الاسماء العاملة في مناصب رفيعة بالبنتاجون وتربطها صلات ايديولوجية قريبة باللوبي المؤيد بشدة ل”اسرائيل” ومنهم:
اندرو مارشال احد الآباء الروحيين لكثير من هذه المجموعة وهو يشغل حاليا بالبنتاجون بترشيح من وولفويتز منصب مدير مكتب اعادة تشغيل وتشكيل القوات الامريكية (مشروع رامسفيلد الجديد) لاعادة توزيع انتشار القوات الامريكية حول العالم واحد تلامذته المعروفين (دينس روس) رئيس معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى وهو يبلغ حوالي الثمانين من العمر.
روي جودسون: رجل المخابرات السابق واستاذ بجامعة جورج تاون، تفرغ للعمل في البنتاجون في ديسك الشرق الادنى وغرب آسيا ومعروف بتشدده.
كينيث ديجرافين ربيد: احد القريبين من روي جودسون ويعمل معه.
ستيفن برين.. عميل مخضرم لـ"اسرائيل"