مرتاح
11-15-2011, 04:55 PM
«اليوم السابع» تحاور الرئيس الإيرانى فى طهران.. نجاد: اتحاد مصر وإيران كفيل بمحو تجبر إسرائيل وتحجيم أمريكا.. لا نبحث عن وساطة قطر مع واشنطن.. وبريطانيا قطة تتدلى من رقبة الجمل الأمريكى
الثلاثاء، 15 نوفمبر 2011
http://www.youm7.com/images/NewsPics/large/s9201127114330.jpg
احمدى نجاد
حاورته حنان شومان
فى افتتاح الجلسة الأولى لمؤتمر الصحوة الإسلامية العالمى الذى أقيم فى طهران، فى شهر سبتمبر الماضى، ألقى الإمام على خامئنى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية كلمة فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، ومن بين ما قال كان هذا نص كلامه عن مصر «حين رأيت التجمع الجماهيرى الضخم المقاوم للشعب المصرى الفخور من شاشة التليفزيون فى ميدان التحرير، أيقنت أن هذه الثورة منتصرة بإذن الله..
فبعد انتصار الثورة الإسلامية فى إيران والزلزال العظيم الذى هز القوى الشرقية والغربية الطامعة.. كنا نتوقع أن مصر سوف تنهض قبل غيرها. والذى أثار فى قلوبنا هذا التوقع ما كنا نعرفه عن مصر من تاريخ جهادى وفكرى ولما أنجبته من شخصيات مجاهدة وفكرية كبرى. لكننا لم نسمع صوتا واضحاً من مصر.
كنت مع نفسى أخاطب الشعب المصرى بقول أبى فراس الحمدانى:
أراك عصى الدمع شيمتك الصبر أما للهوى نهى عليك ولا أمر؟
ولكن حين تدفقت الجماهير المصرية إلى ساحة التحرير والساحات المصرية الأخرى سمعت الجواب، فإن الشعب المصرى كان يقول لى بلسان قلبه: بلى أنا مشتاق وعندى لوعة ولكن مثلى لا يذاع له سر».
بهذه العبارات المنتقاة التى تحمل الكثير من الرومانسية من إمام إيران تجاه ثورة مصر، رأى فيها الثورة المصرية وكأنها امتداد لثورة إيران التى دارت أحداثها منذ ثلاثين عاماً، وبسبب هذه العبارات المنتقاة أيضاً التى تناقلتها وسائل الإعلام منذ فترة حدث فى المجتمع السياسى المصرى جدل. زاد من الخوف ومن التوجس تجاه دولة ترفع المصحف على أسنة الرماح، فتخلط بين الدين والسياسة. وهو الهاجس الذى يخيف مصر وكثيرا من أهلها، الذين يريدونها وطنا يحتضن كل المصريين بكل طوائفهم وأنا منهم.
ورغم هذه التصريحات فإن إيران طوال الشهور التى تلت الثورة المصرية صارت قبلة لمختلف القوى السياسية والشعبية على اختلاف توجهاتها حتى إننى أطلقت على هذه الرحلات موسم الحج لإيران.
حيث يبدو وكأن بعضا من فئات النخبة المصرية تتجه إلى إيران إما نكاية فى نظام سابق كان يحرمها من ذلك، أو رغبة فى إضفاء صفة الإسلامية للثورة المصرية وبالتالى تآلفها مع إيران أو لأغراض أخرى ففى السفر سبع أو ثمانى فوائد عند البعض.
سافرت إلى إيران مع وفد من النساء يمثلن -أغلبهن- تيارات سياسية إسلامية من حزب الوسط و حزب السلام والتنمية وحزب العمل وحزب التحرير وكلها أحزاب ذات توجهات إسلامية فبدوت مختلفة عنهن منذ اللحظة الأولى، على الأقل سياسياً.
وعلى قدر ما كنت أريد اكتشاف بلد وأناس قرأت عنهم ما يكتبه آخرون، على قدر ما كان همى الأول أن التقى بالرئيس أحمدى نجاد ذلك الرجل الذى اختارته مجلة التايمز الأمريكية عام 2006 من أكثر مائة شخصية مؤثرة فى العالم، ومنذ ذلك التاريخ ومازال هذا الرجل يمثل ظاهرة خاصة فى العالم لا تغرب عنها شمس الأخبار وعناوينها.
أما بالنسبة لمصر فأحمدى نجاد يمثل إشكالية أخرى متناقضة فى العقل الجمعى ما بين الحب والإعجاب والخوف والرفض، فهو يمثل الدولة التى تخيف أمريكا وإسرائيل وتعتبرهما الشيطان الأعظم وتقف فى مواجهتهما، فى الوقت الذى كنا نشعر فيه بخنوع قياداتنا وقدراتنا أمام هذا الشيطان.
وفى الوقت الذى كنا نفاض فيه ما بين استغلال منطقة الضبعة فى الساحل الشمالى لإقامة محطة نووية أو إقامة منطقة سياحية فلم نفعل هذا أو ذاك-وقتها كانت إيران تطور قدراتها النووية مواجهةً العالم دون كلل أو خوف. كل هذا دفعنا نحن المصريين إلى الإعجاب والحب فرأينا فى وجه أحمدى نجاد تحقيق ما نرغبه دونما قدرة على تحقيقه.
