المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متابعة لأقوال و أحاديث محمد حسين فضل الله في خصوص الشأن العراقي



سيد مرحوم
12-04-2004, 03:14 AM
متابعة لأقوال و أحاديث
محمد حسين فضل الله
في خصوص الشأن العراقي



http://tahqeq.jeeran.com/5ف55ف5ف5555.jpg

شبكة العراق الثقافية : safaa-tkd

لا يخفى على القارئ الكريم ما يجري في الساحة العراقية و نظراً لغياب الصوت المرجعي (إلا عن طريق الرسائل أو التخبط الوكلائي) و ما تشهده الساحة من تخبط في الأفكار لدى المثقفين الأسلامين و عدم وضوح الرؤية بحيث أصبحت كلمة المقاومة و المحتل و السيادة من الشعارات الرنانة التي أكل الدهر عليها و شرب.

و تدخل بعض المرجعيات في الشأن العراقي من خلال مصلحة البلد التي هي فيه و خضوع البعض الآخر لضغوط السياسية. كان لابد من أختيار صوت أسلامي حقيقي محيط بكل حيثيات الوضع في العراق فأتت هذه المحاولة المتواضعة عسى أن أوفق و بعض الأخوة الأفاضل الذين يرغبون في المساعدة لنشر الفكر الذي أتبعته الحركات الأسلامية في العراق منذ عقود من الزمن.

راجياً أن يساهم هذا الرأي لرجل عرف الحياة و خبرها ذات حس مرهف ليس من الذين ينظرون للأمور بنظرة خيالية بل يلامس الواقع في حديثه مرتبط بالأمة كأحدهم يعيش مأساة الأمة و يستشعر آلامها٫ في أثراء الفكر لدى المثقفين.



لمتابعة احاديث السيد وتحليلاته ووجهات نظره في الشأن العراقي من تاريخ 09-07-2004 حتى الآن على هذا اللنك...
http://www.iraqcenter.net/vb/showthread.php?threadid=7663




-----------------------------------




ملاحظة: هذا الموضوع للقراءة فقط. وغير مخصص للتعليقات بل لاستعراض اراء سماحة السيد وتحليلاته ووجهات نظره

سيد مرحوم
12-04-2004, 03:26 AM
العراق: المشكلة في الاحتلال:

http://www.bayynat.org/www/sayed_k2.jpg


أما العراق، فلا يزال ساحة للموت العشوائي الذي تمارسه قوات الاحتلال من جهة، وبعض القوى المسلّحة من جهة أخرى، وفوضى الأوضاع الأمنية من جهة ثالثة، في الوقت الذي يتحدث فيه البعض عن احترام موعد الانتخابات الذي أكد عليه الرئيس الأمريكي وإدارته، تحت تأثير مخاوف كبيرة من سيطرة قوات الاحتلال على مجرياته الإجرائية، ولا سيما إذا عرفنا أنها سوف تزيد قواتها العسكرية إلى 150 ألف جندي، الأمر الذي قد يجعل المجلس القادم والحكومة التي ينتجها خاضعة للشروط الأمريكية في اختيار الممثلين الحقيقيين للشعب العراقي، ما يفرض علينا تحذير هذا الشعب ليكون واعياً للعبة الاستكبارية، ودقيقاً في عملية الاختيار للأشخاص الذين يملكون الخبرة والإخلاص لوطنهم، وللمحافظة علىالهوية الإسلامية للعراق حتى «لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين»...

وإننا في الوقت نفسه ننظر بكثير من الريبة والخطورة للخطاب التحريضي الذي بدأته شخصيات عراقية وأخرى من الدول المجاورة، حول التوزع الطائفي والعرقي في العراق، وحول الدعوات المتبادلة في ادعاء طرف هنا أنه يمثل الأكثرية على حساب الآخر الذي يمثل الأقلية وبالعكس، وقيام البعض بتشجيع هذا الخطاب، وكأن مشكلة العراق تكمن في المسألة الطائفية وليست في الاحتلال الأمريكي لكل مقدّراته وأوضاعه... إننا نحذّر العراقيين من هذه اللعبة التي تشبه اللعبة الغوغائية في أبعادها الغرائزية التي قد تتمثل في الدماء التي تسفك هنا وهناك، تحت تأثير هذه الذهنية التي يشجّعها المحتلون واليهود والعملاء الذين يتحركون بفعل المخابرات الدولية من هنا وهناك، وقد تتمثل في الكلمات الحادة المثيرة التي تحاول إثارة عمليات الاستفزاز الطائفي التي تزيد النار اشتعالاً... إننا ندعو الله أن يحفظ العراق وأهله، وأن يلهم الشعب العراقي الوعي والحكمة والصبر والوحدة الإسلامية في نطاق الوحدة الوطنية.

