الفتى الذهبي
11-13-2011, 12:58 AM
• عبدالحسين السلطان - الدار
بعد التركة الثقيلة التي حملتها الولايات المتحدة الاميركية منذ اندلاع الثورة الإسلامية في ايران واندلاع حرب الخليج الأولى والثانية والثالثة والرابعة وأحداث 11 سبتمبر عام 2001. وما تبعتها من حروب طاحنة في افغانستان والعراق، وفي ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية والدين السيادي «التريليوني» على أميركا، لابد من التساؤل: هل بإمكان الادارة الاميركية خوض مواجهة جديدة مع ايران ودعم الدولة الصهيونية في ضرب البرنامج النووي الإيراني؟
إن ما تقوم به الآلة الاعلامية الغرب - صهيونية هذه الايام بدق طبول حرب جديدة في منطقة الخليج لا يتوقف على تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأخير، بقدر ما يحمل أهدافا إستراتيجية تنطلق من مبرر تقرير الوكالة، واحد أبرز أهدافها هو ما تختزنه المنطقة من إمكانات مالية فلكية لابد من شفطها واستيعابها حتى تتجنب تحويل هذه القدرة المالية الهائلة الى نفوذ سياسي، ولابد من تجييرها لمعالجة المشاكل الاقتصادية المتضخمة في الغرب والولايات المتحدة الأميركية، وتحريك الصناعات العسكرية الكبيرة التي تشكل جزءا من المشكلة الاقتصادية العالمية ..
وقد استنفرت الدولة الصهيونية كل قدراتها السياسية والإعلامية لحشد ما تمتلك من نفوذ لتعبئة العالم الغربي والقوى الموالية لها في مواجهة قدرة ايران المتنامية على جميع الأصعدة، العلمية والسياسية والعسكرية.. والتي تشكل الخطر الأكبر على وجودها في المنطقة، ناهيك عما يشكله الربيع العربي من تهديد لعودة قرار الأمة العربية الى يد شعوبها بعد أن كان مصادرا لصالح القوى الكبرى وعملاء الغرب والصهيونية العالمية خلال ستة عقود من الزمان.
ان ما يتم الاعداد له من حرب خليجية خامسة لا يمكن حصره في توجيه ضربة للبرنامج النووي الايراني فقط، فايران اليوم غير العراق عام 83، والجمهورية الاسلامية استطاعت ان تصمد في حرب الخليج الاولى امام كل القدرات العسكرية الغربية والمال العربي في حرب دامت ثماني سنوات، بعد خروجها من ثورة شعبية استمرت سنة ونصفاً، تكلفت فيها الثورة ستين ألف شهيد، وقد استفادت ايران بعد ايقاف الحرب عام 1988 في إعادة تأهيل قدراتها العسكرية حتى استطاعت غزو الفضاء، والتسلح بصواريخ بالستية ذات المدى البعيد. اضافة الى ما توصلت اليه من تطور تكنولوجي سلمي.. فدخول الكيان الصهيوني والولايات المتحدة في مغامرة جديدة في المنطقة سوف لا يكون «نزهة» بل لعله يكون أخطر من جميع حروب الخليج السابقة.
ان تجربة حرب لبنان عام 2006 بين حزب الله والكيان الاسرائيلي شكلت «بروفة» لحرب أوسع على ايران، ولكن الدولة العبرية منيت بهزيمة فادحة امام قدرات حزب الله المحدودة، مقارنة بإيران، فكيف سيكون حالها عندما تصبح في مواجهة واسعة مع دولة عقائدية بعدد سكان لا يقل عن 75 مليون نسمة ومساحة أكبر من مليون وستمائة كيلو متر مربع.. وتحتل أطول شاطئ على الخليج العربي يقدر بألف واربعمائة كيلو متر؟!