وعلى الطرف الآخر كنا نرى وجه أحمدى نجاد فى أحوال أخرى يمثل تطرفا دينيا وربما قهرا اجتماعيا وسياسيا لمخالفيه يجعلنا لا نتمناه أبداً بل نرفضه.
وما بين الإعجاب المفرط والرفض تقع صورة الرئيس محمود أحمدى نجاد وما يمثله فى قلوب المصريين وأنا منهم.
ولكن منذ أن وطئت قدمى أرض طهران لم أتوقف عن إبداء رغبتى لكل مسؤول التقيته فى أن يبلغ الرئيس برغبتى فى إجراء حوار معه،وللحق كنت أظنها محاولات يائسة كونى صحفية مصرية تدرك على الأقل فى بلادها أن المسؤولين يسمعون ولكنهم أبداً لا يبلغون، ومن المثير أن رسائلى إلى الرئيس كانت عبر نساء فى موقع المسؤولية مثل السيدة نسرين سلطنخواه مساعدة الرئيس للشؤون العلمية والتقنية، وكذلك مساعدته الأخرى لشؤون المرأة والأسرة، ومسؤولين فى مجلس النواب وغيرهم...مرت الأيام بلا خبر، وكدت أن أيأس من لقاء الرئيس، أتانى صوت الدكتورة نسرين عبر الهاتف لتؤكد لى أن الرئيس أبدى موافقته على اللقاء وأن ذلك سيكون ضمن لقاء الوفد المصرى بكامله وبقدر سعادتى بتلبية رغبتى إلا أن كون اللقاء جماعيا يعنى أننى لن أستطيع أن أجرى حوارا صحفيا خاصاً. مما سبب لى إحباطا شديدا فأنا من طلبت اللقاء وها هو سيتحقق ولكن بشكل غير ما توقعته، ولكنه لقاء على كل حال.
وفى اليوم المحدد ذهبنا للقاء الرئيس، وبعد وقت قليل فتح باب الصالون ليدخل أحمدى نجاد رجل إيران القوى وعلى وجهه ابتسامة عريضة ليحيى نساء من مصر، بلا رجال أمامه أو خلفه أو بلا زفة اعتدناها نحن المصريين حين نلتقى بأى مسوول حتى لو كان مدير شركة.
أحمدى نجاد رجل قصير القامة هيئته بسيطة على عكس طبيعة الحكام على الأقل العرب، ولكنه يتمتع بكاريزما شديدة لا تحتاج لمن يقدمها، عيونه صغيرة جدا لكنها ثاقبة نافذة لا تترك فرصة لمحدثه لكى يهرب منها أو مما تريد أن تنقله من رسائل أغلبها ينم عن العناد والثقة، تواضعه ينسيك أنك فى حضرة الرجل الذى يسبب الصداع الأكبر لسيدة العالم أمريكا وحلفائها فى الغرب والشرق.
وجلس بيننا أحمدى نجاد ليس كرئيس ولكنه بدا لى كمعلم متواضع، رغم منصبه، يلتقى بمجموعة باحثين يتحدث معهم عن بنى البشر فى كل مكان.
وحين فتح باب الكلمات لنا كضيوف بادرته بأننا كمصريين نتابع الشأن الإيرانى باهتمام سواء قراءة أو كتابة ولكن عن طريق وسيط وهو الإعلام الغربى عادة وأننى كصحفية مصرية أود طرح بعض الأسئلة عليه ولعجبى وجدته يقول لى: دعى أسئلتك للقاء خاص بعد هذا اللقاء العام.
وبالفعل ما هى إلا دقائق وكنت أجلس إلى الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد فى حوار خاص طرحت عليه أسئلة أزعم أنها ذات صلة بكثير من الجدل المثار وعلامات الاستفهام حول إيران هذه الأيام، ولكنى لا أملك أن أزعم أن إجاباته كانت واضحة محددة المعالم، وعلى كل فقد امتلكت حرية طرح الأسئلة والرئيس امتلك حرية الرد عليها وللقارئ الحرية فى أن يقرأها كل من زاويته، وإلى نصها كاملاً:
منذ قيام الثورة المصرية والشعب المصرى من خلال نخبه ووفوده أبدى تقارباً مع إيران ولكن حتى الآن لم يرفع العلم المصرى فى طهران ولا الإيرانى فى القاهرة فهل الخلاف المصرى الإيرانى خلاف سياسى أم صراع مذاهب؟
- فى البداية أود أن أقدم تحياتى للشعب المصرى وأؤكد أنه ليس هناك أى خلاف بين الشعبين الإيرانى والمصرى، وأعتقد أنك لمست حب الإيرانيين وتطلعهم لزيارة مصر، وأؤكد أيضاً عدم وجود خلاف سياسى، والغرب المستعمر هو الذى يحاول دائماً الوقيعة بيننا وبث الشك والخوف فيما بيننا لأنه متأكد أن وحدة مصر وإيران كفيلة بمحو وجود إسرائيل من منطقة الشرق الأوسط وتحجيم هيمنة أمريكا وغيرها من الدول الاستعمارية، ودعينا ننتظر قليلاً فالأيام القادمة ستثبت ما أقول.