خطبة الجمعة(03-12-2004)

http://www.bayynat.com/ra/k2_03122004.ram




____________

سيد مرحوم
12-11-2004, 10:42 AM
محمد حسين فضل الله في خطبة الجمعة 10-12-2004م
الاحتلال لايمثل أي قيمة





وفي هذا الجو، فإننا نتابع في الإعلام الآن الفضائح الوحشية للجنود الأمريكيين في العراق، والإسرائيليين في فلسطين، في تعذيبهم للسجناء وقتلهم للمدنيين بدم بارد، مما يدل على أن هؤلاء لا يتمتعون بأية أخلاقية إنسانية، وأن شعارات الإدارة الأمريكية والإسرائيلية في الحديث عن حقوق الإنسان والمحاكمات الاستعراضية تمثل نوعاً من ذر الرماد في العيون، وخداع الرأي العام الدولي. وهذا ما يؤكد بأن الاحتلال لا يمثل أية قيمة إنسانية مما يرفع شعاره القائمون عليه، وأنه الشر كله والإرهاب كله الذي يُراد لـه قهر الشعوب المستضعفة تحت شعارات إنسانية لا علاقة لها بحقوق الإنسان.


إننا نريد إلى جانب ذلك للعالمين العربي والإسلامي أن ينفتحا على المستقبل المدمِّر الذي قد يرسمه المحتلون، من أجل التخطيط لبعضٍ من مواقع القوة التي تبعدهم عن السقوط السياسي والاقتصادي والأمني.

العراق: خشيةٌ من التقسيم

أما العراق الذي تتصاعد فيه حدة العنف، ويُقتل فيه الأبرياء في كل يوم، ويبشّر الرئيس الأمريكي ووزير دفاعه بأن "العنف سيتصاعد فيه أكثر" مع اقتراب موعد الانتخابات الذي لا يزال مثاراً للجدل من ناحية أمنية وسياسية، مع الخوف من المشاريع الفيدرالية التي قد توحي بالمشروع التقسيمي الذي يسيء إلى وحدة العراق مما قد ينعكس سلباً على المنطقة كلها، وربما تخطط الاستخبارات الأمريكية فيه لحرب أهلية، كما تحدثت عن ذلك قبل شهر، بالإضافة إلى تقرير سريّ نشرته بعض الصحف الأمريكية من أن الوضع "قد يتفاقم مع تزايد العنف ولا سيما العنف الديني". ونحن نسأل: مَن المسؤول عن هذا الوضع، ومَن الذي عمل ويعمل على الإيقاع بين المسلمين في العراق؟.

إننا نقول للشعب العراقي الجريح: إن عليه دراسة الموقف بالوعي والحذر والوحدة الإسلامية والوطنية، في سبيل عراقٍ حرّ موحّد يصنع المستقبل لأبنائه، ويفجّر الطاقات المبدعة التي يختزنها هذا الشعب في تاريخه الحضاري الذي يمكن أن يعدّ الأرض لحضارة جديدة، وإنسان جديد يؤكد الحرية والاستقلال وحقوق الإنسان للمنطقة كلها، لا على أساس ما يريده الاحتلال الأمريكي من صنع عراق يحقق للمصالح الأمريكية سيطرتها على كل المنطقة، للمزيد من العبث بثرواتها وطاقاتها وإنسانها كله.

سيد مرحوم
12-12-2004, 04:16 PM
من الحوار الذي أجرته إذاعة صوت لبنان مع سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله بتاريخ 13/11/2004


سماحة العلامة، أيَّ مستقبل تتوقّع للوضع في العراق؛ حرب أهلية، انقسامات، أم مشروع ديكتاتورية جديدة، أم احتلال لألف سبب وعلّة؟

- إنَّ المشكّلة هي أن أمريكا دخلت العراق من أجل خدمة استراتيجيتها في السيطرة على المنطقة، تحت عنوان نشر الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان على الطريقة الأمريكية، ولذلك فإنَّ أمريكا سوف تبقى في العراق من أجل أن تستكمل خطّتها كما يصرِّح به الأمريكيون. ونحن نعرف أن بقاء أمريكا في العراق سوف لن يسمح للعراق أن يتحرَّك في خطِّ الاستقرار، لأنَّ العراق أصبح الساحة التي يتحرك فيها كل معارضي السياسة الأمريكية في المنطقة.

الوضع المذهبيّ في العراق:

* سماحة العلامة، تحدّث عددٌ كبير من المحلّلين عن انقسام شيعي سني في العراق، وعن خلافات داخل المرجعية الشيعية. ماذا عن التباين بين جيش المهدي والسيد السيستاني؟ وبماذا تنذر هذه المشاهد؟

- أما قضية المشكلة السنيّة الشيعيّة، فإنّ مثل هذه التعددية التاريخية قد تخلق بعض المشاكل التي لا أعتقد أنها تتحوَّل إلى حرب أهلية، أما مسألة الخلاف في داخل المرجعية الشيعية، فهذا ليس واقعياً، لأن جيش المهدي أصبح ينفتح على السيد السيستاني ويرجع إليه من دون أية مشكلة بعد التعقيدات التي حصلت سابقاً.

