المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هدّوا الحرامي.. طلع كويتي وخله يشوف أمه بيوم العيد!



الفتى الذهبي
11-09-2011, 01:06 AM
09/11/2011


كتب كويتي : القبس

بمناسبة أفلام الأكشن في العيد، سأروي لكم لقطات من حادثة وقعت في ديرتنا وبمناطق معروفة وموثقة بأبطالها واتصالاتها وأماكن وقوعها.

ورغم أن حادثتنا يمكن أن تحصل في كل مكان وزمان، لكنها تجسد كل ما نعانيه من خلل فظيع في العلاقات ما بين: المجتمع والقانون - حماة القانون والقانون - المجتمع وحماة القانون - المجتمع واللصوص - اللصوص والقانون.. الخ. ولنرو. لكم فيلم أكشن بعنوان «حرامي الرقعي»:

للحظات، ولنحو أمتار فقط، ابتعد عنها زوجها ليتبضع من بقالة، كانت كافية لأن يهاجم شاب بكامل قواه البدنية السيدة ويحاول انتزاع حقيبتها اليدوية، وبعد محاولة منعه، استلها منها بقوة السكين وتركها بجراحها ولاذ هاربا.

هناك شاب في سيارة قريبة راقب ما حصل، لكن الحرامي طار كالبرق، فقرر اللحاق به.

يؤكد لنا بطل الملاحقة، أن هذا الحرامي متمرس، لأنه بالكاد استطاع تتبعه من سرعة جريه للمسافة بين الدائري الخامس ومبنى رئاسة الأركان. وعندما مرّ بطلنا بمقر الحرس الوطني سألهم معاتبا: لماذا لم تمسكوا الحرامي لقد كان يجري أمامكم، أجابوه بالنص «والله هذا ذابحنا، يوميا يركض من هنا والناس تركض وراه»!

توارى بعد ذلك، في مواقف سيارات «الأفنيوز»، ولكن بطلنا لحق به وصرخ: حرامي، فتدافع من كان في الموقف وأمسكوا به.

في الأثناء، كان بطلنا الغيور يتصل بالدوريات باستمرار ويخبرهم بتفاصيل «المطاردة المستحيلة»، وكل مرة يعدونه بأنهم «مسيطرون على الموقف».

عموما، توجت عملية الملاحقة بأن أمسك بالحرامي بيد، وباليد الأخرى يتصل بدوريات الطوارئ، ومع ذلك لم تصل. وبعدها حصلت المفاجأة الكبرى:

الناس التموا بشكل مكثف، وبدلا من أن يساعدوا بطلنا الذي قبض على الحرامي، بدأوا يحققون معه على شاكلة: ومن أدرانا أنه سرق المرأة.. وإذا لم يسرقك فانت شكو؟

والأكثر وجعا: سألوا الحرامي.. أنت من أي عائلة؟ فلفق من عنده وادعى انحداره من واحدة من أشهر القبائل في البلد؛ عندها انقلب كل شيء لمصلتحه. فبدأ الناس ينهالون عتابا وضغطا على البطل من أجل أن يهدّ الحرامي بالقول: هدّ المسكين.. ليش حاقد عليه؟.

ما تشوفه كويتي؟.

ليش تحرم أمه من شوفته بالعيد؟.

خليه يروح صار له هذا درس وبعد ما يعيدها... الخ.

ونتيجة لهذه الضغوط الرهيبة، أطلق سراحه، فما كان من الحرامي، إلا أن جرى بالطريقة التي اختفى فيها بلمحة.

تمعنوا بحجم «الجريمة» التي اقترفها هذا النفر من المجتمع، بالتستر على مجرم متلبس. ودققوا في مسألة ان «الحرامي كويتي»، فينبغي أن نطلق سراحه!

إذا كان المجتمع يهدر حقه بيديه، وفي حالتنا، فان الحرامي، الذي أطلق سراحه، سيعيدها مع سيدة أخرى: زوجتنا.. اختنا، ابنتنا.. وهكذا، لأن علاقة القصاص بالحياة حددها لنا عزّ وجلّ، وأن تنازل المجني عليه والمجتمع عن حقه، ذاك يعني انتظاره جريمة جديدة.

تاليا، هل يكفي أن يكون الحرامي كويتيا، لكي يمنحه المجتمع صك الغفران؟

وعن ردة فعل أهل القانون لجريمة وقعت في وضح النهار بشهود «أصحاء»، نقول، أفلح من سمّاها: «الداخلية»، فهي اسم على مسمى. ونذّكر بأن الثورة المصرية شعلتها كانت فساد الضباط في قضية خالد سعيد.

اعكسوا حادثة «حرامي الرقعي» على وضعنا كله، وعندها ستعثرون على الحقيقة المرّة التي تفسر وضعنا البائس برمته، والتي اقتضت أن يكون «الشعب خفيرا على الداخلية»!

كويتي

Kuwaite2@