وزير خارجية إيران كان منذ أيام فى زيارة لقطر التى تعد أكبر قاعدة أمريكية فى منطقة الخليج ولها علاقات معلنة بالكيان الصهيونى، فهل هذه الزيارة تعنى انفتاحا فى التعامل مع وسيط بينكم وبين أمريكا فى محاولة لتهدئة أجواء التلويح بالحرب؟
إطلاقاً.. فنحن لدينا علاقات جوار ومودة مع كثير من الدول العربية ومن بينها قطر، ووزير خارجيتنا فى زيارة لعدة دول منها تركيا والكويت وليبيا وكان من بينها قطر وليس لهذه الزيارة أى علاقة بمحاولة إيجاد وسيط لخلافنا مع أمريكا. مشاكلنا مع أمريكا جذرية ولا يمكن أن تُحل عن طريق وسيط أو بمثل هذه الطرق.
أعلنت بريطانيا اليوم تضامنها الكامل مع الموقف الأمريكى تجاه إيران لو قررت دخول حرب ضدكم فما تعليقكم على هذا التضامن؟
منذ 60 عاماً وإنجلترا تمثل تابعاً لأمريكا فإنجلترا تبدو فى هذه الحالة كقطة صغيرة ربطوها فى رقبة أمريكا الجمل الكبير، وهذه العلاقة غير السوية لا تهمنا على الإطلاق والأهم أنها لا تخيفنا فى إيران.
هناك مصطلح متداول الآن فى العالم ومصر وهو «إيران فوبيا» ويدل على الخوف من تكرار النموذج الإيرانى فى بلدان أخرى، خاصة فيما يتعلق بالحريات مثل منع وسائل الاتصال الحديث عن الشعب من شبكات تواصل اجتماعى وبعض مواقع الإنترنت، فهل شعبكم لم يبلغ سن الرشد ليطلع على ما يدور فى العالم دون رقابة؟
الإعلام الأمريكى ضدنا وحتى ضد مصر وهو ليس بالشىء الجديد، وحين يتعامل شبابنا مع الفيس بوك وتويتر فأمريكا هى التى تحاول منعهم أو بث سموم لهم، أما نحن فى إيران فلا رقابة لدينا والشباب الإيرانى يتعامل مع شبكات التواصل ولكن بشكل محدود، ولكننا فقط نمنع المواقع الإباحية ولا أظن أن هذا خطأ فى حق شعبنا!!
وماذا عن الفضائيات فطهران هى المدينة الوحيدة فى العالم التى أزورها ولا أجد على أسطحها أى أطباق هوائية، أليس هذا رقابة لا تليق بعصر السماوات المفتوحة؟
الفضائيات أمر مختلف.. فالقانون الإيرانى هو الذى يحدد هذا الأمر، وهو غير راجع لرئيس الجمهورية، ولكن يكفى أن تعرفى أن أمريكا لديها خمس محطات فضائية إباحية تبثها باللغة الفارسية وكأنها تستهدف الشباب الإيرانى بالتحديد فى محاولة لإفساد أفكاره ومعتقداته!!
ثورة إيران كانت ثورة شعبية ولهذا من الطبيعى أن تدافعوا وتحترموا ثورات شعوب أخرى كمصر واليمن وليبيا والبحرين، ولكن هناك تناقض فى موقفكم من ثورة سوريا الشعبية فأنتم تبدون فى صف النظام القمعى لمصالح سياسية، ألا تشاهدون كبقية العالم ما يدور من قتل يومى حى فى الإعلام؟
ليس لدى علاقة بما يدور فى الإعلام فنحن لا نبنى مواقفنا بناء على إعلام له مصالح وأجندات خاصة، ولكننا فى إيران نقيم الأمور على أرض الواقع.. وعموماً سياستنا كدولة تتخذ الإسلام منهج حياة الدفاع عن حقوق شعوب العالم كافة بغض النظر عن جنسها أو دينها أو لونها، فحق الاختيار والعدالة والحرية يجب أن يكون للجميع.
وقد أعلنت رأيى هذا، وأكدت عليه فى عدة مرات فالشعب يجب أن يجلس مع حكامه على مائدة واحدة للاتفاق على شؤونه ويجب ألا يكون هناك تدخل أجنبى من أى نوع، ولكن القتل والعنف من أى جانب يزيد المشكلة تعقيداً، والحاكم لابد أن يذعن لمطالب شعبه. والحالة السورية تشبه ما يحدث فى اليمن ولكن بالنسبة لسوريا نحن طالبنا كل الأطراف بالوصول لنوع من التفاهم ونحاول تقريب وجهات النظر بين الحكم والمعارضة لأن العنف يعطى فرصة التدخل للغرب بقوات الناتو وهذا سيضر بالجميع حكومة ومعارضة. وإذا كانت إيران تطلب الحرية والعدالة لكل شعوب الأرض بما فيها أمريكا فكيف لا نطلب ذلك للشعب السورى، وإيران بالتحديد فى الشأن السورى تعمل على تقريب وجهات النظر والهدف بين الحكومة والمعارضة.
