المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كظباءِ مكةَ صَيْدُهُنَّ حرامُ ....قصة عبدالله بن الحسن بن الامام الحسين عليه السلام



yasmeen
11-18-2011, 12:45 AM
عبدالله خلف


2011/11/17


http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/images/33_w.png


أنُسٌ حرائرُ ما هممن بريبةٍ
كظباءِ مكةَ صيدهن حرامُ
يُحْسبن من لين الكلام دوانياً
وَيصُدُّهُنَّ عن الخَنا الاسلامُ

هذان البيتان لعبدالله بن الحسن بن الحسين بن علي عليهم السلام

وعبدالله هو ابو محمد، وقد خرج ومعه شخص يدعى ابراهيم على ابي جعفر المنصور يطالبان بالخلافة لآل بيت النبوة وكان السفاح يُكرم الأب عبدالله، ولكن المنصور حبسه.. ولما قتل المنصورُ ابنَه محمداً وكان عبدالله في السجن بعث له برأس ابنه محمد مع حاجبه الربيع، فوضع الرأس بين يديه فقال: رحمك الله يا أبا القاسم، فقد كُنت من (الذين يُوفون بعهد الله، ولا يُنقضون الميثاق، والذين يصِلون ما أمر اللهُ به أنْ يُوصل، ويَخشون ربهم ويخافون سوء الحساب) ثم تمثل بقول الشاعر:

فتىً كان يَحْميه من الذُّل سيفُهُ
ويكفيه سَوْءاتِ الأمور اجتنابُها

والتفت عبدالله بن الحسن إلى الربيع حاجب المنصور فقال له:
قل لصاحبك قد مضى من بُؤسنا مدة، ومن نعيمك مثلها والموعدُ الله تعالى.. فأخذ يغسل رأس ابنه ويبكي فأبكى معه الربيع..
وأخذ هذا المعنى العباس بن الأحنف فقال:
فإن تلحظي حالي وحالك مرَّةً
بنظرة عين عن هوى النفس تُحْجب
نجد كل يوم مرَّ من بُؤْس عيشتي
يَمرُّ بيوم من نعيمكِ يُحْسبُ

وخلاصة المعنى ان الدين الصحيح يحول دون ارتكاب المعاصي.

ويمتد الحديث بنا إلى عبدالملك بن مروان عندما اجتمع مرة بعمر بن أبي ربيعة.

فقال له: وَيْحك ألست القائل:
نظرتُ إليها بالمحصَّب من منىً
ولي نظرٌ لولا التَّحرُّج عارم
فقلتُ أَصُبْحٌ أم مصابيحُ راهبٍ
بدتْ لك خلف السَّجف أم أنتَ حالمُ
بعيدةُ مهوى القُرط إمَّا لنوفلٍ
أبُوها وإمّا عبدُ شمسٍ وهاشمُ

فقال عبدالملك ويحك يا فاجر..
فقال عمر بن أبي ربيعة، إن بعد هذا أقول:
طلبن الهوى حتى إذا ما وجدنه
صَدَدْن وهُن المسلماتُ الكرائم

قوله:

بعيدةُ مهوى القُرط إما لنوفلٍ
أبوها، وإما عبدُ شمسٍ وهاشمُ

بعيدة مهوى القُرط، كنايةً عن طول رقبتها، القُرط الحلية التي توضع في الأُذن فإن طالت مسافة الحلية (الترجية) في اللهجة من لفظ أجنبي يعني ذلك ان رقبتها طويلة.. بعيدة مُهْوى القُرط على الكتف.

وقال الشاعر:

تعطَّلن إلاّ من محاسن أوجهٍ
فَهْنَّ حوالٍ في الصفات عواطل
كواسٍ، عوارٍ، صامتاتٌ نواطقٌ
بِعفِّ الكلام، باخلاتٌ بواذل
برزن عفافاً واحتجبن تستُّراً
وشِيبَ بحقّ القول منهَنَّ باطلُ
فذو الحلم مُرْتادٌ، وذو الجهل طامعٌ
وهُن عن الفحشاء حيدٌ نواكل

وأجمل الأقوال في ذلك قول عبدالله بن الحسن:
كما اوردنا من قبل:
أنُسٌ حرائرُ ما همَمْن بريبةٍ
كظباء مكة صيُدهُنَّ حرام
يُحْسبنَ من لين الحديث دوانياً
ويصُدهُنَّ عن الخنا الإسلام

عبدالله خلف