* منذ قليل تحدّثت عن فظاعة الحروب بين أبناء الطائفة نفسها، وقلت إنّ الانقسام داخل الطّوائف خطرُ يتهدَّد المنطقة، وكان اللافت قبل أيام ما ورد من البحرين عن انقسام شيعي _ سنّي داخل المجلس التشريعي حول أحداث الفلّوجة في العراق. ماذا يحمل هذا الموقف خاصّة وأن البحرين من دول الخليج المنفتحة والبعيدة عن مناخات التشدّد؟

- إنني أتصوّر أن المسألة تتّصل بالنظرة إلى بعض الأحداث في العراق، لأن هناك بعض السلفيين المتعصّبين عمدوا إلى قتل الكثير من المسلمين الشيعة بشكل عشوائي، ومن الطبيعي أن هذا الأمر ترك تأثيره على نظرة العراقيين الشيعة بالنسبة إلى قضية الفلوجة، لأنهم يعتبرون أن المقاتلين في الفلوجة يتضامنون مع هؤلاء في مكان آخر، ولعلَّ بعض آثار هذه المسألة انتقلت إلى البحرين، ولكنها لم تصل إلى مستوى خطر، بل كانت مجرَّد مداولات في هذا المقام.

وأعتقد أنها حُلّت بطريقة معقولة في ذلك الوقت. إننا لا نشجّع مثل هذه الإثارات، لأنه ليس معنى ذلك أن كلَّ السنّة يقومون بهذا مثلاً، وأعتقد أن هناك في العراق عقلاء من السنّة ومن الشّيعة ممن يعملون على أساس عدم توسعة هذه المشاعر.

سيد مرحوم
12-18-2004, 01:53 PM
فتوى لاية الله العظمى
السيد محمد حسين فضل الله
في خصوص شراء الاصوات الانتخابية






http://www.sotaliraq.com/iq/fatwa564564634464.jpg

سيد مرحوم
12-18-2004, 01:56 PM
http://www.bayynat.org/www/sayed_k2.jpg




خطبتا صلاة الجمعة لسماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
بيروت :5 ذو القعدة 1425 هـ / 17-12-2004م


العراق: بين دوامتين:

أما العراق، فهو غارق في دوّامتين: دوّامة الفوضى الأمنية التي تتحرك فيها الجرائم التي تستهدف العدوان على المقدّسات وعلى الأبرياء، وقد كان آخرها الاعتداء بالتفجير الآثم الوحشي على مقام الإمام الحسين(ع) الذي حصد كثيراً من الضحايا من القتلى والجرحى، ما قد يوحي ببعض الخلفيات التكفيرية المعقّدة التي تخطِّط لإيجاد حالة طائفية مذهبية نخشى من تطوّرها إلى ردَّةِ فعل غاضبة مماثلة، الأمر الذي قد يؤدي بالعراق إلى وضعٍ لا تحمد عقباه... ولذلك، نريد أن نؤكد على كل العقلاء من العراقيين، أن يبحثوا عن الخلفيّات الكامنة وراء هؤلاء، الّذين مهما أعطوا أنفسهم أية صفة لمواجهة الاحتلال، فإنهم يتحرَّكون بالتخطيط من قِبَل الموساد والمخابرات المركزية الأمريكية.

إنَّ المشكلة الحقيقية للعراق هي الاحتلال الذي لا بد من إيجاد خطة مدروسة واعية لمواجهته، بالدرجة التي توحِّد الشعب العراقي لتحقيق هذا الهدف الكبير الذي سوف يهتزُّ أمام الأحداث الدامية التي تقتل من الشعب العراقي أكثر مما تقتل من المحتلّ، ولا سيما في الأماكن المقدّسة التي تثير المشاعر وتؤدّي إلى الأخطار..

أما الدوّامة الأخرى، فهي الانتخابات التي هي ضرورة للشعب العراقي في استقلاله، ولكننا نخشى من سيطرة قوَّات الاحتلال عليها، فتنحرف عن مسارها التحريري الذي يخطط لعراق حرّ مستقل حضاري موحَّد جديد، الأمر الذي يفرض على القيادات الطليعيّة الواعية ـ ولا سيّما الإسلامية ـ أن تفتح عيونها وعقولها على الخلفيّات التي تحاول أن تصنع عراقاً مسانداً للاستراتيجية الأمريكية التي تتحدث عن عراق الحرية والديمقراطية على طريقة "كلمة حق يُراد بها باطل".

