المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المالکی: إعدام صدام لا یساوی قطرة من دم المرجع الشهید الصدر ویمثل نهایة مرحلة سوداء



جمال
11-08-2011, 10:22 PM
المالکی: إعدام صدام لا یساوی قطرة من دم المرجع الشهید الصدر ویمثل نهایة مرحلة سوداء وبدایة جدیدة لبناء عراق حر یحکمه القانون

اعتبر رئیس الوزراء العراقی نوری المالکی الحکم الذی اصدرته المحکمة الجنائیة الخاصة بحق الطاغیة المقبور صدام بأنه یؤکد قوة و استقلالیة القضاء العراقی و قدرته فی محاکمة المجرمین و الاقتصاص منهم مضیفا بأن إعدام صدام لا یساوی قطرة من دم المرجع الشهید الامام السید محمد باقر الصدر .




http://www.nasimonline.ir/Ar/Images/News/Smal_Pic/17-8-1390/IMAGE634563702610999774.jpg (http://www.nasimonline.ir/Ar/Images/News/Larg_Pic/17-8-1390/IMAGE634563702610999774.jpg)
http://www.nasimonline.ir/Ar/Images/News/Smal_Pic/17-8-1390/IMAGE634563682782655658.jpg (http://www.nasimonline.ir/Ar/Images/News/Larg_Pic/17-8-1390/IMAGE634563682782655658.jpg)

و اشار المالکی فی کلمة اعقبت النطق باعدام صدام بعد مرور ستة سنوات من اعدام طاغیة العصر و قال ان حکم الاعدام على مجرم کصدام و اعوانه لا یمثل عندی شیئا کبیرا و ان اعدامه لا یساوی قطرة من دم المرجع الشهید السید محمد باقر الصدر أوالشهید السید محمد صادق الصدر و الشهداء من آل الحکیم أو شهداء الدعوة الاسلامیة و الشهداء العلماء الشیخ عبد العزیز البدری و الشیخ ناظم العاصی او ای شهید من ابناء العراق . و فیما یلی نص کلمة المالکی بمناسبة صدور حکم الاعدام بحق الطاغیة صدام :


بسم الله الرحمن الرحیم


"انه من یأت ربه مجرماً .. فإن له جهنم لا یموت فیها ولا یحیى"


یا ابناء الشعب العراقی العزیز

لقد کنتم تنتظرون الیوم الذی یقف فیه الجلاد فی قفص الاتهام لیحاکم على ما ارتکبت ایادیه الآثمة من جرائم بحق العراقیین من جمیع الطوائف والمذاهب والقومیات، وها هو الیوم الذی ترون فیه الدکتاتور بعد القاء القبض علیه فی حفرته الحقیرة ومحاکمته وهو یواجه العقوبة التی یستحقها . ویؤکد الحکم الذی اصدرته المحکمة الجنائیة الخاصة هذا الیوم قوة واستقلالیة القضاء العراقی وقدرته فی محاکمة المجرمین والاقتصاص منهم، فالعدالة اقوى من اعدائها والقانون هو الذی ینتصر فی نهایة المطاف . ان حکم الاعدام على مجرم کصدام واعوانه لا یمثل عندی شیئاً کبیراً و ان اعدامه لا یساوی قطرة من دم المرجع الشهید السید محمد باقر الصدر او الشهید السید محمد صادق الصدر او الشهداء من آل الحکیم وشهداء الدعوة الاسلامیة والشهداء العلماء الشیخ عبد العزیز البدری والشیخ ناظم العاصی او ای شهید من ابناء العراق من الکرد والترکمان والکلدوآشوریین .

ان الحکم على رأس النظام البائد لا یمثل حکماً على شخص انما على حقبة مظلمة لم یشهد لها تاریخ العراق مثیلاً . لقد تعامل القضاء بکل شفافیة و نزاهة فی محکمة جنائیة مع حاکم ارتکب ابشع الجرائم بحق الشعب . لقد اعدم خیرة العلماء و المثقفین والاکادیمیین والمفکرین ویمثل حکم العدالة الصادر الیوم استجابة لانین امهات وآباء واخوات وابناء مئات الآلاف من المعدومین والمسجونین فی زنزانات نظام صدام ولعله یقدم بعض العزاء ویکفکف دموع الارامل والیتامى و الثکالى الذین منعوا من اقامة مراسم العزاء و امروا بدفن اعزائهم سراً وکبت آهاتهم ومشاعرهم الانسانیة والزامهم بدفع ثمن رصاصات الجلادین کما تحملوا عقوبات جائرة تمثلت فی حرمانهم من ابسط الحقوق الانسانیة کالدراسة والوظیفة حتى الدرجة الرابعة . من حق ذوی الشهداء و حق جمیع العراقیین ان یبتسموا ویفرحوا قلیلاً بحکم الاعدام الصادر بحق هذا المجرم و ازلامه لکن ماذا یعوض اعدامه من خسائر هائلة فی الارواح و الممتلکات ؟ و هل یعید الاعدام عزیزاً ؟؟

ام یعوض عالماً ربانیاً مثل الشهید الصدر ومئات الآلاف من الرجال والنساء الابرار؟؟.. ان صدام حسین هو اسوأ حاکم فی تاریخ العراق فهو الوحید الذی قتل هذا الکم الهائل من ابناء الشعب کما ان حزبه هو اسوأ حزب فی تاریخ العراق ایضاً کونه الاداة القمعیة التی استهدفت الشعب العراقی على مدى خمسة وثلاثین عاماً ومایزال یبطش به من خلال العملیات الارهابـیة التی ینـفذها الصدامـیون وحلفـاؤهم التکـفیریون .