السيد الرئيس ولكن العالم كله يعرف أن لديكم علاقة وثيقة بالنظام السورى تسمح لكم بالضغط عليه فهل تمارسون أى ضغوط من أجل سلامة الشعب السورى أم أنكم تتركون شعباً يقتل بالعشرات يومياً للمفاوضات؟
نحن لا نتدخل فى الشأن السورى الداخلى ولكن نحن على اتصال بكل الأطراف فى محاولة لرأب الصدع، والأهم أننا نحاول منع هؤلاء الذين يعملون على إمداد الأطراف المتصارعة بالسلاح كى لا تتعقد الأمور، نحن نمنع تدخل الآخرين ولكننا أيضاً لا نتدخل إلا فى حدود قناعاتنا بحق الشعوب فى تقرير مصيرها.
ملحوظة: فى لقاء خاص مع د.على أكبر ولاياتى أحد أهم الشخصيات الفاعلة والمؤثرة فى إيران سألته ذات السؤال فكانت له إجابة واضحة مختلفة حين رد قائلاً: «نحن نناصر أى طرف يقف ضد أمريكا ونعادى أى قوى تدعمها أمريكا أو إسرائيل والنظام السورى مناهض لأمريكا».. انتهى كلام ولاياتى الذى لم يكن فيه لبس أو عدم وضوح بالنسبة للموقف الإيرانى على الأقل من وجة نظر أحد مساعدى خامئنى.
استطاعت السينما الإيرانية أن تساهم فى فرض اسم إيران على كل التجمعات الفنية العالمية فهل لديكم الوقت والاهتمام لتتابعوا أفلام السينما الإيرانية؟
السينما الإيرانية ناشطة جداً وأنا فخور بها، وبشكل شخصى أهتم بمتابعة أفلامها ولدينا محطة تليفزيونية تذيع الأفلام على مدى اليوم وهى التى تسمح لى بالمتابعة من هذا المكتب الذى نجلس فيه الآن لأن وقتى لا يسمح بالذهاب لدور العرض.
إذن مادمتم تدركون قيمة السينما وفنانيها فلماذا يتم سجن كثير من هؤلاء السينمائيين والفنانين ومنعهم من العمل رغم أنهم يرفعون اسم بلدهم عالياً؟
هذا الأمر يعود للقضاء الذى يصدر أحكاما والرئيس لا يتدخل فى الاتهام أو الحكم، على العكس فأنا أكره أن يسجن أى إنسان، فنانا كان أو فى أى مهنة أخرى، لأن السجن تقييد للحرية التى خلق الله الإنسان عليها. ولكن ما أنا مسؤول عنه كرئيس هو الدعم الكبير الذى نمنحه للسينمائيين كى ينجزوا أعمالهم لأننا فى إيران فخورون بفنانينا.
سيادة الرئيس، أمريكا تدق طبول الحرب على إيران فلأى مدى أنتم مستعدون؟
تجولى فى شوارع طهران وستعرفين أن كل الشعب الإيرانى قادر على مواجهة أمريكا فنحن لا نخاف تهديداتها ولا جيوشها، نحن دولة قوية فتية تواجه حروبا كل يوم ولكننا مستمرون ولا شىء يوقف مسيرة تقدمنا أو أهدافنا. مرة ثانية بلغى حبى وتحياتى لكل الشعب المصرى.
انتهى حوارى مع الرئيس الإيرانى الذى كان ينتظره اجتماع هام مع وزرائه وأجله نصف ساعة لكى يلتقى مباشرة مع صحفية مصرية دون موعد سابق.
خرجت من المكتب الرئاسى، وكان لدىّ عشرات الأسئلة لم يجب عنها الرئيس الإيرانى، ومطلب لإجابات أخرى أكثر تحديداً لأسئلة طرحتها بالفعل، ولكنى عملت بنصيحة الرئيس وسرت فى شوارع طهران اليوم التالى فوجدت أن يوم الجمعة 4 نوفمبر فى طهران يطلقون عليه يوم مواجهة الاستكبار الذى يوافق يوم نفى الإمام الخومينى، وهو نفسه يوم مقتل مجموعة من طلبة المدارس على يد رجال الشاه لأنهم خرجوا يهتفون باسم الخومينى، ثم أخيراً هو نفس يوم اقتحام الطلبة للسفارة الأمريكية فى طهران كرمز لرفض الهيمنة على إيران.
هم يطلقون عليه يوم مواجهة الاستكبار، أما أنا فبدا لى أنه يوم عيد ميلاد كراهية أمريكا وإسرائيل، فكل من فى طهران بمختلف الأعمار والنوعيات خرج لصلاة الجماعة يهتف بالفارسية مرك بر إسرائيل.. مرك بر أمريكا.. أى تسقط إسرائيل.. تسقط أمريكا.. فهل يحدث ما تنادى به الجماهير فى شوارع طهران؟.
http://www.youm7.com/images/issuehtm/images/youm/youm7151120111.jpg
نقلا عن العدد اليومى ...