سيد مرحوم
12-26-2004, 12:24 PM
خطبة صلاة الجمعة لسماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
بيروت :12 ذو القعدة 1425 هـ / 24-12-2004م



http://www.bayynat.org/www/sayed_k2.jpg



العراق: الخطورة في الاحتلال

أما العراق، فإنه يتحرك في كارثة دموية يسقط فيها الأبرياء، وتنتشر فيها الفوضى الأمنية، ويعيش معها المواطن في أزمة معيشية يفتقد فيها ضروراته وحاجاته الحيوية... هذا العراق الذي لا يزال يجسّد الوحدة الوطنية بالرغم من العناصر التكفيرية التقسيمية التي تحاول أن تهزّ وحدته في حساسيات مذهبية أو دينية أو عرقية، حيث نسمع بعض الإثارات العربية من أعلى السلطات، لتتحدث عن الخوف على عروبة العراق من السيطرة الشيعية التي قد تجعله إسلامياً على الطريقة الإيرانية من خلال الانتخابات، وعن "الهلال الشيعي" الذي يضم إيران وسوريا والعراق ولبنان..

إن هؤلاء يثيرون مسألة الشيعة كما لو كان الشيعة خطراً على العروبة وعلى الإسلام وعلى السنّة، في الوقت الذي لا يرى فيه هؤلاء الاحتلال الأمريكي خطراً على العراق وعلى المنطقة، ولا يرون في التدخّل الإسرائيلي الخفيّ مشكلة للشعب العراقي؟ إنهم يخافون على العراق من هلال شيعي مثلث ولا يخافون عليه من صليب أمريكي ـ بريطاني تتوسطه نجمة داود، وهو صليب لا يمثل المسيحية، بل يمثل الاستكبار العالمي ضد الشعوب المستضعفة؟!

هل إثارة الحساسيات المذهبيّة تحفظ العروبة؟!

إننا نقول لهم: إن المسلمين الشيعة أشد عروبة من الكثيرين، وإنهم عاشوا طيلة التاريخ في مواجهة الاستعمار البريطاني تأكيداً لعروبتهم النقية الصافية التي لا تجد مشكلة في التزامها الإسلامي، وإنهم لم يفكروا في كل تاريخهم بهلال مذهبي، لأنهم يجدون قوتهم في نطاق الواقع العربي والإسلامي، على أساس المساواة مع الآخرين في الحقوق والواجبات...

إننا نطالب بتقديم الأدلة المدّعاة على هذه الدعوى، ليناقشها الشعب كله في إيران وفي العراق وسوريا ولبنان، لأننا نزعم أنها لا تملك أية واقعية قانونية سياسية، وإننا نأمل من بعض العرب أن يفكروا في الخطر الإسرائيلي الذي يعصف بالشعب الفلسطيني وبالمنطقة كلها، حتى في البلدان التي يتحدث زعماؤها بهذا المنطق... وأن يكفّوا عن إثارة الحساسيات المذهبية بين المسلمين، لأنها ليست في مصلحة أحد حتى الذين يثيرونها...

ونقول لهم أيضاً، إن الشعب العراقي ليس قاصراً ليتحدث هؤلاء عن الخوف عليه، بل إنه عندما يملك الحرية فسيختار الذين يمثلونه ويؤكدون مستقبلهم في عراق عربي مسلم موحَّد، يتعانق فيه السنّة والشيعة والأقليات الأخرى، ويتعاونون من موقع واحد في إخراج المحتل من الأرض الطاهرة المقدّسة...

إن هذه الأصوات تتحرك من خلال الخطة الأمريكية في الضغط على سوريا وإيران ولبنان، لتقديم هدية مجانية لأمريكا وإسرائيل، فهل هذا هو الذي يحفظ للعروبة قوتها وفاعليتها ووحدتها؟!

سيد مرحوم
12-30-2004, 05:28 PM
الشيـعة والعروبـة


فضل الله: لا يوجد هلال شيعي حتى على مستوى الوهم


http://www.bayynat.org/www/arabic/sounds/199.gif


لاستماع الكلمة صوتيا..
http://www.bayynat.com/ra/que28122004.ram


سئل العلامة المرجع، السيّد محمد حسين فضل الله، في ندوته الأسبوعية، عن الأسباب الكامنة وراء الحديث عن "هلال شيعي"؟

فأجاب: "لماذا تُثار مسألة الشيعة أو ما يطلق عليه البعض "القضية الشيعية" بين وقت وآخر سواء في ما هي المسألة السياسية، أو ما يثيره بعض الأوساط الإسلامية في العالم على المستوى الثقافي بالطريقة التي لا يخضع فيها الطرح لأية معطيات موضوعية وعلمية، ولا تُثار فيها الأمور بالطريقة الحوارية على أساس الحوار الشرعي والعلمي والواقعي. إننا نلاحظ وجود جهات رسمية وغير رسمية في العالم الإسلامي تعمل على العبث بالمسألة الإسلامية وإخضاعها لحساباتها السياسية، كما نلاحظ وجود شخصيات وفئات تحاول أن تلاحق المسلمين الشيعة لترميهم باتهامات، وتنسب إليهم الكثير من الانحرافات وقد لا يتورع هؤلاء عن شهر سلاح التكفير بوجههم بعيداً عن خوص الجدال بالتي هي أحسن، وعن سلوك طريق الحوار المباشر الذي يستطيع كل طرف أن يقوم فيه حججه وبراهينه وأدلته انطلاقاً من القاعدة التي تلزمنا جميعاً بالعودة إلى الله ورسوله في كل حالات التنازع والاختلاف.