هذا المصیر هو لکل من تجاوز على حرمة المواطنین وسفک الدماء الطاهرة وانتهک الحرمات و هذه النهایة المهینة لکل من عرض الوطن الى سلسلة من المحن و الآلام و التمزق و الحروب الطائشة التی کادت ان تمزق نسیجه الاجتماعی و سلامة ارضه و هدر ثرواته وتسخیرها على اوهامه واحلامه المریضة وشراء الذمم والضمائر والاقلام والفضائیات المأجورة .

لا تحصى الارواح البریئة التی ازهقت فی حروبه ومغامراته، فی حرب طائشة مرة ضد الجمهوریة الاسلامیة ومثلها فی غزو الکویت اضافة الى ماکان قد تسبب بانهیار الدولة ومؤسساتها ودخول البلاد فی حالة من الفوضى بعد ماکان المجرمون مقربین منه وبعدما اصبح حزبه حزب البعث قطعاناً من الوحوش و القتلة المتمرسین .

اقول لکل الواهمین من ازلام النظام البائد ان حقبة صدام وحزبه اصبحت من الماضی کما هی حقبة الدکتاتوریین من امثال هتلر وموسلینی ، نحن مصممون على بناء عراق بدون مقابر جماعیة ولا انفال ولا حروب ولا انقلابات عسکریة ولا قمع لاسباب عنصریة او طائفیة ، نرید عراقاً یتساوى فیه العراقیون فی الحقوق والواجبات .. لقد ولت و الى غیر رجعة سیاسة التهمیش و الاقصاء والتمییز ، فالعراق الجدید هو الذی سیکون فیه القانون فوق الجمیع ، ولن یکون لایة جهة او فئة الحق فی ان تسلب ارادة الآخرین وتتحکم فی مصائرهم .

یا ابناء الشعب العراقی العزیز اننا نرفض رفضاً قاطعاً تصنیف صدام على ایة طائفة لان المجازر التی ارتکبها بحق الشعب لا تشرف احداً و لیس من الحکمة و الحصافة ان نضع مکوناً مهماً من مکونات الشعب العراقی و کأنه مدافع عن الطاغیة .


ان سجل النظام البائد فی مجال حقوق الانسان یمثل وصمة عار فی جباه المدافعین عنه من المحسوبین على القانون حین وضعوا انفسهم خصوماً للشعب العراقی وتجاوزوا على مشاعره و آلامه فی مئأت المقابر الجماعیة المنتشرة فی طول البلاد وعرضها .. اننا نستغرب اشد الاستغراب من مطالبة البعض لدول اجنبیة بالتدخل للافراج عن الدکتاتور ، فالآخرون لیسوا قضاة ، و المحاکم العراقیة وحدها التی تملک الحق فی الحکم على ای متهم او تبرئته .

و یعد الحکم الصادر على الدکتاتور درسا بلیغا لکل المجرمین والارهابیین الذین ستطالهم قبضة العدالة و سینالون الجزاء آجلاً ام عاجلاً فی محاکم عادلة و نزیهة و ادعو جمیع المغرر بهم من الذین لم تتلطخ ایادیهم بدماء الابریاء لاعادة النظر فی مواقفهم ومراجعة حساباتهم فالحکومة لیست ضد من یعارضها سلمیاً وسیاسیاً وهی قد فتحت الباب واسعاً امام الجمیع للمشارکة فی العملیة السیاسیة من خلال مبادرة المصالحة الوطنیة والحوار الوطنی الذی اطلقناها وحظی بتأیید القوى السیاسیة العراقیة.. ان حزب البعث مسؤول عن کل الجریمة ولم یکن المجرم صدام لیکون لولا ان تحول البعثیون الى اسلحة للقتل والتخریب واقلامهم الى تقاریر تنتهی بالابریاء الى السجون والمعتقلات.

ابناء قواتنا المسلحة البطلة .. انتم الیوم حراس الوطن و حماته وعیونه الساهرة لتوفیر الامن لابنائه .. ان على جمیع الاجهزة العسکریة والامنیة ان تکون على اهبة الاستعداد لحمایة ممتلکات الدولة والشعب وان تتصدى بحزم وقوة لکل من یحاول ان یعبث بامن واستقرار البلاد وان من یتهاون فی اداء واجبه سیلاحق قانونیاً .. ان ثقة الحکومة و الشعب بقواتنا المسلحة عالیة و کبیرة ولن تتزعزع ابدا ، فالقوات المسلحة من الجیش والشرطة قد ساهمت فی دعم وحمایة الانتخابات وقدمت الشهداء فی طریق اقامة المؤسسات الدستوریة وتشکیل الحکومة المنتخبة دیمقراطیاً .

ان حکومة الوحدة الوطنیة ترفض بقوة و لن تسمح لایة جهة کانت ان تسیء الى قواتنا المسلحة او ان تضعها فی خانة الاتهام لان ذلک من شانه ان یعرض سیادة البلاد و امنه الى مخاطر حقیقیة .

یا ابناء الشعب العراقی العزیز

ان الحکم على الدکتاتور الذی یعد انصافاً لعوائل ضحایا مجزرة الدجیل وانتصاراً لجمیع ضحایا النظام البائد ، یمثل نهایة مرحلة سوداء وبدایة مرحلة جدیدة لبناء عراق حر دیمقراطی اتحادی یسود فیه حکم القانون ودولة المؤسسات ویتساوى فیه الجمیع، فالعراق الیوم لکل العراقیین، یشمخ بعزتهم وترتفع رایته بوحدتهم الوطنیة .
"وقل اعملوا فسیرى الله عملکم ورسوله والمؤمنون" / و السلام علیکم و رحمة الله و برکاته .