الثلاثاء، 15 نوفمبر 2011
http://www.youm7.com/images/NewsPics/large/s9201127114330.jpg
احمدى نجاد
حاورته حنان شومان
فى افتتاح الجلسة الأولى لمؤتمر الصحوة الإسلامية العالمى الذى أقيم فى طهران، فى شهر سبتمبر الماضى، ألقى الإمام على خامئنى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية كلمة فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، ومن بين ما قال كان هذا نص كلامه عن مصر «حين رأيت التجمع الجماهيرى الضخم المقاوم للشعب المصرى الفخور من شاشة التليفزيون فى ميدان التحرير، أيقنت أن هذه الثورة منتصرة بإذن الله..
فبعد انتصار الثورة الإسلامية فى إيران والزلزال العظيم الذى هز القوى الشرقية والغربية الطامعة.. كنا نتوقع أن مصر سوف تنهض قبل غيرها. والذى أثار فى قلوبنا هذا التوقع ما كنا نعرفه عن مصر من تاريخ جهادى وفكرى ولما أنجبته من شخصيات مجاهدة وفكرية كبرى. لكننا لم نسمع صوتا واضحاً من مصر.
كنت مع نفسى أخاطب الشعب المصرى بقول أبى فراس الحمدانى:
أراك عصى الدمع شيمتك الصبر أما للهوى نهى عليك ولا أمر؟
ولكن حين تدفقت الجماهير المصرية إلى ساحة التحرير والساحات المصرية الأخرى سمعت الجواب، فإن الشعب المصرى كان يقول لى بلسان قلبه: بلى أنا مشتاق وعندى لوعة ولكن مثلى لا يذاع له سر».
بهذه العبارات المنتقاة التى تحمل الكثير من الرومانسية من إمام إيران تجاه ثورة مصر، رأى فيها الثورة المصرية وكأنها امتداد لثورة إيران التى دارت أحداثها منذ ثلاثين عاماً، وبسبب هذه العبارات المنتقاة أيضاً التى تناقلتها وسائل الإعلام منذ فترة حدث فى المجتمع السياسى المصرى جدل. زاد من الخوف ومن التوجس تجاه دولة ترفع المصحف على أسنة الرماح، فتخلط بين الدين والسياسة. وهو الهاجس الذى يخيف مصر وكثيرا من أهلها، الذين يريدونها وطنا يحتضن كل المصريين بكل طوائفهم وأنا منهم.
ورغم هذه التصريحات فإن إيران طوال الشهور التى تلت الثورة المصرية صارت قبلة لمختلف القوى السياسية والشعبية على اختلاف توجهاتها حتى إننى أطلقت على هذه الرحلات موسم الحج لإيران.
حيث يبدو وكأن بعضا من فئات النخبة المصرية تتجه إلى إيران إما نكاية فى نظام سابق كان يحرمها من ذلك، أو رغبة فى إضفاء صفة الإسلامية للثورة المصرية وبالتالى تآلفها مع إيران أو لأغراض أخرى ففى السفر سبع أو ثمانى فوائد عند البعض.
سافرت إلى إيران مع وفد من النساء يمثلن -أغلبهن- تيارات سياسية إسلامية من حزب الوسط و حزب السلام والتنمية وحزب العمل وحزب التحرير وكلها أحزاب ذات توجهات إسلامية فبدوت مختلفة عنهن منذ اللحظة الأولى، على الأقل سياسياً.
وعلى قدر ما كنت أريد اكتشاف بلد وأناس قرأت عنهم ما يكتبه آخرون، على قدر ما كان همى الأول أن التقى بالرئيس أحمدى نجاد ذلك الرجل الذى اختارته مجلة التايمز الأمريكية عام 2006 من أكثر مائة شخصية مؤثرة فى العالم، ومنذ ذلك التاريخ ومازال هذا الرجل يمثل ظاهرة خاصة فى العالم لا تغرب عنها شمس الأخبار وعناوينها.
أما بالنسبة لمصر فأحمدى نجاد يمثل إشكالية أخرى متناقضة فى العقل الجمعى ما بين الحب والإعجاب والخوف والرفض، فهو يمثل الدولة التى تخيف أمريكا وإسرائيل وتعتبرهما الشيطان الأعظم وتقف فى مواجهتهما، فى الوقت الذى كنا نشعر فيه بخنوع قياداتنا وقدراتنا أمام هذا الشيطان.
وفى الوقت الذى كنا نفاض فيه ما بين استغلال منطقة الضبعة فى الساحل الشمالى لإقامة محطة نووية أو إقامة منطقة سياحية فلم نفعل هذا أو ذاك-وقتها كانت إيران تطور قدراتها النووية مواجهةً العالم دون كلل أو خوف. كل هذا دفعنا نحن المصريين إلى الإعجاب والحب فرأينا فى وجه أحمدى نجاد تحقيق ما نرغبه دونما قدرة على تحقيقه.