وفي خضم هذه الأجواء العاصفة وهذه الاستنفارات الإعلامية التي تغذيها أجهزة مخابرات عالمية وتستفيد منها محاور دولية تعمل للنيل من الإسلام بجناحيه السني والشيعي أثير الحديث مؤخراً عن "الهلال الشيعي" بالطريقة الاستعراضية التي لا يُقدم فيها صاحب الاتهام أي دليل على هذه المقولة، بل أي معطيات أولية حول هذه الأمور التي قد لا تتعدى الهواجس في ذهن البعض، ولكنها تتناغم مع أكثر من مشروع معادٍ للأمة في أذهان الآخرين...

من هنا تدخل المسألة في نطاق الإثارة والتخويف، ومن خلال الهجمة الأميركية التي تحاول استهداف بعض المواقع الإسلامية الشيعية في إيران وسوريا ولبنان، والتي قد تملك رؤية سياسية في القضايا الاستراتيجية العربية والإسلامية تختلف عن أولئك الذين ينخرطون في المشروع الأميركي ويريدون للعنوان المذهبي أن يكون المساعد والداعم لهم للعبث بوحدة الأمة ولمحاولة الإيقاع بين السُنة والشيعة بما قد يوفر لهم أجواء إضافية للبقاء في مواقعهم على أساس خدماتهم الإضافية التي يقدمونها للمشروع المعادي للأمة وقضاياها. إننا نسأل هؤلاء: من أين انطلق الخوف عندهم على عروبة العراق، هل انطلق من خلال وعيهم لخطورة الاحتلال الأميركي وما يوفره من فرص سياسية وأمنية وحتى اقتصادية لإسرائيل؟

وهل انطلقت الخشية هذه من أن يحصل المسلمون الشيعة على الأكثرية في الانتخابات، مع معرفتهم بأن العراق ليس كلبنان ولا ينطلق نظامه من المحاصصة الطائفية، بل من خلال المواطنة التي يؤكد الشيعة العراقيون انسجامهم الكامل معها لتكون المواطنة هي الأساس في كل ما يحكم حركة النظام مع شعبه بكل فئاته وأعراقه؟ ثم إذا كانت مسألة الأكثرية هنا تثير الخطر على العروبة، فلماذا لم تكن السيطرة التي أخذت العنوان الذي حركه النظام السابق تثير أحداً ليتحدث عن حرصه على العروبة. وأية عروبة؟ تلك التي أسقطها هؤلاء في العراق نفسه من خلال دعمهم للنظام الطاغي الذي استباح الكويت ليستبيح معها كل مواقع الأمة لحساب المشروع الاستكباري الغربي، وأية عروبة هذه التي يهرق هؤلاء دمها في فلسطين من خلال خذلانهم للفلسطينيين وإعلانهم الخضوع المسبق لشارون، واستعدادهم المسبق لتغطية ممارساته وجرائمه بمد اليد له عند مفترق كل مرحلة لتسير حركة التطبيع العلني والسري مع العدو على حساب جهاد الشعب الفلسطيني ومعاناته وعذاباته طوال السنين الفائتة؟!. إن على هؤلاء أن يطمئنوا إلى أن العراق الشيعي هو عراق العشائر العربية الممتدة في مدى التاريخ والتي لم يحدث في أية حالة أن أصبح الشيعة هناك إيرانيون أو أتراكاً. بل بقي الشيعة هناك متمسكون بعروبتهم وإسلامهم وإخلاصهم لوطنهم وهويتهم العربية الإسلامية...

كذلك، فإن على هؤلاء ألا ينساقوا في جهلهم السياسي وسطحيتهم التي يراد لها أن تحرك الكثير من الهواجس بعيداً عن الواقعية، لأن الجميع يعرف التعقيدات الكبرى التي تحيط بالمناطق العربية في العراق وسوريا ولبنان وغير ذلك، بما لا يصل بالأمر إلى حد الوهم في أن إيران يمكن أن تمتد من خلال هلال شيعي في هذه المناطق، فضلاً عن أن إيران لا تفكر بذلك. ثم إن الشيعة الذين يفتخرون ويعتزون بعروبتهم لم يشعروا في أي وقت بأن هناك أية مشكلة بين احتضانهم للعروبة والتزامهم بالإسلام في خط أهل البيت(ع)، كما لا يشعر المسلمون الآخرون بأن العروبة تمثل عبئاً على التزامهم بالإسلام في خطوطهم المذهبية الأخرى، وإذا كان اللقاء بين الشيعة الإيرانيين والعرب ينطلق من خلال طبيعة الخطوط الثقافية، إلا أن الشيعة لم يفكروا أن تكون إيران هذا الحاكم عليهم في هذا البلد أو ذاك.