إن هذا السيناريو الخطير الذي يحاك للمنطقة يشكل أكبر تهديد على مر التاريخ لأغنى بقعة في العالم، ونشوب أي حرب فيها ينذر بعواقب كارثية ليس فقط على الدول المتنازعة، فايران قادرة على امتصاص الضربة الاولى الغربية - الصهيونية كما فعلت في 1980، ولكن العالم بما يحمل من مشاكل اقتصادية كبيرة وبالذات دول مجلس التعاون، وعلى رأسها الكويت، هل تتحمل حربا بهذا الحجم، في ظل ما يتوقعه الخبراء الاقتصاديون بان سعر النفط يمكن ان يصل الى الف دولار للبرميل في اليوم التالي من إغلاق مضيق هرمز، واحتمال نشوب حرب عالمية خاصة بعد الموقف الروسي - الصيني المعارض للمواقف الأوروبية الصهيونية؟!
لاشك في ان اكبر واكثر الدول تأثرا بهذه المغامرة الخطيرة ستكون دول الخليج وعلى رأسها دولة الكويت بوضعها الأقرب الى خطوط النار، ووجود قوات اميركية على أراضيها يزيد من مخاطر تعرضها للخطر، اضافة الى قربها من محطة بوشهر النووية ..
من هنا فان على الدبلوماسية الخليجية دورا فاعلا بالضغط على الادارتين الاميركية والبريطانية لتجنب نشوب حرب جديدة في المنطقة، لا يعلم عواقبها الا الله، وعلى دول مجلس التعاون ان تستثمر نفوذها وقدراتها للتأثير في قرارات الغرب كشركاء في المصالح العليا، وان تلعب دور المدافع الحقيقي عن مصالحها الإستراتيجية أمام مخاطر حرب جديدة، من خلال الدعوة الى قمة خليجية طارئة لبحث هذا الموضوع الخطير الذي يهدد كل مشاريع التنمية في بلادنا، وتبني مبادرة لنزع فتيل حرب جديدة من شأنها تغيير خارطة المنطقة واعادة رسم مخطط سايكس بيكو جديد للمنطقة.
email:ah_alsultan@hotmail.com
تاريخ النشر: الأحد, نوفمبر 13, 2011
بعد التركة الثقيلة التي حملتها الولايات المتحدة الاميركية منذ اندلاع الثورة الإسلامية في ايران واندلاع حرب الخليج الأولى والثانية والثالثة والرابعة وأحداث 11 سبتمبر عام 2001. وما تبعتها من حروب طاحنة في افغانستان والعراق، وفي ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية والدين السيادي «التريليوني» على أميركا، لابد من التساؤل: هل بإمكان الادارة الاميركية خوض مواجهة جديدة مع ايران ودعم الدولة الصهيونية في ضرب البرنامج النووي الإيراني؟
إن ما تقوم به الآلة الاعلامية الغرب - صهيونية هذه الايام بدق طبول حرب جديدة في منطقة الخليج لا يتوقف على تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأخير، بقدر ما يحمل أهدافا إستراتيجية تنطلق من مبرر تقرير الوكالة، واحد أبرز أهدافها هو ما تختزنه المنطقة من إمكانات مالية فلكية لابد من شفطها واستيعابها حتى تتجنب تحويل هذه القدرة المالية الهائلة الى نفوذ سياسي، ولابد من تجييرها لمعالجة المشاكل الاقتصادية المتضخمة في الغرب والولايات المتحدة الأميركية، وتحريك الصناعات العسكرية الكبيرة التي تشكل جزءا من المشكلة الاقتصادية العالمية ..
وقد استنفرت الدولة الصهيونية كل قدراتها السياسية والإعلامية لحشد ما تمتلك من نفوذ لتعبئة العالم الغربي والقوى الموالية لها في مواجهة قدرة ايران المتنامية على جميع الأصعدة، العلمية والسياسية والعسكرية.. والتي تشكل الخطر الأكبر على وجودها في المنطقة، ناهيك عما يشكله الربيع العربي من تهديد لعودة قرار الأمة العربية الى يد شعوبها بعد أن كان مصادرا لصالح القوى الكبرى وعملاء الغرب والصهيونية العالمية خلال ستة عقود من الزمان.