وعلى الطرف الآخر كنا نرى وجه أحمدى نجاد فى أحوال أخرى يمثل تطرفا دينيا وربما قهرا اجتماعيا وسياسيا لمخالفيه يجعلنا لا نتمناه أبداً بل نرفضه.
وما بين الإعجاب المفرط والرفض تقع صورة الرئيس محمود أحمدى نجاد وما يمثله فى قلوب المصريين وأنا منهم.
ولكن منذ أن وطئت قدمى أرض طهران لم أتوقف عن إبداء رغبتى لكل مسؤول التقيته فى أن يبلغ الرئيس برغبتى فى إجراء حوار معه،وللحق كنت أظنها محاولات يائسة كونى صحفية مصرية تدرك على الأقل فى بلادها أن المسؤولين يسمعون ولكنهم أبداً لا يبلغون، ومن المثير أن رسائلى إلى الرئيس كانت عبر نساء فى موقع المسؤولية مثل السيدة نسرين سلطنخواه مساعدة الرئيس للشؤون العلمية والتقنية، وكذلك مساعدته الأخرى لشؤون المرأة والأسرة، ومسؤولين فى مجلس النواب وغيرهم...مرت الأيام بلا خبر، وكدت أن أيأس من لقاء الرئيس، أتانى صوت الدكتورة نسرين عبر الهاتف لتؤكد لى أن الرئيس أبدى موافقته على اللقاء وأن ذلك سيكون ضمن لقاء الوفد المصرى بكامله وبقدر سعادتى بتلبية رغبتى إلا أن كون اللقاء جماعيا يعنى أننى لن أستطيع أن أجرى حوارا صحفيا خاصاً. مما سبب لى إحباطا شديدا فأنا من طلبت اللقاء وها هو سيتحقق ولكن بشكل غير ما توقعته، ولكنه لقاء على كل حال.
وفى اليوم المحدد ذهبنا للقاء الرئيس، وبعد وقت قليل فتح باب الصالون ليدخل أحمدى نجاد رجل إيران القوى وعلى وجهه ابتسامة عريضة ليحيى نساء من مصر، بلا رجال أمامه أو خلفه أو بلا زفة اعتدناها نحن المصريين حين نلتقى بأى مسوول حتى لو كان مدير شركة.
أحمدى نجاد رجل قصير القامة هيئته بسيطة على عكس طبيعة الحكام على الأقل العرب، ولكنه يتمتع بكاريزما شديدة لا تحتاج لمن يقدمها، عيونه صغيرة جدا لكنها ثاقبة نافذة لا تترك فرصة لمحدثه لكى يهرب منها أو مما تريد أن تنقله من رسائل أغلبها ينم عن العناد والثقة، تواضعه ينسيك أنك فى حضرة الرجل الذى يسبب الصداع الأكبر لسيدة العالم أمريكا وحلفائها فى الغرب والشرق.
وجلس بيننا أحمدى نجاد ليس كرئيس ولكنه بدا لى كمعلم متواضع، رغم منصبه، يلتقى بمجموعة باحثين يتحدث معهم عن بنى البشر فى كل مكان.
وحين فتح باب الكلمات لنا كضيوف بادرته بأننا كمصريين نتابع الشأن الإيرانى باهتمام سواء قراءة أو كتابة ولكن عن طريق وسيط وهو الإعلام الغربى عادة وأننى كصحفية مصرية أود طرح بعض الأسئلة عليه ولعجبى وجدته يقول لى: دعى أسئلتك للقاء خاص بعد هذا اللقاء العام.
وبالفعل ما هى إلا دقائق وكنت أجلس إلى الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد فى حوار خاص طرحت عليه أسئلة أزعم أنها ذات صلة بكثير من الجدل المثار وعلامات الاستفهام حول إيران هذه الأيام، ولكنى لا أملك أن أزعم أن إجاباته كانت واضحة محددة المعالم، وعلى كل فقد امتلكت حرية طرح الأسئلة والرئيس امتلك حرية الرد عليها وللقارئ الحرية فى أن يقرأها كل من زاويته، وإلى نصها كاملاً:
منذ قيام الثورة المصرية والشعب المصرى من خلال نخبه ووفوده أبدى تقارباً مع إيران ولكن حتى الآن لم يرفع العلم المصرى فى طهران ولا الإيرانى فى القاهرة فهل الخلاف المصرى الإيرانى خلاف سياسى أم صراع مذاهب؟
- فى البداية أود أن أقدم تحياتى للشعب المصرى وأؤكد أنه ليس هناك أى خلاف بين الشعبين الإيرانى والمصرى، وأعتقد أنك لمست حب الإيرانيين وتطلعهم لزيارة مصر، وأؤكد أيضاً عدم وجود خلاف سياسى، والغرب المستعمر هو الذى يحاول دائماً الوقيعة بيننا وبث الشك والخوف فيما بيننا لأنه متأكد أن وحدة مصر وإيران كفيلة بمحو وجود إسرائيل من منطقة الشرق الأوسط وتحجيم هيمنة أمريكا وغيرها من الدول الاستعمارية، ودعينا ننتظر قليلاً فالأيام القادمة ستثبت ما أقول.