إن الشيعة لا يحملون مشروعاً خاصاً كدولة أو ما إلى ذلك، ولذلك رفضوا تقسيم العراق على أساس مذهبي، بل أرادوا عراقاً موحداً يتساوى فيه العراقيون في الحقوق والواجبات، وإذا كانوا قد اضطهدوا في السابق فهم لا يفكرون في اضطهاد غيرهم، بل يتطلعون إلى العيش الكريم مع إخوانهم السنة ومع بقية الأعراق والمذاهب. لقد استطاع الشيعة أن يؤكدوا الإخلاص الكبير لعروبتهم عندما انطلقوا من خلال المقاومة الإسلامية في لبنان لتحرير أرضٍ عربية من إسرائيل، وعندما مدوا يد العون لإخوانهم في فلسطين وأيدوهم وساندوهم بشكل حاسم عندما تراجع الآخرون عن دعمهم... إن الشيعة مسلمون يعيشون الوحدة الإسلامية مع إخوانهم المسلمين في المذاهب الأخرى، وإذا كانت لدى بعضهم التباسات وانحرافات كما في بعض المجتمعات الشيعية، فإن ثمة مجتمعات إسلامية أخرى تحمل التباسات وتعقيدات وانحرافات ولا نستطيع إسقاط هذا أو ذاك على الجميع، بل علينا جميعاً السعي للحوار الصريح والواضح بين الشيعة كفريق عربي ومسلم وبين كل الآخرين على أساس دراسة الاتهامات السياسية والدينية من خلال روحية الحوار المنفتح الذي دعانا إليه الإسلام، ومن خلال السعي لحماية قضايانا الكبرى من فتنة تحوق بها ويدق لها النافخون في طبول الطائفية والمذهبية والاستكبار وهواجس الوهم سعياً للفرقة ولحرق البقية الباقية من قضايانا.

إننا ندعو العرب جميعاً إلى أن يتوحدوا في طروحاتهم والتزاماتهم وعلاقاتهم السياسة بالواقع الدولي والتيارات العالمية لخدمة القضايا العربية ومواجهة الاحتلال الأميركي والبريطاني والإسرائيلي، ويؤكدوا استعادة القوة التي يملكون الكثير من عناصرها ومواقعها في خط المواجهة للتحديات الكبرى وينفتحوا على المسلمين جميعاً من موقع الحماية للقضايا الإسلامية العربية الموحدة، لأن الإسلام قوة للعروبة وللعرب، كما أن العروبة قوة للإسلام وللعروبة بعيداً عن الطائفية والعنصرية على أساس الحوار الموضوعي العقلائي الذي يستهدف تركيز القاعدة على اللقاء المشترك من دون استغلال للتعقيدات السلبية الطارئة هنا وهناك".

سيد مرحوم
12-30-2004, 05:38 PM
العلامة المرجع فضل الله للأردني عبدالله: إن المسلمين الشيعة أشد عروبة من الكثيرين منكم!!


http://www.bayynat.org/www/sayed_k2.jpg

خطبة الجمعة السياسية 24/12


للاستماع اليها صوتيا وكاملة دون تقطيع للكثير من فقراتها كما هي كتابيا..
http://www.bayynat.com/ra/k2_24122004.ram



العراق: الخطورة في الاحتلال


أما العراق، فإنه يتحرك في كارثة دموية يسقط فيها الأبرياء، وتنتشر فيها الفوضى الأمنية، ويعيش معها المواطن في أزمة معيشية يفتقد فيها ضروراته وحاجاته الحيوية... هذا العراق الذي لا يزال يجسّد الوحدة الوطنية بالرغم من العناصر التكفيرية التقسيمية التي تحاول أن تهزّ وحدته في حساسيات مذهبية أو دينية أو عرقية، حيث نسمع بعض الإثارات العربية من أعلى السلطات، لتتحدث عن الخوف على عروبة العراق من السيطرة الشيعية التي قد تجعله إسلامياً على الطريقة الإيرانية من خلال الانتخابات، وعن "الهلال الشيعي" الذي يضم إيران وسوريا والعراق ولبنان..

إن هؤلاء يثيرون مسألة الشيعة كما لو كان الشيعة خطراً على العروبة وعلى الإسلام وعلى السنّة، في الوقت الذي لا يرى فيه هؤلاء الاحتلال الأمريكي خطراً على العراق وعلى المنطقة، ولا يرون في التدخّل الإسرائيلي الخفيّ مشكلة للشعب العراقي؟ إنهم يخافون على العراق من هلال شيعي مثلث ولا يخافون عليه من صليب أمريكي ـ بريطاني تتوسطه نجمة داود، وهو صليب لا يمثل المسيحية، بل يمثل الاستكبار العالمي ضد الشعوب المستضعفة؟!

هل إثارة الحساسيات المذهبيّة تحفظ العروبة؟!