ان ما يتم الاعداد له من حرب خليجية خامسة لا يمكن حصره في توجيه ضربة للبرنامج النووي الايراني فقط، فايران اليوم غير العراق عام 83، والجمهورية الاسلامية استطاعت ان تصمد في حرب الخليج الاولى امام كل القدرات العسكرية الغربية والمال العربي في حرب دامت ثماني سنوات، بعد خروجها من ثورة شعبية استمرت سنة ونصفاً، تكلفت فيها الثورة ستين ألف شهيد، وقد استفادت ايران بعد ايقاف الحرب عام 1988 في إعادة تأهيل قدراتها العسكرية حتى استطاعت غزو الفضاء، والتسلح بصواريخ بالستية ذات المدى البعيد. اضافة الى ما توصلت اليه من تطور تكنولوجي سلمي.. فدخول الكيان الصهيوني والولايات المتحدة في مغامرة جديدة في المنطقة سوف لا يكون «نزهة» بل لعله يكون أخطر من جميع حروب الخليج السابقة.
ان تجربة حرب لبنان عام 2006 بين حزب الله والكيان الاسرائيلي شكلت «بروفة» لحرب أوسع على ايران، ولكن الدولة العبرية منيت بهزيمة فادحة امام قدرات حزب الله المحدودة، مقارنة بإيران، فكيف سيكون حالها عندما تصبح في مواجهة واسعة مع دولة عقائدية بعدد سكان لا يقل عن 75 مليون نسمة ومساحة أكبر من مليون وستمائة كيلو متر مربع.. وتحتل أطول شاطئ على الخليج العربي يقدر بألف واربعمائة كيلو متر؟!
إن هذا السيناريو الخطير الذي يحاك للمنطقة يشكل أكبر تهديد على مر التاريخ لأغنى بقعة في العالم، ونشوب أي حرب فيها ينذر بعواقب كارثية ليس فقط على الدول المتنازعة، فايران قادرة على امتصاص الضربة الاولى الغربية - الصهيونية كما فعلت في 1980، ولكن العالم بما يحمل من مشاكل اقتصادية كبيرة وبالذات دول مجلس التعاون، وعلى رأسها الكويت، هل تتحمل حربا بهذا الحجم، في ظل ما يتوقعه الخبراء الاقتصاديون بان سعر النفط يمكن ان يصل الى الف دولار للبرميل في اليوم التالي من إغلاق مضيق هرمز، واحتمال نشوب حرب عالمية خاصة بعد الموقف الروسي - الصيني المعارض للمواقف الأوروبية الصهيونية؟!
لاشك في ان اكبر واكثر الدول تأثرا بهذه المغامرة الخطيرة ستكون دول الخليج وعلى رأسها دولة الكويت بوضعها الأقرب الى خطوط النار، ووجود قوات اميركية على أراضيها يزيد من مخاطر تعرضها للخطر، اضافة الى قربها من محطة بوشهر النووية ..
من هنا فان على الدبلوماسية الخليجية دورا فاعلا بالضغط على الادارتين الاميركية والبريطانية لتجنب نشوب حرب جديدة في المنطقة، لا يعلم عواقبها الا الله، وعلى دول مجلس التعاون ان تستثمر نفوذها وقدراتها للتأثير في قرارات الغرب كشركاء في المصالح العليا، وان تلعب دور المدافع الحقيقي عن مصالحها الإستراتيجية أمام مخاطر حرب جديدة، من خلال الدعوة الى قمة خليجية طارئة لبحث هذا الموضوع الخطير الذي يهدد كل مشاريع التنمية في بلادنا، وتبني مبادرة لنزع فتيل حرب جديدة من شأنها تغيير خارطة المنطقة واعادة رسم مخطط سايكس بيكو جديد للمنطقة.
email:ah_alsultan@hotmail.com
تاريخ النشر: الأحد, نوفمبر 13, 2011