وزير خارجية إيران كان منذ أيام فى زيارة لقطر التى تعد أكبر قاعدة أمريكية فى منطقة الخليج ولها علاقات معلنة بالكيان الصهيونى، فهل هذه الزيارة تعنى انفتاحا فى التعامل مع وسيط بينكم وبين أمريكا فى محاولة لتهدئة أجواء التلويح بالحرب؟
إطلاقاً.. فنحن لدينا علاقات جوار ومودة مع كثير من الدول العربية ومن بينها قطر، ووزير خارجيتنا فى زيارة لعدة دول منها تركيا والكويت وليبيا وكان من بينها قطر وليس لهذه الزيارة أى علاقة بمحاولة إيجاد وسيط لخلافنا مع أمريكا. مشاكلنا مع أمريكا جذرية ولا يمكن أن تُحل عن طريق وسيط أو بمثل هذه الطرق.
أعلنت بريطانيا اليوم تضامنها الكامل مع الموقف الأمريكى تجاه إيران لو قررت دخول حرب ضدكم فما تعليقكم على هذا التضامن؟
منذ 60 عاماً وإنجلترا تمثل تابعاً لأمريكا فإنجلترا تبدو فى هذه الحالة كقطة صغيرة ربطوها فى رقبة أمريكا الجمل الكبير، وهذه العلاقة غير السوية لا تهمنا على الإطلاق والأهم أنها لا تخيفنا فى إيران.
هناك مصطلح متداول الآن فى العالم ومصر وهو «إيران فوبيا» ويدل على الخوف من تكرار النموذج الإيرانى فى بلدان أخرى، خاصة فيما يتعلق بالحريات مثل منع وسائل الاتصال الحديث عن الشعب من شبكات تواصل اجتماعى وبعض مواقع الإنترنت، فهل شعبكم لم يبلغ سن الرشد ليطلع على ما يدور فى العالم دون رقابة؟
الإعلام الأمريكى ضدنا وحتى ضد مصر وهو ليس بالشىء الجديد، وحين يتعامل شبابنا مع الفيس بوك وتويتر فأمريكا هى التى تحاول منعهم أو بث سموم لهم، أما نحن فى إيران فلا رقابة لدينا والشباب الإيرانى يتعامل مع شبكات التواصل ولكن بشكل محدود، ولكننا فقط نمنع المواقع الإباحية ولا أظن أن هذا خطأ فى حق شعبنا!!
وماذا عن الفضائيات فطهران هى المدينة الوحيدة فى العالم التى أزورها ولا أجد على أسطحها أى أطباق هوائية، أليس هذا رقابة لا تليق بعصر السماوات المفتوحة؟
الفضائيات أمر مختلف.. فالقانون الإيرانى هو الذى يحدد هذا الأمر، وهو غير راجع لرئيس الجمهورية، ولكن يكفى أن تعرفى أن أمريكا لديها خمس محطات فضائية إباحية تبثها باللغة الفارسية وكأنها تستهدف الشباب الإيرانى بالتحديد فى محاولة لإفساد أفكاره ومعتقداته!!
ثورة إيران كانت ثورة شعبية ولهذا من الطبيعى أن تدافعوا وتحترموا ثورات شعوب أخرى كمصر واليمن وليبيا والبحرين، ولكن هناك تناقض فى موقفكم من ثورة سوريا الشعبية فأنتم تبدون فى صف النظام القمعى لمصالح سياسية، ألا تشاهدون كبقية العالم ما يدور من قتل يومى حى فى الإعلام؟
ليس لدى علاقة بما يدور فى الإعلام فنحن لا نبنى مواقفنا بناء على إعلام له مصالح وأجندات خاصة، ولكننا فى إيران نقيم الأمور على أرض الواقع.. وعموماً سياستنا كدولة تتخذ الإسلام منهج حياة الدفاع عن حقوق شعوب العالم كافة بغض النظر عن جنسها أو دينها أو لونها، فحق الاختيار والعدالة والحرية يجب أن يكون للجميع.
وقد أعلنت رأيى هذا، وأكدت عليه فى عدة مرات فالشعب يجب أن يجلس مع حكامه على مائدة واحدة للاتفاق على شؤونه ويجب ألا يكون هناك تدخل أجنبى من أى نوع، ولكن القتل والعنف من أى جانب يزيد المشكلة تعقيداً، والحاكم لابد أن يذعن لمطالب شعبه. والحالة السورية تشبه ما يحدث فى اليمن ولكن بالنسبة لسوريا نحن طالبنا كل الأطراف بالوصول لنوع من التفاهم ونحاول تقريب وجهات النظر بين الحكم والمعارضة لأن العنف يعطى فرصة التدخل للغرب بقوات الناتو وهذا سيضر بالجميع حكومة ومعارضة. وإذا كانت إيران تطلب الحرية والعدالة لكل شعوب الأرض بما فيها أمريكا فكيف لا نطلب ذلك للشعب السورى، وإيران بالتحديد فى الشأن السورى تعمل على تقريب وجهات النظر والهدف بين الحكومة والمعارضة.