إننا نقول لهم: إن المسلمين الشيعة أشد عروبة من الكثيرين، وإنهم عاشوا طيلة التاريخ في مواجهة الاستعمار البريطاني تأكيداً لعروبتهم النقية الصافية التي لا تجد مشكلة في التزامها الإسلامي، وإنهم لم يفكروا في كل تاريخهم بهلال مذهبي، لأنهم يجدون قوتهم في نطاق الواقع العربي والإسلامي، على أساس المساواة مع الآخرين في الحقوق والواجبات...

إننا نطالب بتقديم الأدلة المدّعاة على هذه الدعوى، ليناقشها الشعب كله في إيران وفي العراق وسوريا ولبنان، لأننا نزعم أنها لا تملك أية واقعية قانونية سياسية، وإننا نأمل من بعض العرب أن يفكروا في الخطر الإسرائيلي الذي يعصف بالشعب الفلسطيني وبالمنطقة كلها، حتى في البلدان التي يتحدث زعماؤها بهذا المنطق... وأن يكفّوا عن إثارة الحساسيات المذهبية بين المسلمين، لأنها ليست في مصلحة أحد حتى الذين يثيرونها...

ونقول لهم أيضاً، إن الشعب العراقي ليس قاصراً ليتحدث هؤلاء عن الخوف عليه، بل إنه عندما يملك الحرية فسيختار الذين يمثلونه ويؤكدون مستقبلهم في عراق عربي مسلم موحَّد، يتعانق فيه السنّة والشيعة والأقليات الأخرى، ويتعاونون من موقع واحد في إخراج المحتل من الأرض الطاهرة المقدّسة...

إن هذه الأصوات تتحرك من خلال الخطة الأمريكية في الضغط على سوريا وإيران ولبنان، لتقديم هدية مجانية لأمريكا وإسرائيل، فهل هذا هو الذي يحفظ للعروبة قوتها وفاعليتها ووحدتها؟!

سيد مرحوم
01-02-2005, 01:42 AM
خطبتا صلاة الجمعة لسماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

بيروت :19 ذو القعدة 1425 هـ / 31-12-2004م


http://www.bayynat.org/www/sayed_k2.jpg


العراق: محاولات لإيقاد الفتنة:

أمَّا العراق، فإنَّه يسقط فيه العشرات في كلِّ يوم، بفعل الفوضى الأمنية التي انطلقت من سياسات وحسابات المحتلّ منذ البداية، فهو يطلُّ على لغة سياسية وأمنية جديدة تحمل كلَّ عناصر الفتنة، ويُراد لها أن تحرق الأخضر واليابس، على حساب قضيَّة الشعب العراقي ومسألة التحرير.

إننا نفهم أن يسجّل فريق اعتراضه ورفضه للانتخابات في ظلِّ وجود المحتلّ وتحت حرابه، أما أن تصبح لغة الاغتيال والقتل هي اللغة التي يُراد لها أن تنفّذ ذلك بالوسائل الإجرامية للأبرياء لمجرَّد اختيارهم للانتخاب، أما أن تتحرك لغة التكفير والاتهام بالارتداد والخيانة للذين قد يكون لهم رأي معين في هذا المشروع الانتخابي، بفعل اجتهاد معين على أساس اعتبار ذلك وسيلةً لإخراج المحتلّ بإرادة عراقية حرّة شرعية، أما أن يثير البعض مسألة السنّة والشيعة في الإطار المذهبي من خلال الخلاف في المسألة السياسية لإثارة الحساسيات المذهبية، من أجل الفتنة التي إذا انطلقت في الساحة العراقية فإنها سوف تمتد إلى العالم العربي والإسلامي، أمَّا أن يتحدَّث البعض عن خطر شيعي في الواقع العراقي في الوقت الذي لم يطالب المسلمون الشيعة إلا بأن يعيشوا في عراق وحدوي لا تقسيم فيه يتساوى فيه الجميع بالحقوق والواجبات، فإن ذلك إنما ينطلق في خطة أمريكية صهيونية إجرامية، من أجل تحويل العراق إلى قنبلة موقوتة تتفجّر في المنطقة كلّها، لتوزّع خطوطها على جيران العراق وعلى اتجاهات الواقع الإسلامي كلّه. وفي ذلك الخدمة لكلِّ خطط الاستكبار العالمي الذي لا يزال يحدّق بالثروة العراقية، وبالمشاريع المتحرّكة لمصالحه في المنطقة كلها. ولعل من اللافت أنَّ الذين يتحدّثون عن مواجهة المحتلّ، يخدمون سياسته من حيث يعلمون ولا يعلمون.

الملف الصوتي
http://www.bayynat.com/ra/k2_31122004.ram

سيد مرحوم
01-02-2005, 01:54 AM
المرجع فضل الله شدّد على نقد العصبيات التي امتدت من الطائفة والعشيرة لتشمل الأحزاب

الشعب العراقي مسؤول عن اختيار قيادات لا تخضع لشروط المحتل


حذّر سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، الشعب العراقي من السقوط في فخ لعبة الاحتلال الأميركي الهادفة للسيطرة على مجرى الانتخابات، والإتيان بمجلس نيابي وحكومة يخضعان لشروط واشنطن وتوجهاتها، ما يتطلب الالتزام بالدقة في عملية اختيار المرشحين الذين يملكون الخبرة والإخلاص والعاملين للمحافظة على الهوية الإسلامية للعراق.

ونظر سماحته بريبة وخطورة إلى الخطاب العراقي الذي يؤجج المسألة الطائفية من خلال الحديث عن أكثرية هنا وأقلية هناك، وذلك بما يستنفر الغرائز والأحقاد التي تؤدي إلى سفك الدماء بتشجيع من المحتل، مؤكداً أن المحتل هو الذي صنع مشكلة العراق وماساته وليست المسألة الطائفية.
http://www.bayynat.org/www/arabic/nachratbayynat/bayynat92/ghilaf_p1.htm

سيد مرحوم
01-08-2005, 01:47 AM
جواب مكتب الاستفتاءات
لسماحة آية الله العظمى
السيد محمد حسين فضل الله
حول الانتخابات


http://tahqeq.jeeran.com/5ف55ف5ف5555.jpg



بسم الله الرحمن الرحيم



From: istif@bayynat.org.lb

To: albasry2003@yahoo.com

Sent:



الأخ الكريم حفظه المولى


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد...



س) نحن لفيف من العراقيين الذين يرجعون لكم في التقليد، نامل من سماحتكم أن تعطونا رأيكم حول السؤال الشرعي الآتي:هل أن المشاركة في الانتخابات العراقية القادمة واجب شرعي علينا أم أنها استحبابا؟ ننتظر إجابتكم سيدنا الجليل.


ج) ما دام أن مثل هذه الانتخابات تساعد على طرد المحتل وجعل الحكم الجديد بعيدا عن الإرتباط المطلق مع المحتل، ليلاحظ مصلحة الشعب العراقي أولاً وأخيراً ويعمل على وحدة العراق، فلا بأس بالمشاركة، بل قد يتعين ذلك إذا جزم المكلف بالنتائج المذكورة ولا بد لكل الفئات من الإلتفات الى ذلك وعلى المثقف ورجال الدين توعية الآخرين عندئذ بمثل هذه الحقائق.. وبلورتها.. نعم إذا كان الأمر خلاف ذلك وكانت الانتخابات مجرد واجهة يحكم من خلالها المحتل والقوى المؤيدة له، سواء من خلال هذه الحكومة أو حكومة جديدة، فلا يجوز المشاركة عندئذ، لأن المشاركة تكون تأييداً ودعماً للمحتل وأعوانه وفي حال المشاركة لا بد من اختيار الشخص المسلم الصالح الذي يحافظ على الهوية الاسلامية للعراق ويكون اميناً على الناس

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته




مكتب الاستفتاءات لسماحة آية الله العظمى

السيد محمد حسين فضل الله 23 ذو القعدة 1425هـ

سيد مرحوم
01-08-2005, 01:55 AM
خطبتا صلاة الجمعة لسماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
بيروت :26 ذو القعدة 1425 هـ / 07-01-2005م


http://www.bayynat.org/www/arabic/Khotbat/index_files/Sayyed.GIF

العراق قادر على صنع مستقبل حرّ

وإذا كانت الدول المجاورة للعراق قد التقت لدراسة الأوضاع القلقة من الناحية الأمنية والسياسية في هذا البلد الجريح، فإننا نتصوّر أن المشكلة الأساس التي لا بد للجميع أن يبحثوها هي مشكلة الاحتلال الأمريكي الذي هو سرّ كل الأحداث المأساوية لهذا البلد المنكوب، وليست المشكلة هي ما يُراد إثارته ضد سوريا وإيران من التدخّل في أوضاعه بتشجيع عناصر العنف الخارجية في هذا البلد المجاور أو ذاك، مما يدخل في نطاق الإثارة لا في نطاق الواقع، وهذا ما يتحدث به البعض عمّا يسمّونه "الخطر الشيعي" في الانتخابات ونتائجها.

إننا نعتقد أن العراقيين في قياداتهم الدينية والسياسية قادرون على إدارة أمورهم بأنفسهم عندما يملكون حرية صنع القرار السياسي والاقتصادي والأمني، وخصوصاً إذا أخذوا بأسباب الوحدة الإسلامية والوطنية، وواجهوا الأصوات الناشزة التي تلعب لعبة الطائفية المذهبية في عملية الإثارة من الداخل والخارج، وكذا الفئات الإرهابية الإجرامية من التكفيريين والمجرمين.

إن العراق قادر على صنع مستقبل حرّ، قوي، فاعل ومنتج على مستوى الطاقات المبدعة الكامنة في داخل شعبه، ولكنه بحاجة إلى الحرية والاستقلال والاستقرار، فلا تعبثوا به لخدمة مصالح الاستكبار العالمي وأعوانه.
07-01-2005م