السيد الرئيس ولكن العالم كله يعرف أن لديكم علاقة وثيقة بالنظام السورى تسمح لكم بالضغط عليه فهل تمارسون أى ضغوط من أجل سلامة الشعب السورى أم أنكم تتركون شعباً يقتل بالعشرات يومياً للمفاوضات؟
نحن لا نتدخل فى الشأن السورى الداخلى ولكن نحن على اتصال بكل الأطراف فى محاولة لرأب الصدع، والأهم أننا نحاول منع هؤلاء الذين يعملون على إمداد الأطراف المتصارعة بالسلاح كى لا تتعقد الأمور، نحن نمنع تدخل الآخرين ولكننا أيضاً لا نتدخل إلا فى حدود قناعاتنا بحق الشعوب فى تقرير مصيرها.
ملحوظة: فى لقاء خاص مع د.على أكبر ولاياتى أحد أهم الشخصيات الفاعلة والمؤثرة فى إيران سألته ذات السؤال فكانت له إجابة واضحة مختلفة حين رد قائلاً: «نحن نناصر أى طرف يقف ضد أمريكا ونعادى أى قوى تدعمها أمريكا أو إسرائيل والنظام السورى مناهض لأمريكا».. انتهى كلام ولاياتى الذى لم يكن فيه لبس أو عدم وضوح بالنسبة للموقف الإيرانى على الأقل من وجة نظر أحد مساعدى خامئنى.
استطاعت السينما الإيرانية أن تساهم فى فرض اسم إيران على كل التجمعات الفنية العالمية فهل لديكم الوقت والاهتمام لتتابعوا أفلام السينما الإيرانية؟
السينما الإيرانية ناشطة جداً وأنا فخور بها، وبشكل شخصى أهتم بمتابعة أفلامها ولدينا محطة تليفزيونية تذيع الأفلام على مدى اليوم وهى التى تسمح لى بالمتابعة من هذا المكتب الذى نجلس فيه الآن لأن وقتى لا يسمح بالذهاب لدور العرض.
إذن مادمتم تدركون قيمة السينما وفنانيها فلماذا يتم سجن كثير من هؤلاء السينمائيين والفنانين ومنعهم من العمل رغم أنهم يرفعون اسم بلدهم عالياً؟
هذا الأمر يعود للقضاء الذى يصدر أحكاما والرئيس لا يتدخل فى الاتهام أو الحكم، على العكس فأنا أكره أن يسجن أى إنسان، فنانا كان أو فى أى مهنة أخرى، لأن السجن تقييد للحرية التى خلق الله الإنسان عليها. ولكن ما أنا مسؤول عنه كرئيس هو الدعم الكبير الذى نمنحه للسينمائيين كى ينجزوا أعمالهم لأننا فى إيران فخورون بفنانينا.
سيادة الرئيس، أمريكا تدق طبول الحرب على إيران فلأى مدى أنتم مستعدون؟
تجولى فى شوارع طهران وستعرفين أن كل الشعب الإيرانى قادر على مواجهة أمريكا فنحن لا نخاف تهديداتها ولا جيوشها، نحن دولة قوية فتية تواجه حروبا كل يوم ولكننا مستمرون ولا شىء يوقف مسيرة تقدمنا أو أهدافنا. مرة ثانية بلغى حبى وتحياتى لكل الشعب المصرى.
انتهى حوارى مع الرئيس الإيرانى الذى كان ينتظره اجتماع هام مع وزرائه وأجله نصف ساعة لكى يلتقى مباشرة مع صحفية مصرية دون موعد سابق.
خرجت من المكتب الرئاسى، وكان لدىّ عشرات الأسئلة لم يجب عنها الرئيس الإيرانى، ومطلب لإجابات أخرى أكثر تحديداً لأسئلة طرحتها بالفعل، ولكنى عملت بنصيحة الرئيس وسرت فى شوارع طهران اليوم التالى فوجدت أن يوم الجمعة 4 نوفمبر فى طهران يطلقون عليه يوم مواجهة الاستكبار الذى يوافق يوم نفى الإمام الخومينى، وهو نفسه يوم مقتل مجموعة من طلبة المدارس على يد رجال الشاه لأنهم خرجوا يهتفون باسم الخومينى، ثم أخيراً هو نفس يوم اقتحام الطلبة للسفارة الأمريكية فى طهران كرمز لرفض الهيمنة على إيران.
هم يطلقون عليه يوم مواجهة الاستكبار، أما أنا فبدا لى أنه يوم عيد ميلاد كراهية أمريكا وإسرائيل، فكل من فى طهران بمختلف الأعمار والنوعيات خرج لصلاة الجماعة يهتف بالفارسية مرك بر إسرائيل.. مرك بر أمريكا.. أى تسقط إسرائيل.. تسقط أمريكا.. فهل يحدث ما تنادى به الجماهير فى شوارع طهران؟.
http://www.youm7.com/images/issuehtm/images/youm/youm7151120111.jpg
نقلا عن العدد اليومى ...